أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - علاء النادي - صعود الإسلاميين والأسئلة المنسية















المزيد.....

صعود الإسلاميين والأسئلة المنسية


علاء النادي

الحوار المتمدن-العدد: 3593 - 2011 / 12 / 31 - 10:14
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


أثبتت الخبرات العملية أن الحركات الإسلامية تأخذ مواقفها في التحول والتغير بحيث تبدو أكثر نضجًا ورشادة، ويمكن الفرز بين مكوناتها بدقة عندما تتاح لها فرص الحضور والانفتاح على فضاء المجتمع الرحب، ويتم استيعابها داخل تركيبة القوى السياسية والمجتمعية والتحاور معها في إطار من القبول والهدوء وطرح الأسئلة والمخاوف بشأنها في إطار من البحث عن حقيقة مواقفها من قضايا المجتمع الكبرى وهمومه الرئيسة. تلك الأجواء هي ما ساعدت على تقدم طروحات ومشاريع الحركات والأحزاب الإسلامية في دول مثل تركيا والمغرب وتونس.
في مصر تبدو الحالة مختلفة، فليست الأجواء هي الأجواء، كما أن طبيعة الحركات والأحزاب الإسلامية الناشطة على الساحة المصرية تبدو هي أيضًا مختلفة، حيث تظهر متحفظة وينتابها الهلع من كل عمليات النقد ومحاولات التقييم والتقويم، حتى لو أتى ذلك في سياق من الجدل الموضوعي حول الإشكاليات المركزية لديها.
حوارات الإسلاميين وخصومهم في الساحة المصرية تقوم على التسعير السياسي والتسخين الإعلامي، ومعارك كسر العظم وتحطيم المنافس، مصحوبة بتمنع شديد وحالة رهاب ما زالت سارية في أوساط الإسلاميين من كل مقاربة نقدية تأتي من داخل الجماعة أو الحزب، أو من خارجهما.
النتائج المترتبة على هذه المناخات ازدياد معدلات الاستقطاب الطائفي والسياسي، وازدياد صعوبة فرص التلاقي حول قواسم مشتركة لتحديد ملامح مشروع وطني تتتشارك في صياغته القوى السياسية والمجتمعية على اختلاف ألوانها، كما أن هذه المناخات تؤدي إلى زيادة التصلب في مواقف الأحزاب والجماعات الإسلامية، وتصدير شعور الملاحقة والاضطهاد لدى أنصارها، بحيث يعاد إنتاج الوضع القديم الجديد داخل بنيتها، والمتعلق بتقديم الحفاظ على وحدة الجماعة والحزب والتصدي لمحاولات استهدافه، واعتباره الهدف المركزي الذي تتوارى إلى جواره كل القضايا والاهتمامات الأخرى، ومن بينها بعض المحاولات الخجولة لطرح أسئلة النقد الذاتي والمراجعات وتصويب الرؤى وإنضاج الأفكار والتصورات.
من المتوقع أن تزداد حوارات الإسلاميين والقوى السياسية المتنافسة معهم اتساعًا في الأيام القادمة، فكلما تقدم الإسلاميون في المشهد السياسي كلما زادت مساحات الهواجس والقلق والمخاوف، وهي بالمناسبة مخاوف وهواجس يمكن تفهمها شريطة أن يجري طرحها في إطار أجواء تتسم بالهدوء والحوار العقلاني، وطرح أجندة أولويات دقيقة لقضايا الاختلاف الرئيسة، والتساؤلات والاشكاليات الحقيقية التي تعاني منها القوى الإسلامية، بعيدًا عن سياسة الاستدراج وجر الخصم نحو قضايا هامشية.
سُئل الإسلاميون كثيرًا عن البكيني والخمر، حتى ظن البعض أن هذه القضايا تمثل المفاصل الرئيسة لأصحاب المشروع الإسلامي، أو أنها قضايا وانشغالات الساعة بالنسبة للمجتمع المصري، والهموم التي تشغل بال المواطن البسيط وكل النخب المصرية المفكرة. لم يسأل أحد الإسلاميين عن طبيعة مشروعهم لحكم تلك الدولة المركزية العريقة التي تكاد تصل لحالة من التفكك، وما هي رؤيتهم وملامح مشروعهم لانبعاثها من جديد وإصلاح ما شاب مسيرتها من عثرات مزمنة وعلل مستفحلة حفرت عميقًا في مؤسساتها وأجهزتها التي أصبحت من العقم والبيروقراطية والروتين بمكان يمكن معه القول أن كل مشروع إصلاحي مهما كانت براعته ولونه الأيديولوجي من المرجح أن تبتعله تلك العلل المزمنة، وتفرغه من محتواه وتجعله حبرًا على ورق. وهل يملك الإسلاميون خبرات وإمكانات التصدي لهذا الخلل الرهيب أم أنهم بحاجة إلى خبرات كل الطيف السياسي المصري لمعالجة هذا الهم الجمعي.
لم يسأل أحد الإسلاميين عن كياناتهم الحزبية الوليدة وكيف ستعمل، وهل ستحاكي ذات الأجواء والمناخات وبرامج التثقيف التي عرفتها محاضن الجماعة والدعوة، أم أنها ستشهد ولادة مغايرة تلبي متطلبات العمل الحزبي ودوره في الحياة السياسية وما يضطلع به من مهام، وهل أنجزوا استحقاقات ذلك التحول النوعي من تركيبة الجماعة إلى الحزب أم أن تجربتهم في طور التجريب الذي ربما يفضي بالأخير إلى "حزب الجماعة" و"جماعة الحزب".
لم يسأل أحد الإسلاميين عن مشروعاتهم القومية الكبرى في مختلف المناحي، وما إذا كانت هذه المشاريع في حال وجودها من الأساس مبنية على معايير مهنية وترتبط بقياسات موضوعية لإمكانية تحقيقها على أرض الواقع، أم أنها لا تعدو كونها شعارات عامة وخطوطًا عريضة لمحض أفكار وتصورات ترتبط بعالم التمنيات والرغبات أكثر من اقترابها من مجال القدرات والإمكانات وحيز الممكن والمتاح.
لم يسأل أحد الإسلاميين عما إذا كانوا يمتلكون استراتيجية للحكم والإدارة والتعاطي مع الشأن المجتمعي وهموم المواطن بشكل عام، أم أن هذه الاستراتيجية مفتقدة تجري محاولة البحث عنها وتجميع خيوطها، وهل لدى الإسلاميين داخل بنية هذه الاستراتيجية في حال وجودها أو إنجازها جداول وأولويات للاهتمامات المجتمعية، وترتيب منطقي وموضوعي لهذه الأولويات بما يناسب حاجيات المجتمع وليس حاجيات الحزب والجماعة، أم أن هذا السلم المرتب للأولويات سيشهد اختلالاً أو تزاحمًا بحيث تضيع البوصلة وتتوه الحسابات والرهانات وتحدث الفوضى والارتباك.
التفت الكثيرون لسؤال الإسلاميين عن كثرة ما حازوه من مقاعد وما سيطرحونه من قضايا أقل ما يقال عنها أنها من سفاسف الأمور، ولم يلتفتوا لسؤال الإسلاميين عن طبيعة التركيبة التي نتجت عن اختياراتهم لمرشحيهم ومدى ثرائها وتنوعها وتمثيلها للقطاعات المجتمعية وأوزان حضور الفئات المهمشة، مثل الشباب والمرأة داخل التركيبة ودلالاتها، وهل تحمل تلك التركيبة مؤشرات تشي بمنسوب ما من التقدم نحو اللحاق بركب التغيير والتحديث الذي افتقدته التيارات الإسلامية داخل بنيتها طوال العقود الفائتة، وظلت تتعلل بصعوبة موقفها جراء مظلوميتها واستهدافها من قبل نظم الحكم السابقة، أم أن تلك التركيبة تشير إلى أن شيئًا ما لم يتغير داخل أروقة الإسلاميين وبناهم ورؤاهم، وأن القوم يسيرون في مجتمع الثورة والشباب والتغيير والتحديث "على قديمه".
تلك كانت مجرد أمثلة يمكن إضافة الكثير والكثير عليها للتساؤلات التي يمكن أن يجري الحوار الهادئ والموضوعي حولها مع الإسلاميين، وهي تساؤلات تهم وتمس مستقبل مصر ومجتمعها وقواها وأحزابها بشكل عام.



