أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - رشيد قويدر - البوتينية .. روسيا الصاعدة إلى ربيعها















المزيد.....

البوتينية .. روسيا الصاعدة إلى ربيعها


رشيد قويدر

الحوار المتمدن-العدد: 3609 - 2012 / 1 / 16 - 14:34
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


سبقت الانتقادات والتحريضات الاميركية نتائج الانتخابات البرلمانية الروسية، وتواصلت بعدها ومعها توابعها الغربية الاوروبية ضد رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين، بعد أن افضت النتائج إلى فوز حزب "روسيا الموحدة".
بالتأكيد أن واشنطن ليست حريصة على الديمقراطية في هذا العالم، حين تحالفت وتتحالف مع أعتى الديكتاتوريات والثيوقراطيات المختلفة وعلى جنباتها. بل ان (الديمقراطية) الاميركية ذاتها باتت بالية وقديمة ومزيفة، وما أدل على ذلك راهناً سوى كيفية تعاملها مع حركة وحملة "احتلوا وول ستريت" الشعبية والاجتماعية، وهي تطاردها بالعنف والاعتقالات؛ على الرغم من أن حرية التعبير وحق التعبير تحت سقف هذه (الديمقراطية) الاميركية التي تَفتَرضُ أنها مكفولة وفق ما هو معلن.
ليس هذا دفاعاً عن ديمقراطية روسيا، بل بقدر الوقوف على النفاق الاميركي وقد بات على العالم أن يُخمده، طالما أنه جزء هام من تكوين حزبيّيها "الديمقراطي والجمهوري"، من "اميركا السرية".
ليس دفاعاً وقد سبق لبوتين ذاته أن صرح في مقابلة منقولة على الفضائيات ما ملخصه الانطلاق من القناعة الواقعية، فهو لا يفترض "الكمال"، لكن بيت القصيد هو منطق تطور روسيا الاتحادية الداخلي، وفي سياق دورها المطلوب على المستوى الدولي، اي نحو عالم متعدد الاقطاب، وقد بات واقعياً، ومن الجلي راهناً أن روسيا باتت مؤهلة لفرض تصوراتها وأداء رسالتها.
مع نهاية القرن العشرين ورثت الرئاسة البوتينية روسيا الاتحادية ممزقة ومنهوبة من الأوليغارشية المتكالبة على التركة؛ واقتصاد منهار وفقر مدقع، وخزينة فارغة مع ديون ضخمة من بقايا الحقبة السابقة؛ وقد نهضت بزمن قياسي، وأخذ كل شيءٍ في حياتها مجراه وفق ما هو مرسوم ومخطط في دورها الصاعد. وعموماً الروس يحبون الشخصيات القوية والقريبة من الأجيال الشابة، حينها انهمك الكرملين في ورشة إعادة بناء شاملة، وضعت حجر الأساس للاصلاحات، وللنظام المؤسسي الذي اصبح رائداً في البلاد، وتشجيع الاستثمار والإقتدار، انجازات اقتصادية مكنت روسيا من تسديد ديونها كافة، ونقلها من البؤس إلى الرفاه، وتحديث الجيش والبنية التحتية وانهاء العزلة المفروضة عليها، والتصدي لمؤامرات تقسيمها، والخروج بقوة للعالم خلال سنوات قليلة.
إن الأهم وهو جديرٌ بالدراسة عربياً؛ هي تجربة روسيا الاتحادية في معالجة النزعات الإنفصالية للأقاليم والتي أذكى نارها الغرب واستراتيجياته والرئيس وبوريس يلتسين، بالانهماك في نهب خيرات وثروات البلاد، وقد كشف استراتيجيو واشنطن عن مشاريعهم بتقسيم الاتحاد إلى ثلاث دول، وسرعان ما انتهت بالفشل، بعد أن دشن بوتين ولايته الأولى باصدار مرسوم رئاسي يقضي بتشكيل (7) دوائر فيدرالية، تضم الواحدة منها مختلف الأطراف (الجمهوريات والمقاطعات والأقاليم.. الخ)، وبما يمكن وصفه تفصيلاً نقلة نوعية في الشكل الفيدرالي الروسي، والتي لخصت وادرجت في المادة (72) من الدستور، والخاصة بالاختصاصات المشتركة، وهو ما يفسر لنهوض الاقتصادي الذي حدث في الأقاليم والاطراف والتي باتت (84) بعد أن كانت (89)، ومن خلال تعزيز المؤسسات المركزية للدولة الفيدرالية. إن الخبرة الروسية بتفاصيلها في "العقد الفيدرالي" جديرة بالتأمل والدراسة.
