أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - السموأل راجي - ضِدّ دفع دُيُون الطُّغمة















المزيد.....


ضِدّ دفع دُيُون الطُّغمة


السموأل راجي

الحوار المتمدن-العدد: 3576 - 2011 / 12 / 14 - 21:01
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


مُنذُ 2010،أعلنت تنظيمات وأحزاب النّدوة الأممِيّة للأحزاب والمُنظّمات الماركسِيّة اللّينينِيّة (C.I.P.O.M.L) حملتها الأُمَمِيّة لمُناهضة مسعى الطُّغمة المالِيّة وقوى الرّأسمال المالِيّ ومافيات الحُكم في دفع العُمّال والشُّعُوب نحو تحمُّل تبِعات سياساتها التّفرِيطِيّة واللّهث وراء الإغراق في المديُونِيّة التي يتقاسمُ اعباءها فِعْلِيًّا المحكُومِين لا المُتسبِّبُون فيها،ولقد صدرت بيانات ونُصُوص تمخّضت عنها تحرُّكات في شتّى أنحاء العالم كان محورها في المُنطلق:ليتحمّل الأزمة المُتسبِّبُون فيها لتتحوّل بعد 2008 ليوم النّاس هذا إلى شعارٍ مركزِيٍّ مُوحّدٍ هُو:لا لِدفع الدُّيُون المُتمظهر خاصّة في موجة الإحتجاجات الجماهيرِيّة في ألف مدينة في العالم وصرخة وول ستريت والحركة العالمِيّة يوم 11 نوفمبر/تشرين الثّاني 2011 التي عمّت حتّى مُدُنًا عربِيّة ، وفي هذا النصّ،قدّمت الأطراف المُوقّعة تحلِيلاً للأوضاع في مراكز رأس المال إختتمته بكلمتها التي تحوّلت لعنوان كُلّ الحراك المُوجّه ضِدّ الطُّغمة الرّافِض لدفع دُيُونٍ ذهبت في أرصدة شركاتٍ وأقطابٍ إحتكارِيّة مع حِفظ نصيب حُكُوماتٍ تسعى بشتّى السُّبُل وعلى رأسها القمع لفرض سياسات التقشُّف التي لا يتحمّل تبِعاتها إلاّ العُمّال والشُّعُوب.النصُّ المُترجم لاوّل مرّة للُّغة العربِيّة بعنوان:

في أوروبّا والعالـم،يرفُض العُمّـــــــــال والشّبــــاب والشُّــعُـوب دفع تكـاليــف أزمة النِّـظـــام الرّأسـمــالِـيّ


تستمِرُّ أزمة النّظام الرّأسماليّ العالميّ ، لِيُرمى الملايين من العُمّال في الشّارع.. في البُؤس. كُلّ طبقات الشّعب من عُمّال وعاملات وعاملين في المُدن والأرياف وصِغار ومُتوسِّطِي المزارعين والحرفيّين والموظّفات والمُوظّفِين،نُشَطاء أو عاطلين عن العمل ، شباب... أو مُتقاعِدين إبْتُزُّوا من قِبل حفنة من الأغنياء الأكثر ثراءًا ، من قِبل الطُّغمة الماليّة والبُنوك والأقطاب الإحتكاريّة. في جميع البُلدان الرّأسماليّة ، المُتقدّمة أو النّاشئة ، في الأقطار الإمبرياليّة وكذلك في تلك التي تُهيمن عليها الإمبرياليّة ، تعمل الطُّغمة على تحميل تكاليف أزمتها للطّبقة العاملة والجماهير الكادحة ،للشّرائح الشّعبِيّة والشُّعُوب : 11 مليُونير في العالم لا يزالُون يُحقِّقُون ثراءهم على حساب المليارات . لم تكُن الثّروات بالمُطلق في هذه الأحجام المهُولة ، ولم يُحرم الكثير من النّساء والرّجال من الأدنى الحَيَاتِيّ كما هُو الحال، ولم تكن أبدًا الثّروة مُركّزةً من قبل على هذا النّحْوِ كاليوم في أيادي طبقةٍ طُفيلِيّة ، طبقة البرجوازية ...فئةٍ من المُساهمين.
بعد مطالبة الدُّوَل بخِدمتِها حَصريًّا ، تحشد الطُّغمة المالِيّة مئات المليارات من الدّولارات واليُورو ( €) والين (¥)... لإنقاذ البُنُوك والمُؤسّـسات الماليّة ، وتُطالِب الآن بِسَداد الدُّيُون العامّة و تغطِيَة مصالحها. شعارها : "فليُسقَط العَجز الحُكوميّ" الذي حفرتهُ هي نفسها.

