الزعيم -قطر-

سليم سوزه

الحوار المتمدن-العدد: 3609 - 2012 / 1 / 16 - 13:06
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

للزعامة مبادئ واصول وغايات، اذ لا يكون الزعيم زعيماً مالم يحظ بهذه الصفات مع دعم والتفاف الجمهور حوله ... اليوم هناك نموذج جديد من هذه الزعامة! لا تتوفر حتى في زعيم "الخمير الحمر" او في اي خمائر اخرى! نموذج مطوّر من النسخة القديمة حيث يعتمد في زعامته على جملة امور لم ينزل الله بها من سلطان!

منذ مدة ليست قصيرة وانا اتابع فيها تحركات دولة قطر سيما تلك التي تسيدت على المشهد العربي بشكل عام والمتصلة بالاحداث والثورات العربية المعروفة بالربيع العربي، حيث كانت قطر صاحبة الصوت الاعلى واليد الطولى في تلك الاحداث باعلامها وسياستها وتصريحاتها، حتى انها فاقت صوت المملكة العربية السعودية التي سُيقت للعالم بانها راعية الهم العربي لعقود طويلة.
قطر لعبت دورا بارزا في احداث تونس ومصر وليبيا وسوريا وبشكل اقل حدة في اليمن وهو ما ازعج حكومة السعودية التي لم ترد اسقاط حكومات مبارك وبن علي وصالح نتيجة علاقتها الجيدة مع تلك الدول خلافاً لموقفها من قضيتي ليبيا وسوريا بسبب الخصومة التاريخية بينها وبين هاتين الدولتين.
الدور الذي لعبته قطر في هذه الاحداث سحب البساط من تحت اقدام السعودية التي تراها قطر بانها هرمت ولم تعد تصلح كلاعبة سياسية فاعلة في المنطقة، بل وآن الاوان لتغيير الحكم في السعودية وتنصيب من هم افضل حالا وانشط تحركا من هذه الحكومة الخاوية كما يصفها وزير خارجية قطر ورئيس وزرائها حمد بن جاسم آل ثاني. وما وتر تلك العلاقة بين السعودية وقطر هو تسريب مكالمة هاتفية بصوت وزير الخارجية القطري حمد بن جاسم وهو ينصح الاميريكيين بضرورة تغيير نظام الحكم في السعودية لاسباب ومبررات يشرحها جاسم في تلك المكالمة.

الطريف ان السياسي العراقي المعارض مشعان الجبوري "زعيم" المقاومة النقشبندية المقيم في سوريا كان قد استلم طرد بريدي سري ومهم جداً من "الزعيم" الليبي الراحل معمر القذافي قبل وفاته بايام (صارت الزعامة بفلس .. نرجع للموضوع)، القذافي ارسل بفيديوات ورسائل واجتماعات ومكالمات هاتفية خاصة جدا باصوات مسؤولين كبار من الدول العربية الى الجبوري الذي يملك فضائية "الرأي" الممولة ليبيا من "جيب العقيد الشخصي"، يطلب فيها فضح تلك الدول "المتآمرة" ونشر كل الغسيل العربي الوسخ في حال انتصر الثوار واسقط نظام الحكم!

ولا ادري هل هو حسن حظ بشار الاسد ام سوء حظ الشعب السوري المسكين ان تقع تلك الكنوز بيد المخابرات السورية حيث استطاعت بالضغط على الجبوري وتهديده ان لم يسلم تلك الكنوز للحكومة السورية فستقوم الحكومة بغلق فضائية "الرأي" وطرد الجبوري من البلاد؟ خطية وين يروح اذا غلقوا الفضائية مالته؟ هو هذا باب الرزق الوحيد مالته؟ عموما لم يملك الجبوري الا ان يرضخ للمخابرات السورية ويعطيها تلك الوثائق بعد عقد صفقة يضمن من خلالها استمرار "جنبره" الاعلامي بالبث الحي المقاوم.

وهنا بدأت الانعطافة في الازمة السورية، حيث بدأت سوريا باستلام زمام امورها وفرض شروطها على المراقبين العرب في حين بدأ الضجيج العربي يخفت يوما بعد يوم بسبب عرض جزء بسيط من تلك الملفات للاعلام، ومنها الفيديو الذي يظهر صوت وزير خارجية قطر حمد بن جاسم آل ثاني وهو ينصح الامريكيين باسقاط النظام السعودي والذي شكل صدمة قوية للسعوديين لم تنفيها قطر حتى الآن. وهو مايفسر سبب عدم حماسة السعودية وبعض الدول العربية الاخرى لارسال قوات عربية لسوريا ومعارضتهم المقترح القطري القاضي بضرورة ارسال تلك القوات وباسرع وقت ممكن، خوفاً من ان يبث السوريون مزيدا من هذه الفضائح قد تمس الاسرة الحاكمة في السعودية.

انه عصر جديد تقوده قطر اذ بعد انهيار ما يسمى بمثلث الاعتدال العربي المتمثل بالنظم "السنية" الثلاث مصر والسعودية والاردن حيث سقوط حكومة الاولى وشيخوخة الثانية وعزل الثالثة الفقيرة، تسلمت قطر زمام امور العرب بمباركة ودعم امريكا واسرائيل التي لطالما حافظت على نظام حمد بن خليفة من خلال تحجيم نفوذ وقوة المُنقلَب عليه "خليفة" الاب ومحاولاته البائسة للعودة للحكم مجددا.

انه عصر الزعيم "قطر"

رابط الفيديو الفضيحة الذي ينصح فيه وزير خارجية قطر حمد بن جاسم الامريكيين باسقاط النظام السعودي
http://www.palpress.co.uk/arabic/?action=detail&id=33248

#سليم_سوزه (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل