أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - نصر حسن - بشار أسد وخطاب المؤامرة!















المزيد.....

بشار أسد وخطاب المؤامرة!


نصر حسن

الحوار المتمدن-العدد: 3604 - 2012 / 1 / 11 - 04:13
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


بشار أسد وخطاب المؤامرة !.
من الضروري التذكير بالحكمة المأثورة:
(إن السلطة لا تفسد الإنسان العاقل،ولكن الإنسان المجنون يفسد السلطة عندما يصل إليها).
جاء خطاب بشار أسد اليوم امتداداً طبيعياً لما سبقه ،وتتويجاً صريحاً لنهج النظام الفردي الشاذ الذي تحلل كلياً في الكذب والخداع والعنترة الفارغة، وطغيان عقلية المؤامرة الخارجية المزمنة ولوثته فيها إلى الحد الذي لم ير ما يحدث في سورية منذ عشرة شهور ، وكأن جرائم جيشه وعصاباته وشلالات الدم وأشلاء السوريين وآلاف الشهداء وعشرات آلاف المعتقلين والمفقودين والمشردين هي في الواق الواق وليست في سورية .
لعل طبيب العيون قد عميت عينيه عن رؤية سورية مقطعة الأوصال تعيث فيها عصاباته قتلاً وتدميراً وانتهاكا ً للكرامة الإنسانية بشكل لم تعرفه سورية في تاريخها، أكثر من ذلك وكأن القائد الأعلى للقوات المسلحة لم يعلم ماذا حل بالجيش السوري من جراء أوامره الحمقاء بقتل المدنيين ،وكأنه لا يدري أن هذا الجيش هو ابن هذا الشعب ! ظنه مثله حيث لا مشكلة وطنية وأخلاقية وإنسانية لديهم بإطلاق الرصاص وقتل الأطفال والنساء وتدمير المدن والقرى جرياً وراء وهم المؤامرة على النظام الممانع المقاوم حامي حمى العروبة وفلسطين!،أخطر من ذلك كأن القائد العام للقوات المسلحة حقق نصراً على شعبه الأعزل بتمزيق الجيش السوري وتفكيك وحدته وحرفه عن دوره وتحويله بقيادته المعتوهة إلى فصائل أعداء تقتل بعضها بعضاً في شوارع مدن سورية وقراها ، أي نصراً أكبر من هذا ؟ وأي مؤامرة أكبر من تلك ؟! .
طغى على الخطاب التناقض وعدم التماسك والهذيان، وخاصةً عندما كان يشرد عن النص الأصلي ويشرح بفلسفته الغبية المعهودة التي تزيد الخطاب تشويهاً وخربطةً وترقيعاً من هنا وهناك على أنغام الهتاف الثورجي الشاذ الذي يردده أحياء أشبه بالأموات، والذي أصبح بنداً في دستور النظام بل وأهم بند فيه ،يحفظه المنافقون والمأجورون عن ظهر قلب ،يرددونه أمام حضرة الرئيس بما هو جرعة إجبارية لتقديم الولاء، كما لرفع ثقة الرئيس في نفسه التي أوصلها ثوار سورية إلى الحضيض.
تغنى بالعروبة !ونسي أن نظامه هو من فتح الباب العربي على مصراعيه للمشروع الفارسي المذهبي لدخول النسيج العربي ،والعبث فيه وتجييره كلياً لحساباته الاستراتيجية على حساب الأمن والدم العربيين ،ونسي الأمة العربية الواحدة ونسف كل الأرضية القومية التي استغلها نظامه لعقود لتثبيت وضعه في سورية والعالم العربي ،وانحدر إلى أسفل السافلين بانفصامه وعماه الوطني والسياسي بإصراره على أن الغرب هو الشيطان الرجيم الذي يصدر الديمقراطية المتآمرة على نظامه العتيد ، وكأن البوارج الروسية التي تطوف الشاطئ السوري هي من أهل البيت وتدفع ضريبة حبها العذري لهذا الرئيس الفريد!.
ورغم طول الخطاب وغوغائيته ،لكنه أكد بما لا يدع مجالاً للشك بأنه هو من يعطي الأوامر لعصاباته لممارسة القتل والتدمير بدون حدود ، وأن عصاباته فوق الوطن والشعب والمحاسبة والقانون، تمارس شذوذها ورعاعيتها بدون حدود وبدون رقيب أو حسيب ،لكن المضحك أنه أعطى درساً طبياً في العمى البصري والعقلي على مبدأ ( مجرب أفهم من طبيب)، واستغرب حضرته كيف لا يرى العالم إصلاحاته ، وهو قد أنجز الاصلاح السياسي كله ويكمل الاصلاح الدموي بإعطاء أوامره لعصاباته بالقتل والملاحقة ودخول المدن والبلدات السورية بما يشبه قراراً رسمياً بالجرائم التي تحدث في سورية .
وأفاض في منجزاته الاصلاحية وعرض خلاصتها كمشروع جاهز يقدم لمجلس الدمى وجبهته الوطنية لتمريره واكتسابه صفة الشرعية ( الدستور موجود والقوانين موجود وزمن الاستفتاء بعد شهرين وانتخابات مجلس شعب بعد ستة شهور ،وحدد مواصفات المعارضة الوطنية بأنها تلك التي لا ترى ولا تسمع ولا تتكلم ولا تجتمع مع السفارات ولا تبتز الرئيس وتكره الخارج ولا تنادي بالحوار ومعزولة عن وباء الحرية والديمقراطية الغربية وهذيان له أول وليس له آخر !كأن الرئيس يعيش في المريخ وليس في سورية التي حولها نفسه إلى خراب وبرك من الدماء وأشلاء ومعتقلات ومشردين في سورية وخارجها.
حقيقة كانت متابعة خطاب بشار أسد برهنة أخيرة على متاهة جنون العظمة الفارغة لدى طاغية صغير معاق خلفاً لطاغية كبير ، وأيضاً مؤشراً مباشراً لتحديد ما الذي تعلمه الرئيس ونظامه المتكلس من أحداث خطيرة تعيشها سورية ، وما هي النتائج التي استخلصها من حربه المجنونة ضد الشعب الأعزل ، وهل طرأ عليه بعض العقلانية في مقاربة الأحداث ؟ وما هي الخيارات التي سوف يقدمها للشعب وللعرب وللعالم ؟وكيف سيعالج الأمور التي أوصلها بنهجه الأرعن إلى حالة من الخطورة والتعقيد الكارثيين على حاضر سورية ومستقبلها ؟!.
لا هذا ولا ذاك ! الأمر الوحيد هو تقمص شخصية عربيد وإدمان على تبني وهم المؤامرة الخارجية ، وكيل التهم للعرب بالجملة ، واجتراراً لهذيانه السابق ،، بأنصاف الرجال ،، مضيفاً عديد الشتائم لجامعة الدول العربية التي سوف تكون بدونه ،،لا جامعة ولا عربية بل مستعربة ،، والحقيقة أنها تستاهل لأنها وفرت له المهلة تلو الأخرى للمزيد من سفك الدماء البريئة للقضاء على ثورة الحرية والكرامة وإنقاذه من مسلسل الدم السوري .
أخيراً ، نعترف لهذا الممسوس بجنون العظمة والمؤامرة ،ونقول نعم هناك مؤامرة كبرى خطيرة على سورية ، نعم هناك مؤامرة تستهدف سورية وتاريخها وتكوينها وحضارتها ، نعم هناك مؤامرة بدأت فصولها قبل عقود ولازالت تتسلسل إلى اليوم ، نعم هناك مؤامرة خبيثة سرطانية على هذا البلد العريق الذي أهدى العالم الحرف والحضارة والكرامة ، نعم هناك مؤامرة ومتآمرين كثر على حاضر ومستقبل هذا الوطن العزيز ، لكن أليس من الغباء الغريب أنك يا حضرة الرئيس المهووس بالمؤامرة لم تستطع أن تكتشفها لسنوات ولم تتمكن من القبض عليها وعلى منفذيها متلبسين بالجريمة في درعا وحمص وحماه وريف دمشق جبل الزاوية وأدلب ودير الزور والحسكة وعامودا واللاذقية وبانياس وسلمية ومعرة النعمان ومصياف وكل سورية !.
باختصار القول ، أنت المؤامرة كلها يا حضرة الرئيس ، أنت من نفذ المؤامرة بإعطائه الأوامر بقتل الشعب السوري والتمثيل في وطنيته وكبريائه وكسر إرادته ، لكن قالها أطفال درعا الأبطال وابراهيم القاشوش وغياث مطر وكل شباب وشابات الثورة الابطال : زمن الخوف قد ولى وحان وقف المؤامرة .

