أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جورج حزبون - مطلوب ثورة في الثورة















المزيد.....

مطلوب ثورة في الثورة


جورج حزبون

الحوار المتمدن-العدد: 3641 - 2012 / 2 / 17 - 22:59
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



كثر القول حول طبيعية ما يجري في العالم العربي ، وهو واقع يختلف من دولة عربية الى أخرى ، وإذا كانت التحركات الشعبية ، هبة ضد الظلم ، فان بقاء النظام بجوهره وبقاء بيروقراطيته سيعيد إنتاج شكل جديد من الاضطهاد ، واستشهاداً بعبد الناصر حتى نبقى في الدائرة العروبية حيث يقول : ( ان الثورة ليست مجرد ثوران عاطفي ، انها تغير علمي للمجتمع ) ، وباسقاط هذا الفهم على الواقع نجد ان ما جرى ويجري لم يرتقي الى الواقع الثوري ، وان كان النضال ثورياً بالشكل يستحق الاحترام الكثير والفخر والاعتزاز بهذه التضحية والإقدام ، لكن الثورة بمعنى تغير المجتمع وليس مجرد النظام، بمعنى شكل الإطار المجتمعي بمحددات تسير نحو المقرطة ، وهي استبدل شكل بشكل اخر ، لا زالت بعبدة ، واخذا بهذا فان الحالة المصرية تشير الى تراجع في الثقافة وارتداد في النظام ، وانكفاء عن العالم وفقدان مصر لدورها المحوري ، وتحويلها الى ثكنة أصولية .

