أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم حبيب - خاطرة: من يكرس حكم المستبدين في الأرض؟














المزيد.....

خاطرة: من يكرس حكم المستبدين في الأرض؟


كاظم حبيب
(Kadhim Habib)


الحوار المتمدن-العدد: 3598 - 2012 / 1 / 5 - 13:36
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


حين قرأت ما كتبه الأخ الشاعر والكاتب والصحفي أحمد عبد الحسين عن قرار فصله من العمل في جريدة الصباح الرسمية ومن قبل كاتب وصحفي إسلامي هو محمد عبد الجبار شبَّوط, رغم أن العديد من المسؤولين في الجريدة رفضوا اتخاذ مثل هذا القرار ضد زميل شاعر وصحفي معهم, تيقنت من جديد أن المستبد بأمره لا يمكن أن يبقى في الحكم, كما إن الاستبداد لا يمكن أن يتواصل في أي بلد من البلدان ما لم تتوفر مجموعة من العوامل الأساسية التي تسمح بحصول ذلك. فما هي تلك العوامل؟
يبدو لي إن العامل الأول ينشأ من حالة التخلف الاقتصادي والاجتماعي الذي يلف هذا البلد أو ذاك ويتجلى في تخلف الوعي الاجتماعي العام وسيادة حالة من الجهل الثقافي والاجتماعي والسياسي ومعرفة الحقوق والواجبات وعدم الإطلاع الكافي على مضمون ومعنى الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان, وهي التي تتجلى في واقع الحال في الأغلبية السكانية الصامتة إزاء ما يحدث في البلاد. وهي الحالة التي تحدَّثَ عنها بصواب الأخ الفنان والكاتب كفاح محمود كريم بغض النظر عن السيوف الجاهزة التي امتدت لنهشه بسبب صراحته وحسه الصادق وملاحظاته الصائبة. إنها المشكلة التي يمكن أن يلج من خلالها ليس الحاكم المستبد وحده, بل وكذلك بعض المؤسسات والمرجعيات الدينية التي تؤسس للاستبداد وتعزز دور المستبد بأمره تحت واجهة "الحاكم المستبد خير من الفتنة!". وهو السائد في العراق حالياً.
والعامل الثاني يبرز حين ينجح المستبدون اللعب على العواطف البدائية عند الإنسان سواء بتأجيج الجانب القومي أو الأثني أو العشائري أو الديني أو الطائفي بحيث تعمى البصائر والأبصار لدى الغالبية الصامتة. وهو ما نعيشه اليوم في العراق.
والعامل الثالث يبرز في وجود كثرة من وعاظ السلاطين بين متلبسي الثقافة يمجدون اسم المستبد بأمره ويرفعون رايته عالياً ويطلقون الكلمات النارية كالرصاص القاتل صوب المعترضين على الاستبداد والمعارضين لسياسات المستبد بأمره, وهم بذلك لا يخذلون المجتمع وإرادته وحقوقه فحسب, بل يشاركون المستبد بأمره بكل السياسات التي يمارسها وكل الجرائم التي يرتكبها وكل المظالم الأخرى التي ينفذها عبر أجهزته الأمنية القمعية. إنهم البوق الأجوف الذي يحاول استخدام الغربال بمنع الشمس من النفوذ والكشف عن الحقيقة. إنهم الحثالة التي تريد تشويه وعي الإنسان بتزييف الحقائق والوقائع. وهذا هو الجاري في العراق.
ونشأ العامل الرابع بسبب ضعف القوى الديمقراطية وتبعثرها وعجزها عن إيجاد لغة مشتركة في ما بينها في نضالها ضد الظواهر السلبية الجارية في البلاد وضد بروز الحاكم المستبد بأمره من جديد وكسب الشعب إلى جانبها واستخدام اللغة التي يفهمها ويستوعب من خلالها مصالحه الضائعة وحقوقه المسروقة. وهي حالة العراق الراهن أيضاً.
فعلى سبيل المثال لم يكن في مقدور رئيس الوزراء العراقي أن يصدر أمراً بفصل الأخ أحمد عبد الحسين ومحاربته بالرزق وليس ممارسة قاعدة الحجة بالحجة, لولا وجود شخص على رأس هيئة التحرير مثل محمد عبد الجبار شبوط, الذي كشف اليوم وأكثر من أي وقت مضى, عن الفجوة الكبيرة والمتسعة عنده بين ما يكتب وما يفعل. لقد كان أداة سيئة بيد الحاكم الذي لم يعد يحتمل النقد, والذي راح يحاور عصائب الحق المتهمة بالكثير من الاغتيالات والقتل العمد ويمنحها الحق في الاحتفال بساحة التحرير ويمنع مثل هذا الحق عن الحزب الشيوعي العراقي ورغبته في إقامة احتفالية الجلاء في ساحة التحرير.
تباً لكل الانتهازيين, تباً لكل وعاظ السلاطين, تبّّاً وتبَّاً ثم تبَّاً لكل من يخون ضميره ويسكت عن قتل الناس على أيدي ضباط في وزارة الداخلية, كما حصل للمثقف الديمقراطي كامل عبد الله شياع, أو ما حصل للكاتب والصحفي هادي المهدي, وكل الدلائل الأولية تؤشر بأصابع الاتهام إلى القتلة !! وتباً لمن قتل ابن أختي ضياء جواد الهاشمي وزوجته ,ابنته ذات الـ 15 ربيعاً, وقبل هذا وذاك تبَّاً لكل مستبد بأمره يشتري المرتزقة ويوظفهم دفاعاً عن استبداده وتنفيذ أوامره وقمعه.



