أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فارس الشدياق - محمد السادس.. متى يفهم؟














المزيد.....

محمد السادس.. متى يفهم؟


فارس الشدياق

الحوار المتمدن-العدد: 3647 - 2012 / 2 / 23 - 21:12
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


حاولت كثيرا ولا زلت أحاول فهم أوضاع السياسة في المغرب شاهدت كما شاهد عموم المواطنين انعكاسات المشهد الثوري في البلدان العربية على واقعنا السياسي والاجتماعي..أطلقت الألسن وصدحت الحناجر وجرت الأقلام بأشياء لم يكن أشد المعارضين يجاهر بها..
يتقدم القصر بدستور جديد ويتخلى الملك عن جزء وإن كان ضئيلا من سلطاته التي هي في حماية المخزن..يستقيل السيد فؤاد عالي الهمة من رئاسة حزب الأصالة والمعاصرة وهو رأس من الرؤوس المتهمة بالفساد وفي اليوم التالي يبوئه الملك منصبا في المستشارية وهو أرفع وأنفذ من جميع ما تقدم له من مناصب..يتبين لنا بعد ترأس العدالة والتنمية الاسلامي للحكومة أن قرار الاستقالة لم يكن اعتباطيا; وأن نقله من امانة الحزب الذي اسسه إلى الاستشارية ما هو إلا توزيع مدروس للأدوار يجعله دائما في موقع متقدم عن خصومه..
وهو الذي لم يزل يدير الشؤون الأمنية الداخلة في صميم اختصاصات وزارة الداخلية التي يرأسها اليوم السيد امحند العنصر، وأصابعه بادية في طريقة معالجة ملف أحداث مدينة تازة أمنيا وإعلاميا.. ولا شك أنه يساهم بقدر كبير في رسم السياسات المخزنية الجديدة التي تتصدى للحركة الشعبية المطالبة بالحرية والديمقراطية تارة بالتعتيم الإعلامي والتشويه، وتارة بالاحتواء المغشوش في وسائل الاعلام وتبني الخطاب الاصلاحي عن طريق البرامج الحوارية والمواجاهاتية لخلط الاوراق وصرف الحراك عن سياقه الاقليمي الجارف..
المغربي يريد وطنا ولن يكون له وطن إلا إذا أراد هو ذلك الوطن وسعى إليه وناضل من أجل إقامته..
المغربي اليوم غير مغربي الأمس، آباءنا وأجدادنا عربا وأمازيغ وأفارقة ويهود وأندلسيين، هم فخر لنا وتاريخ، وما أغلى تاريخنا علينا وما أصدق حديثه، فأمس غداة الاستقلال ترك رجالات الحركة الوطنية معركة البناء الديمقراطي لمؤسسات الدولة ووظائفها, ووضع القوانين المنظمة لحدود عمل المؤسسة الملكية وتحديد مهامها بشكل يمنعها من التعدي على غيرها من المؤسسات التشريعية والتنفيذية..تركوا ذلك وهو الأساس للملكية البرلمانية, وانخرطوا في خصومات إيديلوجية وحسابات سياسية واغتيالات متبادلة جنوا بها على مغرب ما بعد الإستقلال، فسنحت للمخزن فرصة السيطرة التامة على الحياة السياسية والاستفراد المطلق بصنع القرار وصياغة القوانين والمصادقة عليها وتنفيدها دون الرجوع إلى المؤسسات المعنية


.. نحن دائما نشير بعبارة المخزن إلى كيان سياسي أمني يقوم على حكمنا عقودا طويلة، نعلم جيدا أنه ملطخ بالفساد من رأسه إلى أخمص قدميه، هو جهاز قمعي عنصري; قد نكون مبالغين في إحسان الظن إذا اعتقدنا أن بإمكاننا إصلاح أعطابه لاستفحال الفساد والمحسوبية في هياكله، لكننا حتما لن نكون مبالغين إذا قلنا إننا يتملكنا إحساس شديد باليأس كلما قابلنا الأقوال والوعود الحالمة بالأفعال على الميدان..
دارت الأيام برجال الله في الحكومة التي سماها قبل ولادتها منذ عقود وزير الأوقاف الأسبق عبد الكبير العلوي المدغري :-الحكومة الملتحية- لا شك أن الوزير المثقف لم يرد على خاطره قط مجيئها في هذاالسياق الثوري المباغت.
فهل هي فعلا حكومة من جنس هذا الحراك الذي كان أساس وجودها?، حراك فيه من لهيب الثورة وحسيسها الشيء الكثير، فهو ينشد كل ما حققته بالتضحية والكفاح الثورتان التونسية والمصرية، يطلب دولة عصرية تحترم المواثيق الدولية لحقوق الانسان دون تجزيء وتصونها وتعمل على حفظها ورعايتها، ينشد شرطة وأمنا وطنيا مؤهلا تأهيلا علميا وأخلاقيا للتعامل مع المواطن في إطار يكفل له كرامته وسلامته البدنية والمعنوية..
إن جهاز الأمن وملحقاته من درك واستخبارات وقياد وعمال ولايات لا زال يرتكب أبشع الفظاعات وأشنع الأساليب في معاملة المواطنين خاصة في أقسام الشرطة والكوميساريات..ولا زال المواطنون بغض النظر عن التهم المنسوبة إليهم يتعرضون لأقذع الإهانات والشتائم التي يندى لها الجبين..والملك بصفته أعلى سلطة في البلاد مسؤول على هذه الانتهاكات مسؤولية كاملة.

