أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فكرى عبد المطلب - الأضرار الدينية والاجتماعية للاحتكار السعودىلإدارة الحج خلال ثمانون عاماً















المزيد.....



الأضرار الدينية والاجتماعية للاحتكار السعودىلإدارة الحج خلال ثمانون عاماً


فكرى عبد المطلب

الحوار المتمدن-العدد: 3600 - 2012 / 1 / 7 - 00:59
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لم تكن فريضة الحج الإسلامية إلى " كعبة مكة المشرفة " يوماً – قط – محض شعيرة ظاهرة لطقس ، تجمدت ممارساته المستقرة فيه ، بل مؤتمراً عالمياً ، من حيث الكم والنوع ، لتنوع إنسانى ، لا مثيل له فى تاريخ الأمم والحضارات ، السالفة والمعاصرة ، مركزه " البيت المحرم " ، حيث تتجمع حياة هذه الأقوام حوله ، فمن المركز للقوم ارتباطهم وانتظامهم ، ومن المركز يكون دوام زمانهم ، وهو ما حمل العديد من الأدبيات والكتابات العربية على إطلاق الأوصاف ، التى تعكس مكانة (مكة) المركزية ، فى الثقافة العربية الإسلامية ، فهى – بنظر مُحقق راسخ ، كـ (حمد الجاسر) ، مثلاً – نقطة الالتقاء ، ومركز التجمع ، مما جعلها – فى زمان سابق – من أقوى مراكز نشر الثقافة فى مختلف أصقاع الأقطار الإسلامية ، وصلة وصل بين العلماء فى شرق البلاد وغربها ، شمالها ، وجنوبها ، فكان علماء (الأندلس) يفدون إلى (مكة) – كما يذكر (الجاسر) – لا للحج وحده ، ولكن لينشروا علماً ، وليستزيدوا منه ، وليكونوا صلة بين شرق البلاد وغربها بالعلم والثقافة، وهو ما حدا بمستشرق هولندى شهير – هو (كريستيان سفوك هورجرونيه) – على القول باستحالة قراءة الآلاف العديدة ، من الإنتاج الأدبى العربى ، الذى سطر حول هذه المدينة (مكة) ، وذلك خلال مكوثه بها لستة أشهر ونصف الشهر ، عام 1885م ، ملازماً مجالس العلماء بها ، إلى أن أتم تحرير كتاباً ، من جزءين ، بعنوان " مكة المكرمة فى نهاية القرن الثالث عشر الهجرى " ، قدم فيه وصفاً دقيقاً لتفاصيل الحياة الاجتماعية والاقتصادية والثقافية ، مستخلصاً ، من ذلك أن (مكة) ظلت – آنذاك – مركزاً للعلم والثقافة ، ومكاناً أريحياً للبحث والتأليف ، وإتمام الأعمال الفكرية ، بصنوفها التوثيقية والتحقيقة والبحثية ، على اختلاف تخصصاتها ، ومجالاتها ، فى التفسير والحديث والفقه واللغة والأدب ، وغيرها من فروع المعارف والعلوم الإسلامية ، وغالباً ما يكون اختيار هذا المكان (مكة) – وفى زمان الحج – مقصوداً ومطلوباً لذاته – كما يذكر باحث سعودى معاصر – كسباً للتشريف ، وطلباً للتسديد ، وزيادة فى التبجيل ، ورغبة فى أن تعم الفائدة بهذا العمل ، إلى غير ذلك من محاسن تحدث عنها أصحاب تلك الأعمال ، وبنوع من الاهتمام فى مقدمات مؤلفاتهم ، ومن هؤلاء (الزمخشرى) ، الذى ألف كتابه الشهير فى تفسير القرآن ، والمعروف باسم " الكاشف " ، فى جوار "بيت الله الحرام" ، وبهذا الجوار لُقب (الزمخشرى) بلقلب (الجار لله) ، ومن هؤلاء – أيضاً – الإمام (البخارى) ، صاحب كتاب "الجامع الصحيح فى الحديث " ، وإلى جواره – كذلك – أنجز النحوى (جمال الدين بن هشام الأنصارى) كتابه فى اللغة " مغنى اللبيب فى كتاب الأعاريب " ، كما أنجز (عبد الرحمن بن اسحاق الزجاجى) كتابه " الجمل " ، فى جوار ذلك " البيت العتيق " ، وهكذا آخرون ، ذلك أن (مكة) كانت المكان الوحيد ، فى العالم الإسلامى ، الذى يجتمع فيها علماء الأمة ، على اختلاف مذاهبهم ومللهم ومناهجهم ، طلباً للعلم ونشره ، وتحصيلاً للرواية والسماع والإجازة ، ورغبة فى التفاكر والتذاكر ، إلى جانب تحصيل الكتب التى يتعثر الوصول إليها ، فكان بعض العلماء – كما يقول العلامة المصرى ، الراحل مؤخراً ، (شوقى ضيف) – إذا افتقد كتاباً ولم يستطع الحصول عليه ، رغم تطوافه إلى البلدان ، لجأ إلى النداء عليه فى الحج ليخبر عنه من يراه ، فى مكتبة من المكتبات المتناثرة بين (الأندلس) وأواسط (آسيا) حتى (الهند)، إلى جانب ما استنه قدامى الكُتاب ومحدثيهم من سنن توثيق رحلات حجتهم ، المتصلة بتأملاتهم وخواطرهم ، وبتجاربهم المفعمة بالإشعاعات الروحية ، وصفاء الإيمان ، حيث شكلت هذه الرحلة – عند أصحابها – تحولاً معنوياً ، ومنعطفاً تاريخياً ، وبداية لمسلكيات مُغايرة ، عما كانوا عليه من قبل ، حتى بات من الصعب الإحاطة بهذا النسق من الكتابات ، لكثرتها وتراكمها ، مثل كتاب "الارتسامات اللطاف فى خاطر الحج إلى أقدس مطاف " ، الصادر عام 1930 ، للكاتب السورى الشهير (شكيب أرسلان) ، وكتاب " فى منزل الوحى " ، الصادر عام 1935 ، للكاتب والسياسى المصرى اللامع (محمد حسين هيكل) .
