أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف : ظاهرة البغاء والمتاجرة بالجنس - آيا الجوهري - الإتجار بالجنس تلبية لتقاليد المجتمع!















المزيد.....

الإتجار بالجنس تلبية لتقاليد المجتمع!


آيا الجوهري

الحوار المتمدن-العدد: 3605 - 2012 / 1 / 12 - 15:37
المحور: ملف : ظاهرة البغاء والمتاجرة بالجنس
    


من المعروف أن معنى لفظة "دعارة" هو ظاهرة الإتجار بالجنس وأنها ترادف لفظة "بغاء"
وقبل أن أقول رأيي في اللفظتان لابد من ذكر معناهما كما وجدتهما في معجم اللغة العربية..
"معنى كلمة "بغى" فلان بغياً أي تجاوز الحد وأعتدى وظلم وتسلط وللمرأة بِغَاءً أي فجرت وتكسبت بفجورها!! ومعنى كلمة "دعر" دِعارَةً أي فسد فهو داعر ودعَّار والدعارة هي الفسق والخبث" !! "مقتبس"

أولاً بإفتراض أن الدعارة هي الإتجار بالجنس فالزواج في مجتمعاتنا هو إتجار بالجنس ولا أقصد فقط زواج المتعة والمسيار بل الزواج العادي
فنجد أن الشاب مطالب بأن يدفع ثمن هذه المرأة التي يشتريها لتلبي إحتياجاته الجنسية حيث لابد أن يدفع ذلك في شكل مهراً وهو قدر من المال يحدده الطرفين وشبكة بمعني قدر من المال متمثلاً في قطع من الذهب أو الماس أو أي شئ ذات قيمة وبجانب هذا عليه أن يشتري المنزل أو يقوم بفرشه وأهل العروس يشاركون بجزأ صغير من الفرش أحياناً كثيرة الأمر ثم بعد ذلك عليه أن يقيم حفل زفاف مُشرّف وأحياناً كثيرة يكون حفلتان أو أكثر "خطوبة" "عقد قران"
ثم بعد تخطي كل هذه المراحل لشراء هذه المرأة التي ستكون في خدمته والتي يختارها بدقة وبشروط معينة وليس الجمال أول هذه الشروط ولكن أولها أن تكون عذراء وليس لديها أي تجارب سابقة عليه!
ويفرض عليه أهل العروس أن يكتب للعروس ما يسمى بمؤخر الصداق في عقد القران أي مبلغ من المال عندما يتركها يدفعه!! وأيضاً هو ملزم بما يسمى بالنفقة أي أن ينفق عليها بعدما يتركها خاصة إذا كانت تعول!!!!!!!
إذاً يتضح أن الزواج هو مجرد ظاهرة إتجار بالمرأة التي لا تعدو أن تكون فيه سوى أداة تباع وتشترى
فالزواج هو عادة إجتماعية لابد منها من أجل تلبية الإحتياجات الجنسية قبل كل شئ ثم بعد ذلك تأتي الأشياء الآخرى
فمن الطبيعي أن يتحول الزواج إلى ظاهرة إتجار بالمرأة وتحويلها لسلعة ومنتج جنسي فمن سيدفع أعلى سعر هو من سيفوز بأفضل منتج جنسي لم يسبق لأحد إستخدامه!

عندما يتزوج الناس من أجل تلبية إحتياجاتهم الجنسية ولأن الزواج هو عادة لابد من فعلها يكون من الطبيعي أن يسفر هذا الزواج عن جيل من الأبناء لم ينشأ بشكل سوي لأنه لم يكن الهدف إنشاء إبن سوي بل أن العلاقات الزوجية تفشل بسبب أنها قامت على أساس غير سوي وغير طبيعي
فالزواج ليس مشروع جنسي بل هو مشروع بناء أسرة بين شخصين تربطهم مشاعر حميمية كلا الطرفين يقوم ببناء كل شئ في هذا المشروع وليس طرف يدفع ليشتري طرف آخر مشروع يقوم ببنائه طرفان فقط لا دخل لأسر كلا الطرفان فهو أمر لا يخصهم، غير أن مسؤولية تربية وتنشأة أبناء ليست مسؤولية بسيطة أو سهلة من لا يستطيع تحملها لايجب أن ينجب أبناء لأنه غير مؤهل لهذه المسؤولية! والمسؤولية ليست مسؤولية مادية فقط بل ايضاً مسؤولية معنوية..
فما ذنب هؤلاء الأبناء عندما يجدون أنفسهم فائض بشري لا حاجة له بسبب تنشأتهم الغير صحيحة!

