أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق مثليي الجنس - حسني كباش - إلى من يتهم المثلية بالشذوذ و اللا أخلاقية














المزيد.....

إلى من يتهم المثلية بالشذوذ و اللا أخلاقية


حسني كباش

الحوار المتمدن-العدد: 3617 - 2012 / 1 / 24 - 07:41
المحور: حقوق مثليي الجنس
    


يعرف البعض الشذوذ بأنه الخروج عن القاعدة العامة للمجتمع
و لكن إذا اعتمدنا هذا التعريف و نظرنا إلى بلدان الربيع العربي لكنا اعتبرنا كل معارض سبق الثورة في هذه البلاد بشاذ سياسيا حيث أن معارضة الحاكم قبل استشهاد البوعزيزي لم تكن إلا من أقلية قليلة من الشعب حيث أن الباقي كان يكتفي بالتطبيل و التزمير للحاكم فأنا إذ ابتدأت النشاط كمعارض لنظام بشار الأسد من عام 2004 و الثورة قد بدأت عام 2011 يدل على أنني كنت شاذا سياسيا لستة سنوات ثم تغيرت المعادلة فأضحيت أنا و أمثالي القاعدة و أصبح التطبيل للحاكم هو الشذوذ حتى أن الإعلام السوري الذي لم يعترف يوما بوجود معارضة أضحى يقسم المعارضين إلى وطنيين و عملاء طبعا كما يناسبه ثم يسمي الثورة بحركة احتجاجية معترفا على الأقل بوجود من يحتج في سوريا الأمر الذي لم يكن ليعترف به يوما محاولا عبثا الابتعاد عن دائرة الشذوذ السياسي التي غدت صفته الحالية
و المرأة المفكرة في عصور أوروبا الوسطى كانت تعتبر شذوذا فتسمى بالساحرة الحكيمة و يتم إحراقها و الآن في أوروبا يعتبر شذوذ و تمييز جنسي من لا يعترف بمساواة المرأة مع الرجل
و كما وضع ملوك العصور الوسطى الساحرات الحكيمة و الشريرة و غيرهن على المحارق لحقهم المجرم هتلر ليضع المثليين في المحارق الوردية لشذوذهم و الآن في ألمانيا و أوروبا لم يعد المثليون يتهمون بالشذوذ بل يتهم الهوموفوبي بالعنصرية و هكذا أصبحت الهوموفوبيا هي الشذوذ إلا أن مجتمعنا العربي لا يزال ينبذ المثليين بتهمة الشذوذ
بالحقيقة إن تعبير شذوذ هو تعبير ناتج عن أنانية أغلبية ما تريد أن تستبد بالأقلية متهمة إياها بالشذوذ و لكن و على الرغم من أنه قرار الأغلبية إلا أنه قرار استبدادي و تعبير الشذوذ هذا بحد ذاته هو تعبير استبدادي فالأكثرية و كانت أكثرية فلا يحق لها أن تقمع الأقلية كما فعل هتلر الذي كان قد وصل إلى الحكم عن طريق انتخابات حصل فيها على الأغلبية العظمة من الأصوات ثم قام بقتل معارضيه و اعتبره التاريخ ديكتاتورا
فالشذوذ هو مصطلح خاطئ و هو مصطلح متغير من مجتمع لمجتمع و من وقت لآخر و الأغلبية التي تسمي الأقلية بالشاذة ليست دائما على حق فهذه الأقلية قد تصبح يوما من الأيام أكثرية فالمثليون قد لا يصبحون أكثرية إلا أن رافضي الهوموفوبيا قد و عليهم أن يناضلوا ليصبحوا يوما من الأيام أكثرية
إلا أن ما أقوله عن عدم وجود شذوذ لا يعني أبدا عدم وجود مبدأ أخلاقي تحرري أو أن التحرر يعني النيهيلية ( العدمية ) هذا غير صحيح بل هناك مبدأ أخلاقي للحرية هذا المبدأ الذي وضعه فيلسوف الليبرالية و الثورة الفرنسية " جان جاك روسو " إذ قال (( تتوقف حريتك حين تبدأ حرية الآخرين )) هذا المبدأ الذي قبله الفيلسوف الأناركي " كروبوتكين " إلا أن هذان المفكران قد اختلفا على تفسير هذا المبدأ و كان خلافهما هو الخلاف الأساسي بين الليبرالية و الأناركية إذ ترفض الثانية استغلال الآخرين و حكمهم و هنا أرى أن موقف الأناركية هو الأكثر منطقية فالاستغلال و الحكم و السجن هي أمور يقوم فيها القوي بتجاوز حرية الضعيف
إلا أن موضوع المقال ليس عن الأناركية و الليبرالية بل عن المثليين الجنسيين الذين بحريتهم لا يتجاوزون حرية أي شخص آخر و بالتالي فالمثلية ليست لا أخلاقية إلا بالنسبة لمن هو يميني متطرف و تعتبر محاربتها جزء من محاربة اليمين المتطرف الإسلامي الذي بدأ يسطو على ثورات الربيع العربي
و بالنهاية فالمثلية ليست شذوذ و ليست غير أخلاقية إلا أن كارهيها هم الغير أخلاقيين و الأنانيين



