أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - العربي عقون - الجزائر ، نظرة جديدة للتاريخ الوطني أكثر من ضرورية (3)















المزيد.....

الجزائر ، نظرة جديدة للتاريخ الوطني أكثر من ضرورية (3)


العربي عقون

الحوار المتمدن-العدد: 3652 - 2012 / 2 / 28 - 08:54
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


....//....
لم تختف الشعبوية - التي عرفت عصرها الذهبي- بعد، لأنّ الهيئات لا تزول دفعة واحدة قبل أن تأتي التي تحل محلها، ولكنها تراجعت في الأذهان والممارسات السياسية، وطيلة سنوات الستينيات وبعضا من السنوات التي تلتها إلى اليوم الذي نضجت فيه الأحداث تحت الرماد الحي، كانت الشعبوية مسيطرة وطبعت الدراسات والبحوث التي ركزنا هنا على شيء من استمرارها وتوجّهها الخاصّ الذي يبدو انه يحظى بالإجماع وتبعا لذلك لا تزال الشعبوية تسعى للتجديد بالبحث عن طرق أخرى.
تمّ تحرير " مقدّمة في تاريخ الجزائر " على امتداد سنوات 60 -68 بالتوازي مع التحضير لكتابة تاريخ الجزائر في سفر (صممت مخططه بالتفصيل) مسترشدا بالمناخ الأيديولوجي - السائد في تلك الفترة - الذي جعلني أستلهم من الأمة - في وحدتها النظرية - التوجه الذي يتعين علي الأخذ له.
إلى هذا، كنت اقتفي اثر الوقائع التاريخية التي تبيّن الفتوحات واختلاط الشعوب المتوسطية على الأرض الأفريقية ودرجة الانصهار بين هذه الشعوب ونصيب اللغة في ذلك وكذا الأديان والتقنيات من كل نوع، وحصة الإبداع العائد لسكان البلاد الأقدمين، وصولا إلى انقسام البلد في النهاية بعد القرن XVII إلى جزائر الدولة والمدينة وجزائر ريفية، الأكثر عددا المتطورة بطريقة أقل ما يقال عنها مستقلّة، وكان يبدو لي أنّ احتضان كل هذه الحقائق والنظر إليها بعين واحدة للعثور فيها على مبدأ الوحدة أمرا صعبا، ـ أو لعلّه سابق لأوانه وهو في كل الأحوال يفوق قدراتي نظرا لما توفّر لي من وقت وهو غير كافٍ، وحينئذ تبيّن لي أنّ من الأجدى أن أبدا في عمل تحضيري بتقديم مختلف المفاهيم التي استخلصناها من تاريخنا عبر العصور (وهو الموضوع الرئيسي في هذا "التمهيد") .
منذئذ، ظهرت معطيات جديدة، فقد قدّمت المفاهيم الشعبوية الدليل على ضعفها أمام الحقائق فالاشتراكية لا تحمل دائما ما ينتظر منها من حلول تحت غطاء التضامن والوحدة الوطنية ولا يمكننا الاستمرار في إخفاء التمايز الطبقي وصعود الحساسيات الثقافية والتفاوت في التنمية بين جهات البلاد، والروح الجهوية التي نسودها: قرى، فلاحون ومربو حيوانات في السهول ورحّل، مدن ذات ملمح خاصّ ... والنشاط الإداري والسياسي (إصلاح زراعي، ثورة صناعية، ثقافية) تصطدم بالماغما الاجتماعية وبنى أصبحت أكثر حيوية في مقاومتها، إسلام جديد يتشكّل ويمتدّ ليكون بديلا للإسلام الوطني والشعبي الذي ظل في كل المناحي يسهم في بقاء واستمرار التوازن والانسجام في مجتمعنا وباختصار ظهرت أجيال جديدة تتطلع إلى المستقبل وإلى الحداثة وبهذه الأجيال وفي زخم هوياتي هناك شرائح المجتمع القديمة المتمسكة هي الأخرى بالحداثة تجمل وجدانا حيويا معتزا بالماضي الوطني.
وبالتوازي مع كل هذا هناك الأوضاع الاجتماعية التي تشهدا تحوّلا، فجزائر غداة الاستقلال التي كانت متواضعة على الصعيد الاجتماعي. ومقابل القادة الجدد الذين احتفظوا بنمط الحياة الشعبية ظهر مجتمع مختلف إلى حدّ ما فقد كانت السيطرة الكولونيالية قد سوّت ولو جزئيا أوضاع المجتمع (الأهلي) ولم تكن الفروق التي أحدثها الاحتلال لتصل إلى حدّ تجذير الانقسام (الطبقي).
وشيئا فشيئا مع ازدهار القطاع العامّ وكذا القطاع الخاص والمؤسسات بعددها المتزايد كل ذلك سمح بظهور طبقات جديدة وتجمعات ومصاهرات تبعا للمصالح وتآزر مدعوم بالروابط الثقافية أو بصلات أخرى.
وبعد عشرين سنة أصبحت جزائر 1980 شيئا آخر غير جزائر 1962 تبدو مهزوزة في واقعها الجديد الذي آلت إليه ولكن راسخة الوحدة في عمقها.
لقد خضعت لإعادة التشكّل ليس لأن التغيير مسّ البنى القاعدية للمجتمع عموما ولا حتى لان التغيير كان عميقا جدّا، لأنه ينبغي دائما الذهاب بسرعة إلى التاريخ وأخذ المقاربات من الظواهر المماثلة لأكثر القضايا أهمية على أنّ الذي يبدو لنا بالغ الأهمية ولا بد من الإشارة إليه هو أنّ :
التغيير حدث والانطلاق فيه بدأ ومسار التحوّل شرع فيه وكان ذلك التحولّ المتّئد قد أحدث ثورة في الأذهان وفي حقل الأفكار، في الآداب وفي الفنون، أكثر مما هو في حقائق المجتمع والاقتصاد والمؤسسات. ذلك هو المشهد الجديد والمناخ المحيط به.
كانت جهود النضال الوطني منصبّة على إقرار وجود أمّة على قاعدة سياسية راسخة؛ وكان للأيديولوجيا المنبثقة عن الاستقلال رغم نقائصها وشعبويتها إلى حدّ ما، داعمة لذلك النضال، لكنه لكي تتقدّم الأمّة في أيامنا هذه فإنّ الجزائر بحاجة إلى أن تخرج من الخطاب الأيديولوجي منتهي الصلاحية، الذي يعيق البلد عن التقدم، فقد عمل النضج الفكري عمله والشعب واعٍ بذاته ويمتلك قواه الذاتية، والذي ليس له معنى إلى حدّ الآن هو تهميش الحرية والديمقراطية فليكن ذلك ماضٍ ينبغي تناسيه فلا حاجة إليه مستقبلا، ولا بد من العودة إلى قوة التماسك الوطني على أساس إعادة الاعتبار للعنصر الامازيغي الذي هو العنصر الأساسي في تكوين الأمة الجزائرية، وإحلال الحضارة العربية مكانتها في منظومة التكوين ثمّ الانفتاح على الحداثة في مجاليها الثقافي والتكنولوجي، والنظر في مسألة الدين في ارتباطاته بجميع النشاطات الاجتماعية، وعلى الخصوص ما نراه من انقسام الإسلام بين صيغته الحديثة التي يراد لها الهيمنة والسيطرة التامّة وشكله التقليدي والوطني الذي عرف كيف يتكيف مع الحاجيات الحقيقية لمجتمعنا؛ هذه هي مواضيع الساعة التي يدور حولها نقاش أكثر إثارة وحدّة.
كذلك لقد ترتبت عن الأحداث (الكفاح السياسي قبل 1954، حرب التحرير وانتصاب سلطة جديدة بعد 1962) التي قادت البلاد إلى انتزاع استقلالها السياسي مشاكل من نوع جديد تطلّب حلّها اللجوء إلى التاريخ الذي أصبح على نحو متزايد باعتباره معرفة وعلما بالبلد المرجع الأساسي، لأنه هو الحقيقة التي لا مراء فيها، والتي لن يفلت منها أحد، فهو الحكم بين الأيديولوجيات وهو "الفرقان" (**) معيار الفحص الذي يبين الحقيقة من عدمها.
ليس هناك استمرارية بل العكس هناك قطيعة بين مفهوم الأمّة في أيديولوجيا الكفاح الوطني التي استمرّت بعد 1962 والمفهوم الذي أخذ في الظهور بشكل مضطرد في جزائر اليوم.
ظلّ أحد المفهومين مجمّدا ويبدو أنّه استنفد طاقته، في حين ارتبط الآخر الذي هو تعبير عن رغبة شعبية عميقة احتمالا عن غير قصد بتطور تاريخي كوني ذي طابع عالمي منبثق عن الحرب العالمية الأولى (1914-1918) وهو الذي دفع بالشعوب نحو إبراز شخصيتها المشروطة بمطلب الحرية.