ومنذ تولي بوتين مقاليد السلطة في الكرملين عام 2000 سعى مباشرة إلى بناء "حلفاء استراتيجيين" في مواقع مختلفة من العالم، بدءاً من الصين القطبية الناهضة والهند الصاعدة وصولاً إلى اميركا اللاتينية، وسوريا وايران وجنوب افريقيا، وعليه؛ إن التحريض الاميركي لا علاقة له بالديمقراطية لا من قريب أو بعيد، بقدر ما هي وسيلة لغايات أخرى، تضيق بها واشنطن ذرعاً وخاصةً البوتينية المعبرة عن الكرامة الوطنية الروسية، فما لا تقتنع به واشنطن بعد، هو خروجها من عالم القطب الواحد الذي هيمنت عليه وعاثت به فساداً وحروباً بعد انهيار الاتحاد السوفييتي، بما يعني أن الصراع ليس من أجل "الديمقراطية والشفافية" بل هو نزاع سياسي واقتصادي لحساب اميركا وهيمنتها، وكل ما عداه هو زيف مطلق.
فواشنطن لا ترى غير واشنطن ولا أحد سواها؛ حروباً واحتلالات وتدخلات في شؤون الدول تحت زيف "حقوق الإنسان"؛ السمفونية المفضوحة على مرأى شعوب العالم، لذلك هم لا يرغبون فلاديمير بوتين بما يعني من موهبة وبصيرة تمتزج بالجيوبولتيك وعلى أرض الواقع.
إن هذا هو ما دفع السيناتور جون ماكين إلى مبشر بـ "الربيع" نسبةً إلى ما يسمى بـ "الربيع العربي" وأنه يتجه إلى روسيا. رد عليه رئيس مجلس "الدوما" الروسي بوريس غريزلوف؛ بأنه "مجنون ويشبه الأرنب مارتش في قصة "آليس في بلاد العجائب"، كما ردت الخارجية الروسية على تحريضات وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلنتون، والتي صرحت بأن الانتخابات الروسية ليست "حرّة ولا عادلة" بالقول: "ناسف لتمسك واشنطن بقوالب التفكير القديمة، واتخاذ مواقف مسبقة وجاهزة، إن النظام الانتخابي الاميركي ليس مثالياً، بل لا يمكن أن يكون معياراً للشفافية والنزاهة".
يربط المراقبون هذه الحملات الاميركية والغربية ضد روسيا وبوتين بالذات؛ بسببٍ من تكثيف دورها الصديق لسوريا، ضد المخططات الاميركية التي تستهدفها، ومعها الصين ودول صاعدة في هذا العالم، خاصة الدور في مجلس الأمن الدولي، واشاراتها الملموسة على أرض الواقع الجغرافي.
كما أن التحريض والتمويل الاميركي ضد البوتينية، قد فعل فعله في اليمين الليبرالي الروسي، برموزه المعروفة الموالية والمرتبطة مباشرة بواشنطن، وعلى هامشيته؛ فالمخططات المعادية لروسيا متواصلة في سياق "روسيا والناتو ونظام الدفاع الصاروخي الاميركي – أي الدرع الصاروخي"؛ حين لم تفلح اجتماعات بروكسيل باقناع روسيا، بأن هذا النظام "لا يستهدف روسيا من قريبٍ أو بعيد، ولا يهدد أمنها القومي"، وهذا لا يطمئنها بأي شكلٍ من الأشكال حين لا تنفع الضمانات الأميركية، وهي مجربة في تاريخ هذا العالم، فلا ضمانة ولا ضمير أمام جشعها وعدوانها، وعليه إنهم يخشون من الموقف الذي سيبديه بوتين حين عودته إلى قمة السلطة بالكرملين، ويتوقعون منحاه التصاعدي، خاصةً مع اقتراب المرحلة الانتقالية في افغانستان، والتي تؤشر إلى نهاية دور الحلف هناك، حيث تحاول واشنطن البقاء في آسيا الوسطى، عبر تواجدها في قواعد عسكرية ببلدان معينة وعلى تخوم حدود روسيا والصين.
في الثقافة التاريخية والذهنية الروسية؛ يبرز "دور الفرد في التاريخ"، التاريخ يصنع بطله إذا كان ذو بصيرة، ويضاف هذا على إرثهم الإشراقي المقرون بقوة وحدّة العاطفة، الذي يرى اطلاق جميع الممكنات الكامنة في الإنسان، كما هو الإرث الاشراقي لدينا، حول حريه الاختيار في المعتقد والحياة دونما اكراهات تنفي معنى الانسان، ومعه معنى الحياة الكلي نحو تطلعات الإنسان إلى الحب والمسّرة، كي تنهض قوى الحياة الكلية في وحدة اندفاع، عبر حركة تبعث الانسان بجميع طاقات وجوده المنشود في وحدة الوجود، والتي تقدس حرية وقيمة الكائن والطبيعة وما عليها بسمفونية متكاملة واحدة، وتراتيل مشرقة بالعظمة، وقد بات يتردد صداها الأعمق بقوة في هذا العالم.



