أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زوهات كوباني - سورية نحو بر الأمان















المزيد.....

سورية نحو بر الأمان


زوهات كوباني

الحوار المتمدن-العدد: 3582 - 2011 / 12 / 20 - 17:46
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تمرّ سوريا وغربي كردستان بمرحلة تاريخية هامّة وبمنعطف جذري حسّاس سيسفران عن تحديد مصيرهما في القرن الواحد والعشرين من حيث الشكل السياسي للنظام وتحقيق مكتسباتٍ هامةٍ بالنسبة لوضع الكرد في سوريا وغربي كردستان، فالتطورات الحاصلة ستؤدي إلى نهاية الأنظمة الموجودة ولن يبقى نظامٌ كما كان في السابق ، فمن ناحية لم تعد الشعوب التي عانت من ظلم هذه الأنظمة قادرةً على العيش في هذا الوضع وتناضل من أجل تغييره ، ومن ناحية أخرى فإن هذه الأنظمة لم تعد تناسب النظام العالمي الجديد الذي يتحرك بمشروع شرق أوسطي كبير وتعمل على تغييره أي أنّ الأنظمة أصبحت بين فكي كماشة النظام العالمي من جهة والشعوب المناضلة من جهة اخرى . وهذا ما يُظهِرُ الأزمةَ والفوضى, ومن أجل التخلّص منها هناك صراعٌ بين قوى ثلاث, تقدّم كلُّ واحدةٍ مشروعها من أجل الحل، فالقوى العالمية تقدّم الحلَّ بالإسلام السياسي وتتخذ من تركيا كنموذج يحتذى بها وتعطيها دور القيادة في إدارة التغيرات، امّا الدول المحافظة الديكتاتورية التي تربعت على الحكم منذ عشرات السنين تصرّ في التعنت بالترهيب وتطبيق سياسة القتل والإرهاب إلى جانب تطوير الاتفاقات مع دول المنطقة والتعاون فيما بينهم وتقديم بعض التنازلات إلى الدول العالمية المهيمنة من أجل إطالة عمرها وإجراء بعض التغيرات الطفيفة التي لا تمسّ جوهر النظام, وأمّا القوّة الثالثة هي حركات الشعوب التي تحاول إنشاء أنظمة ديمقراطية تعددية بديلة تمكّن المجتمع- بجميع أطيافه وفئاته وأديانه - من التعبير عن نفسه ويكون سيّد قراره لا مكان فيه لهيمنة اللون الواحد واللغة الواحدة والعلم الواحد والدين الواحد والدولة الواحدة, ومن أجل ذلك تناضل الشعوب وتقوم بثوراتٍ شعبيةٍ معتمدةً على جميع ديناميكيات المجتمع وعلى رأسها الشبيبة والمراة ، فالصراع من أجل التغيير يدور بين هذه القوى الثلاثة وسيشتدّ الصراع فيما بينهم, والنتيجة ستكون وفقاً للنضالات المتصاعدة .
كلّ هذه القوى تريد أن تضع زمام الأمور في يدها، فدول الهيمنة العالمية التي لم تكن لها خطة الثورات والانتفاضات الشعبية وفوجئت بها, تحاول أن تضع زمام أمور الانتفاضة في يدها لتضرب عصفورين بحجر واحد, فمن ناحية ستقول للمنتفضين أنّكم حققتم ثورتكم, ومن ناحية أخرى تحاول القيام ببعض التغيرات الطفيفة لشكل الأنظمة دون مسّ الجوهر للاستمرار في هيمنتها عقوداً أخرى, كما فعلتها أبّان الحربين العالميتين الأولى والثانية عندما استخدمت ورقة التحرر الوطني والدولة القومية, واليوم تحرّك ورقة الليبرالية والمساواة والديمقراطية على شكل الإسلام السياسي .

