أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عمر سعد الشيباني - اختزال البعث في شخص الاسد















المزيد.....

اختزال البعث في شخص الاسد


عمر سعد الشيباني

الحوار المتمدن-العدد: 3601 - 2012 / 1 / 8 - 09:23
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من المفروض أن يكون حزب البعث حزباً علمانيا في التوجه، بمعنى فصل الدين عن الدولة. بكونه أسس من شخص من الاقليات الدينية ميشل عفلق ( جماعة الاسد يقولون المؤسس زكي الارسوزي) وكان يتطلع إلى لعب دور في السياسة السورية بعد الاستقلال، فأرهص مع صديقه صلاح الدين البيطار حزب البعث في الاربعينات وفيما ما بعد انضم اليهم الحوراني ليصبح الحزب (حزب البعث العربي الاشتراكي). ومعلومة للتاريخ، فإن العروبة هذه لم تكن من بنات أفكار عفلق، بل اسس لها الملك فيصل عقب حكمه سوريا في بداية العشرينات. وكانت العروبة بديل عن التكتل الاسلامي السائد إبان الحكم العثماني تحت يافطة دولة دينية. وظل حزب البعث حزبا معزولا إلى أن اندمج مع حزب الحوراني. وكان الحوراني يشجع المنتسبين إلى الحزب إلى الانتساب إلى الجيش. وربما هذه أول بودار بذور مايسمى بالجيش العقائدي. أي هو حامي عقيدة حزب البعث أكثر منه للوطن. وهذا التوجه سيتضح بعد هزيمة حزيران عندما قال قادة الحزب والجيش في تلك الفترة أن اسرئيل ارادت من حربها هزيمة النظام وليس الوطن. أسمع على هذا التحليل، وهذا بعد أن احتلت اسرائيل الجولان كاملة. والجيش العقائدي هو جيش يخدم (من اسمه) أفكار وكيانات حزبية وليس الوطن. هذا عندما أتى حزب البعث على دبابة بانقلاب والقيام بتلفيق وتزوير الاسماء والمفاهيم والافكار. فقد زور مفهوم ثورة والصقها بانقلابه في عام 1963. الذي بدأ تاريخ مايسمى بالكابوس السوري الذي مازال جاثما على الصدر حتى الان.
في الطبع تطورت المفاهيم والاحوال، بعد عدة انقلابات قام بها رفاق الحزب الواحد وزجوا بعضهم البعض في السجون وذبحوا بعضهم البعض بدموية مرعبة. يقال أن الرفاق عندما ألقوا القبض على رفيقهم سليم حاطوم، كسروا جميع اضلاعه وحطموه (ربما ليصبح اسم على مسمى) قبل أن يطلقوا عليه رصاصات الرحمة. واستمرت الانقلابات حتى وصلت إلى حافظ أسد ليرى أن الطريق قد عبد له وماعليه إلا أن يصل إلى القصر الجمهوري في دمشق، ويطلق على نفسه القاب مثل الامين القطري لحزب البعث، القائد الاعلى للجيش والقوات المكرسحة ( بالنسبة لإسرائيل والمسلحة على الشعب فقط)، القائد الخالد، قائد إلى اللأبد، سوريا الاسد. تماهي الوطن بشخص الضرورة . حافظ الاسد كان يدرك أن السيطرة على سوريا مفتاحها الجيش أولا ومن ثم الأمن ثانياً. وسيطرة الجيش لايتم إلا بالولاء المطلق للقائد الفلتة. وهذا الولاء المطلق لايحدث عندنا نحن العرب إلا من خلال صلة الدم كما في القبيلة، أو صلة الدين والطائفة، ويتم هذا عبر تشكيل نظام أو هيكلية تسلسلية راسها شخص يأخذ وظيفة شيخ القبية او الطائفة وينتهي بالقاعدة التي تكون من الطائفة. ومن أجل حل هذا الاشكال، كان على الاسد أن يحدث عدد هائل من التصفيات في الجيش وقوى الأمن من طائفة مختلفة ليثبت نفسه على رأس هرم يدين له بالولاء المطلق. وكما قلنا أن سلسلة الانقلابات في الحزب وصلت إلى انعدام فاعلية الحزب وقادته التقليدين وبروز أشخاص من الجيش يكنون العداء لأفكار البعث ومؤسسه وانجرارهم (الشكلي) للماركسية. وبالطبع قدم لهذا المسلسل رفيق درب الاسد (صلاح جدديد). ثم تتالت الاحداث حتى وصلت إلى ايلول الاسود في الاردن، فقام الاسد بانقلاب مشبوه في تلك الفترة (بعد تسليم الجولان) على رفاقه (صلاح جديد ونور الدين الاتاسي). من اوائل السبعيات حتى بعد المنتصف بقليل، أصبح الجيش والامن ينحو منحى ليس عقائدي كما كان، بل منحى طائفي. في تلك الفترة أتت الحرب اللبنانية لتراكم الفرز في النظام العربي وتشهد تحولا وانعطافا للكثير من القضايا.كانت وظيفة الاسد ودوره هو إعادة التوزان اللبناني على اساس طائفي. بسبب أن جبهة المقاومة الوطنية المؤلفة من تجمعات من قوى اليسار وقوى قومية اشتراكية قد هزمت قوى الكتائب ، وحصل هذا مع التحالف الفلسطيني. فدخل الاسد تحت مطلب الكتائب المهزومة ليلحق الهزيمة بمجماميع القوى الوطنية. بالطبع حدث هذا في سلسلة معارك شرسة ذهب منها الكثير من اللبنانين فداء لأمريكا واسرائيل. في تلك الآونة تحركت منظمات وأحزاب سورية كثيرة تشجب التدخل السوري في لبنان . خاصة بعد معارك تل الزعتر الذي أعطى الجيش السوري الغطاء لقوى اليمين اللبناني لتقوم بالمجزرة ضد الفلسطينين (هذه نقطة يجب أن يتذكرها خالد مشعل عراب الرسائل إلى الوريث من الجامعة العربية لتمديد القتل). في تلك الآونة حدث مايسمى بحروب بالوكالة في اللبنان. فصدام لديه ميشل عون. وامريكا واسرائيل لديها الكتائب وحليفهم الاسد. كل هذه التغيرات احدثت انشقاقات في الاحزاب السورية. ثم تكونت كيانات سياسية مواليه للأسد تحت يافطة (الجبهة التقدمية- أي تتقدم ولها الأولوية في النهب من الشعب السوري) وكيانات أخرى انشقت عنها لتكون معارضة. لم يشذ الاخوان المسلمون عن ذلك. فأخذت تتشكل شخصيات تعارض النهج السلمي للسلطة من بين الجماعة مثل مجموعة مروان حديد (من حماة). وردا على المتغيرات في الداخل والخارج شكل حديد مايسمى بالطليعة المقاتلة. وهي فصائل مسلحة مدعومة من ملك الاردن وصدام حسين (ليس لإسقاط الاسد بل لمضايقته) وانضم لهم فصيل من حزب البعث الموالي للعراق بقياة النقيب إبراهيم اليوسف. وباركت جماعة الاخوان في سوريا حراك مروان حديد – أي لم تشجبه - ، ووصل الأمر بمروان حديد بتكفير النظام السوري كما جرى مع سيد قطب في مصر. لكن هنا التكفير كان على أساس أن النظام لايحكم بما أنزل الله وثانيا بأن النظام غالبية قادته من طائفة بعينها. وبدأت الاحداث باغتيالات من رجال النظام على أساس الطائفة. وهذا الخطأ المرعب الذي اتبعه الاخوان، دفعوا ثمنه سنين طويلة من القتل والسجن والملاحقة والنفي، ودفع الشعب السوري اضعاف ذلك. ويقول المثل أن الضربة التي لاتقصم الظهر تقويه. وهذا ماحدث مع (القائد الضرورة) إذا استغل اخطاء اعدائه التاريخيين لكي يبدأ عصر جديد على سوريا من المذلة والطائفية والهوان. واصبحت الملاحقات لأي مواطن تحت مسمى الاخوان المسلمين. وتوج الاسد حقده التاريخي بمجزرة حماة التي ذهب فيها لايقل عن اربعين الفا (راجع كتاب هبة دباغ عن تسعة سنوات في السجن) أو راجع (مذكرات الحوراني).





