أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - حلمي محمد - شهود يهوه .. والمهاجر [مجموعة روايات من مواقف في حياة مهاجر] اللقاء الأول















المزيد.....

شهود يهوه .. والمهاجر [مجموعة روايات من مواقف في حياة مهاجر] اللقاء الأول


حلمي محمد

الحوار المتمدن-العدد: 3583 - 2011 / 12 / 21 - 09:16
المحور: مقابلات و حوارات
    


مقدمة:
نص ثابت يتم إدراجه في مقدمة كل لقاء, لأهمية ترتيب االلقاءات وربط الأحداث وتسلسلها.

هذه هي تجربتي الشخصية للتعرف على جماعة " شهود يهوة, لم يكن لدي أي علم بهم ولم يسبق لي أن قرأت ,ولم يحدثني أحد من قبل عن هذه الجماعة ولا عن نشاطاتهم او منهجيتهم ولا إلى أي عقيدة دينية ينتمون.

التقيت ببعض أفراد هذه الجماعة ثلات مرات في أماكن وأزمنة مختلفة متفرقة. كان اللقاء الأول في أواخر عام 1998, ثم تبعه اللقاء الثاني في منتصف عام 1999 وكان اللقاء الثالث في نوفمبر 2011 أي أنه كان هناك فترة زمنية بين اللقاء الثاني والثالث تقارب الإثنا عشر سنة وفي اللقاء الأول والثاني لم أستطع أن أتعرف على تلك الجماعة جيدا ولم أتمكن من الحصول على معلومات تساعدني على تحديد هويتهم الدينية العقائدية ولكن في اللقاء الثالث الذي كانت بدايته في آواخر شهر نوفمبر 2011, علمتُ عنهم الكثير والهام جداً, ولا يزال اللقاء مستمرا حتى هذه الحظة التي عزمت فيها أن أدون لقاءاتي بهم, ضمن عددة مقالات مدرجة تحت تصنيف [ مواقف في حياة مهاجر ], كي أروي ما علمته وما جمعتُ من معلومات هامة جدا حصلت عليها عن قرب وعن مناقشات شخصية ولقاءات, وليس فقط من خلال ما بدأتُ اقراه أيضا وما كتبه الآخرون عن شهود يهوة.

فقد كانت تجربة فريدة وثرية وخاصة جدا وكان من أهم ما يميز هذه التجربة أن اللقاءات الثلاثة بأفراد من جماعة شهود يهوة كانت قدرية ولم تكن عبثية أو كما يقول البعض ويطلقون عليها (الصدفة).

من هم شهود يهوة وما هي منهجيتهم ؟
وما هي عقيدتهم؟ وبماذا يؤمنون وما هي غايتهم ؟
هذا ما سوف نتعرف عليه في اللقاء الثالث تفصيلا مرورا باللقاء الاول والثاني.


اللـقـاء الأول:


أشـخـاص الـروايـة:

ـ حلمي محمد : المهاجر

ـ الشهود : أفراد من جماعة "شهود يهوه"


... عندما كنتُ مسافراً بالقطار الدولي داخل أوروبا لرحلة كانت مدتها ثلاثة أيام,.... فبينما كنتُ واقفاً داخل المبنى الرئيسي للمحطة, مختبيأً من برودة الجو القارصة, بجانبي على الأرض حقيبة السفر, أدقق النظر إلى اللوحات الإلكترونية المعلقة أعلى حائط الصالة أحاول البحث عن المعلومات التي تساعدني على معرفة متى ومن أي رصيف سيغادر القطار, وإلى أي إتجاه يجب ان أتوجه, وبعد أن حصلت على المعلومات وتأكدت إلى اي رصيف يجب أن أتجه, حملتُ حقيبتي متوجهاً إلى المكان القريب للرصيف الذي سيغادر منه القطار, وحينما كنتُ واقفاً هناك أنتظر الموعد المحدد لقدوم القطار الذي سيقلني إلى وجهتي, وكان ذلك في أولى ساعات الليل ما بين الثامنة والتاسعة مساءً بالتوقيت الشتوي.