سياسات الحدّ من العجز العُمُومِيّ : ذريعةً لفرض خُطط الـتّـقـشّـف

في أوروبا ، مثّل الشّعب اليُونانِيّ الهدف الأوّل لهذا الهُجوم الهائِل المُخَطَّـطِ لهُ جماعِيًّا بين المُفوضيّة الأوروبيّة وصُندوق النّقد الدُّوَلِيّ ، لِـيُسفر عن خُطّة تقشّف ضخمة ، بحُجّة تقليص الدّين العامّ . في غُضُون أسابيع ، وفي جميع أنحاء الإتّحاد الأوروبّي ، شاركت حُكُومات اليمين والحُكومات "اللّـيبرالية الإجتماعيّة" في المُزايدة على مبالغ "الإقتصادِيّات" التي يُريدون فرضَهَا على ميزانيّات الدُّوَل ، لِـتصل أرقامها إلى مئات المليارات ولا تدّخِر أيّ بلدٍ. التِّـعِلّة هِي:طمأنة الأسواق المالِيّة و "وكالات التّصنِيف" الخاصّة بِها . أمّا الهدف : إجراء عمليّة مُتجدِّدة ،كبيرة جدًّا، لـنقل الثّروة من العمل إلى رأس المال ، وضمان الأرباح للمصارف والأقطاب الإحتكاريّة الأضخَم . إنّها ميزانيّات إجتماعيّة تلك التي تتقلّص، والآليات الإجتماعيّة المفرُوضة والمُفتكّة من قِبَل الطّبقة العاملة والشُّعُوب ، وخاصة منذ الحرب العالميّة الثانيَة ،هي المُستهدفة من هذا الهجُوم المُنسّق.
أوّل ضحايا تَصفية "شَبَكات الأمَان الإجتماعِيّ" (The social safety nets) التي تمّ وضعها ، كانت أفقر شرائح المُجتمع مُضافٌ لها من يعيشون مِن قبل في ظِلّ البُؤس والخطر والخوف من الغد ، وهُمُ الذين سيُعانون أكثر من إنقِطاعات الإنفاق الإجتماعيّ. في البُلدان الغنيّة ، مثل ألمانيا وفرنسا... ملايين من النّساء والرّجال والشّباب يبحثون عن عمل ، شبابٌ مُنخرِطٌ في أعمال هشّة وصُغرى، وشغيلة مُفقّرة يتعرّضون للتّهديد بالوُقُوع في براثن الفقر المُدقع الأسْـوَد . في الطّرف الآخر من المُجتمَع ، لا يزال الأثرياء على الشّواطِئ يحتفِلُون بالشّامبانِيا بتورُّمِ ثرواتِهِم ومداخِيلِهِم.
بدأت هذه الهجمات بشكل فِعْلِيٍّ قبل هذه الأزمة ، فالسّياسات النّيوليبراليّة و"الإجتماعيّة اللّيبراليّة" قد سبّبت أضرارًا جسيمة مثل خصخصة القطاعات الإقتصاديّة الرّئيسيّة ، والقِيام بتصفية الخدمات العامّة كالصحّة والتّعليم والحماية الإجتماعيّة ... واليوم ، تُريد الطُّغمة إستغلال الأزمة لإزالة العقبات التي تحُولُ دون إستغلال [أشرس] لقُوى العمل ، وتصفية الحُقوق الإقتصادِيّة والإجتماعِيّة التي إفتكّهَا العُمّال. تسعى للإفراط في إنتِهاب من يمتلك عملًا مع القِيَام بعملِيّاتِ تسريحٍ جماعِيٍّ دفْعًا لمزيد العمل بكدٍّ ولفتراتٍ أطول إلى حدّ الإنهاك مُقابِل أُجُورٍ لا تنفكُّ تتراجع ،ومعاشات تقاعدٍ أقلّ من أيّ وقتٍ مضى. تُريد الطُّغمة الإستفادة من جيش العاطلين عن العمل بالضّغط النُّزُولِيّ على الأُجُور وعلى ظُرُوف العمل.
في خُطط التقشُّف الضّخمة ، التّـشكيك والمُراجعة في نِظام معاشات التّـقاعُد المُرتكِز على قاعِدة التّضامن والتّوزيع هو هدفٌ مُشترك من قبل حُكومات أقطار الإتّحاد الأورُوبّي ؛ لِيُـصبح التّشغِيل لأكثر من 65 سنة هُو الأساس ، في وقتٍ ينعدمُ فيه العمل أمام الملايين من الشباب . تفرُكُ البنُوك وشركات التّأمين أيادِيها : إذ تأمَلُ في بيع أنظمة التّقاعدها ،عبر الرّسمَلَة، للطّبقات التي لا يزال بإمكانِها الدّفع قليلًا بالمُضاربة على الخوف من فشل نظم التّـقاعُد القائِمة على أساس التّضامن بين الأجيال و إنخراطات الضّمان الاجتماعي . لفرض الإنحدار الإجتماعِيّ واسع النّطاق، تُعزّز الطُّغمة أجهزة القمع وتُشدّد القوانين اللاّعُمّالِيّة واللاّشعبِيّة وتعمل على تقسيم العُمّال والشّعُوب.
في ذروة الأزمة في اليونان ، عندما خرج مئات الآلاف من المتظاهرين هاتِفِين في شوارع أثينا ومُختلف المُدن اليُونانية برفضهم دفع ثمن أزمة رأس المال ، رُوِّجَت خطابات الكراهيّة من أفواه السّياسيّـين وإتّخذت شكل حملة واسعةٍ ،وضُخِّمت من قبل وسائل الإعلام ، ضد عُمّال وشُعوب جنوب أوروبّا المُتّهمِين بالسّعي إلى "الإستفادة" من البلدان الأخرى وبالتّالِي لا بُدّ من "مُعاقبتِهِم"...:كانت لحظةً كشفت مدى الهُوّة الفاصِلَة مع الخِطاب الأوروبّي حول السّلام والوئام والتّفاهم السّائِد في الإتّحاد الأوروبّي وحول مُساهمة اليُورو فيه !