كما نشأت عن هذه الفريضة طرق عرفت بـ " طرق الحج " ، التى عُدت من طرق الحضارة الإسلامية ، حتى صارت جزءاً من جغرافيتها ، فاسترعت انتباه العديد من الباحثين والرحالة، كـ "ابن بطوطة" ، بحسب ما يذكر المؤرخ المغربى (عبد الهادى التازى) ، الذى قام بتحقيق رحلات (ابن بطوطة) ، فى خمسة مجلدات ، حيث وصف كل مركز تمر عليه القافلة المتجهة إلى (الحجاز ) بأنه كان بيئة علمية ، ورحابة ثقافية واسعة ، وهى مراكز عزا (التازى) إلى (ابن بطوطة) الفضل فى لفت الانتباه لها ، من خلال ما أدته من دور مهم فى التقاء وتحاور الثقافات المتعددة .
لكن ، هذا التحاور ، وذاك الثراء العلمى والروحى ، سرعان ما جدبت تربته وفسد هوائه ، وتبددت كنوزه ، بتقويض الكيان السياسى والإدارى لـ (الحجاز) على يد قوات (محمد بن سعود) وحلفائه من جماعة " الإخوان الوهابيين " ، ومن والاهم ، من قبائل وبطون البادية (النجدية) ، فغزو مدينة (الطائف) ، فى شهر ذى القعدة ، من العام 1217هـ / 1802م ، بعد أن أنزلوا التدمير بيوت أهلها وآثارها الإسلامية ، وبثوا الرعب فى صفوف سكانها وزائريها ، بعد معارك طالت لثلاثة أيام ، حتى غُلب أهلها " فأخذ البلدة الوهابيون ، واستولوا عليها عنوة ، وقتلوا الرجال والنساء والأطفال ، وهذا رأيهم مع من يحاربهم " ، على حد ما يذكر المؤرخ المصرى الشهير (الجبرتى) ، فى كتابه " تاريخ عجائب الآثار فى التراجم والأخبار " ، حيث عاصر هذه الأحداث ، والتى أودت بحياة كل من الشيخ (عبد الله الزواوى) مفتى (الشافعية) بـ (مكة المكرمة) ، والشيخ (عبد الله أبو الخير) قاضى (مكة) ، والشيخ (جعفر الشيبى) وأبنائه ، وغيرهم ممن آمنوهم عند أبواب بيوتهم (!) ، وذلك بعد العدوان السعودى – الوهابى على (مكة) ، فى العام التالى ، مباشرة (1218هـ/1803م) ، وهو ما دفع (الشريف غالب) ، حاكم (مكة) إلى إبرام صاح مهين معهم دخلت – بمقتضاه – القوات السعودية الوهابية إلى (أم القرى) ، بعد أن أرغم (الشريف) على حظر الصلاة والسلام على الرسول الكريم ، بعد آذان الصلوات الخمس، بوصفها " بدعة " ، وأن يوافقهم على ما يريدون ، من أحكام ، وحينها ووجه حجاج بيت الله بكل عنت وإجبار وهابى ، بغية اخضاعهم لما يدعونه " صحيح الإسلام " ، وكان نصيب من لم يمتثل لمشيئتهم هو المنع الصريح لأداء فريضة حجه ، حدث ذلك مع الحجاج العراقيين والإيرانيين ، فى العام 1220هـ / 1805م ، بوصفهم كفاراً – بنظر الوهابيين – وأمتد إلى الحجاج الشاميين ، فى العالم التالى ، حتى بلغ الحجاج المصريين والمغاربة ،فى العام الذى تلاه (!) ، إلى أن اقتصرت شعائر الحج على " الوهابيين" ، وأنصارهم فى (شبه جزيرة العرب) ، بعد أن امتنع أتباع باقى المذاهب الإسلامية فيها عن الحج ، خشية تعرضهم للإيذاء الوهابى ، مثل أهل (نجران) من الشيعة الإسماعيلية ، وأهل (الإحساء) و(القطيف) ، من الشيعة الإمامية ، وأهل (اليمن)، من الشيعة الزيدية ، وأهل (عسير) ، من المتصوفة ، بينما أخفى أهل (الحجاز) مذهبهم الشافعى ، حين كان " الوهابيون" يستنقطون الناس عن اعتقادهم ، بشأن مبدأ "التوحيد"، بحسب ما حدده (ابن عبد الوهاب) ، فى صفحات كتابه الهزيل ، والصادر بهذا العنوان ، وإلا تعرضا للإيذاء ، وربما القتل لكل من لا يقل به ، جهاراً (!) ، وهى حوادث أشعلت الغلاء فى (مكة) ، بشكل لم تشهده ، عن ذى قبل ، حتى باع أهل (مكة) أثاثهم وحلى نسائهم ، بعُشر القيمة ليشتروا أقوات أطفالهم فى الأذقة ، بعد أن بيعت لحوم الحمير والجيف "بأغلى الأثمان، وأكلت الكلاب ، وأخذ الناس يهجرونها نتيجة الخطر الجاثم على أطرافها ، فلم يبق فيها إلا النادر من الناس " ، على حد ما ذكر (عثمان النجدى) ، أحد مؤرخى (الوهابية) ، وذلك فى الوقت الذى لم يتورع اثنان من قادتها – وهما (عثمان المضايفى) أمير الطائف ، فيما بعد ، و(ابن شكبان) – عن قتل من لم يطعهما ، على جبل (عرفة) ، بعد أن أسرا الكثيرين من الناس ، ثم انتقلا إلى (وادى مر) ينهبون ما فيه ، ويقتلون الواردون من ناحيته إلى (مكة) ، مما أدى إلى امتناع أهل (الحجاز) عن الحج ، وكذا أهل (مصر) ، بعد إحراق " المحمل المصرى" ، ورفض أمير الحج الشامى الانصياع لشروط (الوهابية) ، فعاد إلى بلاده ، بمن معه من حجيج ، ويذكر مؤرخ (الوهابية) (عثمان بن بشر الحنبلى) فى صفحة 139 ، من كتابه " المجد فى تاريخ نجد " ، جانباً من أحداث الحج سنة 1221هـ / 1806م ، بقوله: "فلما خرج سعود من الدرعية قاصداً مكة أرسل فراج بن شرعان العتيبى ، ورجالاً معه .. وذكر لهم أن يمنعوا الحجاج التى تأتى من جهة الشام وأسطنبول ونواحيهما ، فلم أقبل على المدينة الحاج الشامى ومن تبعه ، وأميره عبد الله العظم باشا والى الشام فأرسل إليه هؤلاء الأمراء أن لا يقدم وأن يرجع إلى أوطانه " ، ويضيف مغتراً : " ولم يحج فى هذه السنة أحد من أهل الشام ومصر والعراق والمغرب (أى بلاد المغرب العربى كله) وغيرهم إلا شرذمة قليلة من أهل المغرب لا اسم لهم " ، وهى أحداث اقترنت بانفلات حاد للأمن ، فانتشر السلب والنهب فى (مكة) ، واضطربت أحوالها ، حتى استعصى على (الوهابيين) وضع حد لهذا الفلتان ، وما لبثوا أن هجروها ، عندما سمعوا أن (العجم) – أى (حملة محمد على) – غزوا عاصمة دولتهم (الدرعية) ، بحسب رواية (الجبرتى) ليعود (الشريف غالب) إلى (مكة) ، بعد أن استطاعت حملة (محمد على) تقويض أركان الدولة السعودية الأولى فى العام 1818م، كبداية لاستعادة دور الحياة الاجتماعية والاقتصادية والثقافية ، إلى سابق عهدها فى (الحجاز) ونواحيها ، والتى شملت اعادة تعمير وتشييد ما هدمه " الوهابيون " ، فى (مكة) و(المدينة) ، من مساجد وأضرحة ، وما إلى ذلك .
بيد أن الأنفاس سرعان ما انحبست فى حلوق المسلمين ، بعد أن تمكن (تركى) و(فيصل) ، من أحفاد (ابن سعود الكبير) من إعادة قيام دولتهم الوراثية ، ثانية ، بعد عامين فقط ، من سقوط الأولى ، فى منطقة نفوذهم الأصلية ، أى (نجد) ، وذلك فى العام 1820م ، إلا أن اقتصار حدود هذه الدولة على تلك المنطقة البدوية ، بسبب التنازع بين (آل سعود) و(آل الرشيد) على المُلك فيها ، مكن جمهرة المسلمين ، فى (الحجاز) و(شبه جزيرة العرب) ، وخارجها ، من تنفس الصعداء ، إلى أن انهارت أركان هذه الدولة ، من جديد ، فى العام 1884 ، نتيجة الصراع السياسى الداخلى ، ليزاح عن كاهل طوائف عموم المسلمين عبئاً ظالماً عانوا منه ، خاصة فى مواسم الحج .