#كاظم_حبيب (هاشتاغ)       Kadhim_Habib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مجزرة جديدة للحكومة التركية ضد الشعب الكُردي
- بغداد تئن من وجع الجميع !!
- تفاقم الصراعات المحلية والإقليمية والدولية المستقطبة في العر ...
- الصراعات السياسية ونجاح قوى الإرهاب في قتل المزيد من الأبريا ...
- العراق وموقعه ضمن اللائحة الدولية لحقوق الإنسان والشفافية ال ...
- -صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ-, بل ولا يفقهون! ...
- العلاقة الجدلية بين الأمن والحريات العامة وحقوق المواطن
- حيدر الشيخ علي إنسان ومناضل كردي-عراقي ثابت
- العبثية القاتلة في سلوك المالكي وحزب الدعوة الإسلامية في الع ...
- أول الغيث قطر ثم ينهمر المطر: سياسة علي الأديب إزاء المرأة ن ...
- رسالة مفتوحة إلى سماحة السيد عمار الحكيم
- الشعب السوري يخوض معركته ضد الدولة البوليسية
- المهمات التي تواجه قوى اليسار في الدول العربية في المرحلة ال ...
- صواب رأي خالد القشطيني 100%
- هل اكتشاف مؤامرة بعثية ينهي التآمر في العراق؟
- هل نموذج أردوغان للدولة الإسلامية يمشي على قدم واحدة؟
- تحية إلى مؤتمر قوى وشخصيات التيار الديمقراطي في العراق
- ألا تغذي مصادرة الإرادة والحريات العامة الحقد والكراهية والر ...
- تحية حب وابتهاج للشعب الليبي, هل سيكون مصير بشار الأسد مثل م ...
- مهمات كبيرة تواجه مؤتمر قوى وشخصيات التيار الديمقراطي في الع ...


المزيد.....




- مراهق اعتقلته الشرطة بعد مطاردة خطيرة.. كاميرا من الجو توثق ...
- فيكتوريا بيكهام في الخمسين من عمرها.. لحظات الموضة الأكثر تم ...
- مسؤول أمريكي: فيديو رهينة حماس وصل لبايدن قبل يومين من نشره ...
- السعودية.. محتوى -مسيء للذات الإلهية- يثير تفاعلا والداخلية ...
- جريح في غارة إسرائيلية استهدفت شاحنة في بعلبك شرق لبنان
- الجيش الأمريكي: إسقاط صاروخ مضاد للسفن وأربع مسيرات للحوثيين ...
- الوحدة الشعبية ينعي الرفيق المؤسس المناضل “محمد شكري عبد الر ...
- كاميرات المراقبة ترصد انهيار المباني أثناء زلازل تايوان
- الصين تعرض على مصر إنشاء مدينة ضخمة
- الأهلي المصري يرد على الهجوم عليه بسبب فلسطين


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم حبيب - خاطرة: من يكرس حكم المستبدين في الأرض؟