أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - عبد الحسن حسين يوسف - ذكريات لا يمحوها الزمن(ايام في معتقل قصر النهاية) الحلقه الثالثه















المزيد.....

ذكريات لا يمحوها الزمن(ايام في معتقل قصر النهاية) الحلقه الثالثه


عبد الحسن حسين يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 3607 - 2012 / 1 / 14 - 19:06
المحور: سيرة ذاتية
    


في اواسط الشهر الثاني من سنة 1972 كان البرد على اشده في كردستان وبالذات في المناطق الوعره التي يتواجد فيها مقر حزبنا طلب منى الرفيق الشهيد ابو جعفر(خضير سلمان شوت) ان اهىء نفسي لمهمه في بغداد وحملني رساله شفويه لاحد الشيوعيين المتواجدين هناك مع المكان والزمان وكلمة السروطلب مني مرافقته الى كردستان لحضور ما اسماه لي بمؤتمر قواد الكفاح المسلح ..كان الصراع بين الشهيد ابو جعفر وابو سميره من جهه وبين فاروق وشيخ علي مسؤولي فرع كردستان من جهه اخرى قد بدء يضهر على السطح وكل منهم يحاول تجميع اكبر عدد من الرفاق الى جانبه .وبدء ابو جعفر بحكم كونه قائدا عماليا بارزا ومن المنفذين البارزين لعملية التطهير التي حدثت في 17 ايلول 1967 والتي ضهرت على اساسها القيادة المركزية يحاول ان يوجه تنضيمات الوسط والجنوب بطريقته الخاصه واراد ان يجمع له انصارا ومؤيدين داخل مقر الحزب في كردستان فكان الانشقاق واضح في المقر رغم انه غير عدائى وغير معلن في حين قواعد الحزب في الوسط والجنوب تضرب الواحده بعد الاخرى بفعل احد المندسين وكان اسمه الحركي فى المقر(منصور)اما اسمه الحقيقي عرف فيما بعد (سعد الحديثي )وتبين بعد ذالك انه من اقارب العقيد عبد العزيز الحديثي مدير امن الناصريه في ذلك الوقت وبعد ان ادى منصور مهمته بنجاح ودمر كثيرا من التنضيمات عن آخرها ولم يعد لديه شىء يعطيه الى الامن لفضه النظام الى الشارع بلا رحمه حاله حال اي عميل انتهت مهمته دون ان يعطيه حتى مكافئة نهاية الخدمه وضل يتسكع في ازقة بغداد مخمورا مفلسا اشبه بالمتسول .. حاول الحزب تجميع اكبر عدد من الرفاق الذين لم تطلهم يد الاعتقال وايصالهم الى كردستان ومحاولة الشهيد ابو جعفر بارسالي وربما ارسال غيري في اعتقادي احدى هذه المحاولات..سرت في نفس الطريق الذي سرت فيه سابقا مع رفيقا من الرفاق الكرد كانت له مهمه اخرى في
السليمانيه حاملا معي هذه المره دفتر خدمه عسكريه مزور باسم(هاشم حميد زكروط العظيمي)وانا في الطريق حفضت كل محتويات الدفتر اسم الام والوحده والتجنيد وغيرها من المحتويات خشية التعرض لاي سؤال من قبل السيطرات وكان هذا الدفتر من عمل الشهيد ابو سميره الذي قلع الصوره القديمه ليضع صورتي مكانها تبين بعد القاء القبض علي ان هذا الدفتر مرسل من قبل الامن عن طريق العميل منصور واسمه معمم على كافة السيطرات لالقاء القبض على حامله ولو تعرضت التفتيش في الطريق لتم القاء القبض علي قبل الوصول الى بغداد كان موعدي مع الرفيق المطلوب ايصاله هي التاسعه ليلا من يوم 21 شباط 1972 على ان يتكرر في اليوم الثاني بنفس المكان والزمان اذ ا لم يحضر احدنا.. كان المكان هو مقهى في الكاضميه مقابل حديقة 14 تموز القريبه من دجله كان هذا المقهى موجودا ضمن مجموعة معارض سيارات لا يجلس فيه ليلا الا ابناء المنطقه فقط (لم تكن بناية الشعبة الخامسه للامن قد بنيت في بستان النخيل القريب من المقهى التي حولت هذه المنطقه وسكانها الى جحيم) لم ياتي رفيقي في الموعد المقرر تركت المقهى بعد ربع ساعه الى دار اخي في مدينة الحرية .. جئت في اليوم الثاني بنفس المكان والزمان وبدلا من مجىء رفيقي كان في انتظاري رجال الامن تركوني اكمل شرب الشاي واحاول الخروج من الباب الوحيد للمقهى حتى شعرت اني حلقت بالسماء بفضل رجلين اشبه بالمصارعين ضانين اني احمل مسدس وعندما دخلت احد السيارات المتوقفه في الشارع كان منصور (سعد الحديثي) بداخلها وكان يعرفني من خلال وجودنا معا في كردستان وان رفيقي الذي انا في انتضاره قد سلمه منصور قبلي وان رفيقي لم يعترف على موعدنا الاول ضانا اني سوف لن اعودالى الموعد الثاني لكي يخلصني من الاعتقال كما قال لي بعد ان تعرفت عليه في المعتقل ولكن اين لي من هذا التفكير وانا لم اتجاوز العشرين الا قليلا . فتشو جيوبي جيدا لم يجدوا الا دفتر الخدمه العسكرية المزور الذي اعلن منصور انه ارسله الى المقر ليكون مصيدة لحامله . خلال اقل من نصف ساعه وصلت الى مديرية الامن العامة في منطقة بارك السعدون وبدئت حفلتهم حال وصولي.. اختفى منصور حال وصولنا ليترك المجال لآخرين ممن كانوا معنا في مقر الحزب وكنا نحسبهم رفاقنا مشتركين في حفلة تعذيبي منهم (مجيد) الذي عرفت فيما بعد انه كردي فيلي من سكنة باب الشيخ في بغداد وكان يعمل لصالح الامن ايضا وقد ارسل قبل اكتشافه الى مقر الحزب علبتين من الدبس والراشي مسمومتين وبما ان الرفاق في المقر لاياكلون الا بشكل جماعي فقد تعرضو جميعا للتسمم ولولا الدكتور محمود عثمان عضو البرلمان الحالي الذي كان في وقته عضو مكتب سياسي في الحزب الديمقراطي الكردستاني الذي نقل كل كادر مستشفى كلاله وادويته لمعالجة الرفاق لفقد كثيرا من رفاقنا حياته وجاء افراد من البيشمركه لحراسة المقر لحين شفاء الرفاق.. عند رؤيتي مجيد وهو يساهم في تعذيبي تصورت حجم الاختراق الذي تعرض له الحزب من قبل جهاز امن السلطه لا اقول خيانة من قيادة الحزب كما يقول البعض حاليا بل ربما قلة خبرةخصوصا وان شعار (الكفاح المسلح ) الذي رفعته القيادة المركزيه شعار كبير وهو بحاجه الى حاملين بمستوى الشعار نفسه ..شيوعيي القيادة المركزيه لاتنقصهم الشجاعه ومستعدين للتضحيه ولكن تنقصهم الخبرة في هذا المجال .لانهم خرجوا جميعا من رحم الحزب الشيوعي العراقي الذي علم اعضاءه الموت دون التفوه بكلمه ولكن لم يعلمهم استعمال المسدس للدفاع عن النفس ولهذا فقد كثيرا من رفاقنا حياتهم في اقبية السجون وهم شامخين بصمودهم وكان الا جدر بهم ان يموتوا وهم يحملون السلاح كان ذلك انفع لهم وللحزب ايضا ..هذه التداعيات التي اكتبها الان بحاجه الى كتاب من ذوي الاختصاص لتحليل الشخصيه الشيوعيه العراقيه في هذا المجال ..بعد ساعات قليله سحبني الجلادين من ملابسي التي اصبحت ممزقه الى سياره قريبه من مكان تواجدي وتوجهت بي الى وجهة عرفت من بدايتها انها الى معتقل قصر النهايه وقاموا بطرحي ارضا تحت اقدامهم عندما ارادوا ملء سيارتهم بالبانزين من محطة تعبئة المنصور التي تعمل على مدار الساعه حتى لا يرى عمال المحطه (حجم الخراب الهائل الذي تعرض له وجهي) بعدها بدقائق دخلنا قصر النهايه من الباب القريب من شارع المنصور لتبدء الحفلة الكبرى التي ستكون بداية لحلقتي الرابعة ...تحياتي



