أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زوهات كوباني - سندديانة الشهداء ...... الى رستم جودي














المزيد.....

سندديانة الشهداء ...... الى رستم جودي


زوهات كوباني

الحوار المتمدن-العدد: 3592 - 2011 / 12 / 30 - 07:41
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لا اعرف ماذا اكتب...؟ عن مناقب رستم الذي تعرفت عليه قبل 22 سنة في اكاديمية معصوم قورقماز بلنبان؟. عن أي رستم اتحدث؟! هل عن المقاتل الذي كان في ساحات الوغى؟ أم عن رستم المناضل والسياسي بين الجماهير هنا وهناك؟، ام عن رستم المنظّر الايديولوجي المخضرم، وهو يقود الثورة الحقيقية من خلال تنشئة الاجيال القادمة؟.

لا اعرف من أين ابدأ؟... عن علاقاته الانسانية؟ وبراءة الطفولة التي تظهر على ملامحه وضحكاته وصداقته؟ ام عن مهاراته التنظيمية والفكرية، أثناء تواجده بين جيش الثوار الذي ينشئه، من خلال التعبئة والتدريب.

لا يمكنني إحصاء عدد الرفاق الذين قام رستم بتدريبهم، وزوّدهم بالعلم والمعرفة والاخلاق وجعلتهم ثواراً اشاوس يملكون المعرفة والعلم ويعرفون كيف يناضلون في سبيل الحرية، ويصبحون عشاقاً لها.

لا اعرف عن ماذا اكتب...؟، عن صوتك الحزين عندما كنت تعزف على البزق، وتغنّي "اي فلك بوتا دنالم"، "دمي من ديت توي نسرين هردو جافين تي رش دكرين". وغيرها الكثير من الاغاني التي ترددها، بمرح مع المحيط وتمنحهم المعنويات.

أم عن دروس التدريب التي كنت تعطيها باسلوب سلس جذاب للمستمع، جاعلاً منه يطلب المزيد.

لا اعرف عن ماذا اكتب...؟ عن الروح الثورية التي كنت تنشرها بين الرفاق وتبشيرهم بمستقبل مليء بالنجاح والانتصارات؟. أم عن عمق فكرك الايديولوجي وانت تتحدث باسلوب مبسط يفهمه الجميع.

لا اعرف عن ماذا اكتب... عن كونك معلما في المدارس الحزبية وتخرج الحزبيين والكوادر الطليعيين؟، ام عن بحوثك الفكرية وتحليلاتك السياسية التي تشترف آفاق المستقبل، وتضيء الطريق نحوه.

لا اعرف عن ماذا اكتب... عن رستم المعلم، القائد، المفكر، المحلل، الفنان، الرفيق الحزبي، والصديق الشخصي؟.

لا اعرف يا رستم عن ماذا اكتب؟. اتذكر الآن، انتقاداتك وتحليلاتك عن المهملين والضعفاء والهاربين والمترددين، وكنت خير من يعرفهم ويحلل شخصياتهم.

لا اعرف عن ماذا اكتب... عن بساطتك وانت القائد الميداني والسياسي والتنظيمي، وكيف كنت تستطيع التعامل مع الجميع. كنت طفلاً مع الأطفال، وكبيراً مع الكبار، ورفيقاً حميماً مع الرفيق والصديق.

لقد اعطيتنا دورساً في الاخلاق الثورية، حين كنا نراك حاملاً بندقيتك، رغم اشتداد المرض عليك، وكنت تقول: الحياة الثورية لا تعترف بالمرض، بالحر والبرد والجوع. الحياة الثورية هي انت تعيش حراً كل لحظة، رغم كل المعاناة والآلام.

لا اعرف عن ماذا اكتب...؟ عن مشوارك الطويل والذي اصبح مارثوناً نحو الحرية، يعجز القلم عن تدوينه، ولا حتى كتابة روايات طويلة.

لا اعرف عن ماذا اكتب...؟.

رستم... يا قرة اعيننا..

لقد ذهبت دون ان تدوعنا.

لماذا غادرتنا وتركتنا هكذا؟!. الم نكن تواعدنا على إكمال المشوار معاً؟. لماذا غادرتنا، دون ان تقول كلمة الوداع؟ ام انك قلتها، ونحن القاصرون والجاهلون، لم نفهم الكلمات والعبارات والجمل؟.

نعم.. برحيلك، قلت لنا: ها انا اسير نحو الحقيقة الابدية التي لا يمكنكم الوصول اليها.

لا اعرف، يا قائدي ورفيقي وصديقي ومعلمي الحبيب... لا اعرف ماذا اكتب.

أتذكر عندما كنت ترشقنا بالعبارات الطريفة والنوادر... المضحكة؟

أتذكر عندما كنا نسير معا نحو رفاق في القسم الثقافي؟. هل تتذكر عندما كنت تعزف على البزق وتغني الحان محمد شيخو؟.