المواطن المغربي يريد أن يتنسم نسائم الحرية التي ظفر بها جيرانه الذين كان يتباهى بالأمس برفاهيته وتمدنه عليهم، هو اليوم في أمس الحاجة إلى اللحاق بركبهم الذي تحرك فعلا نحو المستقبل..
زارنا قبل أيام زائر محبوب طالما تابعنا مساجلاته في قناة الجزيرة كمعارض للأنظمة الشمولية في المنطقة، زارنا منصف المرزوقي رئيسا للجمهورية الثانية، تسائل كثير منا يا ترى ما سر الاستقبال المثير الذي أعد للرئيس الثائر على نحو لم نره لعاهل البحرين الذي اكتفت القناة الأولى بعرض لقطات قصيرة لضيافة الملك له; ولا لرئيس الوزراء ماريانو راخوي الذي حضر استقباله رئيس الحكومة!?
لنقل أن هذا الاحتفاء الملفت للنظر إنما هو حميمية زائدة بحكم الروابط العائلية التي تربط الرئيس التونسي بالمغرب مدفن أبيه، لكن هذا لا ينفي استغلال المخزن لهذه الزيارة للدلالة على أن النظام المغربي نظام ديمقراطي بعيد كل البعد عن تلك النظم الاستبدادية الفاسدة; ومؤيد في نفس الوقت لحكومات الشعوب التي ثارت على المستيدين بها.
هل نجح المخزن بعد مرور كل هذه المدة على بداية الحركة الشعبية المتمثلة في بزوغ حركة العشرين وبموازاتها ثورة المثقفين وارتفاع سقف الجرأة السياسية-في احتواء هذا المد العارض والنفس الحاد وزفرات اليأس التي تملأ صدور الشباب..
المخزن والمقصود به النظام لم ينجح قط في مهمة دون ابتزاز أو تهويل أو تعتيم أو اعتقال أو تعذيب، آن له أن يدرك أن الماضي لا يعود وأن المواطن الذي كان في الماضي ضحية اعتقال أو اختفاء قسري، هو اليوم مشروع ثورة، إن كان حجيجه وأنينه اليوم صرخة في واد فإنه غدا قد يذهب بالأوتاد..



#فارس_الشدياق (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أُعلُ هُبل!
- عارية تحت ظلال السيوف !
- شجر الأنبياء بلا ثمار
- وحدة الوجود
- شرطة الاخصاء


المزيد.....




- أثار مخاوف من استخدامه -سلاح حرب-.. كلب آلي ينفث اللهب حوالي ...
- كاميرا CNN داخل قاعات مخبّأة منذ فترة طويلة في -القصر الكبير ...
- جهاز التلقين وما قرأه بايدن خلال خطاب يثير تفاعلا
- الأثر الليبي في نشيد مشاة البحرية الأمريكية!
- الفاشر، مدينة محاصرة وتحذيرات من كارثة وشيكة
- احتجاجات حرب غزة: ماذا تعني الانتفاضة؟
- شاهد: دمار في إحدى محطات الطاقة الأوكرانية بسبب القصف الروسي ...
- نفوق 26 حوتا على الساحل الغربي لأستراليا
- تركيا .. ثاني أكبر جيش في الناتو ولا يمكن التنبؤ بها
- الجيش الأمريكي يختبر مسيّرة على هيئة طائرة تزود برشاشات سريع ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فارس الشدياق - محمد السادس.. متى يفهم؟