للشّعُوب الحقّ في الخُرُوج من "منطقة اليورو" ومن الإتّحاد الأوروبّي

أجرت الشُّعُوب حساباتها بعد عدة سنواتٍ من تواجُد اليورو ؛ لقد خدمت العُملة "المُوحّدة" في المَقام الأوّل القُوى الإمبرياليّة الكبيرة المُهيمنة في الإتّحاد الأوروبّي وعزّزت قُـوّتها الإقتصاديّة والسّياسيّة ، وسرّع اليور في السّباق نحو القاع للأجور في أقطار الإتّحاد ، كما مثّلت "معايير التّقارب" لمُعاهدة ماستريخت (Maastricht) صَكَّ إغراقٍ إجتماعِيٍّ دائمٍ . و تسعى حُكُومات الإتّحاد الأوروبّي لفرض هذه المعايير ومعها دُول خارج منطقة ال€ ، مثل الدّانمارك حيث صوّت الشّعبُ ضِدّها في إستفتاءٍ عامٍّ . عادَل اليورو الزّيادة العامّة في أسعار السّلع الإستهلاكـيّة ، لفائدة أكبر أقطاب الإحتكار في التّوزيع وفي الصّناعات الزّراعيّة/الغذائيّة ، وأكبر الخاسرين بالطّبع هُم المستهلكين من الطّبقات العاملة وصغار ومُتوسّطي المُزارعين إضافةً لصغار التُّجّار...: اليورو هي الآلية الرئيسية لبناء أوروبا الطّامِحة أن تكُون قُوّة إمبرياليّة عُظمى،أوروبّا نيوليبرالِيّة تُفرِط في إستغلال وإستيلاب الطّبقة العاملة وتُشاركُ في نهب ثروات أفريقيا وأمريكا اللّاتينيّة ، الخ. . وتُساهِمُ في الحُروب والصّراعات من أجل السّيطرة على الموادّ الخامّ الإستراتيجيّة وعلى مصادر الطّاقة وطُرُق إيصالها إلى مراكز الإنتاج الرّئيسيّة في الأقطار الإمبرياليّة.
لا يكُفّ الطّابع الرّجعيّ ل{بناء أوروبا} عن التوضُّح والإثبات : إذ "يحتمي" الحصن الأوروبّي من مُهاجرين أُطرِدوا وهُجِّرُوا من بُلدانهم بسبب المجاعة والحروب المُغذّاةِ من طرف الإمبريالية. وتنشُرُ أوربا البُوليسِيّة مواردها مُجَمَّعَةً لرصد وقمع التحرُّكات الشّعبِيّة الكُبرى ، مثلما حدث إبّان إنعقادِ مُؤتمر قمّة حلف شمال الاطلسي في ستراسبورغ أو قمّة "المناخ" في كوبنهاغن ، فعِلاوةً على الإنتشار الأمنِيّ الكثيف الذي سبّب آلاف الإعتقالات ، أظهرت تلك القمّة في العاصمة الدّانماركِيّة مدى الإهتمام الأُحادِيّ للقُوى "العُظمى" بمصالحها وكيفِيّة تعاطيها مع مسألة الحِفاظ على البيئة كسُوقٍ لشركاتِها الإحتكارِيّة .
يقِفُ المُوقِّعُون على هذا الإعلان إلى جانب الشّعب اليوناني وغيره من الشُّعُوب عند المُطالبَة بالحقّ في الخُرُوج منطقة اليورو ومن الإتّحاد الأوروبّي ، ويُؤيِّدُون تعزيز التّضامن مع جميع شُعوب العالم دُون إستثناء. تُوجَدُ معارِك مُشتركَة لخَوْضِهَا إلى جانب عُمّال وشُعُوب أوروبّا ضدّ آليّات الإستغلال ووضع الشّغيلة موضع المنافسة ، ضِدّ إخضاع الأقطار "الصّغيرة" للقُوى الإمبريالية وضِدّ الهيمنة السّياسيّة ،وضد آليات تنظيم نهبِ ثروات البلدان التّابِعة. إنّ البِناء الأورُوبّي والإتّحاد الأوروبي و "مالَهُ" هي أدوات هذه السّياسات التي لا بُدّ من التّنديد بها والنّضال ضدّها .