ثانياً يتضح من معنى لكمة دعارة أنها الفساد عموما أي ليس فقط الإتجار بالجنس ولكن أيضاً الإتجار بالبشر والإتجار بالجنس هو جزء من تجارة البشر
فنجد من يتزوج وينجب أطفال ليتاجر بهم! هل هذه ليست دعارة؟!
ونجد من يتاجر بمرضه أوعاهته! هل هذه لا تعد دعارة؟!
ومشروع الزواج المبني على صفقة مالية هل هذا لا يعد دعارة؟!
من يتاجر بأعضائه أو مافيا الإتجار بأعضاء البشر هل هذا ليس دعارة؟!
الإتجار بالأطفال أليست هذه أيضاً صورة من صور الدعارة؟!
المجتمع لا يرى من الدعارة إلا الجانب الجنسي ووجد لنفسه طريق شرعي ليستفيد من هذا الجانب في صالحه! غير أنه إتجار بالمرأة أيضاً وليس فقط بالجنس!

ثالثاً هناك ملاحظة على معنى كلمة "بغى" فهي للذكر تعني أنه ظلم أو تعدى الحد وللأنثى تعني التكسب من الجنس!! أريد أكبر علامة تعجب لأضعها تعقيبا على ذلك!
فاللغة نفسها لا ترى من الأنثى شئ سوى جهازها التناسلي الذي هو ملكاً لها وليس لأي أحد الحق في التحكم فيه
فهو باغي لأنه تعدى على غيره وتسلط وظلم! إذا هي ليست باغية لأنها لم تتعدى على أحد ولم تظلم أحد!
هذا يدفعني لأقول أن هذا التفريق في المعنى هو موروث فكري بأن المرأة آداة للجنس وأقصى صور الخطأ التي يمكن أن ترتكبها أن تتصرف في جهازها التناسلي كيما تشاء وكأنها حرة نفسها! فهي ملك لأبيها حتى يمتلكها زوجها الذي لن يشتريها من أبيها إذا إستخدمها أحد من قبله فلا أحد يشتري قطعة جاتوه مأكول منها! فهذه هي ثقافة المجتمع للمرأة!! لعل من الأفضل تغيير معنى اللفظة لوجود رجال أيضاً يعملون في هذا المجال ويتاجرون بأنفسهم أيضاً!!

رابعاً مما سبق يتضح أن الفسق أو الفجور في اللغة العربية بالنسبة للمرأة هو أن تتصرف المرأة في جهازها التناسلي الذي يعد ملكاً للشخص الذي سيشتريها ليفرغ كبته في آداة الجنس المسماه بالمرأة، والفجور بالنسبة للرجُل هو الطغيان والظلم والتسلط!!
فيقال دائماً في الموروثات الثقافية في المجتمع "أن الرجُل لا يعيبه شئ" أي أنه مهما فعل ومهما كان شكله فلا شئ يشوبه فهو رجُل أما المرأة إذا كان لها أصدقاء ذكور أو علاقات عاطفية سابقة أو جنسية أو حتى إذا كانت غير جميلة في نظره فكل هذا يعيبها!!
ومن هذا المنطلق نستنتج أن الذكر هو إله الأنثى في المجتمع يشتريها ويعولها فكيف لا يتعامل معها على أنها أقل منه و آداة للجنس وغير مساوية له؟!

