أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علاء النادي - الإخوان المسلمون إذ يُحشرون في الزاوية














المزيد.....

الإخوان المسلمون إذ يُحشرون في الزاوية


علاء النادي

الحوار المتمدن-العدد: 3563 - 2011 / 12 / 1 - 17:52
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



يبدو أن النتائج المتتابعة للانتخابات التي جرت أولى جولاتها تقود إلى حقيقة هامة ربما لن تتغير حتى لو تغيرت قليلاً او ربما كثيراً بقية النتائج في الجولتين القادمتين.فما يظهر جلياً أن الإخوان المسلمين عبر امتدادهم السياسي ممثلاً في حزب الحرية والعدالة ستحتل موقعاً مؤثراً في بنية البرلمان القادم ،كما أن السلفيين قد حققوا نجاحاً في الجولة الأولى سيجعلهم ووفق أضعف التقديرات ممثلون وللمرة الأولى تحت قبة البرلمان المصري.
التساؤل الرئيسي التي تطرحه تلك الوضعية وتتوالى منه تساؤلات أخرى هامة وذات دلالة :كيف سيكون شكل علاقة الإخوان بالسلفيين، وما تأثير ذلك على علاقة الإخوان ببقية المكونات السياسية الأخرى وخاصة تلك التي سيصار إلى تمثيلها بأوزان معتبرة داخل التركيبة البرلمانية القادمة؟.
لا يبدو أن تلك الوضعية ستكون مريحة بحال للإخوان وستضعهم أمام خيارات حادة في مجال نسج التحالفات وتأسيس العلاقات والشراكات السياسية بشكل رئيسي ،فما برهنت عليه تجربة الحصة التحضيرية للانتخابات البرلمانية أن ثمة هوة مازالت عصية على التجسير بين الإخوان وبين بعض القوى السياسية الهامة وخاصة الليبرالية منها وربما كانت علاقة الإخوان بالسلفيين في تلك الأجواء أحد الأسباب التي دفعت البعض من تلك القوى إلى الابتعاد عن مظلة التحالف الديمقراطي الذي دعا إليه الإخوان .وقد كان السلفيون من بين القوى المشمولة بالدعوة من قبل الإخوان للدخول في بنية هذا التحالف.
لقد بدا وكأن الإخوان عبر هذه المحاولة يريدون المزج بين الزيت والماء ووضع متناقضين في علاقة تجاورية تشاركية ،وهو ما فشل الإخوان في تحقيقه فانفكت عرى التحالف ليس بين الإخوان والسلفيين وحدهم ولكن بين الإخوان وكثير من القوى الليبرالية.
ليس ثمة مراء في أن البون من الاتساع بمكان بين قوى تدعو للديمقراطية وتنادي بالدولة المدنية وبين المفهوم السلفي لمعنى الديمقراطية والدولة المدنية،فالسلفيون عبر أدبياتهم وفي أفضل التجليات الفكرية لهم يؤمنون بالديمقراطية المسيجة والمحصنة بقطعيات الشريعة وثوابتها وهو مفهوم فضفاض يقود بالأخير إلى افراغ التعددية السياسية من مضمونها ويجعلها تعددية حصرية تتعاقب عليها الأحزاب ذات التوجهات الإسلامية دون غيرها.
صحيح أن التمظهر السياسي للدعوة السلفية ممثلاً في حزب النور حاول جاهداً أن يلين من تلك المواقف المتصلبة لكنه لم يكن قادراً على الوضوح أو الحسم،مرد ذلك ربما لأنه غير قادر على ذلك لإيمانه بذات القناعات أو لانشداده بالرباط العضوى الذي يجمعه مع القيادة الروحية لقيادات الدعوة السلفية.
لم يكن ممكناً بحال تفهم قيام تحالف سياسي يجمع بين توجهات متناقضة تختلف بشأن قيم مركزية ومفاهيم أساسية في فترة تأسيس لبنات تحول ديمقراطي وهو الأمر الذي سيظل محل شك كبير في المستقبل القريب خاصة وأن المراجعات الفكرية والمواقف المعلنة لا تسمح برؤية إمكانية انزياح أي من الفريقين الذين ينحشر الإخوان بينهما عن مواقفه الأساسية المتعلقة بالمفاهيم والرؤى حول قضايا الدولة والديمقراطية والتعاقب والتداول على السلطة لكل الطيف السياسي بعيداً عن الديمقراطية منخفضة السقف والمشروطة بمراعاة ما يراه بعض الإسلاميين من عدم تعدي القطعيات بمعناها العام والغائم.
الوضعية السابقة سيعاد تكرارها في ضوء النتائج الانتخابية ما يعني أن الإخوان ورغم ما يبدو من تحقيقهم لانتصار سياسي كبير سيجدون أنفسهم مشغولون أكبر بمعالجة ذلك "المطب" وتجاوز هذا الفخ الذي ربما يحملهم كلفة سياسية تتعلق بتقديراتهم الحزبية ووضعيتهم السياسية في كل إن استداروا يميناً أو تحولوا يساراً على المدى القريب على الأقل .
لدى الإخوان خياران كل منهما له تبعات ويطرح عليهم تحديات كبيرة .فإما أن يشرعوا في فتح قنوات الاتصال مع التيار السلفي لعقد تحالف سياسي يقوم بالأساس على القرابة الأيديولوجية وما يغذيه ويتكامل معه من منطق الضرورة والاحتياج،أو أن يثابروا في عقد تحالف مع الأحزاب والقوى الليبرالية ؟.بين هذين الخيارين لا يبدو أن ثمة خيار ثالث فلا يمكن للإخوان أن يقوم بالتدبير البرلماني بمفردهم ،إضافة إلى أن إعادة تكرار تجربة التحالف الديمقراطي داخل البرلمان ربما تبدو أقرب للمستحيل في ظل الأوزان التي تلوح في الأفق للكتل السياسية ،وما يرتبط بذلك من أن الأحزاب غير الإسلامية داخل كتلة التحالف غير مؤهلة أو تمتلك القابلية للاصطفاف في هيكلية تحالفية مع التيار السلفي.
تحالف الإخوان مع السلفيين فوق أنه يخلق تأزماً بنيويا داخل المشهد السياسي برمته يضع على كاهل الإخوان عبئاً ثقيلاً إذ يضعهم مباشرة في مرمى استحقاق نوعي فإما أن ينجحوا في ترويض التيار السلفي وانضاجه مواقفه وتليين قناعاته وتلك مهمة عسيرة عندما ترتبط بمفاهيم مركزية لدى السلفيين،أو أن ينجر الإخوان إلى المزايدة الأيديلوجية مع التيار السلفي إذا أصر على الثبات على مواقفه والتشبث برؤاه ولم يكتسب خبرات العمل والسلوك السياسي بشكل سريع يناسب الظرفية المعقدة والشديدة الحساسية للواقع المصري.
تحالف الإخوان وتعاونهم وتشاركهم مع القوى الليبرالية بمعزل عن السلفيين يجعلهم في مرمى الاتهام من قطاع عريض من الجمهور المؤدلج الذي يشكل قاعدة التأييد لهم بأنهم ينسخلون من الفكرة الإسلامية ويجارون الأجندة الليبرالية ويبتعدون عن مستلزمات المشروع الإسلامي الذي منحوه ثقتهم لأجله، وربما سيجد الإخوان حرجاً بالغاً في هذا السياق عندما يحاصرهم السلفيون بتلك العرائض الاتهامية ويحاولون إثبات التمايز وإظهار الخصوصية.