تنمية مُناهضة خُطط التقشّف في جميع أرجاء أوروبّا

مقاومة الطّبقة العاملة والشّعوب لعُدوان رأس المال كانت فورِيّة وتصاعدت في كُلّ مكانٍ : برزت أيّامٌ عِدّة من الإضراب،وعديد من الإضرابات العامّة في مختلف البلدان ؛ كما تنامى الغضب والرّغبة في النّضال من أجل رفض دفع أزمة النّظام وديون الطُّغمة وخُططها التقشّفِيّة . تشعر أعلى البورجوازيّة والأحزاب الإصلاحِيّة المُتذيِّلة لسياسات التقشُّف والموافِقة على تنفيذها بالجزع ؛ يتحدّثون عن "تقاسُم التّضحِيات" قولاً وتفرضها على العُمّال والشُّعُوب فِعْلاً.
هذه المقاومة يجب أن تزدهر وتنمو ، سواء في كل بلد أو كذلك ،وفي نفس الوقت، على الصّعيد الأُمَمِيّ. وقد تمّ ضبط المواعِيد خاصّةً فيما يتعلّقُ بالحركة العُمّاليّة في الخريف : سيعمل المُوقِّعُون على منحها أقصى حدُود الصّدى والنّجاح لجعلهَا تعبيرةً قويّةً للأمميّة و لوحدة الطّبقة العاملة.
يُمثِّلُ العمل على وحدة الطّبقة العاملة ضرورة حيويّة بِما هي المُنتِج لِفائِض القيمة والقُوّة الكفيلة بمُمارسة أقصى الضّغُوط على رأس المال ؛ إنّها العمُود الفِقريّ للكفاح ضدّ رأس المال ومن أجل التّغيير الإجتماعيّ . في جميع بُلدان الإتّحاد الأوروبي،وقفت الطّبقة العاملة في المقام الأوّل ،وبجماهير واسعة، للتصدّي لهجماتِ الأعراف/أرباب العمل والحُكومات ومُفوّضِيّة بروكسل وصُندوق النّقد الدُّوَلِي ، الخ.
كانت النّقابة أوّل أداةٍ للمُقاومة العُمالِيّة وللجماهير الكادحة في المدينة والرّيف . لقد تمّت تجزِئة وتقسيم الحركة النّقابِيّة وإضعافِها عبر سياساتٍ التّعاون والوفاق الطّبقِيّ التي نَمَت في داخِلِها ؛لكن اليوم ، تيّارات ونقابيّين ونقابات عُماليّة تتبنّى الصّراع الطّبقي وقاعدته النّضالات الملمُوسة والمُباشِرة : يُدافِع المُوقِّعُون عن النّضال النّقابِيّ الطّبقِيّ العُمّالِيّ ، ويدعُون الشّغيلة للتنظُّم في النّقابات والعمل من أجل وحدة الحركة النّقابِيّة على أساس مواقف في الصّراع الطّبقيّ ؛ كما يُندِّدُون ويُناهِضُون مُحاولات إقصاء نقابات المناضلين الكفاحيِّين ، ويعملُون على تطوير التّضامن الأمَمِيّ في سبيل مُبادراتٍ نقابِيّةٍ تُعزّز نضالات الشّغيلة في كُلّ بلدٍ وعلى الصّعيد الدُّوَلِيّ .