#علاء_النادي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الصعود السلفي..الأسباب والتداعيات
- الإخوان المسلمون..الصعود المأزوم
- المسكوت عنه في جدل الإسلاميين والليبراليين
- الإسلاميون المصريون..حتى يتبدد القلق
- الليبراليون والنقد الذاتي
- الإخوان المسلمون إذ يُحشرون في الزاوية
- الإسلاميون والليبراليون واستحقاقات التحول الديمقراطي
- الإخوان المسلمون و-الدولة-..الرؤى والإشكاليات-دراسة
- الاسلاميون وحتمية المراجعة


المزيد.....




- مشاهد مستفزة من اقتحام مئات المستوطنين اليهود للمسجد الأقصى ...
- تحقيق: -فرنسا لا تريدنا-.. فرنسيون مسلمون يختارون الرحيل!
- الفصح اليهودي.. جنود احتياط ونازحون ينضمون لقوائم المحتاجين ...
- مستوطنون يقتحمون مدنا بالضفة في عيد الفصح اليهودي بحماية الج ...
- حكومة نتنياهو تطلب تمديدا جديدا لمهلة تجنيد اليهود المتشددين ...
- قطر.. استمرار ضجة تصريحات عيسى النصر عن اليهود و-قتل الأنبيا ...
- العجل الذهبي و-سفر الخروج- من الصهيونية.. هل تكتب نعومي كلاي ...
- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - علاء النادي - صعود الإسلاميين والأسئلة المنسية