#حسني_كباش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إلى علياء
- لا أريد إلا
- ثورتنا المباركة عودي إلى مسارك
- اليسار السوري و الثورة
- العنف الطبقي و مهام الأناركيون
- المجتمع الذي يقمع الأنثى يقمع الذكر
- الحرية و العدالة و منع الخمر
- يا ساحرات العرب اتحدوا
- أحمد على الجزيرة - قصة قصيرة
- إسلاميو مصر صناعة أميركية
- إلهة الثورة
- حوار بين عربي و أوروبية
- على الشاطئ
- إله الإسلام و إله المسيحية
- للعامل اليوناني - خاطرة
- لماذا فشل الاجتماع الشعبي لساحة السيندغما ( أثينا ) أو ما يس ...
- يا أم الحجار السود
- الحزب الشيوعي اليوناني KKE جبهة طبقية أو فرقة بوليسية
- ليتني هناك
- ليبيا حرة


المزيد.....




- العفو الدولية: الحق في الاحتجاج هام للتحدث بحرية عما يحدث بغ ...
- جامعات أميركية تواصل التظاهرات دعماً لفلسطين: اعتقالات وتحري ...
- العفو الدولية تدين قمع احتجاجات داعمة لفلسطين في جامعات أمري ...
- اعتقالات بالجامعات الأميركية ونعمت شفيق تعترف بتأجيجها المشك ...
- منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية تؤكد مسئولية المجتمع ال ...
- ارتفاع حصيلة عدد المعتقلين الفلسطينيين في الضفة الغربية منذ ...
- العفو الدولية: المقابر الجماعية بغزة تستدعي ضمان الحفاظ على ...
- إسرائيل تشن حربا على وكالة الأونروا
- العفو الدولية: الكشف عن مقابر جماعية في غزة يؤكد الحاجة لمحق ...
- -سين وجيم الجنسانية-.. كتاب يثير ضجة في تونس بسبب أسئلة عن ا ...


المزيد.....

- الجنسانية والتضامن: مثليات ومثليون دعماً لعمال المناجم / ديارمايد كيليهير
- مجتمع الميم-عين في الأردن: -حبيبي… إحنا شعب ما بيسكُت!- / خالد عبد الهادي
- هوموفوبيا / نبيل نوري لكَزار موحان
- المثلية الجنسية تاريخيا لدى مجموعة من المدنيات الثقافية. / صفوان قسام
- تكنولوجيات المعلومات والاتصالات كحلبة مصارعة: دراسة حالة علم ... / لارا منصور
- المثلية الجنسية بين التاريخ و الديانات الإبراهيمية / أحمد محمود سعيد
- المثلية الجنسية قدر أم اختيار؟ / ياسمين عزيز عزت
- المثلية الجنسية في اتحاد السوفيتي / مازن كم الماز
- المثليون والثورة على السائد / بونوا بريفيل
- المثليّة الجنسيّة عند النساء في الشرق الأوسط: تاريخها وتصوير ... / سمر حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق مثليي الجنس - حسني كباش - إلى من يتهم المثلية بالشذوذ و اللا أخلاقية