أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - تولام سيرف - قصة قصيرة حول معانات المرأة














المزيد.....

قصة قصيرة حول معانات المرأة


تولام سيرف

الحوار المتمدن-العدد: 3579 - 2011 / 12 / 17 - 14:56
المحور: الادب والفن
    


دمية غوسق عند الشجرة
-------------------------------


أكملت غوسق اليوم السنة الثانية من عمرها و قامت امها بترميم دميتها كهدية لهذه المناسبة
تلك حميدة بائعة اللبن أم لاربعة بنات وهو طبعا عمل شنيع منها

-كيف تتجرأ و تنجب بنات فقط؟
- فسيطها في المنطقة سيء ولا تحصل من زوجها سواء الحقد و الضرب

و لسذاجتها تعتقد هي ايضا بأنها هي السبب في ولادة اربع بنات
حميدة هذه تشتري الحليب من الفلاحات و وتقوم بتخميره و تصنع كمية لابأس بها من اللبن و تأخذه الى صالح او بالاحرى طالح الذي يدفع اسعار بسيطة لمنتجات الفلاحات و يوزعها في المدينة بربح كبير


في ذلك اليوم كانت حميدة في صدد تخمير دفعة جديدة, و كالعادة جميع البنات يقمن بأعانتها, اذ اصبح تقسيم العمل شيء روتيني بينهن. حتى غوسق لديها قسط من الواجبات والتي تجيدها بأبداع, حيث تملأ البيت ضحكاً في كل مرة بسبب مرحها و ذكائها ويداها الملطختان بلبن الامس الذي تستخدمه حميدة لتخمير اللبن الجديد
حين توشك نهاية اكثر الواجبات و يعم الهدوء نوعا ما تأخذ غوسق دميتها كالعادة لتذهب بصحبة اختها الاكبر منها الى بستان جميل مكثف باشجار الفواكه و التمر
ذلك البستان و عند الشجرة الكبيرة السن, تلك التي سمعت الكثير من احزان نساء المنطقة

اثناء مكوث غوسق عند الشجرة و لعب اختها بالقرب منها تحمل الام اللبن الى صالح الطالح بأمتعاض, اذ انه المصدر المالي الوحيد
تصل اليه, تضع اللبن الطازج, يحاول دعوتها الى الداخل كما فعل سابقا
تصل الحالة عند حميدة حد التقيء, تتمالك نفسها وترفض مبررة

- الاطفال ينتظرون, وعودة ابو البيت قريبة

تأخذ مبلغ اللبن رافعة الرأس لايهمها ذلك الطالح الحقير الذي اغتصبها مرة بعد ان دعاها للدخول فوجدت قضيبه صدفة في داخلها!!
لم تخبر احدا بذلك لانه المورد الوحيد للعائلة. ثم انها لو فعلت لوقع اللوم عليها وتكون في آخر المطاف هي السبب .. وربما تقتل. لاسيما وانها مُغتصبةٌ من قبل زوجها عشرات المرات وبالصدفة ايضا !!

فحميدة هذه هي السبب في كل الشيء

مثلا, هي لا تنجب الا البنات. وهي سبب ادمان زوجها على الكحول. وهي من تسبب علقات الخيزران التي تتلقاها و بناتها من الزوج
و اعتقد انها هي السبب في انقطاع الكهرباء في اميركا في السبعينات, ومن يدري فربما كانت هي ايضاً السبب في ضياع جزيرة اطلانطس !!

من المعتاد عليه ان تقوم الطفلة بدور الام للدمية, اما هنا فقد اختلقت غوسق اماً خيالية قوية الصفات تظهر لها حين تصل تلك الشجرة المتنصتة. فتتحدث لها عن آلامها الجسدية و تريها المناطق الزرقاء جراء ضرب الخيزران متمنية ان تكون ماماتها بنفس قوة أم تلك الدمية الخيالية, فغوسق تحب ماماتها الواقعيه و لا تريد استبدالها بماما اخرى

بعد عودة الماما حميدة الى البيت جلست مع البنات لكي يضعن خطة اقتصادية كاملة للفترة القادمة, في هذه المرة قرر المستشار الاقتصادي الاعلى حميدة بتخصيص جزءٍ من الاموال لشراء قماشٍ جديد و خياطة ثوبٍ لغوسق. واتفقن جميع عضوات المجلس الاقتصادي على ذلك

تم تحضير الاكل قبل موعد دخول السكير
انتشر الصمت, بدأ السكير تناول الطعام قبلهن طبعا و شرب الشاي و بدأ يدخن سيكارته و هو يخطط كيف سيحصل على الجرعة القادمة و اين سيشربها و هل يستطيع ان يشرب اكثر من قدرته