ولكن ، وبعد أقل من عقدين ، فقط ، عادت قوة (آل سعود) ، وحلفائهم ، من (الوهابيين) إلى الصعود ، من جديد ، مع العام 1902م ، وهو التحالف الذى شهد تجاذباً ونفوراً ، بل وصداماً دامياً بين الطرفين ، على مدى السنوات السبع والعشرين التالية ، إلى أن استتبت سيطرة الحليفين على أرجاء (الحجاز) ، فتنادى الاثنان على صيغة سواء ، توحدت ، من خلالها ، نظرتهما المشتركة ، إلى من هو خارج صفوفهما ، من مسلمى (شبه جزيرة العرب) ، ومن خارجها ، بوصفهم " أهل شرك " ، ولو كان شركاً خفياً (!) ، يحل – لهما – قتالهم وقتلهم وسبى نسائهم ، مثلما حصل مع مسلمى (الطائف) ، فيما واصلوا سُنة أسلافهم الأوّل ، من سدنة الدولة السعودية الأولى ، بتقويض كل أثر إسلامى ، فى طريقهم ، داخل (مكة) والمدينة ، بما فى ذلك بيت النبى الكريم (محمد) – ص – وبيوت ومقابر آل البيت النبوى والصحابة – حيث كان الهدف – كما يقول المؤرخ اللبنانى (أمين الريحانى) – طمس ذكرى أصحاب هذه البيوت ، على مر الزمن ، فى العقل الإسلامى العام (!) .
فمع حلول (أيلول الأسود) ، من عام 1924 ، أصيبت القوات الحجازية ، فى الخامس والعشرين ، من هذا الشهر ، بهزيمة موجعة ، على يد قوات (عبد العزيز آل سعود) ، وحلفائه ، من جماعة " الاخوان الوهابيين " ، ومن والاهم ، من قبائل (البقوم) و(عتيبة) و(الطويرق) ، لتسقط (الطائف) ، وتنهار الحكومة المدنية فى (مكة) ، وسط فرار الآلاف ، من سكانهما ، بصحبة الموظفين الرسمييين ، إلى (جدة) ، سيراً على الأقدام ، لانعدام المواصلات الكافية ، لنقلهم خارجها بحسب ما تذكر أحد الوثائق البريطانية .
ويذكر ممثل الحكومة البريطانية فى (الحجاز) السير (BULLARD) ، فى تقرير وجهه إلى وزير خارجية بلاده : " إن الوهابيين قاموا بهدم قبر العباس ، ابن عم النبى (ص) وأن هناك حالات كثيرة من النهب والقتل " .. " وقد أكد لى ذلك العديد من الهاربين ، وقالوا إن الوهابيين أطلقوا النار عليهم ، ونهبوهم ، واستولوا على جميع ممتلكاتهم ما عدا ملابسهم الداخلية (!) " ، وأشار المسئول البريطانى إلى ما لاقاه أهل (مكة) من سطو على ممتلكاتهم من نقود ومجوهرات وسجاد ، أثناء اصطيافهم بـ(الطائف) ، حيث تم الهجوم السعودى / الوهابى ، مشيراً بأصابع الاتهام إلى الوهابيين ، " ولو تردد أى ساكن فى تقديم ما لديه ، فإنهم يطلقون النار عليه فوراً " ، وفى هذا فقدت بعض الأسر المكية " خمسة أو ستة من أفرادها .. ومعظم الناجين من المذابح أخذوا إلى " قصر شبرا " كأسرى حيث مكثوا به أكثر من أربعة أيام بلا طعام .. " .. " كما أمروا الجموع الهاربة إلى مكة أن يبلغوا سكانها بأن الوهابيين قادمون ، وأنهم سيعاملونهم معاملة أهل الطائف ما لم يتخلصوا من الشريف (الملك حسين) الذى أطلقوا عليه اسم " أبو خيشة " ، ونتيجة لذلك " تحركت تلك الجموع إلى مكة سيراً على الأقدام حفاة ، بملابسهم الداخلية فقط " ، بحيث بلغ " من تشدد الوهابيين أن وصفوا ضحاياهم "بالكفار" و"المشركين" ، كما استلفت انتباه المسئول البريطانى " أن الوهابيين يتعمدون ذكر النبى محمد (ص) بأنه " عبد الله " ويرون أن ما يقوم به السنة من إضفاء صفات تميز الرسول (ص) إنما هو نوع من الوثنية (!) " .
أما (المدينة) ، فقد ذكر تقرير بريطانى آخر بتاريخ أغسطس 1925 أن هجوم (الوهابيين) على المدينة لم يتوقف منذ ستة أيام ، بحيث باتت تشكل الأغذية (لأهل المدينة) مسألة خطيرة، وذلك بعد نهب كل الأغذية التى أرسلها الملك (على) (حاكم مكة) إلى المدينة على ظهر ألف جمل ، وما يقال عن أن (الوهابيين) أطلقوا النار على القبة المقاومة فوق قبر النبى (ص) ، فى حين ذكر تقرير آخر بتاريخ سبتمبر ، من نفس السنة ، وصول أعداد هائلة من البرقيات باسم (ابن سعود) ، من (بومباى) بـ (الهند) ، وإيران ، تحمله مسئولية ما يحدث فى المدينة ، وطالبت بعض الجهات فى طهران بإرسال قوات إلى الحجاز لهزيمة الوهابيين "الكلاب" ، وأوضح التقرير ان (ابن سعود) طلب السماح له بإرسال بعض أتباعه إلى (الهند) لشرح "المعتقدات الوهابية "لمحاصرة دعاية الأعداء ، الذين أرادوا استخدام الكلام ، بعد أن فشلوا فى استخدام السلاح .