يُشكِّلُ العُمّال المهاجرين ، مع أو بدون أوراق رسمية ، "قانونيّين" أو "غير شرعِيِّين" جُزءًا من الطّبقة العاملة في كُلّ بلدٍ تواجدُوا فيه ، وهم يد عاملة تحتاجُها الأقطاب الإحتكارِيّة بإعتِبارها محرُومة من الحُقُوق يتسنّى لها إستغلالها دُون رحمة ، فَـفِي خِضمّ المُنافسة الشّرسة بين تلك الإحتكارات، وفي المناطق التي لا يمكن نقل الإنتاج منها ، تكُون هذه القُوى العاملة أمرًا ضروريًّا. في هذا السياق ، يكتسِي الإضراب النّاجِح من قبل العُمّال ومعهم العُمّال "غير الشّرعيين" في فرنسا لتسوية الوضعيّات "القانُونِيّة" لهُم، أهميّةً كُبرى ، ويُقدِّمُ تشجيعًا لجميع المُناضلين على هذه الجبهة إذ أيّد الإضراب ،المُمتدّ على أكثر من ثمانية أشهر، النّقابات والجمعيّات النّسائيّة والمنظّمات الدّيمقراطيّة وجميع أطراف اليسار ؛ وقد ثبت بالملموس أنّ المهاجرين ليسُوا إلاّ شغيلةً في المقام الأوّل ، وهُم جزءٌ من الطّبقة العاملة. إثارة تلك الحركة للتّضامن الكبير لدى الرّأي العامّ تُشكِّلُ التّلقيح الحقيقيّ ضِدّ مُحاولات التّقسيم التي لا تكفّ الطُّغمة والرِّجعِيّة على تطويرِها. سيأخُذُ هؤلاء العاملات والعُمّال مواقِعَهُم في المعركة الشّاملة لرفض دفع تكاليف أزمة النّظام (system).
يُستهدَف العاملون في الوظيفة العُمُوميّة ، ومُوظّفِي الدّولة والسُّلُطات المحليّة (البلديات والمحافظات والمراكز المحليّة...) عن طريق خطط تخفيض ميزانية الدُّوَل وجميع الدّوائر العامّة وشبه العامّة ، إذ يُعدّ حذف الوظائف بعشرات الآلاف في جميع البُلدان و قُطِعت الأُجور ، كما هو الحال في اليونان حيث تريد الحكومة {الإشتراكيّة} إقتِطاع شهرين من الأجور. عبر النّضال ضد الخصخصة،وفي سبيل أُجُورهم وعملهِم ، سيُناضِل العاملات والعاملين في الوظيفة العُمُومِيّة أيضًا في سبيل مُسْتَخْدَمِي الأوساط الشّعبِيّة . جنْبًا إلى جنب يتحتّمُ عليهم النّضال للإطاحة بسياسات تفكيكِ الخَدمَات العَامّة.