هذه جميعها مخططات ضرورية للحياة و لتقوية التقارب و المحبة في العائلة حفظه الرحمن
في هذه الاثناء تذكر ان موعد بيع اللبن كان اليوم, فنادى بقبح

- عديمة وج عديمة

ينادي حميدة هكذا لانها لاتنجب الفحول

تسرع عظيمة(حميدة) الى السكير منقطعة عن تناول طعامها. يأمرها بدون النظر اليها ماداً يده بوقاحة

- فلوس اللبن

تحاول حميدة التملص و التحايل عليه لكي تخفي بعض الشيء .. لم تفلح,
بل ادى الحديث القصير جدا الى توتر اعصاب السكير, فاسرع الى الخيزران

ضربها الاولى, حاولت الصمت لم تستطع, جاءت غوسق مسرعة
ركضت بقية البنات خلف غوسق خوفا عليها,
اشتد السكير في الضرب, حاولن جميعهن ان يضعن غوسق في الوسط لكي لاتصبيها ضربات الخيزران,
في لحظة سهو و انشغال السكير بالضرب, تجد غوسق ثغرة لتهرب خلالها من الجميع ..

وتخرج مع دميتها متجهةً نحو البستان

دام الضرب قليلا بعد خروج غوسق, و بما تبقى لهن من قوى , حاولن البحث عن غوسق
قررن البقاء قليلا بسبب الالم و الحرص على غوسق, فبقاءها في الخارج قليلا قد يحميها بعض الشيء

بعد وهلة من الهدوء و مسح الدماء, خرجن للبحث عن غوسق, فالكل يعلم انها عند الشجرة.

ولكن هذه المرة وجدن الدمية فقط

في هذه اللحظة تلاشى الم الخيزران, ملأ الخوف اجسادهن, ركضن في كل الاتجاهات, صرخن كل الالام .. لم ترد غوسق.

ولن ترد

لم يعثر عليها احد ..

مرت اعوام منذ اختفاء غوسق.
تعوم في المنطقة و المدن المجاورة قصص حول رؤية شبح غوسق في البستان تبحث عن دميتها تارة, واخرى تكون يداها ملطخة باللبن و على وجهها نفس المعاني حين كانت تبدع في مساعدة ماماتها

ظهرت ازهار شقائق النعمان من عند بداية البستان لغاية الشجرة العجوز

منذ اختفائها و ضعت حميدة الثوب الجديد على اغصان الشجرة راجية ان يصل ابنتها التي تفتقد كثيراً .. غوسق


تحياتي و مودتي


تولام



#تولام_سيرف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ردود على بعض خرافات اعجاز القرآن
- عن: حوار مع صديقي الملحد
- ماهي مشارتك لحماية كوكبنا الارض من ارتفاع درجة الحرارة
- الكوارث
- عن الكون الحلقة الرابعة
- عن الكون الحلقة الثالثة
- عن الكون الحلقة الثانيه
- اربع حلقات حول الكون
- قصة قصيرة
- الحسين و ما أدراك ما عاشوراء
- حول القمر و ضيق الأفق و قلة المعرفة عند محمد
- الشمس
- لماذا انا ملحد
- الام المستعارة
- الاسراء وما أدراك ما المعراج
- كيف سيكون الانسان المتطور لو...... ؟
- من قصصي 3
- نوع الهوبيت
- حواء وآدم
- نقد كتاب القرضاوي الحلال و الحرام في الاسلام 7


المزيد.....




- فعالية بمشاركة أوباما وكلينتون تجمع 25 مليون دولار لصالح حمل ...
- -سينما من أجل غزة- تنظم مزادا لجمع المساعدات الطبية للشعب ال ...
- مشهور سعودي يوضح سبب رفضه التصوير مع الفنانة ياسمين صبري.. م ...
- NOW.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 154 مترجمة عبر فيديو لاروزا
- لماذا تجعلنا بعض أنواع الموسيقى نرغب في الرقص؟
- فنان سعودي شهير يعلق على مشهد قديم له في مسلسل باللهجة المصر ...
- هاجس البقاء.. المؤسسة العلمية الإسرائيلية تئن من المقاطعة وا ...
- فنانة لبنانية شهيرة تكشف عن خسارة منزلها وجميع أموالها التي ...
- الفنان السعودي حسن عسيري يكشف قصة المشهد -الجريء- الذي تسبب ...
- خداع عثمان.. المؤسس عثمان الحلقة 154 لاروزا كاملة مترجمة بجو ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - تولام سيرف - قصة قصيرة حول معانات المرأة