ولكن يبدو أن (ابن سعود) لم يأبه بكل ذلك ، حيث كتب الوزير البريطانى المفوض فى (جدة) (NORMAN MAYERS) ، فى تقريره لشهر نوفمبر ، من العام 1926 ، أيضاً " إن ابن سعود سافر إلى المدينة ، ومعه الشيخ بن بلهيد ، والشيخ عبد الله بن حسن ليطهروا المدينة كما طهروا مكة من قبل " ، وذلك فى الوقت الذى كانت تزداد فيه " شراسة الوهابيين" فى (مكة) " من ذلك ، قيامهم بانتزاع سيجارة من فم سائق مصرى وانهالوا عليه بالضرب ، حتى فارق الحياة ، وذلك حسب توجيهات عبد الله بن حسن ، حفيد محمد بن عبد الوهاب ، الذى سبق له أن أمر بجلد أحد المدخنين ، الذى يبدو أنه كان أحد عناصر فريق الحجاج المصرى ، وهى اعتداءات طالت غيرهم من الحجيج منذ تولى الوهابيين إدارة شعائر حج موسم 1926 ، وذلك بحسب ما يذكره تقرير بريطانى آخر بقوله " أن الوهابيين أطلقوا النيران على أربعة من الحجاج الأفغان ، وجرحوا اثنين منهم ، لأنهم كانوا يؤدون الصلاة فى جبل ثور ، حيث اختبأ النبى (ص) ، كما وقعت حوادث أخرى عديدة ، لأسباب تافهة ، وهو ما يخالف تأكيدات السلطات السعودية بضمان أمن الحجاج ".
كما يذكر (JORDAN) ، فى تقريره الشهرى لوزير خارجية بلاده ، عن شهر يونيه 1926 أنه تسلم " عدة شكاوى من الحجاج بأنهم لم يتمكنوا من أداء فرائضهم الدينية بحرية ، وشكاوى أخرى تتعلق بتدمير الأضرحة فى مكة وما حولها ، كما أن هناك حجاج كثر تعرضوا للضرب من قبل البوليس بسبب التدخين ولأسباب أخرى ذات صلة بالتعاليم الوهابية الشاذة ".
وفى تقريره عن شهر يولية ، يشير (JORDAN) – كذلك – إلى انعدام الاستعدادات الصحية ، وكذا مياه الشرب ، التى تكاد تكون منعدمة ، حتى وصل سعر صفيحة الآبار المالحة الكريهة الى 10 قروش ، موضحاً ان مجرى المصدر الأساسى للإمداد بالمياه ، وهو "عين زبيدة" ، كان مسدوداً ، فى حين تُركت الأضاحى المذبوحة فى "مِنى " حتى تعفنت ، ولم تكن هناك وسيلة للتخلص منها ، ويضيف : " لقد علمت ان الحالة فى منى بعد مرور يومين كانت مرعبة بسبب الرائحة النتنة ، التى تزداد بفعل حرارة الشمس " ، وهى حالة ظلت شائعة على مدى الاثنين والأربعين سنة التالية.
لذا ، لم يكن غريباً أن يتعرض كثيراً من " الحجاج للموت سحقاً بأقدام إبل الإخوان (الوهابيين) الذين حضروا فى موسم 1926 ، لرمى الجمرات مندفعين بحيوانتهم ككتلة واحدة، وسط حشود الحجاج " ، وهو ما لم يتغير كثيراً حتى موسم حج 2006 ، بحسب الحوادث التى أوقعت أعداداً كبيرة من هؤلاء الحجاج صرعى !

وفى سياق تلك الدراما التاريخية المفجعة تروى العديد من المصادر الثقاة وقائع بالغة الشذوذ تجاه مختلف الجنسيات ، من حجاج " بيت الله الحرام " ، منذ الاستيلاء السعودى – الوهابى، على (مكة) و(المدينة) ، مثل الجلد العلنى لامرأتين سوريتين ، " بعد أن وضعت كل منهما فى كيس ، لأنهما تصورتا فوتغرافياً " ، بينما كان يساق العشرات " إلى السجون بتهمة التدخين "، حيث يجلد المدخن 40 جلدة ، وهو ما كان مثاراً لنقد لاذع وجهه أحد الكُتاب المصريون إلى السلطات السعودية " لتعدى شرطة الحرم على الحجاج بالضرب ، أثناء طوافهم حول الكعبة لمنعهم من تقبيل الحجر الأسود " ، بينما ذكر كاتب مصرى آخر أنه قُبض عليه بسبب مدحه النبى (ص) ، خلال جلوسه بجوار فقيه يتلو (القرآن) ، وحين ناقش ذلك الأمر مع وكيل جريدة (أم القرى) ، ما كان منه إلا أن " مدح هذا التصرف ، من قبل الشرطة ، متعللاً باحتمال مبالغة المادح فى مدح الرسول " (!) ، فى حين اعتبر مسئول بريطانى التصرفات الوهابية ، فى هذا الشأن " تصرفات استبدادية طالت الحجازيين ، والحجاج ، على حد سواء "، وذلك على الرغم من التحالف الوطيد ، الذى جمع (بريطانيا) بحكومة (ابن سعود) الوهابية ، قبل وبعد سيطرة الأخيرة على الاراضى الحجازية.
غير أن أكثر التعليمات الوهابية غرابة كانت تلك التى ألزمت " الحلاقين " بـ " الامتناع عن حلق ذقون الحجاج أو السكان ، وأن يبقى فى الوجه 15 شعرة على الأقل (!) " ، وبلغت غرامة من يخالف ذلك " 700 ريال " .