تشكل سورية نقطة استراتجية في تطبيق مشروع الشرق الأوسط الكبير حيث أنّ شكل النظام السياسي في المنطقة سينطلق من هناك, نتيجة موقعها الاستراتيجي رغم صغر حجمها في الوطن العربي, وسيشتد الصراع على سورية بين الكثير من القوى ليس فقط الديناميكيات الداخلية بل الديناميكيات الخارجية أيضا تلعب دورها ، لذلك فمسالة سورية وحسم القرار لن تتوقف على الوضع الداخلي ومدى تصعيد النضال من قبل الديناميكيات الداخلية فقط بل هو مرتبط بالديناميكيات الخارجية وخاصة هناك الكثير من القوى العالمية والاقليمية تتقاطع مصالحها على سورية فهناك إيران والحركات المرتبطة بها في فلسطين ولبنان, بالإضافة الى روسيا والصين اللتين لا ترغبان بفقدان موقع سورية وهم يدركون جيداً أنه بفقدان سورية فإنهم لن يستطيعوا خلقَ ثقلٍ سياسيٍّ في المنطقة وأن نجاحَ المشروع الأمريكي والأوربي الذي أعطى الدور القيادي لتركيا من أجل تطبيق الإسلام السياسي كما حاولت في دول المنطقة الأخرى مثل تونس ومصر وليبيا ستكون هزيمة كبرى لهم ، لذلك فإن النتيجة ستتوقف على مستوى النضال والصراع المتطور فيما بين هذه القوى ومستوى جهوزية تلك القوى للمرحلة الجديدة.
في هذا الوضع يظهر في سورية صراع بين ثلاثِ قوى أيضاً, السلطة البعثية والإخوان المسلمون المدعومون عالمياً والقوى الديمقراطية, ولكن حتى الآن يبدو أن طابع القوى الديمقراطية على الثورة السورية ضعيفٌ من حيث تحريك القوى الديمقراطية والاثنية والدينية الديمقراطية وتشكيل جبهة عريضة على كامل الساحة ، وتنحصر دور الحركة الكردية في المنطقة الكردية وهي ليست بمستوى التأثير في صبغ التغيرات والانتفاضة بصبغتها حيث تفتقد الى الإبداع والاستمرارية والدائمية في النشاط الميداني العملي من حيث القيام بطليعة الثورة, ويظهر وكأن الصراع يكمن بين القوى السنية (الاخوان المسلمون ) والسلطة, وفي هذا الصدد فإن تركيا تلعب دوراً كبيراً من أجل وضع زمام المبادرة في يدها لفرض نموذجها كنموذج يحتذى به في المنطقة, لذلك فإنها تقيم الحسابات من الآن كي لا تتمكن الحركة الديمقراطية بشكل عام و حركة الحرية الكردستانية بشكل خاص من الاستفادة من هذه التغيرات وتعمل على شق الصف الكردي باستخدام الآلة الإعلامية المهيمنة بشكل كبير ومرعب, وتنشر سيلٍ من الدعايات المضادة هنا وهناك ضد حركة التحرر الكردية في غربي كردستان وهدفها أن تحاول إظهار حركة الحرية الكردستانية والنظام الأسدي في نفس الكفة تجاه وضع الثورة في سورية وكأنها تهدف إلى أن يتم تصفية الحركة مع تصفية النظام وهذا ما يؤثر على الإعلام العربي وحتى على قسمٍ من الإعلام الكردي أيضاً، ومن أجل تحقيق أهدافها في عزل حركة الحرية الكردستانية المتمثلة بحزب الاتحاد الديمقراطي في غربي كردستان تحاول التاثير على قوى الجنوب واستخدام ورقة الاقليم من أجل الضغط على القوى الكردية الأخرى لتجريد الحركة كردياً وحتى عربياً, وما التحركات الاخيرة في جنوبي كردستان والدعايات المنظمة المنتشرة هنا وهناك ضد حركة الحرية في غربي كردستان إلا دليل على هذه الحقيقة . لذلك فإن حركة الحرية المتمثلة بحزب الاتحاد الديمقراطي مضطرة للتحرك بموضوعيّة ورؤية كل هذه التطورات والمؤامرات, ورسم استراتيجياتها و تكتيكاتها دون إهمال وفقاً لذلك, لتستطيع أن تكون المُبادِرةُ في قيادة التطورات في سورية وغربي كردستان, و الإبداع في النضال والمرونة والحنكة السياسية في تشكيل التحالفات الموسعة سواء مع القوى الكردية أو مع الديناميكيات الشبابية الجديدة التي تتحرك على صعيد الشارع السوري كقوة جديدة وتفقد الى الاستراتيجية والأيديولوجية وهي بحاجة إلى التعبئة والتوجيه الصحيح . وكذلك اتخاذَ التدابير تجاه جميع الاحتمالات والسيناريوهات المرسومة بصدد سورية وغربي كردستان, ووفقاً لهذا ,فمن الضروري القيام برسم استراتيجية التحالفات والنضال سواء على الصعيد الكردي أو على الصعيد السوري مع القوى الديمقراطية بتشكيل جبهة ديمقراطية واسعة تشمل جميع الأحزاب والمنسقيات الشبابية وحركات المرأة والمؤسسات المدنية والحقوقية والثقافية والفنية تحت شعار الاتفاق مع كل صوت ينادي من أجل سورية ديمقراطية وكردستان حرة وبهذا سنتمكن من إيصال باخرة سورية وغربي كردستان إلى برّ الأمان ضمن هذه العواصف المتلاطمة في المنطقة .