ارحل يا حضرة المؤامرة قبل فوات الأوان !.



#نصر_حسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجامعة العربية والملف السوري ..أبعد من فشل!.
- الاستعصاء السوري !
- الدم السوري المباح بين مهلة وأخرى!
- بيان التيار القومي العربي حول بيان الدكتور برهان غليون
- بيان التيار القومي العربي
- التمو البطل ...مشعل الحرية مضيئاً أبدا
- مبروك كبيرة ..تشكيل المجلس الوطني السوري
- مامعنى لاءات مؤتمر هيئة التنسيق الوطنية
- سموها جمعة البطل المقدم حسين هرموش
- في تكاثر المؤتمرات !
- مؤتمرات ولجان وخيام ... ونظام يذبح حماه ثانية ً!
- ثلاثة أشهر دامية ..وبشار ضاحكا ً...متى تعقل أيها الرئيس؟!
- النظام المقاوم يرتكب جرائم إبادة جماعية في جسر الشغور !.
- جرائم الكراهية في سورية !
- القتلة في حماه مرة أخرى !
- بن جدو اذ نطق !!!
- رصاصة وحنجرة ..
- تحية إلى الشباب - المندس - في سورية !.
- إلى من قال أن الشعب السوري سيبقى صامت !
- بشار أسد يغني على ليلاه ...


المزيد.....




- ترامب: جامعة كولومبيا ارتكبت -خطأ فادحا- بإلغاء حضور الفصول ...
- عقوبات أميركية جديدة على إيران تستهدف منفذي هجمات سيبرانية
- واشنطن تدعو بغداد لحماية القوات الأميركية بعد هجومين جديدين ...
- رئيس الوزراء الفلسطيني يعلن حزمة إصلاحات جديدة
- الاحتلال يقتحم مناطق بالضفة ويشتبك مع فلسطينيين بالخليل
- تصاعد الاحتجاجات بجامعات أميركية للمطالبة بوقف العدوان على غ ...
- كوريا الشمالية: المساعدات الأمريكية لأوكرانيا لن توقف تقدم ا ...
- بيونغ يانغ: ساحة المعركة في أوكرانيا أضحت مقبرة لأسلحة الولا ...
- جنود الجيش الأوكراني يفككون مدافع -إم -777- الأمريكية
- العلماء الروس يحولون النفايات إلى أسمنت رخيص التكلفة


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - نصر حسن - بشار أسد وخطاب المؤامرة!