وفى إطار تلك المعاناة لم تتورع الإدارة (السعودية – الوهابية) عن المغالاة فى فرض الرسوم والضرائب الباهظة ، على الحجاج ، وهو ما كان مثار شكاوى الحجاج المصريين ، فى ثلاثينيات القرن الماضى ، وذلك على الرغم من قيام القنصل المصرى فى (جدة) بسابق بحث تلك الشكاوى ، مع وكيل وزارة الخارجية السعودية ، وتعهد الأخير بإعادة النظر فى هذه الضرائب ، إلا أن الحكومة السعودية لم تتخذ أى إجراء ، فى هذا الشأن ، لتيقنها من أن كل مسلم سوف يؤدى هذه الشعائر ، داخل منطقة (الحجاز) التى لا تخضع لغير حكمها ، وهو ما زاد من دخل حكومة (ابن سعود) ، من عوائد الحج ، إلى خمسة ملايين جنيه مصرى ، عام 1938 ، وكان من نتيجة ذلك انخفاضاً فى أعداد الحجاج المصريين فى العام التالى (1939)، مما حمل حكومة (ابن سعود) على إنشاء " مكتب للدعاية للحج"، فى (القاهرة) ، برئاسة (عبد القادر الأنصارى) لحث المصريين على الذهاب إلى الحج .
بيد أن الحكومة السعودية لم تتخذ – على أرض الواقع – من اجراءات لتأمين وراحة الحجاج، واكتفت بكل اجراء يكفل لها ملء خزانتها من الأموال ، دون النظر إلى الظروف الاقتصادية التى كانت تمر بها الدول الإسلامية ، فرفعت أسعار النقل الداخلى ، أثناء موسم الحج ، بنسبة 72% ، وزادت من سعر الريال السعودى مقابل الجنيه المصرى (وهو العملة القوية مقابل العملات الحرة) ، ليكون سعر الأخير ثمانية ريالات ، بعد أن كان سعره يتراوح بين اثنى عشر ريالاً وأربعة عشر قرشاً ، وهو مسلك استمرأت حكومة (ابن سعود) أتباعه، فى مشهد لا يخلو من مفارقة ، حين أصرت تلك الحكومة على رفع أجرة الفرد من خمسة جنيهات ، بعد أن كانت شركة " مصر للطيران " قد حددتها مع بداية افتتاح خط (جدة – المدينة) عام 1937 ، بعشرين جنيهاً ، أو ما يعادل ثمانية عشر جنيه ذهب (!) .
ذلك فى الوقت الذى لم يأبه أحداً بالتحذير الذى وجهه ، عام 1927 ، قائمقام (جدة) إلى ملك (السعودية) المؤسس (عبد العزيز) ، وأشار فيه إلى " أن تطبيق التعاليم الوهابية وتطبيق المحظورات الدينية (بحسب ما يتراءى لهذه التعاليم ، بالطبع) قد تؤدى إلى نتائج عكسية " .
وغنى عن القول أن لـ (الوهابيين) سجل حافل فى الاعتداء على ضيوف " بيت الله الحرام" ، من قبل استيلائهم على (مكة) وأراضى (الحجاز) ، عامة ، إذا انقضت سرية من قوات (الوهابيين) على نحو ألف من الحجاج اليمنيين ، أثناء توجههم إلى (مكة) فى موسم الحج ، من عام 1341هـ / 1921م ، فقتلوهم إلا اثنين ، وذلك دون أى سبب مباشر للإقدام على هذا الفعل (...) ، لكن بعض الأقلام المرتبطة بـ(الوهابيين) ادعت أن "الجند الوهابى" ظن أن هؤلاء الحجاج فرقة مسلحة من أهل (الحجاز) ، فاشتبكوا معها ، وهى رواية يشكك فى صدقيتها الكثيرين ، فى ضوء الممارسات الوهابية اللاحقة ، ويرجحون أسباب الاعتداء الوهابى على الوافدين اليمنيين إلى تصادف مرورهم بمحاذاة الفرقة الوهابية ، بمسافة قريبة، فبات ما لدى الحجاج من متاع لقمة سائغة لتلك الفرقة ، حين تأكدت من تجرد اليمنيين من السلاح " .
وقد اقترنت هذه الممارسات بكارثة الاستيلاء الوهابى على " الحرم المكى " ، مذهبياً ، حيث أزيح علماء ومشايخ المذاهب الإسلامية الأخرى عن إمامة الناس للصلاة بـ " البيت " ، أو الافتاء فيه خلال مواسم الحج والعمرة ، إلا من تابع وروج "للتعالم الوهابية" ، وهو الاحتكار الذى لايزال مستمراً ، إلى اليوم (!) ، وذلك ناهيك عن توقف حلقات التدريس العلمية ، فى تلك البقعة الإسلامية الطاهرة ، منذ عام 1926 .
