أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - خدر خلات بحزاني - دماغ سز..!!














المزيد.....

دماغ سز..!!


خدر خلات بحزاني

الحوار المتمدن-العدد: 3655 - 2012 / 3 / 2 - 00:50
المحور: كتابات ساخرة
    


بينما كنت أهمّ بالخروج من منزلي والتوجه لقضاء أمر ما، وردني اتصال من موبايل احد أصدقائي، ولكن لم يكن هو المتحدث، بل زوجته، وقالت لي «أرجو أن تحضر فورا لمنزلنا، لان صديقك يريدك على وجه السرعة، وقد أصابته نوبة من الهستيريا», وقطعت الاتصال.
تنازعتني الأفكار وأنا في طريقي لمنزل صديقي، فانا اعرفه جيدا، فهو متابع جيد للشأن السياسي المحلي والدولي، بل إننا نلقبه أحيانا بالمحلل السياسي، ونلومه لأنه لا يشارك في الفضائيات كمحلل سياسي اسوة بالمئات غيره ممن يطلون علينا ويحللوا ويفصّلوا في كل الشؤون السياسية والرياضية والفنية والدينية وحسب حاجة المحطة الفضائية..
وصلتُ إلى منزل صديقي، ودخلتُ عليه، ووجدته مثل أولئك الذين نراهم في الأفلام عند المصائب، وشعر ذقنه قد طال، وشعر رأسه منفوش غير مسرّح ويرتدي البيجاما (قالت زوجته انه لم يخلعها منذ ثلاثة أيام) وجالس على الأرض والتلفزيون كان يشتغل على محطة سبيستون لاطفال.
بادرني بالقول "يجب أن أعترف لك بأنني أول واكبر دماغ سز عراقي، وقبل أن تضحك مني أو تضحك عليّ أقول لك، هل أنت متأكد من انك تملك دماغ؟ وتابع يقول: كنت اعتبر نفسي إنسانا متوسط الذكاء او فوق المتوسط بقليل، وأحيانا أدلو بآرائي في مختلف الشؤون السياسية والثقافية والفيزياء النووية والطب الذري وعلوم كريندايزر ومغامرات السنافر، كما كنت أحيانا احشر انفي الأفطس والقبيح في مواقد وموائد المطبخ العراقي لتذوق الباجة والمسكوف رغم إصابتي بالجيوب الأنفية"..
وقال وهو يزفر نفسَه ويخرج سيجارة من علبة الدخان "لقد اكتشفت إنني دماغ سز عندما مدّ القادة العراقيون، يا عيني على القادة، حبلا بين ساحلي دجلة والفرات، وبدءوا بنشرالغسيل النتن والمقمل والقذر، وانهالت الفضائح، فهذا إرهابي، وذاك إرهابي، وأولئك إرهابيون"..!!
ونفث دخانه بوجهي وقال "يبدو إن الإرهاب كان يتم بتوجيه من أعلى رؤوس الدولة، يا عيني على الدولة، ولم اعد استبعد إن الأعمال الإرهابية كانت رؤوس سياسية وأمنية ومخابراتية كبيرة في الدولة تديرها، وفي نفس الوقت كانوا يدينونها، وظهر إن نسبة هائلة من تلك الأعمال الرهيبة يقف خلفها رموز، يا عيني على الرموز، رموز سياسية مذهبية طائفية عراقية لا يشق لها غبار في ميدان الفضائيات والبكاء على أنين الأبرياء".
ضرب جبهته بيده كمن تذكر شيئا وقال "لم أكن اعرف إنني دماغ سز إلا عندما تصورت أو تيقنت إن المسؤول الحكومي الإرهابي إياه، كان ينفذ أو يوعز بتنفيذ جريمته، وفي نفس الوقت يغرف الملايين من الدنانير كراتب شهري له، بينما ذوي الشهداء من ضحايا تلك الجرائم الوحشية يبيعون جزءا من حصصهم التموينية كي يوفروا أجور متابعة ملفات ومعاملات استحصال حقوقهم وحقوق فلذات أكبادهم"..
ثم ابتسم وقال "يا صديقي العزيز، إن الانهيار الفضائحي الإرهابي لشخصيات ورؤوس كبيرة ومتنفذة لم يصبني بالسكتة الدماغية، لأنني والحمد لله، دماغ سز كما قلت لك، ولو لم أكن ذلك لما تمكنت من التحدث معك".. وزاد عرض ابتسامته وهو يقول "هل تذكر يا صديقي تحليلاتنا السياسية عند وقوع أي عمل إرهابي؟ كنا نلقي باللائمة على بقايا النظام البائد، أو بقايا البعثيين، أو التنظيمات الإسلامية المتشددة، أو حتى الأمريكان أحيانا، وظهر لنا إننا سذج وأغبياء وبلهاء، أو دماغ سزية، ونحن لم نكن نحلل، بل كنا نخلل أو نطرّش طرشي"..
ونظر إليّ نظرة جدية كأنه استعاد وعيه وقال "أرجو أن تكتب مقال بعنوان (حاميها حراميها) كي تفضح هؤلاء الواوية (الثعالب)"..
وهنا قاطعته وقلت له "لن أضع هكذا عنوان رخيص ومستهلك لمقال لي أبدا، لأنني لست دماغ سز مثل غيري".
* دماغ سز: كلمة اسبانية وأصلها فنلندي، وقد حملها البحارة الأسبان معهم إلى كل أرجاء المعمورة ومنها إلى مصر، والمصريون يقولون (عاوز تاكل بعقلي حلاوة) ومعناها هل تريد أن تستغفلني؟ ثم التقطها أهل الشام ونشروها في البلاد التي استعمروها ومنها تركيا، التي بقيت تحت سيطرة أهل الشام أكثر من 4 قرون، ومن لا يصدق هذه المعلومة عليه أن يصدق أي شيء آخر، وبضمنها إن الأعمال الإرهابية في العراق وقعت بفعل كائنات فضائية، ومن لا يصدق، فقد يكون دماغ سز أصلي، ولا يعي ذلك، وعليه مراجعة اقرب محلل سياسي!