في النهاية إن ظاهرة الإتجار بالجنس سواء كانت شرعية أو غير شرعية هي إنتهاك للجنس قبل أن تكون سبب من أسباب المجتمع في إهانة المرأة وتحويلها لآداة جنسية..
والفرق بين الإثنان أن في الطريقة التي يشرعها المجتمع فيكون الشخص غير حر التصرف بل هو مسلوب الإرداة ومرغم على الإتجار في الجنس فالمرأة التي يشتريها شخص لتخدمه وتخدم رغباته الجنسية فهو يعطيها مقابل آخر غير الذي قدمه في بداية عقد الصفقة وهو أنه يعولها وينفق عليها!
وأن هذا كله ينبع من الثقافة التي تجعل المرأة شئ يملك وغير حر الإرادة فيتم الإتجار بها لمن يدفع أكثر، إتجار بالبشر بشكل شرعي!

وفي الطريقة التي لا يشرعها المجتمع فمن يعمل في هذا المجال سواء ذكر أو أنثى هو حر التصرف في نفسه فلا أحد يملكه وهو لا يحيل نفسه من إنسان لآداة جنسية هو فقط ينتهك الجنس ذاته عندما يحيله إلى آداة أو وسيلة من وسائل الربح!
ومن غير المنطقي إستخدام الألفاظ المشيرة لهؤلاء الأشخاص كوسيلة سب للمرأة أو للذكر! فليس معنى أن أرى ذكر يمارس الجنس في مقابل تقاضي مبلغ من مال أن أقول أن كل الذكور بتاجرون بأنفسهم وليس معنى أنه يفعل ذلك أنه من الواجب إحتقاره! ببساطة هو حر..
الإختلاف في الرأي ووجهات النظر واجب لفهم معنى إحترام الحريات الفردية ومعنى الديمقراطية التي أساسها الإختلاف والإحترام المتبادل بين المختلفين..



#آيا_الجوهري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جرائم القتل بذريعة الشرف والختان هما إستمرار لجريمة وأد الإن ...
- معاً ضد العلمانو فوبيا..!
- لا يوجد أفضل من إنسان يعرف كيف يكون إنسان..
- لأنهم كفروا بالإنسانية..
- لا لعمالة الطفل
- دعوة نحو ثورة نسوية
- علي الكسار.. من السطوع إلى الخفوت..
- كلمتان تشكلان صداع كبير على المساواة بين المرأة والرجُل
- يصفونها بالعهر لأنها إمرأة!!
- لايدركون الحرية لأنهم ليسوا أحرار
- عضو الأنثى التناسلي وسيلة للسب طبقاً للفكر الذكوري
- الهوس الجنسي.. إلى أين؟؟!!
- هل العشوائيات مجرد مساكن من الصفيح فقط..؟!
- يقول أن الله -مُتعصب- له..!!
- الخير والشر.. لايتصارعا..!
- هل هذه ظاهرة-علمانية فوبيا-....؟!
- هي ليست عورة..بل الثقافة الدونية العنصرية هي العورة..!
- لماذا تنعته ب-كافر- فكما لك مُعتقد فهو أيضاُ له مُعتقد


المزيد.....




- السياحة في جزر سيشل: الزوار من دول الخليج يتمتعون بقيمة كبير ...
- تكثيف العمليات البرية في رفح: هل هي بداية الهجوم الإسرائيلي ...
- صورتان جويتان لرصيف المساعدات الإنسانية في غزة
- روسيا تطلق صاروخا فضائيا على متنه أقمار صناعية لأغراض عسكرية ...
- من رفح إلى المجهول.. قصص مأساوية لفلسطينيين -فقدوا كل شيء-
- أوشاكوف: الرئيسان الروسي والصيني ناقشا في اجتماع ثنائي الملف ...
- إيران -تدين وترحب- ببنود في بيان القمة العربية في البحرين
- أستراليا تعلن حزمة دورية جديدة من العقوبات ضد روسيا
- إنقاذ رجل دفن حيا وبقي 4 أيام في القبر
- تصويت لحجب الثقة عن رئيسة جامعة كولومبيا


المزيد.....

- الروبوت في الانتاج الراسمالي وفي الانتاج الاشتراكي / حسقيل قوجمان
- ظاهرة البغاء بين الدينية والعلمانية / صالح الطائي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف : ظاهرة البغاء والمتاجرة بالجنس - آيا الجوهري - الإتجار بالجنس تلبية لتقاليد المجتمع!