#رشيد_قويدر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الديمقراطية والنفاق الاميركي.. و-اليورانيوم المنضب-
- عار التدخل الخارجي ... والإملاءات الأمريكية
- نايف حواتمة وجدلية الإنسان ... الوطن والحرية
- احتفاءً بفرح الطفولة وتكريس الربيع
- من أجل -جبهة ثقافية ديمقراطية ...-
- في -مدنيّة الدولة ... علمانية الدولة-
- -السنونو- في حفلها السنوي الأول
- -السنونو- تختم عامها الدراسي الأول
- المفاهيم الحرّة ... و -المستبد المهزوم-
- فقه اللامعقول ... الاستبداد والصنمية
- وهم البنى التقليدية ... وهم المثقف النخبوي
- ثقافة السلام ... وميديا - السلام مهنتنا -
- الثقافة وجرعاتها الوقائية العالية
- قيمة الزمن .. قيمة الشعور بالمسؤولية ..
- يا إلهي ... ما -أقدس- الحاكميات العربية ... !
- في الثقافة الوطنية والعالمية ...
- الثقافة .. والوعي التاريخي
- إشعاعات ثورة أكتوبر البلشفية
- -لليسار دُرْ...- في نقد العقل العربي
- سيدة النجاة..


المزيد.....




- السعودية.. القبض على مصريين لـ-نشرهما حملات حج وهمية بغرض ال ...
- أمريكا: لا يوجد مؤشر على عملية إسرائيلية -واسعة النطاق- في ر ...
- شهداء في قصف مكثف على رفح وشمال القطاع
- محكمة العدل الدولية تعلن انضمام دولة عربية لدعوى جنوب إفريقي ...
- حل البرلمان وتعليق مواد دستورية.. تفاصيل قرار أمير الكويت
- -حزب الله- يعلن استهداف شمال إسرائيل مرتين بـ-صواريخ الكاتيو ...
- أمير الكويت يحل البرلمان ويعلق بعض مواد الدستور 4 سنوات
- روسيا تبدأ هجوما في خاركيف وزيلينسكي يتحدث عن معارك على طول ...
- 10 قتلى على الأقل بينهم أطفال إثر قصف إسرائيلي لوسط قطاع غزة ...
- إسرائيل تعلن تسليم 200 ألف لتر من الوقود إلى قطاع غزة


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - رشيد قويدر - البوتينية .. روسيا الصاعدة إلى ربيعها