أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أحمد مسّلم - فلسطاين














المزيد.....

فلسطاين


أحمد مسّلم

الحوار المتمدن-العدد: 3639 - 2012 / 2 / 15 - 17:13
المحور: الادب والفن
    


يتباهى الوقت على الكائنات الفانية بقدرته الفائقة على الفوز في كل السباقات، فساقاه قويتان، وقدرته على الركض تفوق قدرة أي كائن، يهزمنا في السباق ومن أول دقيقة في عمر الفتى منا، وعندما نكبر قليلاً وينمو حسنا وندرك أهميته نلعب معه، نلون
وجوهنا، نغير قصة الشعر، نصبغ أطراف خصلات شعرنا الذابلة، ندعي التفوق، لكن وفي الحقيقة يهزمنا هذا الشيء في كل مرة.


أكتب هذا الصباح في الذكرى العاشرة لتعرفي على يوم العشاق الموافق لليوم الخامس والأربعين من كل سنة، لأني وبصراحة لم أتعرف عليه إلا هاهنا في فلسطين، فلم يكن هذا الشي من تفاصيل حياتنا في مخيم الوحدات ولو حتى على الهامش .
مذ كنت رضيعاً أدركت الحب، وشعرت به، مارسته، وخضت غمار التجربة، كانت تجربتي الأولى بالحب مع أمي التي ما لبثت أن انتهت سريعاً ليحل محلها عشقي لجدتي فخالتي فأمي ثانيةً ففتاة المدرسة المجاورة فصبية المكتبة ثم كل فتاة على وجه البسيطة، حتى وصلت أخيراً الى مبتغاي وغايتي ومنية الروح، ذلك الحب الذي لا يقارن بحب، منبع كل عاطفة على الوجود، السمير في الاندفاع والجنون، الحليم الحنون المباغت بالابتسام، ذاك الحبيب الذي لو تركته للحقني ولو أبكاني فلن تمر الدقيقة الخامسة حتى يغمرني بكل الحب بشمسه أو بعبير زهوره أو بضياء قمره أو رائحة ترابه اللذيذة، ذلك المعشوق الذي يتجلى في كل شيء، ليتحدى كل معجز أو خالد أو اسطورة أو حتى حكاية من حكايا جدتي الحبية –فطوم- وطني العزيز .


من عادة العشاق يا مهيب أن يكتبوا أو يرسموا أو يحفروا بالصخر أو حتى الخشب أسماء حبيباتهم، ولن أبالغ لأقول أني قد نقشت أسم فلسطين على ظهر قلبي لأن ذلك ببساطة محض كلام تافه يخلو من الواقعية،لكني يا رفيق قد نقشت أسماء الكثير من النساء النساء على ظهر قلبي، فاسم الأنثى الأنثى هو أسمى تجسيد لصورة الله والوطن والذات .
كم أمقت المقدمات والكلام الذي أكتبه أحياناً ولا أعرف معناه ولا من يقرأه يعرف ونرى سوياً خمسة عشر تعليقاً عليه تبدأ بكلمات
على وزن "جميل" أو "بديع" لندخل بالموضوع مباشرة .


سجلت منذ الأمس الكثير من المشاهدات والملاحظات على موقع التواصل الإجتماعي " فيس بوك " والتي تدور حول محور واحد هو " عيد العشاق" وكلمة واحدة هي " حب" فرأيت الكثير من الأصدقاء وقد هام بهم الوجد عشقاً بالوطن، فصاروا الى كتابة جمل أو اغان فحواها ان الحب فقط للوطن " ولا أحب ولا أعشق سواك يا غالي " "عيد العشاق لن يكون الا ذكرى تذكرني بأخي الشهيد او بكرمنا المصادر" و " أجدد في عيد العشاق محبتي وولائي للأسرى البواسل في سجون الظالمين – السلطة والإحتلال- الخ .. ومنهم من أتخذ منحى أخر في التعامل مع الموضوع بكتابة ما يلي " انا مسلم وعيد العشاق، عيد نصراني " أو من قال " لا عيد لمسلم سوى الأضحى والفطر " الخ .. ومنهم من أدعى عدم وجود الحب، أو قال أنها أسطورة .
ومنهم من كان أذكى الجميع وتجاهل الموضوع من أساسه، أو قام بحملة ضد يوم العشاق تحت الكثير من الشعارات التي وإن قللت
بالأساس من أهمية اليوم فكذلك قللت من أهمية الحب .


لهم كل الحق/ كل الحق في كل ذلك ..
لكن ..
ومع أني لم أحتفل هذا العام بيوم العشاق – وعلى عادتي كل عام – لا لسبب مما ذكر سالفاً، لكن لمصادفة حمقاء بأني لم يمر بي يوم عشاق وانا في حالة استقرار عاطفي،فلم أكن يوماً محظوظاً في علاقة عاطفية لتتكلل بسهرة ظريفة ليلة اليوم الرابع والأربعين
من كل عام .


أصدقائي أدرك أن نسبة جيدة منا ليس عنده حبيب قريب، يلبي دعوة العاشق فوراً اذا دعاه، لكن هذا لا يلغي ولا ينفي وجود الحب، كقيمة انسانية سامية، ولا يقلل أيضاً من معنى الحب ولا كينونته، فالحب موجود ان لم يكن بصورته الناسوتية فبإحد تجسيداته في الذات والأنا والإله والجسد الآخر .
وأدرك ايضاً اننا نعيش في مجتمع تحكمه افكار باليه وأحكام ظالمة وأناس جائرون يقبع تحت احتلال قذر، وأن الأولوية في فلسطين هي لحب الوطن وحب الشقيق الأسير والشقيقة المعوقة والأب الشهيد والرغيف البعيد، لكن وبرغم كل هذا الحصار والدم والدموع هناك دائماً متسع لحبيب في القلب، فعشق الوطن هو أساس كل عشق، ومن يعشق موطنه سيمارس الحب بكل الروعة والانسياب والتاسق، سيكون الصبح أجمل لو قالت أو قال لنا حبيب صباح الخير، عندها فقط نستطيع القتال والبقاء ليوم آخر على
ذمة هذه الحياة المجحفة.

صديقي أكتب هذه الكلمات وأنا أتمنى لكل الكائنات على الأرض أن تحيا سعيدة مع حبيب وشريك يمنح كل ثانية في حياتك معنىً وعبقاً جديداً مختلف، وتذكر اي رفيقي أن الحب علاقة سامية خالصة خاصة لايهم فيها كمية المظاهر أو الادعاء بل المهم هو ذلك الرابط الروحي الذي يجمع بين المحبين، لكن وبما أن الدين يحمل نفس التعريف، فكن أي صديقي على يقين بأن لكل دين يوم يتظاهر ويظهر فيه المتدينون حبهم ودينهم وقدر علاقتهم بمعشوقهم مهما كان اسمه .



بكل الحب .. كن بخير



#أحمد_مسّلم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إنقلاب .. قصيدة
- اغتراب
- نستولجيا بحر
- في حضرة الغياب .. التركة مرة أخرى بقلم : أحمد مسّلم
- سوف حتى الانحناء الأخير
- قصيدة .. عام الياسمين
- قصيدة رؤيا سحابة


المزيد.....




- موعد امتحانات البكالوريا 2024 الجزائر القسمين العلمي والأدبي ...
- التمثيل الضوئي للنبات يلهم باحثين لتصنيع بطارية ورقية
- 1.8 مليار دولار، قيمة صادرات الخدمات الفنية والهندسية الايرا ...
- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أحمد مسّلم - فلسطاين