أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طارق حجي - دانة الدانات !














المزيد.....

دانة الدانات !


طارق حجي
(Tarek Heggy)


الحوار المتمدن-العدد: 3592 - 2011 / 12 / 30 - 15:13
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يقولون أنهم يطلبون احترام العالم لهم (وهو حق مؤكد لهم) ، ولكنهم لا يحترمون الآخر بالشكل الذى يطلبونه لأنفسهم ... فبمناسبة وبدون مناسبة يقولون للآخر أن كتابه المقدس محرف ! وأن عقيدته فاسدة ومزيفة !!! .... ويقولون أنهم يؤمنون بحرية الإعتقاد ، ولكنهم يتمسكون بأن المعتقدات المسموح (!!) بها هى الأديان الثلاثة الإبراهيمية (أو التى يسميها البعض بالسماوية) ! ويقولون أنهم ليسوا ضد أي دين آخر ، ولكن ما أن يشرع أبناء أي دين آخر فى بناء دورعبادة لهم ، حتى يثور بركان غضبهم ويقوم بعضهم بتدمير دورالعبادة التى كان "الآخر" يهم ببناءها ! ... ويتحدثون بحماس عن حقهم فى إنشاء دور عبادة لأبناء وبنات دينهم فى أي وكل مكان على سطح الكرة الأرضية ، ولكن الدولة التى تضم أقدس مقدساتهم لا يوجد بها (وغير مسموح) دور عبادة لأي دين أو معتقد أو طائفة أخري !!! وعندما يقرر الشعب السويسري (من خلال إقتراع عام) أنه رغم السماح لهم بإنشاء دور عبادة جديدة ولكن بدون مآذن ، يغلي الدم فى عروقهم ويفور بركان غضبهم وتنطلق كالجحيم صراخاتهم ! وكأنهم نسوا أن كبري بلدانهم لا تسمح بكنيسة واحدة للمسيحيين أو معبد لليهود أو للبوذيين أو للبهائيين !!!! يتمسكون (عن طريق منظمات المجتمع المدني) بتحسين صورتهم وصورة معنقداتهم فى برامج التعليم فى البلدان المتقدمة التى آوتهم وفتحت صدرها وقبلتهم كمهاجرين اليها ... فإن طالب المسيحيون او اليهود او البهائيون بالمقابل ، تعالي عويلهم وشجبهم للتدخلات الأجنبية المشبوهة فى برامجهم التعليمية . يوجد من أبناء دينهم أعضاءا بكل برلمانات أوروبا وأمريكا الشمالية وأستراليا ... أما هم فلا يوجد ببرلماناتهم أي وافد من الخارج ، بل ويقومون بإلغاء عضوية أي إبن أو إبنة من الوطن إن ثبت تمتعه بأية جنسية أخري !!! يهاجرون لبلدان أوروبا وامريكا الشمالية وأستراليا هاربين من إنعدام الحريات (بشتى صورها) وإنعدام فرص الحياة الطيبة ... وما أن يستقروا فى الجنة التى طالما حلموا بها حتى يبدأ بعضهم فى العمل على تدمير البنية الأساسية للمنظومة الدستورية والقانونية والثقافية للجنة التى فروا اليها من جحيم مجتمعاتهم الغارقة تحت مياه بحيرة التخلف الآسنة ... وعندما يكتشف أبناء المجتمعات المتقدمة التى فر لها "هؤلاء" أن كل ما يريده من الديموقراطية "بعض" هؤلاء المهاجرين انما هو إستعمال الديموقراطية لنسف وتدمير الديموقراطيات الغربية ، يعلو صراخهم : إنقذونوا من موجة العداء لنا ولديننا !! .... إنها مأساة منطقتنا التى اختطفها حكام هم آية من أكبر آيات الجهل المضفر بالفساد وإنعدام الرؤية وغياب الحس التاريخي واختفاء الثقافة ... وبعد نصف قرن من حكم هؤلاء اللصوص - الجهلة تكون شعوب مجتمعاتنا غير قادرة على الإطلاق على إختيار الكفاءة المضفرة بالمعرفة والمتوخية للتقدم والمتسمة بالنزاهة .... وعندما تصل بنا عواقب نصف قرن من الجهل والفساد الى ما نحن فيه اليوم ، فلا يبقي لنا من خيار الا خوض المباراة بأدوات الديموقراطية وفى مقدمتها التمسك بإيماننا بالعلم (لا بالخرافة) وبتقنيات علوم الإدارة الحديثة وبالإنسانية وبالتقدم وبالحداثة وبالنسبية وبالتعددية (بمعناها الحقيقي ، لا بمعناها الزائف الذى يكرره اليوم بعض الثيوقراطيين) وبقبول الآخر وبحقوق الانسان وبحقوق المرأة العصرية المساوية تماما للرجل وبالسماحة الثقافية والدينية .... والأهم : بالدولة المدنية القائمة على المواطنة وعلى فصل الدين عن الدولة .... وأن يتمرسوا على العمل السياسي وعلى التواصل من الشعب بشتي طبقاته وعلى خدمة المجتمع .... ورغم أن هذا يبدو كمهمة عسيرة فى مواجهة سحب التراجع (للخلف) السوداء التى تغطي سماء واقعنا اليوم ، فإن الإيمان الحقيقي بقيم التقدم لا يكون حقيقيا وجديرا بالإحترام ما لم يعلنه المؤمنون به فى ظل ظرف تاريخي محبط كالظرف التاريخي الذى خلفه حكام مجرمون مثل بن علي وحسني مبارك والقذافي وعبدالله صالح (وقد سقطوا) وبشار الأسد (وهو سيسقط لا محالة خلال هذا العام الجديد) .... وأن يعملوا من الآن على إسترداد عقل وقلب الوطن من دعاة الماضي وخصوم العلم والتقدم والحريات والمعاصرة



