سيناريو سوري

احمد ال ابو عيون

الحوار المتمدن-العدد: 3616 - 2012 / 1 / 23 - 08:58
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

سيناريو سوري

واحدة من أهم واخطر الأحداث والقضايا التي تؤثر على العراق والمنطقة بصورة عامة هي القضية السورية والأحداث الجارية فيها من عملية صدامات مسلحة وقمع متبادل بين السلطة والمعارضين اللذان يحملان السلاح والإرهاب ويستخدمانه واحد ضد الآخر .

هذه الخطورة ألقت بظلالها بشكل سريع على المشهد الحكومي العراقي والسياسي بصورة خاصة ، ورغم نجاح المبادرة العراقية بإقناع القيادة السورية بإرسال مراقبين والتوقيع على البروتوكول، إلا أن هذا النجاح سرعان ما ينتهي بانتهاء الإرادة على مواصلته والعمل به، لان القضية ليست البحث عن الحقيقة، القضية هي مسالة وجود لكلا الطرفين أو لكل الأطراف ( السلطة السورية و المعارضة والجامعة العربية )،
ورغم عدم تكافئ القوى بين السلطة والمعارضين إلا أن عناصر القوة والهجوم وإيقاع الخسائر بالطرف الآخر متوفرة لدى الجانبين، أي أن عنصر القوة متوفر بشكل مناسب وحسب ما يمر به من ظرف لكل جانب حيث أن عملية الكر والفر باتت واضحة بين الطرفين والسبب الرئيسي هي عملية الانشقاق العسكري بين صفوف الجيش النظامي وهذا يعطي دلالة واضحة على امتلاك نفس مقومات القتال والكر والفر والخطط العسكرية في عملية تصادم ومصارعة أشبه بمصارعة الثيران

وهذا الحراك والتصادم يعطي لكلا الجانبين ديمومة البقاء بسبب القوة التي يملكها كل واحد منهم وبما يتلقاه كل طرف من دعم شعبي داخلي وإعلامي وعسكري خارجي، الأمر الذي يدفع بفرض سياسة الأمر الواقع من قبل المتصارعين وحلفائهم وهو البقاء على السلطة المتمثلة بالأسد والمعارضة المتمثلة بالجيش السوري الحر والمجلس الوطني، وقد يحتفظ كل بمواقعه وأرضه بقرارات دولية أممية تفرض غطاء مناسبا لقص مناطق معينة تكون بعيدة عن أيدي وبطش السلطة السورية الرسمية وهي مناطق نفوذ المعارضين وأهمهم الإسلاميون المتشددون وهي أطراف سوريا من جهة الشرق المحاذية لشمال لبنان حيث تكثر الحركات الفلسطينية المتشددة في المخيمات والغرب المحاذية للعراق حيث بؤر القاعدة وخلاياها النائمة والشمال المحاذي لتركيا ويبقى وسط سوريا بيد الأسد وسلطته جيشه، وهو أشبه ما يكون عملية تفكيك وتقسيم لسوريا ولكن بشكل غير رسمي، والاهم من هذا هم عدم إدراك الطرف المعارض بخطورة مثل هذه الملفات السياسية واللاعب بها كقطر وفرنسا والسعودية وإيران .

وقد يكون هذا السيناريو هو الأقرب إلى الواقع حسب رؤية كثير من السياسيين العراقيين لان تلك المناطق وخاصة المحا ذيه للعراق ستكون منطلقا للهجمات على العراق ولأسباب كثيرة أخرى والله العالم.
احمد البو عيون

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل