أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عمر سعد الشيباني - تقنيات الثوار البسيطة في سوريا














المزيد.....

تقنيات الثوار البسيطة في سوريا


عمر سعد الشيباني

الحوار المتمدن-العدد: 3600 - 2012 / 1 / 7 - 09:38
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في حي الحريقة الدمشقي انطلقت أول بوادر الثورة، إذ اعتدى شرطي سير على مواطن كالعادة، فتجمع الناس حول الشرطي على غير العادة وأخذوا يهتفون "الشعب السوري مابينذل" . يومها شعر النظام بتلبد غيوم الحالة، فتدخل قائد الشرطي محاولا حلها سلمياً. وأتت حادثة اعتقال أطفال درعا بعد أن كتبوا على جدار المدرسة "يسقط الأسد" وتزامن ذلك مع كتابات اطفال حمص في حي البياضة ذات الشيء. أعتقلوا أطفال درعا. في اليوم التالي أتت الامهات إلى رئيس الأمن عاطف نجيب (قريب الوريث) طالبين منه أن يعيد أطفالهم ، فقال بكل غطرسة وخسة: عليكم الرجوع إلى البيوت وانسوا أن لكم أطفال، وإذا مااستطاع رجالكم أن يعوضوكم عنهم ، فارجعوا إلينا، فنحن سنقوم في المهمة. هذه اشعلت النار المتقدة تحت الجمر. تبعتها حمص في 18 مارس بانطلاقة الانتفاضة من مسجد الصحابي خالد بن الوليد. كانت المظاهرات تطالب بالاصلاح والحرية. وتعلم الشباب بسرعة تصوير المظاهرات ونقلها على الفضائيات . وأخذ النظام يقع في الارتباك، فهو ينكر أن هناك مظاهرات، في الوقت ذاته كان الوريث بشار يقول أنه لايلوم المتظاهرين، بل الذين يصورون ويرسلون. فكيف كانوا ينكرون أي تحرك ويعترفون بالتصوير. كان التصوير أول تقنية اججت الثورة لأن الصورة أقوى من مئة كلمة ومقالة. حاول الثوار التجمع في الساحات العامة مثل تونس ومصر واليمن، فواجههم النظام بالمجازر كما حدث في ساحة الساعة في حمص وساحة العاصي في حماة. كانت التظاهرات في البداية تنطلق في يوم الجمعة بعد الصلاة،لكنها ماإن بدأت مرتين في الاسبوع ثم ثلاثة، حتى وصلت بعد ثلاثة أشهر إلى حراك يومي في كل من درعا وريف دمشق وحمص وحماة وإدلب ودير الزور. أزداد القتل والاعتقال، فلجأ الثوار إلى المظاهرات الليلة كي يقللوا من الخسائر في الاعتقال والقتل . ثم بدؤوا بتقنية التكبير في الليل ، وكانت هذه تخدم امرين، التواصل بين الاحياء والشيء الثاني إغاظة الأمن والجيش الذي لم يستطع ايقاف هذه الضجة العالية الناتجة عن التكبير. هذه كانت شبه حرب نفسية ضد رجال الأمن المرابطين ببنادقهم وقنصاتهم على اعتاب الأحياء. ولجأت بعض التنسقيات إلى وضع مكبرات صوت في الدوائر الحكومية تعمل على جهاز خليوي عن بعد، لتسمع في منتصف قاعات النظام صياح يطالب باسقاط الاسد. هذه كانت بمثابة إغاظة لأجهزة النظام. لجأ البعض إلى حرق الدواليب كي يعيقوا تقدم الدبابات والمدرعات داخل الأحياء، خاصة في مدينة الثورة حمص. ورداً على القنص اليومي لكل مايتحرك في مدينة حمص وخاصة في حي باب عمرو، ابتدع الاهالي طريقة وضع الشوادر بين البنايات كي لايرى القناص الناس العزل ويطلق النار عليهم. أما التقنية الاكثر طرافة كانت منذ أيام قليلة حيث ابتدعها أهالي حمص الاشاوس الابطال، وهي القرع على الطناجر في الليل كي يغيظوا رجال الامن في اطراف الاحياء. وادى ذلك إلى جنون الأمن وعساكر الاسد فأخذوا يطلقون الرصاص على البنايات وفي الهواء خوفا من تلك الاصوات الصاخبة. وقرأت اليوم على موقع حمصي يقول: نتيجة لضجيج الطناجر في حمص، فقد قنص الأمن خمس طناجر وأصاب العشرات بجروح بليغة. الطنجرة في اللهجة الشامية هي الحلة أو وعاء الطبخ. هذه الطرافات من أهل حمص تأتي رغم الجراح والنزيف والقتل. وهنا أرفع تحياتي مطأطأ الرس لأهالي حمص الشجعان وأخص منهم أهل باب عمرو والخالدية وديربعلبة وتلبيسة والقصير . هذه التقنيات البسيطة مكنت الثوار من التواصل وتأجيج نار الثورة السورية.
وفي النهاية أرفع تحية إكبار إلى نساء سوريا الذين برهنوا على شجاعتهم ووعيهم بدورهم التاريخي في ثورة لاشك أنها ستنهي مسارها في النصر والسيادة ودحر الأذلاء.



#عمر_سعد_الشيباني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مابين أطفال غزة وأطفال سوريا
- صفوت حجازي وتأليه الآسد
- نظام الاسد وقمامة التاريخ
- اعداء الثورة السورية


المزيد.....




- ماذا قالت -حماس- عن إعلان كولومبيا قطع علاقاتها الدبلوماسية ...
- أنقرة: سننضم إلى دعوى جنوب إفريقيا
- مقتل عنصر بكتيبة طولكرم برصاص الشرطة الفلسطينية والناطق الرس ...
- نيبينزيا يدعو إلى التحقيق في مسألة المقابر الجماعية بغزة
- مؤيدون لإسرائيل يهاجمون طلابا متضامنين مع غزة وسط موجة مظاهر ...
- شاهد.. القسام تقصف حشودا إسرائيلية في محاور غزة
- شاهد.. القسام تقصف قوات إسرائيلية في محيط غلاف غزة
- إسرائيل.. مراقب الدولة يدعو نتانياهو وهاليفي للتعاون في تحقي ...
- سيناتور أميركي يطالب بضمانات صارمة على السعودية في أي اتفاقي ...
- أوكرانيا.. صاروخ باليستي روسي يستهدف ميناء أوديسا


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عمر سعد الشيباني - تقنيات الثوار البسيطة في سوريا