#طارق_حجي (هاشتاغ)       Tarek_Heggy#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سلامة موسي : النجم المنير
- دانات ... فى زمن العته !
- ست دانات ....
- كلمة طارق حجي التى أذاعتها ال BBC (الإذاعة) بالعربية يوم 10 ...
- بمناسبة الجرائم التى يقترفها النظام السوري فى حق أكراد سوريا ...
- بمناسبة أحداث القطيف الحالية : -لو كنت سعوديا شيعيا- ...
- أَين الدليل ياسادة ؟
- المسؤلية التاريخية للاغلبية الصامتة.
- عن العنف والكراهية ...
- رجال ونساء عرفتهم (1)
- نصف دستة (دزينة) دانات رمضانية ...
- ثلاث معضلات مستعصيات.
- نصف دستة (دزينة) دانات إسكندرانية ...
- آليات التقدم ...
- الوصايا العشر .... للمجلس الأعلي للقوات المسلحة المصرية .
- أزدري ...
- عصابة جمال مبارك (المقدمة التى كتبها طارق حجي لكتاب شريف هيك ...
- مافيا رجال الأعمال.
- دانات من مجلس الأستاذ
- دانات (عشر دانات عن المرأة).


المزيد.....




- سلمان رشدي مؤلف -آيات شيطانية- يحذر من -قيام دولة فلسطينية ت ...
- إبراهيم رئيسي: مشاعر متباينة بين الإيرانيين، تعليقات تشيد با ...
- شاهد: -تحلاية فرحاً بمقتل طاغية إيران-.. أهالي إدلب يوزعون ا ...
- هكذا رد نتنياهو وحلفاؤه على تحرك مدعي الجنائية الدولية ضده
- ألمانيا لا تتوقع تغيرا في السياسة الإيرانية بعد مصرع رئيسي
- لبنان تنكس الأعلام وتعلن الحداد لمدة 3 أيام على مصرع الرئيس ...
- الجيش الإسرائيلي: نواصل القتال في عدة مناطق بغزة ودمرنا بنى ...
- الملك سلمان وولي عهده يعزيان إيران
- نيبينزيا يؤكد إمكانية حل الأزمة الأوكرانية بالطرق الدبلوماسي ...
- حزب الله يستهدف مقر قيادة -الفرقة 91- في ثكنة بيرانيت الإسرا ...


المزيد.....

- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طارق حجي - دانة الدانات !