#العربي_عقون (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجزائر ، نظرة جديدة للتاريخ الوطني أكثر من ضرورية (2)
- الجزائر ، نظرة جديدة للتاريخ الوطني أكثر من ضرورية (1)
- الجامعة ... هذا وصف للداء فهل من دواء ؟
- الملك ماسينيسا والحضارة النوميدية
- تصحيح بشأن الاسم الإثني (Ethnonyme) للشعوب الأمازيغية
- منطقة القبائل الشرقية (الجزائر) في عصور ما قبل التاريخ
- جوانب من تاريخ العرب قبل الإسلام : نظرة موجزة على ممالك الحي ...
- النحت الروماني : نظرة موجزة
- نظرة موجزة في خصائص فن النحت في بلاد الرافدين
- البحرية القرطاجية : بين التفوُّق التجاري والتقني من جهة والض ...
- الأمازيغ عبر التاريخ : نظرة موجزة في الأصول والهوية
- الملاحة والتجارة بين الشرق والغرب في القديم : أهمّية البحر ا ...


المزيد.....




- مصدر إسرائيلي يعلق لـCNN على -الانفجار- في قاعدة عسكرية عراق ...
- بيان من هيئة الحشد الشعبي بعد انفجار ضخم استهدف مقرا لها بقا ...
- الحكومة المصرية توضح موقف التغيير الوزاري وحركة المحافظين
- -وفا-: إسرائيل تفجر مخزنا وسط مخيم نور شمس شرق مدينة طولكرم ...
- بوريل يدين عنف المستوطنين المتطرفين في إسرائيل ويدعو إلى محا ...
- عبد اللهيان: ما حدث الليلة الماضية لم يكن هجوما.. ونحن لن نر ...
- خبير عسكري مصري: اقتحام إسرائيل لرفح بات أمرا حتميا
- مصدر عراقي لـCNN: -انفجار ضخم- في قاعدة لـ-الحشد الشعبي-
- الدفاعات الجوية الروسية تسقط 5 مسيّرات أوكرانية في مقاطعة كو ...
- مسؤول أمريكي منتقدا إسرائيل: واشنطن مستاءة وبايدن لا يزال مخ ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - العربي عقون - الجزائر ، نظرة جديدة للتاريخ الوطني أكثر من ضرورية (3)