في تلك الأثناء اقترب مني شخصان ـ امرأة, ورجل ـ, ثم سألاني:

الشهود: هل تحتاج لمساعدة؟ فقد بدا لنا من خلال تنقلاتكَ ولفتاتكَ أنكَ في حيرة وتحتاج لمن يساعدكَ.

المهاجر: أشكركما, أعتقد أنني قد حصلتُ على المعلومات الصحيحة.

الشهود: هل تمانع في أن نتحدث إليكَ قليلاً؟

المهاجر: لا, ليس لدي أي مانع في ذلك.

الشهود: من أي البلاد انتَ؟

المهاجر: أنا من مصر.

الشهود: ما هي ديانتكَ؟

المهاجر: أنا مسلم.

الشهود: هل انت مقيم في أوربا, أم أنكَ هنا في سياحة؟

المهاجر: نعم انا مقيم بألمانيا ... كنتُ أقوم برحلة قصيرة داخل أوربا بالقطار, وأنا الآن في طريقي للعودة إلى ميونخ.

الشهود: أنتَ تريد الذهاب إلى ميونخ؟

المهاجر: نعم.

الشهود: إذاً, فأنت تنتظر في المكان الخطأ, فالقطار الذي سيغادر من هذا الرصيف لا يذهب إلى ميونخ.!

المهاجر: أحقاً تقولا؟

الشهود: نعم, أرأيت, كنا على حق حين أعتقدنا بأنك بحاجة للمساعدة!


ثم انطلقا يبحثان ويستعلمان عن البيانات الصحيحة, ثم عادا وأخبراني, أين يجب علي ان أتوجه, وبعد أن دلاني على الرصيف الصحيح قبل مغادرة القطار بدقائق قليلة, وصاحباني إلى هناك وبذلا كل ما بوسعهما لمساعدتي عن طيب خاطر. قالا لي, إن "القدر هو الذي أرسلنا إليك في التوقيت المناسب كي نتحدث إليك, ومن ثم نكتشف أنك بحاجة للمساعدة, فنساعدكَ" وقد غلّفوا هذه العبارة بابتسامة رقيقة تُشعر من يراها أنها ابتسامة نابعة من القلب.

ولكن حين سمعتُ تلك العبارة منهما, التزمت الصمت للحظة متعجباً, ثم قلتُ لهما عبارة كهذه لم أعتد سماعها في (الغرب), لم يسبق لي أن سمعت أحدا يتحدث عن القضاء والقدر ..!!
فأخبراني أنهما ينتميان إلى جماعة شهود يهوة المشتقة عن المسيحية, وكما ذكرت سابقا أنني لم أكن على علم بتلك الجماعة ولم يسبق لي ان قابلت أحداً منهم, فلم أستطع وقتذاك أن أفرق بين هويتهم كجماعة مشتقة عن المسيحية وبين كونهم مسيحيين تقليديين, وكغيري من الكثيرين الذين يعتقدون أن تجنب الحديث معهم أو الفرار من الاستماع لمثل هذه الجماعات غير المسلمة, هو حرص منهم على عقيدتهم ودينهم, فتعمدتُ ألا انتبه لما يقولون ظناً مني حين تذكرت ما تعلمته واستمعت اليه في خطب دينية أن التحاور أو مجرد الاستماع لهم قد يعرضني لاهتزاز عقيدتي أو أن يشوبها شائبة.

