أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد مضيه - التحول الديمقراطي.. أعطاب ذاتية















المزيد.....

التحول الديمقراطي.. أعطاب ذاتية


سعيد مضيه

الحوار المتمدن-العدد: 3603 - 2012 / 1 / 10 - 14:26
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يرصد الرفيق نافذ غنيم، عضو المكتب السياسي لحزب الشعب الفلسطيني في الواقع الفلسطيني "أوضاعا ضاعفت من مبرر وجود وتعزيز قوة التيار الديمقراطي من حيث البنية والأداء والتأثير، لاسيما أمام حصيلة تجربة كلا القوتين الأساسيتين في الحكم ، فتح وحماس". تأتي عملية الرصد بمثابة نقد ذاتي. فالقوى الديمقراطية تعيش ملابسات تقعدها عن قيادة النضال الوطني، أو على الأقل تعديل ميزان القوى المحلي بحيث يتم إخراج الحالة الفلسطينية من مأزقها الذي وضعت فيه بسبب الخلاف بين فتح وحماس. وقد أهدر حزب الشعب الفلسطيني والجبهة الشعبية والجبهة الديمقراطية الزمن، وفوت الجميع الفرص وهم ينتظرون عودة الرشاد إلى الفصيلين القائدين للنشاط الفلسطيني كي يعيدا وحدة العمل الفلسطيني في المجالين الوطني ـ وحدة الأرض ـ والسياسي . والجدية في ممارسة النقد الذاتي معيار لمصداقية النقد الموجه للآخرين من حلفاء النضال، وأحد عوامل فاعليته . كان الأحرى بالديمقراطيين الفلسطينيين ، أحزابا ومثقفين ثوريين، أن يتوجهوا إلى الجماهير يؤلبونها ويشرحون لها أنها هي قوة التغيير والقوة المؤهلة لإثمار عملية التغيير وتخصيب محصولها. النشاط الثوري يتحقق من خلال النشاط الثوري في أوساط الجماهير ، توثيق الصلات بها ومخاطبتها مباشرة وتنظيمها في هيئات شعبية ونقابات وتشكيل حركة شعبية ديمقراطية تفرض رؤية الجماهير ومصالحها الحقيقية في المسار الوطني ومصير الوطن. وعندما حدث الشرخ بين فتح وحماس لوحظ بأسف أن التيار الديمقراطي لم يتفق على مبادرة موحدة يقترحها على الفصيلين للتغلب على الأزمة؛ ما حدث أن كل فصيل طرح مبادرته منفردا ؛ فلم تلق أي منها الاحترام .
ويثير الاستغراب قول الرفيق ،" لقد دأبت القوى اليسارية الفلسطينية الثلاث، الجبهتين الشعبية والديمقراطية وحزب الشعب على عقد العديد من اللقاءات الحوارية من اجل التوصل لصيغه سياسية وتنظيمية لوحدة اليسار، وقد توصلت الأطراف الثلاث لوثيقتين تحددان وجهة جبهة اليسار على المستويين السياسي والتنظيمي، وبرغم ذلك لم تجد ، وهي في جوهرها معيقات ذاتية ترتبط بمصالح ضيقة جدا ….ما زلنا في إطار الردود الغير مفهومة، والغير مقنعة". فإذا كان التنظيم الجبهوي متعذرا فلا أقل من تنظيم الفعاليات المشتركة، خاصة في مكافحة التوسع الاستيطاني والتصدي لنهج التهويد بالتعاون مع متضامنين دوليين ؛ ثم تنسيق النشاطات والمواقف أثناء الانتخابات .

يتساءل الرفيق بحق " كيف لهذه القوى ـ يقصد الديمقراطيين الفلسطينيين ـ أن تلعب دورا جامعا مؤثرا في وحدة وقوة التيار الديمقراطي الفلسطيني، وهي العاجزة عن التوحد في إطار جبهوي يساري ...؟" في هذه الظاهرة تكمن العلة الأساس، التي تقعد التيار الديمقراطي عن القيام بدوره الحيوي. يمكن القول أن العلة تشمل العالم العربي بأجمعه؛ فالديمقراطيون مشتتون في كل أقطار العروبة وتأثيرهم ضعيف في توجيه الأحداث السياسية في بلدانهم؛ والسبب يكمن في انتهازية تغلف نشاط بعض من يدعون اليسارية، إذ انشغلوا بمحاورة أنظمة القهر وخذلان المصالح الوطنية والشعبية، تحت وهم التأثير على ممارساتها . غيبت الأنطمة حكم القانون حقبة طويلة ، وانتهكت حقوق الإنسان وباتت كرامة الإنسان وحقه في المواطنة موضع سخرية واستهتار. وكل شكل من أشكال المعارضة اعتبرته تهديدا للأمن الاجتماعي. نتيجة لضعف اليسار وتخلفه عن ضرورات المرحلة وهَنَ الدفع باتجاه وحدة النشاط العربي على صعيد قومي، الأمر الذي يشكل شرطا ضروريا وحيويا في تحقيق أهداف الثورات العربية في الديمقراطية والتنمية وتحقيق العدالة الاجتماعية.
الديمقراطية شرط لا بد منه للتصدي لتطاولات قوى الهيمنة الأجنبية ولانتزاع التحرر الوطني وتحقيق التقدم . وهي ضرورية لرد مخططات وضعت ويجري تنفيذها بالخفاء ، ترمي لوضع العالم العربي ، بعد تفسيخه إلى دويلات طوائف وعرقيات متناحة، تحت الهيمنة الإسرائيلية المندمج في الهيمنة الكونية للامبريالية الأميركية. والتغيير التقدمي نشاط ديمقراطي بالضرورة ومن حيث الجوهر؛ وأفضل لقوى التغيير ان تسمي نفسها قوى الديمقراطية او التيار الديمقراطي ، بدلا من اليسار، أو اليساريين. إذ تعمل داخل الطيف اليساري قوى تغفل دور الجماهير ومصالح الجماهير ، ولا تولي الاهتمام لتنشيط الحركة الجماهيرية. الفعل وليس القول معيار الحكم على الحزب أو المجموعة أو الفرد .

