أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد حدادة - إلى «حكومة النأي بالنفس»: رحيلك أفضل.. للناس















المزيد.....

إلى «حكومة النأي بالنفس»: رحيلك أفضل.. للناس


خالد حدادة

الحوار المتمدن-العدد: 3627 - 2012 / 2 / 3 - 12:30
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عندما كنّا على مقاعد الدراسة، وفي بدايات تحديد اتجاهنا الفكري والسياسي كنّا نقرأ عن «الخيانة» العربية التي أضاعت فلسطين وبشكل خاص عن تآمر الملوك والأمراء والرؤساء والعرب حينها وتواطئهم مع الاستعمار البريطاني والفرنسي، سواء على تقسيم العالم العربي أو على منح فلسطين لـ«المساكين اليهود» على ما يروى عن لسان أكبر هؤلاء الملوك نفوذاًً، ولكن ليلة أمس (الثلاثاء ـ الأربعاء) وعند مشاهدة فيلم اجتماع مجلس الأمن والاستماع إلى المداخلات فيه، استطعت نقل الصورة المنقولة من إطارها النظري ومَلمَستها في نموذج مكرر لما كنّا قد تصورناه عن «الخيانة».
وفكّرت حينها أن ألغي فكرة الافتتاحية، مستعيضاً بنشر قصيدة الشاعر العراقي مظفر النواب عن هؤلاء الملوك والأمراء والمشايخ والرؤساء، لا يتفرجون فقط على اغتصاب فلسطين، بل يساهمون اليوم مباشرة في مساعدة المغتصب.
والصورة طبعاًً ليست خيالية، فمقدمات وأسباب النكبة الأولى عام 1948، ما زالت المحرك الذي يحدد أهمية الشرق الأوسط في الاقتصاد والسياسة العالمية. إنه النفط وعائداته تصرف على استعادة الاقتصاد الأميركي والأوروبي لبعض توازنه وتؤمن المزيد من فرص العمل على حد تعليق الادارة الأميركية على صفقة السلاح المشبوهة مع المملكة السعودية في الوقت الذي يحرق فيه خريجو الجامعات المغربية أنفسهم احتجاجاًًً على عدم تأمين فرص العمل لهم. وما أكبر التناقض بين هؤلاء وبين مندوب مملكتهم، يتقدم باسم العرب بمشروع استدعاء التدخل الخارجي في سوريا عبر مجلس الأمن.