ولكن استمر حديثي معهم عابرا إلى ان حان موعد مغادرة القطار. فاستقليت القطار وودعاني بنفس الإبتسامة الرقيقة وتمنيا لي رحلة سعيدة. وفي أثناء رحلتي وجدتني دون أن أشعر أسترجع الموقف كاملا ورحت أعيد تفاصيله بدقة وتمعن, وأزيد في تكرارها في ذهني وتساءلت ماذا لو لم أقابل هذين الشخصين واستقليت قطارا آخر أو ظللت واقفا في مكاني حتى الصباح دون ان يأتي اي القطار.
ومن خلال استرجاعي أحداث الحوار تذكرت انهما أخبراني انهما لم يكونا ينويان السفر ولم يأتيا إلى هنا لاستقبال أحد قادم من سفر, ولكنهما يترددنا على هذا المكان ليقدما المساعدة لمن هو بحاجة إليها.
ـ فرحتُ اتساءل: لماذا إذن أتيا إلى هذا المكان في مثل هذا التوقيت من الليل وهذا الجو القارص البرودة في فصل الشتاء؟
ـ ترى ما هو الدافع الذي من أجله تحملا كل هذا العناء؟
ـ وماذا يبغيان من وراء ذلك؟
وظل ذلك الحدث عالقا بذهني حتى يومنا هذا وإلا أن جاء موعد اللقاء الثاني الذي أعده القدر ورتب له, وكان ذلك في إحدى الولايات الامريكية. وهذا ما سوف نتعرف عليه في اللقاء القادم "إنشاء الله".
****************
من مجموعة روايات: [ مواقف في حياة مهاجر ]
يكتبها حلمي محمد | مهاجر عربي
من ألمانيا: في 21.12.2011



#حلمي_محمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إجراميات أساليب فض الاعتصامات ....!!
- تنبؤات المثقفين المصريين بالثورة ... ادعاءات باطلة..!!
- إن كانت هذه هي أخلاقياتكم ... فبئس الديمقراطيون أنتم !
- في الأدب العربي ... بعض الأدباء يعانون عدم القدرة على القراء ...
- تداعيات (الدانات العشر) ... قراءة (1)
- ألأني انسان ... من مجموعة ذكرى وأد الانسان


المزيد.....




- نتنياهو لعائلات رهائن: وحده الضغط العسكري سيُعيدهم.. وسندخل ...
- مصر.. الحكومة تعتمد أضخم مشروع موازنة للسنة المالية المقبلة. ...
- تأكيد جزائري.. قرار مجلس الأمن بوقف إسرائيل للنار بغزة ملزم ...
- شاهد: ميقاتي يخلط بين نظيرته الإيطالية ومساعدة لها.. نزلت من ...
- روسيا تعثر على أدلة تورّط -قوميين أوكرانيين- في هجوم موسكو و ...
- روسيا: منفذو هجوم موسكو كانت لهم -صلات مع القوميين الأوكراني ...
- ترحيب روسي بعرض مستشار ألمانيا الأسبق لحل تفاوضي في أوكرانيا ...
- نيبينزيا ينتقد عسكرة شبه الجزيرة الكورية بمشاركة مباشرة من و ...
- لليوم السادس .. الناس يتوافدون إلى كروكوس للصلاة على أرواح ض ...
- الجيش الاسرائيلي يتخذ من شابين فلسطينيين -دروعا بشرية- قرب إ ...


المزيد.....

- قراءة في كتاب (ملاحظات حول المقاومة) لچومسكي / محمد الأزرقي
- حوار مع (بينيلوبي روزمونت)ريبيكا زوراش. / عبدالرؤوف بطيخ
- رزكار عقراوي في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: أبرز الأ ... / رزكار عقراوي
- ملف لهفة مداد تورق بين جنباته شعرًا مع الشاعر مكي النزال - ث ... / فاطمة الفلاحي
- كيف نفهم الصّراع في العالم العربيّ؟.. الباحث مجدي عبد الهادي ... / مجدى عبد الهادى
- حوار مع ميشال سير / الحسن علاج
- حسقيل قوجمان في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: يهود الع ... / حسقيل قوجمان
- المقدس متولي : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- «صفقة القرن» حل أميركي وإقليمي لتصفية القضية والحقوق الوطنية ... / نايف حواتمة
- الجماهير العربية تبحث عن بطل ديمقراطي / جلبير الأشقر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - حلمي محمد - شهود يهوه .. والمهاجر [مجموعة روايات من مواقف في حياة مهاجر] اللقاء الأول