طرحت الانتفاضات الشعبية العربية مهمة توطيد دعائم الديمقراطية داخل المجتمعات العربية. والديمقراطية تنجز بجهود الديمقراطيين المسترشدين بالثقافة الديمقراطية. تفجرت الثورات وطليعتها شباب استلهم أشواقا رومنسية غير مرشدة بثقافة ثورية. ومن ثم تدخلت قوى الثورة المضادة وحلفاؤها الامبرياليون لحرف الثورات عن مسارها؛ بينما تفاوت تأثير الديمقراطيين في بلد عن الآخر. العوامل الموضوعية لنفوذ الديمقراطيين الاجتماعي تكمن في قوة التقاليد الديمقراطية في المجتمعات العربية، وفي منسوب الوعي الاجتماعي لدى الجماهير الشعبية. وفي أقطار العرب رزحت الجماهير تحت وطأة حقبة من الردة طمست خلالها الأنظمة المستبدة، عبر ا لقهر والهدر ومن خلال انتهاكات حقوق الناس.. طمست ذكريات النهوض الوطني التحرري الذي خاضه الأسلاف في مرحلة سابقة. وبذا يتطلب إرساء دعائم الديمقراطية عملية تغيير اجتماعي ديمقراطي يشمل النفسية والتفكير تنفذه القوى الديمقراطية.

خلال حقبة الردة كان القهر والاستلاب ولم يزل ربيعا حقيقيا يوفر المنافع والمغانم لفئة من المجتمع أو شريحة أو طبقة أو مجموعة شرائح؛ و هذه القوى الاجتماعية و ممثلوها في مجالات الإعلام والفكر والسياسة والحياة الاقتصادية تمثل المحافظة وتعرقل عمل قوى التغيير الديمقراطي او تعطله ، فتشن الحملات ضد قوى التغيير، تضطهدها وتغتالها ماديا ومعنويا بهدف تنفير الجمهور من طروحاتها . فعملية التغيير الاجتماعي صراعية تمضي عبر مواجهة تناحريه بين اتجاهين . والنجاح فيها يتوقف على قدرة الديمقراطيين على التغلغل في أوساط الجماهير واستنهاضها للنشاط الاجتماعي والوطني، تكتيل قواها وحشد الطاقات الفكرية وتعبئة الجماهير الشعبية بثقافة ديمقراطية تشمل المعارف والقيم والمعايير وتهذيب الذائقة الجمالية.