#علاء_النادي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإسلاميون والليبراليون واستحقاقات التحول الديمقراطي
- الإخوان المسلمون و-الدولة-..الرؤى والإشكاليات-دراسة
- الاسلاميون وحتمية المراجعة


المزيد.....




- اغتيال بلوغر عراقية شهيرة وسط بغداد والداخلية تصدر بيانا توض ...
- غالبية الإسرائيليين تطالب بمزيد من الاستقالات العسكرية
- السعودية.. فيديو لشخص تنكر بزي نسائي يثير جدلا والأمن يتحرك ...
- صحيفة: بلينكن سيزور إسرائيل الأسبوع المقبل لمناقشة صفقة الره ...
- الديوان الملكي يعلن وفاة أمير سعودي
- الحوثيون حول مغادرة حاملة الطائرات -أيزنهاور-: لن نخفض وتيرة ...
- وزارة الخارجية البولندية تنتقد الرئيس دودا بسبب تصريحه بشأن ...
- أردوغان يقول إن تركيا ستفرض مزيدا من القيود التجارية ضد إسرا ...
- وزير الدفاع الأمريكي يشكك في قدرة الغرب على تزويد كييف بمنظو ...
- مشاهد للوزير الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير قبل لحظات من ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علاء النادي - الإخوان المسلمون إذ يُحشرون في الزاوية