#عبد_الحسن_حسين_يوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ذكريات لا يمحوها الزمن (ايام في معتقل قصر النهايه)(الحلقة ال ...
- المهمات الاساسية لوحدة الحركة الشيوعية العراقية
- رسالة من مريدي الى احفاده في شارع مريدي
- ظاهرة جديدة اسمها العظامة السياسية
- اخي محمد الرديني
- رواية(الهجرة الى السعدون) هجرة الى العمق العراقي
- العراق العربي متى يحارب ايران ثانية
- الى المعلم الكبير حسقيل قوجمان مع التحية
- الى الدكتور الفاضل عبد العالي الحراك مع التحية
- أصدقاء السوء والشعب العراقي
- عبد الله بن سبأ وإيران وصندوق النقد الدولي
- من تاريخ الحركة الشيوعية في العراق(الماضي وآفاق المستقبل
- الاسطبل الذي حوله البعثيون الى معتقل
- الســــــــقــوط


المزيد.....




- صديق المهدي في بلا قيود: لا توجد حكومة ذات مرجعية في السودان ...
- ما هي تكاليف أول حج من سوريا منذ 12 عاما؟
- مسؤول أوروبي يحذر من موجة هجرة جديدة نحو أوروبا ويصف لبنان - ...
- روسيا تعتقل صحفيًا يعمل في مجلة فوربس بتهمة نشر معلومات كاذب ...
- في عين العاصفة ـ فضيحة تجسس تزرع الشك بين الحلفاء الأوروبيين ...
- عملية طرد منسقة لعشرات الدبلوماسيين الروس من دول أوروبية بشب ...
- هل اخترق -بيغاسوس- هواتف مسؤولين بالمفوضية الأوروبية؟
- بعد سلسلة فضائح .. الاتحاد الأوروبي أمام مهمة محاربة التجسس ...
- نقل الوزير الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير للمستشفى بعد تع ...
- لابيد مطالبا نتنياهو بالاستقالة: الجيش الإسرائيلي لم يعد لدي ...


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - عبد الحسن حسين يوسف - ذكريات لا يمحوها الزمن(ايام في معتقل قصر النهاية) الحلقه الثالثه