*****


إنها صورة بائسة ومذلّة يوم أمس.
المتحدث باسم العرب ليس جمال عبد الناصر، وصغارهم لا يقارنون بقياسه، إنه أحد المشايخ، الذي افتعلت له دولة هي أشبه «ببالون غاز»، لا تعني له القيم والانتماء الوطني والقومي شيئاً، وكل ما يحلم به هو استمرار سلطة عائلته على آبار النفط والغاز المقتطعة لتشكل له إطاراًً سمّي «دولة». يستمر في الفصل الأخير للمسرحية التي كُلِّف بتمويلها، مسرحية جعل الجامعة العربية «كوبري» (بمعناها المباشر أو الرذيل كما يُُُُُستعمل عند الفئات الشعبية) لنقل الأزمة السورية الى مجلس الأمن وتسليم القضية الى من يستهدف تقسيم العالم العربي وضرب طموحات شعوبنا وإعطاء أولوية للصراعات المفتعلة على حساب القضية الأساس. ذهب ليسلّم وزراء الخارجية المستنفرين في نيويورك رأس النظام وطموحات الحركة الشعبية السورية على حد سواء... ذهب وبرفقته «باش كاتب» الجامعة العربية نبيل العربي، ليضع قضايانا بعهدة من سرق ثروات أمتنا في الاستعمار القديم واغتصب فلسطين وأهداها بمباركة ملوك العرب للحركة الصهيونية. ذهبا ليسلما سوريا وليس النظام أو المعارضة، لقمة سائغة للأميركي الذي لم تجف يداه، بعد من دماء شعوب العالم في فيتنام وأفغانستان وأميركا اللاتينية والعالم العربي في العراق ولبنان وفلسطين والى ممثل من قتل أكثر من مليون جزائري وملايين الفقراء من أفريقيا رافضاً حتى الآن الاعتذار عن جرائمه.
ولم نسمع من هؤلاء «الزعماء» العرب طوال فترة الأزمة في سوريا أية دعوة حقيقية ومبادرة جدية للحوار الوطني بين الأطراف في سوريا. ولم نر منهم سوى مشاريع «أفخاخ» توقع سوريا في مصيدة «المجتمع الدولي» الذي يريدونه اسماًً مستعاراًً للإدارة الأميركية ومصالحها، خصوصاًً نحن على أبواب انتخابات يتبارى فيها مرشحو الرئاسة في حزبي البرجوازية الأميركية، يتبارون فيها على من يؤمن مصالح «إسرائيل» وأمنها أكثر من الآخر.
وما يزيد الصورة ألماًً، أن من يفترض بهم حمل لواء مصالح الشعب السوري وحقوق سوريا وسيادتها، من أبنائها نرى قسماًً منهم يحمل معه «دموع التماسيح» على دماء أبناء سوريا شعباًً وجيشاًً، يستدرج به من تحت عباءة أمراء العرب، التدخل العسكري الخارجي.
وفي المقابل فإن النظام لا يزال يراهن على أداة واحدة هي الأداة الأمنية في علاجه لأزمة لم يقتنع حتى الآن بأن ممارساته السياسية والاقتصادية لسنوات خلت كانت أحد أسبابها، إضافة للمؤامرة الخارجية البديهية.. وما زالت الخطط الاصلاحية المعلنة على لائحة انتظار المواجهة الأمنية وما زال رهان النظام على نتائج هذه المواجهة وعلى الفيتو الروسي والصيني أكبر من قناعته بضرورة الولوج الى سوريا المدنية الديموقراطية، القادرة على مواجهة التحديات الداخلية والخارجية.
وفي ذروة الأزمة، لا نجد أمامنا إلاّّّّّّ إعادة التأكيد، على أن مسار حل الأزمة في سوريا، لم يعد (وهو لم يكن) همّاًً وطنياًً سورياًًً بل هو إلى حد كبير همّ عربي، فعلى طريقة حل هذه الأزمة ونتيجتها يتوقف الكثير من آفاق المواجهة العربية مع المشروع الأميركي الصهيوني.
وأول دروس المواجهة المفترضة، بأنها لا يمكن أن تكون إلاّّّّ مع الشعوب العربية، مع فقراء سوريا ومصر وتونس والجزائر ولبنان وفلسطين والعراق ومع فقراء الخليج... لا يمكن لسوريا أن تستكمل مواجهتها بأسلوب النظام السابق وحتماًً ليس بالمشروع الذي يرسم لبرهان غليون وما يمثله.
إن الصدام العسكري والأمني في سوريا، دفعت ثمنه بشكل خاص الحركة الشعبية السورية ومطالبها المحقة والطبيعية. ولذلك فإن تجاوز الأزمة والبدء في طريق المواجهة الطويل مع المشروع الخارجي، يتطلب تجسيد التقاطع ما بين طموحات الحركة الشعبية السورية والخطط الاصلاحية المعلنة والاسراع فيها، من إقرار فعلي للتعددية والديموقراطية الى العدالة الاجتماعية، الحوار الوطني، الذي تتوازى معه خطوة تشكيل حكومة تمثل كل الأطراف المؤمنة بوحدة سوريا وسيادتها وموقعها وبالاصلاح الديموقراطي فيها

.
[[[
وفي العودة للمقارنة الأولى مع نكبة 48 وموقف الزعماء العرب منها. من المفيد التأكيد على افتراق أساسي في هذين الحدثين، وهو واقع نهضة الشعوب العربية وبلورة آفاق التحرر الوطني.
إن الحركة العربية المناهضة للاستعمار والصهيونية وحركة التحرر الوطني العربية، أتت ما بعد 1948، كرد عربي شعبي وعسكري على خيانة الملوك والرؤساء ودورهم وتواطئهم في تسهيل اغتصاب فلسطين.
أما اليوم، فإن الخيانة وانكشاف التواطؤ يأتيان، كرد على حركة الجماهير العربية وطموحات شعوبنا وانتفاضاتها.
إن هذا التواطؤ، يشكل إحدى حلقات الهجمة المضادة على الحالة الثورية العربية، لاحتواءها وإجهاضها أو مصادرة فعلها لتحقيق بعض جوانب المؤامرة الخارجية.
إن الحركة الشعبية المستمرة في مصر وتونس وسواها من البلدان العربية تظهر عمق التزامها بشعارات الحراك الشعبي وبحق شعوبنا، بالحرية والكرامة الوطنية والعدالة الاجتماعية، هذه الشعارات التي لا يمكن ان يحملها حتماًًً، لا الى نيويورك ولا الى أي مكان، سارقي النفط والثروة العربية من عرب ومستعمرين

.
[[[
كلمة أخيرة، الى حكومة «النأي بالنفس والحكم بالمنكر» اللبنانية، إن شعاركم وممارستكم في هذا المجال لا يمكن تفسيره في ظل الواقع اللبناني إلاّّّّّ هروباًً من مسؤولية تحصين الوطن من الآثار السلبية لما يجري في سوريا، وهو أيضاًً هروب من مسؤولية نظامكم الطائفي التحاصصي عن هشاشة وضعف مناعة المجتمع اللبناني أمام هذه التطورات.
أنتم تنؤون بأنفسكم ولكن الشعب اللبناني، كمجموعات متنابذة، هو في قلب التطورات وبالتالي، نحن أمام حالة هي أقرب الى التوتر الأهلي إذا لم نقل الحرب الأهلية وانتم غارقون في انقسامكم على فتات الحصص والتعيينات والتآمر على حقوق الفئات الشعبة والاصلاح السياسي.
إذا لم تكونوا، وأنتم كذلك، قادرين على مواجهة التحديات، فرحيلكم أصبح أفضل.



#خالد_حدادة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بالعروبة التقدمية الديموقراطية ستكمل الثورات ونحمي التغيير
- رسالتان إلى الأسد والمعارضة الديموقراطية:لا خيار لسوريا.. إل ...
- حق الجماهير العربية، بين سندان الأنظمة ومطرقة الهجمة الأميرك ...
- وقائع المؤتمر الصحافي للامين العام للحزب الشيوعي اللبناني
- هل تستطيع -حكومة- إنقاذ ما أفسدهدهر النظام
- سايكس بيكو (2) في مواجهة ثورات الشباب العربي
- ليست مفاعيل -الثورة- بل محاولات - الثورة المضادة-
- خالد حدادة في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: دور وموقف ...
- هي المعركة الأصعب.... لكنها حتماً الأجمل
- بعد مجزرة الاسكندرية.... نحمي التنوع بالديمقراطية والعلمانية
- لترحل الحكومة
- في الذكرى ال 86 نحو بناء توازن شعبي وطني ديمقراطي قادر على م ...
- السياسة اللبنانية والرقص على صفيح ساخن
- من حماية رغيف الخبز الى حماية المقاومة مشروع واحد لا يمكن تج ...
- السلاح لا يطلق النار بل يطلق به.....
- في زحمة الثنائيات والثلاثيات أين مفهوم الوطن
-  صد العدوان، منع الفتنة، وتغيير النظام السياسي، مهمات ...
- نعم لامست الأمور الخط الأحمر يا -دولة الرئيس-
- وماذا بعد الإنتخابات؟؟
- كلمة الامين العام للحزب الشيوعي اللبناني في الذكرى ال84 لتأس ...


المزيد.....




- مصدر لـCNN: مدير CIA يصل القاهرة لإجراء مزيد من المحادثات بش ...
- -من المهم أن تفهم أن آخر شيء أريد فعله هو وضعك في السجن-
- بيلاروس تجري اختبارا مفاجئا لحاملات الأسلحة النووية التكتيكي ...
- زاخاروفا: روسيا قد تضرب أهدافا عسكرية بريطانية في أوكرانيا و ...
- بوتين يؤدي اليمين لولاية دستورية جديدة
- تقارير إعلامية تتحدث عن آخر النقاط الخلافية في مفاوضات غزة
- بوتين يتوقف أثناء مراسم تنصيبه ليصافح ضيفا بين الحضور.. فمن ...
- ضابط بريطاني: الأسلحة الروسية مصممة لإسقاط مقاتلات مثل -إف-1 ...
- وزير الدفاع المصري يبحث مع قائد القيادة المركزية الأمريكية ا ...
- وسائل إعلام: الزعماء الأوروبيون يشعرون بالرعب من التصعيد في ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد حدادة - إلى «حكومة النأي بالنفس»: رحيلك أفضل.. للناس