ان ضرب العروبة من حيث هي حركة القومية العربية الساعية الى انجاز الاستقلال الكامل وتحقيق الديمقراطية والوحدة العربية، تعرضت الى ردة عبر المواجهة المستديمة منذ الحرب العالمية الاولى مع القوى الرجعية المتحالفة مع الاستعمار والملتفه بعباءة الدين ، بقيادة السعودية وقطر ومجلس التعاون الخليجي الذي انشئ اصلا لمواجهة الحركة القومية في العالم العربي ، وابتعادا عن الفكر القومي وتقوقع مناطقي لا يحمل اية اهتمامات كفاحية لمستقبل الأمة العربية وان كان مفهوم الأمة عنده الإسلام!! ، سواء خلال فترة جمال عبد الناصر او فيما بعد مع باقي حركات التحرر ، وافساد الثورة الفلسطينية بشكل منظم ، وخلق ودعم حركات دينية داخلها تفرغ التحرر من مضمونه التقدمي لتعيد التاريخ الى تفسيرات غيبية مخدرة للعقل ساعية نحو النقل.وهذا تاكيد لفهمها لقضية التحرر ومضمونه .
صحيح ان الحركات الكفاحية للشعوب العربية لا زالت تتفاعل ، لكن هذا لا يعني ان اقطاب الثورة المضادة يستسلمون ، وهم المالكين لثروات هائلة تستخدم لدحر كل ما هو ثوري ومستنير عربي ، ويبدو انه من الاهمية التذكير بحقائق تاريخية وقعت عبر تلك المواجهة الطويلة ، ومنها ثورة اليمن بقيادة عبدالله السلال لاسقاط حكم الامام يحيى ، وهو نظام استبدادي رجعي اقطاعي ، فكان ان دعمته السعودية ووفرت له الامكانيات ليبدأ ابنه بحرب عصابات لاسقاط الثورة ، التي دعمها عبد الناصر بإرسال الآلاف من الجنود المصرين ، والذين لم يستطيعوا المشاركة في حرب حزيران بفعل الاستنزاف السعودي لمصر وللجنود في اليمن ، وكذلك اقامة الحلف الإسلامي الذي اقامه فيصل ملك السعودية لمواجهة المد القومي، ثم كان انشاء مجلس التعاون الخليجي ، ولنذكر هنا كيف تم شراء ذمم الكثير من القياداتت المتواجدة في المؤتمر الاسلامي ومنهم انور السادات ، ونشاط المخابرات السعودية بقيادة كمال ادهم ، في ذلك الاتجاه عبر الساحة العربية في العراق والاردن وسوريا ولبنان ، والقائمة طويلة ،في ذلك الصراع الهادف الى منع تطور الديمقراطية في العالم العربي ، واستخدام الدين والفكر الوهابي كعقيدة لتلك الحركات ، ومحاولة إضعاف الدور المصري لسنوات طويلة في الصراع على موقع دولة القرار العربي .
وفرت الطفرة النفطية امكانيات هائلة بيد القوى الرجعية العربية ، وللحفاظ على مكانتها ومنع تطور ديمقراطي مجتمعي ، تحالفت مع الدين، وعمق التحالف مستفيدة من مفهوم طاعة ولي الأمر ، ثم بدأت بتصدير الثورة المضادة ، مستخدمة الرشى ـ ومستحدمة التضليل ، ودائماً الارتكاز الى رجال الدين ، ومذاهب وتأويلات وضعوها من الدعوية الى الجهادية الى السلفية وحتى القاعدة تحت المظلة الوهابية ، على مبدأ ( دع مائة زهرة تتفتح في بستاني ) ثم اطلقوا قنوات فضائية الجزيرة في قطر والعربية للسعودية وهما الابرز الى جانب العشرات من هذه القنوات الموجهة بدقة لافساد وترويج الدين حسب المفهوم السلفي الوهابي ، وتصفية دور حركات التحرر وحجب دورها، وهي التي لا تملك القدرة على المنافسة في هذا السياق الهام ،علاوة عن متابعتها من الأجهزة الامنية المختلفة والمتعددة .
عند هزيمة 67 ، نهضت الحركات الدينية مستغلة الوضع الراهن يومئذ ، لرفع شعار ( الاسلام هو الحل ) واي اسلام كانت تدعو له ، هو اسلام قمع حرية الرأي ، والتعبير الحر ، واجبار النساء على لبس / الترح / على الرؤوس ، واطلاق اللحى وحف الشوارب ، وارهاب الاخرين ، حتى خروج تنظيمات تتولى هذه المهمات ، وكان خسارة حرب 67 لم يكن المسلمون مشاركين فيها، وكان البلدان النفطية التي حاربت عبد الناصر في اليمن واستنزفت الجيوش العربية لا تتحمل مسؤولية ، بل هي شريك في تلك الهزيمة على الأقل من حيث هي حليف مركزي للولايات المتحدة الأميركية ،وما معنى ان يقول الشيخ الشعراوي انه صلى ركعتين شكرا لله لهزيمة العرب !!! وهو رجل السعودية والمتدرب عندها والداعية الأكبر حينها كما القرضاوي اليوم !!! وقد أعطت اسرائيل فرصة لاستغلال هذا الوضع العربي المتعارض بالإسراع في إشعال تلك الحرب التي دعمتها حكومة ( جونسون ) الاميركية ، مع تناسي ان الكثير من الطائرات المغيرة فيما سمي بالضربة الاولى كان انطلق من ليبيا وغيرها مرورأ بأجواء البلدان الخليجية والسعودية ضمنها .
وبالنظر الى مجتمعات كتلك البلدان ، نجد الفساد فيها مستشري والظلم والاستهتار والكبت ، ويكفي متابعة حركة السياحة الخليجية للبدان العربية و اوروبا لنجد انهم يبذرون الأموال على الفسق والنساء معتبرين ذلك ضمن فهم ملك اليمين ؟! ، ويقال انها بلدان الاسلام ، لكنه الاسلام السياسي المتحالف مع الامبريالية والكمبرادور ، دون اعطاء فرصة لتحرك نحو الديمقراطية والانفتاح ، وهنا يلعب الدين دوره ، باخضاع الفكر الى التحجر ، ورؤية الاخر خصماً ، والعالم فاسداً وجاهلياً ، وان لهم حق استباحة نسائهم وادواتهم حيث ( سبحان من سخرها لنا ) .
وبالعودة الى الحراك العربي ، فنلاحظ انه اقرب الى مقولة ( الفوضى الخلاقة ) التي اطلقها الاميركيون كخيار لضرب امكانية التطور في البلدان العربية وتشجيع الإسلاميون للقيام بهذا الدور وهذا لا يعني ان الانظمة التي اسقطت لم تكن فاسدة ، بل انها هي التي اعطت الفرصة لدخول المتربصين الساعين لتقسيم الوطن العربي واضعافه في وجه إسرائيل وتأكيد خلودها واطمئنانها في احتلال الأرض الفلسطينية والعربية ، بل لتشجيعها على التوسع على حساب الأرض العربية المفككة لاحقا حسب ما يخطط لها ، واستمرار جعلها سوق استهلاكي للشركات الفوق قومية .
ومن هنا القول انها ليست ثورة بالمعنى العلمي الى ان تواصل سيرها وتسقط من يعمل على امتطاء ظهرها ، ومواجهة الاسلام السياسي بفكر منفتح نهضوي تماماً كما سعى لمثله الشيخ المستنير محمد عبده ، وبالتأكيد هناك تراث قومي نهضوي متدين ومنفتح ، يجب تنشيطه وتحقيق التفاف شعبي حوله خاصة أولئك الشباب الإبطال مفجري الثورة الذي اصيبوا بالإحباط لما وصلت له الأمور ، الا ان الثورة لم تنتهي ومن هنا يجب المواصلة وعدم اليأس معتمدين على البوصلة الثورية واستعداد الجماهير للدفاع عن ثورتها وتضحياتها ، حتى لا تحقق فلول الرجعية غايتها بالنموذج الوهابي وارجاع الوطن مئات السنين وضرب الثقافة والفن والمسرح والحضارة .
وليس توقيع اتفاق الدوحة بين حركة فتح وحماس الا دليل على مدى نفوذ الدولة القطرية، ودورها في إملاء إرادتها والعمل على دفع الفلسطينيين للقبول بما تجده مناسبا لها وللدور المناطة به لحل القضية الفلسطينية و الصراع العربي الاسرائيلي المزمن ، ليكون له مجال اوسع للمناورة في الساحة واخضاع الوطن العربي لهذه الردة التي ان نجحت ستمر سنوات ظلام طويلة على الوطن العربي، ولن يعود للعرب قضية اولى او أخيرة وعليهم الخضوع لإرادة ولي الأمر وتجميد العقول بالنقل والإحباط، مع الإدراك انهم في تعاونهم الخليجي الساعي لقيادة الأمة سوا العربية او الاسلامية بشكل أوسع ، لا يجدون في القضية الفلسطينية معيارا لنهضة عربية ولا الى طريق لتقدم الشعوب العربية نحو استكمال استقلالها الوطني وإقامة الديمقراطية .