#خدر_خلات_بحزاني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأرشيف اليهودي وأرشيف الأقليات العراقية الأخرى
- عمار الحكيم بين الايزيدية في سنجار.. لحظة تأمل!!
- سوّدوا العراقيات كي ينهضن..!!!
- الايزيديون والمسيحيون.. بين الباندا والكركدن..!!
- الإضراب عن الجنس.. هو الحل..!!
- العراق.. وبلاد العُربِ أوطاني..
- هنيئا لحيوانات العراق..!!
- لا تهنئة للمالكي في عيد ميلاده..!
- -غازات- السيد الرئيس..!
- الفضائيات السورية.. الى اعلى اللائحة..!!
- كيلو بصل بعشيقي للحكومة ولمجلس النواب..!
- البلطجية هم الوجه الناصع للطغاة..!!
- ديكتاتوريون كاريكاتيريون
- مسيحي مصري و إيزيدي عراقي
- الديك المهووس جنسيا والدجاجة المشلولة..!!
- دعوها تكمل 9 اشهر..
- النواب يستجمّون.. مبروك يا عرائس..!!
- حلم حلو.. بطعم الملح..!
- راتب واحد لبرلماني متقاعد = رواتب 4 سنوات لأحدهم
- مرشحون للبرلمان بشهادات مزورة.. عشنا وشفنا..!!


المزيد.....




- حصريا.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 المبارك وجميع القنوات ال ...
- الجامعة الأمريكية بالقاهرة تطلق مهرجانها الثقافي الأول
- الأسبوع المقبل.. الجامعة العربية تستضيف الجلسة الافتتاحية لم ...
- أرقامًا قياسية.. فيلم شباب البومب يحقق أقوى إفتتاحية لـ فيلم ...
- -جوابي متوقع-.. -المنتدى- يسأل جمال سليمان رأيه في اللهجة ال ...
- عبر -المنتدى-.. جمال سليمان مشتاق للدراما السورية ويكشف عمّا ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- يتصدر السينما السعودية.. موعد عرض فيلم شباب البومب 2024 وتصر ...
- -مفاعل ديمونا تعرض لإصابة-..-معاريف- تقدم رواية جديدة للهجوم ...
- منها متحف اللوفر..نظرة على المشهد الفني والثقافي المزدهر في ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - خدر خلات بحزاني - دماغ سز..!!