#عمر_سعد_الشيباني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تقنيات الثوار البسيطة في سوريا
- مابين أطفال غزة وأطفال سوريا
- صفوت حجازي وتأليه الآسد
- نظام الاسد وقمامة التاريخ
- اعداء الثورة السورية


المزيد.....




- أحد قاطنيه خرج زحفًا بين الحطام.. شاهد ما حدث لمنزل انفجر بع ...
- فيديو يظهر لحظة الاصطدام المميتة في الجو بين مروحيتين بتدريب ...
- بسبب محتوى منصة -إكس-.. رئيس وزراء أستراليا لإيلون ماسك: ملي ...
- شاهد: مواطنون ينجحون بمساعدة رجل حاصرته النيران داخل سيارته ...
- علماء: الحرارة تتفاقم في أوروبا لدرجة أن جسم الإنسان لا يستط ...
- -تيك توك- تلوح باللجوء إلى القانون ضد الحكومة الأمريكية
- -ملياردير متعجرف-.. حرب كلامية بين رئيس وزراء أستراليا وماسك ...
- روسيا تخطط لإطلاق مجموعة أقمار جديدة للأرصاد الجوية
- -نتائج مثيرة للقلق-.. دراسة تكشف عن خطر يسمم مدينة بيروت
- الجيش الإسرائيلي يعلن استهداف أهداف لحزب الله في جنوب لبنان ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عمر سعد الشيباني - اختزال البعث في شخص الاسد