إذا بكيتك... ربما تقول لي: كم انت ضعيف! الم نتعاهد ان لا نبكي على الشهداء. بل يجب ان نزغرد.

ولكن، معذرة، بقيت ضعيفاً أمام فراقك، لم ابكي وحدي، بل بكت سري كاني وكل كردستان. ولم يبقى شخص تعرف عليك، ولو للحظة، او عاش معك لفترة، الا وبكى.

لا اعرف لماذا هذا الفراق...؟

كأنه حلم قاسي وأليم.. ام انها حقيقة الثورة فالحياة والشهادة تسيران معاً.

نعم، كبرنا ضمن الثورة، ورأينا الكثير من الشهداء والرفاق، ولكن لم استطع ان تقبّل فراقك يا رستم.

بالله عليك، رد علي يا رستم: هل فعلاً رحلت عنا؟!.

لا اعرف عزيزي...

لا اعرف عن ماذا اكتب عن رستم سري كانيه ام عن رستم قنديل ام رستم الشهيد ام رستم المفكر ام المعلم؟..

الكلمات كثيرة، ولكن اللغة تخونني من شدة الالم والحزن.

فالكلمات لا تفي ولا تعبر حقيقته وتبقى خجولة من أمام وصف حقيقة رستم جودي.

ربما يسالني البعض عنك، فافكر ماذا سارد عليه؟.

تدمع عيناي وكأنهما تبحثان عن شيء ضائع.

يتناهى الى خيالي طفيك حاملاً راية الحرية ترفرف فوق ذرى الجبال وسهول كردستان، تتلألأ في السماء كشمس ساطعة، تنير لنا الدرب.

صوتك يطرق مسامعي، ويقول: ايها الرفاق، ها انا بينكم. لا تظنوا بانني غير موجود وفقدتموني. وها انا اعيش معكم. اذاً، فانتم تعيشونني كما اعيشكم ليل نهار. وانظر اليكم من بعيد واقول: لقد تغيّرت اللغة، وبدلا من الكلام، نتحدث الآن بلغة التأمّل من بعيد، من خلف الصخور، وتحت الاشجار، من ذرى الجبال وعبر السهول.

رستم عاهد الشهداء، وسار على دربهم، حتى صار منهم. والآن، يتحدث معنا بلغة الشهداء.

رستم اليوم منارة ثورتنا وسنديانة الشهداء.



#زوهات_كوباني (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مجلس الشعب في غربي كردستان نموذج ديمقراطي شعبي بديل
- الشبيبة الكردية ومهامها المرحلية
- سورية نحو بر الأمان
- في الحملة المشبوهة ضد حزب الاتحاد الديمقراطي
- رستمنا يعود لحضن أمه كردستان
- حقيقة حزب العمال الكردستاني في مواجهة الاعداء
- الكرد وضرورة وضع إستراتيجية قومية موحدة.
- المثقف الكردي المهووس بالنقد العدمي
- حذار للكرد الوقوع في فخ الاعداء
- روح المقاومة في قامشلوا وكوباني والمواقف الخجولة
- حزب الاتحاد الديمقراطي من التاسيس الى الذكرى الرابعة: محطات ...
- نظرة مقارنة في سورية الوطن: من الأسد الاب الى بشار الابن!
- مهرجان الدولي الثقافي الكردي قبلة للاكراد ونداء للوحدة
- بشار الاسد واليمين الدستوري والقضايا المنتظرة حلها
- مغامرة تركيا في جنوب كردستان والنتائج المتوقعة
- ستراسبورغ المقاومة !
- الانتخابات في سورية بين المقاطعة والمشاركة
- قراءة في اضراب ستراسبورغ
- صورة نوروز 2007 تعبر عن رسالتها
- ما الهدف من تسميم القائد الكردي عبدالله أوجلان؟


المزيد.....




- ماذا نعرف عن -أعمق- قصف هندي داخل حدود باكستان غير المتنازع ...
- للمرة الثانية.. سقوط مقاتلة أمريكية بـ60 مليون دولار في البح ...
- المستشار الألماني ميرتس يدعو ترامب لعدم التدخل بسياسة ألماني ...
- إيران: كيف تعود أوروبا إلى المشاركة في حل النزاع النووي؟
- اشتباكات عنيفة بين الهند وباكستان تسفر قتلى وجرحى بين البلدي ...
- جولة رابعة من المباحثات النووية بين طهران وواشنطن قد تنطلق ف ...
- لجنة أممية: قصف مستشفى -أطباء بلا حدود- بجنوب السودان جريمة ...
- رويترز: واشنطن قد تبدأ اليوم ترحيل مهاجرين إلى ليبيا
- إسلام أباد تعلن إسقاط عدة طائرات هندية بعد قصف نيودلهي مواقع ...
- إيران تتهم إسرائيل بالسعي لجر أميركا إلى كارثة في الشرق الأو ...


المزيد.....

- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زوهات كوباني - سندديانة الشهداء ...... الى رستم جودي