نقّب الدكتور حسن نافعة، الكاتب السياسي وأستاذ العلوم السياسية في سبب تعثر قوى الديمقراطية المصرية فقدم عبرة لقوى الديمقراطية المصرية وللديمقراطيين العرب كافة . فالتماثل تام بين المجتمعات العربية كافة من حيث مفاعيل أنظمة القهر وأنساق الوعي الاجتماعي وضرورات تثوير الواقع الاجتماعي ودرء المخاطر المتربصة. حقا يجدر بالديمقراطيين الفلسطينيين أن يستوعبوا جيدا درس مصر. فقد خطفت الثورة المصرية نظرا لخطيئة الديمقراطيون حين فاجأتهم الثورة وهم غير جاهزين. ففي مقالة بصحيفة "المصري اليوم " (8/1/2012) كتب الدكتور نافعة : "... وكنت أتمنى أن تكون القوى السياسية موحدة وجاهزة بمشروع للتغيير حين تندلع الشرارة. لكن الشرارة فاجأت الجميع. ... لذا فاجأتنا الثورة عندما اندلعت، ولم نستطع حمايتها بعد اندلاعها". على الثوريين أن يكونوا دوما جاهزين مؤهلين لقيادة الجماهير وتوجيه حركتها ، وأكثر بنود الجاهزية إلحاحا تتمثل بوحدة الديمقراطيين خلف برنامج واقعي للتغيير الديمقراطي. الوحدة ضرورة سياسية لا بد منها ، وهي عامل استقطاب للجماهير، قوة التحول الاجتماعي؛ وما إن ينكشف غطاء النظام المستبد حتى تشرع البحث عن سبل التغيير وأساليبه. وعندما لا يشكل الديمقراطيون القوة الجاذبة للجماهير ، تندفع قوى المحافظة لملء الفراغ وتنفرد بالجماهير، المفرغة من الخبرة السياسية والمشبعة بشواحن اليقينيات والقناعات الوجدانية. وبمعايير اليقينيات والتقاليد تقيّم الجماهير الرموز الاجتماعية والاتجاهات السياسية، خاصة بين المحافظة والتقدم . والحكم الديكتاتوري طويل الأمد عمل عامدا على تشويه وعي الجماهير وعطل حساسيتها السياسية، وأشاع الاختلالات في معاييرها وقيمها وزيف لها الحاجات والمصالح.
بتأثير اختلال المعايير التقييمية يجهر الدكتور محمد أبو الغار، المناضل المصري البارز، بالشكوى المرة :" هل يمكن أن نتصور أن حـــزب الحرية والعدالة يطلق في دعايته في الدقهلية أن د. محمد غنيم كافر وهو الذي أنشأ أهم مركز لعلاج الكلى في العالم في المنصورة، يلقى هذه المعاملة السيئة والتفوه بهذه الألفاظ من الإخوان، الذين تنكروا في لحظة لكل أعماله العظيمة، لسبب واحد وهو أنه يؤيد قائمة الثورة مستمرة في الدقهلية؟! هل هذا من أخلاق الإسلام؟ هل يريد الإخوان أن يدخلوا الانتخابات دون منافسة؟ وهل القول بأن فلان كافر يجوز في الإسلام؟ فما بالك إذا كان الهجوم يطال د.غنيم؟!". تساؤل الدكتور أبو الغار إدانة لممارسات دأبت على تتالي العقود تعمق الفجوة بين الجماهير المستلبة والمقهورة وبين قوى التغيير التقدمي كي تثبت في يقينها ان لا فكاك من واقع الهدر والقهر ، باعتبارها سنة الحياة. وهذه الممارسات تشكل أحد العوامل الموضوعية لتعثر التحول الديمقراطي . ولا بد من الإلمام بسبل مكافحة سمومها .
ومع هذا فالدكتور حسن نافعة يؤكد "لن يعود شعب مصر إلى الوراء أبدا". الثورة ولدت دينامية حركية في الوعي الاجتماعي وفي النشاط الاجتماعي تظل تبحث وتتساءل عن سبل تغيير الواقع المرفوض وتفتش عن المخرج إلى الديمقراطية والعدالة الاجتماعية.



#سعيد_مضيه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحوار المتمدن في العاشرة من عمره المديد
- مصر والثمار المرة للطغيان
- أشباح تحوم في فضاء مصر
- الخروج من متاهة التفاوض
- ردع تدخلات الامبريالية أولا
- بنية نظام الأبارتهايد الإسرائيلي وشروط تقويضه
- غولدستون المغلوب على أمره
- مأساة ليبيا بين آفات القذافي ونهم الاحتكارات النفطية ´- الحل ...
- ليبيا بين الآفات النفسية والذهنية للقذافي وبين نهم الاحتكارا ...
- الحق حين يسخره الباطل
- الدولة الوطنية من حلم إلى كابوس
- بعض الملاحظات على كتا ب -رؤية بديلة للاقتصاد الفلسطيني من من ...
- الديمقراطية الأميركية معاقة بالكساح
- أضواء العلم على تفجيرات نيويورك
- مزيد من الأضواء على أخطر مؤامرات اليمين الأميركي ضد البشرية
- إعادة القضية الفلسطينية إلى الأمم المتحدة
- سوريا ديمقراطية متحررة وتقدمية
- جريمة بريفنيك في النرويج نذير وعبرة
- كل شيء يهون حيال استقلالية القرار الوطني !
- فلسطين .. العراق وعالم الغاب


المزيد.....




- هكذا أنشأ رجل -أرض العجائب- سرًا في شقة مستأجرة ببريطانيا
- السعودية.. جماجم وعظام تكشف أدلة على الاستيطان البشري في كهف ...
- منسق السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي محذرًا: الشرق الأوسط ...
- حزب المحافظين الحاكم يفوز في انتخابات كرواتيا ـ ولكن...
- ألمانيا - القبض على شخصين يشتبه في تجسسهما لصالح روسيا
- اكتشاف في الحبل الشوكي يقربنا من علاج تلف الجهاز العصبي
- الأمن الروسي يصادر أكثر من 300 ألف شريحة هاتفية أعدت لأغراض ...
- بوركينا فاسو تطرد ثلاثة دبلوماسيين فرنسيين بسبب -نشاطات تخري ...
- حزب الله يعلن مقتل اثنين من عناصره ويستهدف مواقع للاحتلال
- العلاقات الإيرانية الإسرائيلية.. من التعاون أيام الشاه إلى ا ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد مضيه - التحول الديمقراطي.. أعطاب ذاتية