ويشير باحث سعودى معاصر إلى أن جانباً من هذه الحلقات كان يضم قبل السنوات التى سبقت الاحتلال الوهابى : " السيد علوى عباس المالكى (حديث وتفسير – بعد العشائرين) ، عبد الفتاح حسين راوى (الفقه الشافعى – بعد المغرب) ، الشيخ عيسى رواس (الفقه الحنفى – بعد العصر) ، الشيخ عبد رب الرسول السليمانى فى (المواريث – بعد العشاء) ، الشيخ محمد العربى التبانى (الحديث) ، الشيخ مسدّد قاروت (الفقه الشافعى – بعد العصر) ، الشيخ حسن محمد مشاط (الفقه وأصول الحديث – بين العشاترين) ، الشيخ عباس صدقة عبد الجبار (الفقه- بعد الفجر) ، الشيخ عبد الله دردوم (قواعد اللغة العربية – بعد العصر) ، السيد محمد بن أمين كثبى (اللغة العربية – بعد المغرب) ، السيد على البار (الحديث – بعد الفجر) ، الشيخ المجتبى الشنقيطى (الفقه والحديث – بعد الفجر) ، الشيخ محمد سعيد اليمانى – أكبر علماء زمانه (الفقه – بعد المغرب) ، إلى جانب حلقات أخرى واصلت انعقادها بجوار أحد أبواب (الكعبة) المسمى (الزيادة) ، مثل حلقات الشيخ البخارى والشيخ عاشور الخصرمى (لتعليم الأطفال القرآن الكريم) ، والشيخ إبراهيم خلوصى الحلوانى (الحساب والخط والاملاء)" فى حين أورد المستشرق الهولندى (سنوك) ، فى تاريخه ، أن (الشريف حسين) حاكم (مكة) أمر بتخصيص مقررات مالية للعلماء ، الذين يدّرسون بـ " الحرم " ، إلا أنهم امتنعوا عن استلامها ، لأنهم يرغبون فى أن يكون تدريسهم احتساباً ، وهو أمر انقلب رأساً على عقب ، بدخول (الوهابيون) (مكة) ، فأمروا "العلماء بالتوقف عن إلقاء الدروس الدينية .. مع حظر كافة الدروس الدينية ، عدا القرآن والأحاديث النبوية ، فيما لم " يسمح لأى إمام أن يؤم المصلين إلا إمام وهابى فى المسجد الحرام " ، وهو ما أدى إلى تراجع حاد فى أعداد المصلين بـ "الحرم المكى " ، فبينما " كانت الألوف تحتشد فى المسجد الحرام ، ولم يعد يُرى سوى أقل من الألف مُصلى الآن ".
إذ كان (ابن سعود) يخطو ، آنذاك " خطوات مهمة نحو ترسيخ وهيمنة المذهب الوهابى فى مكة وإقصاء المذاهب الإسلامية الأخرى .. ففى البداية وعقب استيلائه على الحجاز ، قام بتخفيض عدد أئمة المذاهب الأربعة الذين كانوا يؤمون المصلين يومياً فى المسجد الحرام، على مدى أجيال ، ثم تمثل فى السماح بوجود إمام واحد فقط لكل مذهب، على أن يتناوب الأئمة الأربعة إقامة الصلاة ، مرة واحدة لكل منهم ، بينما يؤم الإمام الوهابى المصلين مرتين يومياً . لكنه الآن ألغى هذا النظام ، واستبعد كافة الأئمة الغير وهابيين ، وعين إمام وهابى نجدى للمسجد الحرام .
ولأن إمام واحد لا يكفى ، فإنه عين ثلاثة أئمة آخرين ممن اعتنقوا المذهب الوهابى حديثاً (...) ، وليست لهم أية صلة بالمسجد ، وهو ما دعا ممثل الحكومة البريطانية لدى حكومة (ابن سعود) للتحذير من مغبة هذه الاجراءات على الحج ، وهو وضع أدى إلى نشوب عدة معارك بين بعض المكيين والمتشددين الوهابيين أسفرت عن مقتل أحد المكيين وجرح الكثيرين ، ذلك أن الوهابيين يرغمون السكان على أداء الصلاة خمس مراات يومياً بالمسجد ، خلف إمامهم الوهابى ، بالطبع ، وفى أعقاب ذلك اتخذ (ابن سعود) " إجراء " مشابهاً فى المدينة ، إذ قام بطرد كافة الأئمة من غير الحنابلة ، وعين مكانهم 3 أئمة جدد ، اثنين منهم من إقليم نجد ، والثالث زنجى من تمبكاتوا " ، وهو الإجراء الذى وصف بأنه سوف يثير "الاستياء والغضب ، لأن إمام المدينة ( يقصد المسجد النبوى ) بصفة خاصة يحظى بمنزلة رفيعة ، لدرجة أنه كان يشترط لتولى هذا المنصب رجل ينحدر من الأنصار (أى أنصار النبى-ص) ، حتى قيل أن هذه الاجراءات جاءت ترضية من جانب الملك " للاخوان الوهابيين من المذاهب الأخرى ، باعتبار أن الإمام الأخير كافر " (أى إمام المسجد النبوى) (!) .
وفى هذا الإطار المروع ، يتحدث مؤرخ مصرى ، كان مستشاراً مقرباً لـ (ابن سعود) ، هو (حافظ وهبة) عن مدى السطوة التى بلغها " الاخوان الوهابيون " فى مكة ، حتى صاروا يأخذون كل أمر بأيديهم ، بحيث انعدمت " أى هيبة للحكومة " ، فكل ما يعتقده الأخ مُنكراً يزيله بنفسه .. ببندقيته .. أبعصاه .. أو بيده " ، مشيراً إلى أن استمع إلى أن آل سعود اتخذوا راية شعارها : لا إله إلا الله محد رسول (بحذف ميم محمد) أى لأحد رسول الله " ، موضحاً أنه أثناء حصار الحجاز عام 1925 ، قد حضر بعض أفاضل السنغاليين وتطوان (المغربية) ، وكانوا أثناء حديثهم يبكون لشدة تأثرهم .