#جورج_حزبون (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مهام الثورة المضادة
- سوريا والطريق الصعب
- العاصفة تقترب
- استكشاف المفاوضات
- اتفاق مصالحة ام مصلحة
- نعم اسرائيل ايضا تتغير
- سوريا يا ذات المجد
- الحوار المتمدن متراس للديمقراطية
- حول الوحدة الفلسطينية
- عن الحاضر والمستقبل للراسمالية
- الاسطورة الدينية والواقع التاريخي
- الثورة العربية لماذا لا تنتصر !.؟
- عن الثورات العربية والتحديات
- لماذا يفوز الاسلاميون ؟!
- حوادث لها مؤشرات
- اجابات مختصرة لاسئلة معمقة
- لا للفتنه نعم للوحدة الوطنية
- مواقف شيوعية قلقة
- خطبة اوباما
- ايلول تصويب مسار ام استحقاق


المزيد.....




- مصممة على غرار لعبة الأطفال الكلاسيكية.. سيارة تلفت الأنظار ...
- مشهد تاريخي لبحيرات تتشكل وسط كثبان رملية في الإمارات بعد حا ...
- حماس وبايدن وقلب أحمر.. وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار ...
- السيسي يحذر من الآثار الكارثية للعمليات الإسرائيلية في رفح
- الخصاونة: موقف مصر والأردن الرافض لتهجير الفلسطينيين ثابت
- بعد 12 يوما من زواجهما.. إندونيسي يكتشف أن زوجته مزورة!
- منتجات غذائية غير متوقعة تحتوي على الكحول!
- السنغال.. إصابة 11 شخصا إثر انحراف طائرة ركاب عن المدرج قبل ...
- نائب أوكراني: الحكومة الأوكرانية تعاني نقصا حادا في الكوادر ...
- السعودية سمحت باستخدام -القوة المميتة- لإخلاء مناطق لمشروع ن ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جورج حزبون - مطلوب ثورة في الثورة