#زوهات_كوباني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في الحملة المشبوهة ضد حزب الاتحاد الديمقراطي
- رستمنا يعود لحضن أمه كردستان
- حقيقة حزب العمال الكردستاني في مواجهة الاعداء
- الكرد وضرورة وضع إستراتيجية قومية موحدة.
- المثقف الكردي المهووس بالنقد العدمي
- حذار للكرد الوقوع في فخ الاعداء
- روح المقاومة في قامشلوا وكوباني والمواقف الخجولة
- حزب الاتحاد الديمقراطي من التاسيس الى الذكرى الرابعة: محطات ...
- نظرة مقارنة في سورية الوطن: من الأسد الاب الى بشار الابن!
- مهرجان الدولي الثقافي الكردي قبلة للاكراد ونداء للوحدة
- بشار الاسد واليمين الدستوري والقضايا المنتظرة حلها
- مغامرة تركيا في جنوب كردستان والنتائج المتوقعة
- ستراسبورغ المقاومة !
- الانتخابات في سورية بين المقاطعة والمشاركة
- قراءة في اضراب ستراسبورغ
- صورة نوروز 2007 تعبر عن رسالتها
- ما الهدف من تسميم القائد الكردي عبدالله أوجلان؟
- الاسد : إنصاف الاخوة الاكراد،لان لهم ما لنا وعليهم ماعلينا
- وتظل مجزرة الموصل في الذاكرة
- سوريا نحو بناء وطن ديمقراطي معاصر : أسئلةٌ وتفكير من نمط اخر


المزيد.....




- -بأول خطاب متلفز منذ 6 أسابيع-.. هذا ما قاله -أبو عبيدة- عن ...
- قرار تنظيم دخول وإقامة الأجانب في ليبيا يقلق مخالفي قوانين ا ...
- سوناك يعلن عزم بريطانيا نشر مقاتلاتها في بولندا عام 2025
- بعد حديثه عن -لقاءات بين الحين والآخر- مع الولايات المتحدة.. ...
- قمة تونس والجزائر وليبيا.. تعاون جديد يواجه الهجرة غير الشر ...
- مواجهة حزب البديل قانونيا.. مهام وصلاحيات مكتب حماية الدستور ...
- ستولتنبرغ: ليس لدى -الناتو- أي خطط لنشر أسلحة نووية إضافية ف ...
- رويترز: أمريكا تعد حزمة مساعدات عسكرية بقيمة مليار دولار لأو ...
- سوناك: لا يمكننا أن نغفل عن الوضع في أوكرانيا بسبب ما يجري ف ...
- -بلومبرغ-: الاتحاد الأوروبي يعتزم فرض عقوبات على 10 شركات تت ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زوهات كوباني - سورية نحو بر الأمان