وفيما يتصل بالتقاليد الاجتماعية لدى المكيين " أوقف الوهابيون العمل بالتقليد المكى الخاص بـ " الحرم النبوى " ، حينما كان يتم العزم على زيارة مسجد النبى – ص – بتجهيز الأطعمة، من أنواع (الشابورة) و(المكسرات) ، فى عشية السفر ، الذى يشهد – كذلك – حضور " المزهد " ، رافعاً عقيرته بما يجريه الله على قلبه فى مديح المصطفى صلوات الله وسلامه عليه ، وكذلك يفعلون عند العودة من المدينة المشرفة .
أما فى حفل أسبوع المولود فقد روى أن أهله والملتحقين به يأخذونه الى (الحرم) ، ليضعوه على باب (الكعبة) ، ثم يعودون إلى البيت " لاعداد مراسم التسمية ، وسط جمع من الأطفال ، والشمع يضيىء بين أيديهم وهم يرددون (يا رب يا رحمن / بارك لنا فى الغلام) ، وإن كانت بنتاً يرددون (يا رب البرية / بارك لنا فى البنية " .

هوامش ومصادر
1 – انظر : محمد إقبال فكره الدينى والفلسفى ، تأليف : محمد العربى بوعزيز ، دمشق ، دار الفكر .
2 - زكى الميلاد ، مركزية مكة المكرمة فى الثقافة العربية الإسلامية – فصلية جذور ، جدة ، ج20 ، مج9 ، عدد 20 ، يونية 2005 .
3 – مجلة الحج والعمرة ، العدد الثانى ، صفر 1425هـ / مارس – إبريل 2004.
4 – هورخرونيه .. فى خدمة إدارة المستعمرات الهولندية ، عرفة عبده على ، مجلة الحج والعمرة ، عدد 10 ، شوال 1425 هـ نوفمبر – ديسمبر 2004 ، ص60 .
5 - دراستنا التفصيلية الموثقة ، فى هذا الشأن ، بعنوان : " دور آل سعود والاخوان الوهابيون فى تجريد الحجاز من آثارها الإسلامية ، مركز يافا للدراسات والأبحاث ، القاهرة أبريل 2006 .
6 – انظر ، فى ذلك : على أبو الخير ، تدويل الأماكن المقدسة فى الحجاز بين التأويل السياسى والتنزيل الدينى ، مركز يافا للدراسات والأبحاث ، البرنامج البحثى عن تدويل الأماكن المقدسة : دراسات متخصصة ، القاهرة 2006 ، ص9 .
7 – انظر أمين الريحانى ، تاريخ نجد وملحقاته ، ص323 .
8 – راجع ، فى ذلك حملة الطريقة الصوفية المصرية (العزمية) على المفاهيم الوهابية ، كما وردت فى إحدى الإصدارات الحديثة للطريقة ، بعنوان : أنوار الحقائق الجلية فى كشف الوهابية : لجنة البحوث والدراسات بالطريقة العزمية ص118 ، القاهرة سبتمبر 2004 ، طبعة خاصة ، ط1 .
9 – خير الدين الزركلى ، شبه الجزيرة العربية فى عهد الملك عبد العزيز ، ج4 ، بيروت 1970 .
10 – انظر : فوزى أسعد نقيطى ، العلاقات المصرية السعودية ، معهد الدراسات العربية ، القاهرة 2000 .
11 – أحمد إبراهيم عيسى – الحجاز فى عالم 1356 هـ (1938م) ، القاهرة ، ط1 ، بدون تاريخ .
12 – حافظ وهبة ، جزيرة العرب فى القرن العشرين ، القاهرة 1946 .



#فكرى_عبد_المطلب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأبعاد الوهابية لنشأة حركة الاخوان الدولية
- مستقبل العائلة السعودية بين مآرب السلطة ومطامع الثروة
- السعوديون والقطريون يدعمون الهيمنة الإسرائيلية على الأسواق ا ...
- رؤى المثقفون والإصلاحيون فى السعودية حول سبل الإصلاح السياسى
- نحو نماذج معرفية مفارقة
- التحريفات الوهابية لعلوم التوحيد الإلهى والحديث النبوى .. قر ...
- بعد أن صار العالم الحداثى افتراضيا وما بعده حقيقيا .. العقل ...
- مستقبل الحركات الاسلاموية فى مجتمع العولمة..- الاخوان - مثال ...


المزيد.....




- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...
- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...
- مصادر فلسطينية: أكثر من 900 مستعمر اقتحموا المسجد الأقصى في ...
- مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى تحت حراسة إسرائيلية مش ...
- سيبدأ تطبيقه اليوم.. الإفتاء المصرية تحسم الجدل حول التوقيت ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فكرى عبد المطلب - الأضرار الدينية والاجتماعية للاحتكار السعودىلإدارة الحج خلال ثمانون عاماً