لا قبُول بالتقشّف والعسكَرَة والحرُوب الإمبرياليّة

تزيدُ أزمة النّظام الرّأسماليّ والإمبرياليّ العالميّ من حِدّة التّـناقُضات التي تتّخذ طابعًا أكثر عُنفا ؛ لفرض خططها التقشفِيّة الضّخمة،تُعزِّز الطُّغمة تُرسانتها القمعيّة وتُجرِّم النّضالات العُماليّة والشّعبيّة.
تُترجَمُ حِدّة و زيادة التّنافُس من أجل السّيطرة على الأسواق ومصادر الموادّ الخامّ في الصّراعات والحُرُوب : شنِّ حربٍ قذرةٍ من قبل القوى الإمبرياليّة وذراعها العسكريّ (حلف الناتو) ضدّ شعب أفغانستان حمل كخلفِيّة بعيدة التحكُّم في مُقدّراته المُستقبلِيّة من الغاز والمحروقات والمعادن الموجودة في أعماق أرضِه. لهذه الأسباب ، يُؤكّدُ المُوقّعُون انّه :"لا لدفع دُيُونهم،ولا لدفع تكاليف حُرُوبهم" . إنّ المال لا ينبغي أن يُسكَب في مزابِل الحُرُوب والعسكرة ، ولا مجال له إلاّ تلبية الإحتياجات الإجتماعيّة والتّعليم والصحّة والحماية الإجتماعية لأكبر عدد من الشّغيلة والشّعب.
يرفع المُوقّعُون عاليًا: "لترحل قُوّات حلف شمال الأطلسي من أفغانستان" و "لترحل القوّات الإمبرياليّة من العراق."
كما يُعربُون عن التّضامُن مع الشّعب الفلسطينيّ وسكّان غزة الخاضِعة مُنذُ أشهرٍ لحصارٍ لاإنسانيٍّ منظّمٍ من الحكُومة الصّهيُونِيّة الرجعيّة ،ويُجدّدُون وقُوفهُم مع القُوى التقدميّة في جميع أنحاء العالم لإدانة هذه السّياسة الصّهيُونيّة الإجراميّة وللمُطالبة بالرّفع الفوريّ للحصار. يُندِّدُ المُجتمعُون بتواطؤ الإتّحاد الأوروبّي ، ويدعمُون نضال الشّعب الفلسطينيّ من أجل الإعتراف الفِعليّ بحقوقِهِ الوطنيّة.

من أجلِ بديل يقطَعُ مع النّظام الرّأسمالِيّ الإمبريالِيّ

تُؤثِّرُ خُطط التقشّف الضّخمة على مُختلف الشّرائح ،ومن هُنا،يُصبح العمل على توحيد كُلّ ضحايا سيَاسةِ الإنْحدار الإجتماعي أكثر أهميّة من أيّ وقتٍ مَضَى. و من خلال سياساتٍ جبهوِيّةٍ طمُوحة،يتمّ العمل في سبيل هذه الوحدة، التي تجسّد رفض دفع تكاليف أزمة النّظام الرّأسماليّ ، ورفض سياسات التقشّف. على البنوك والمساهمين والطُّغمة دفع ثمن أزمتهم ، ويعمل المُوقِّعُون مع جميع القوى السّياسيّة والإجتماعيّة التي تشترك في هذا الهدَف لفرضه ميدانِيًّا عبر حِراكٍ أقوى من أيّ وقتٍ مضى .
يُثِيرُ عُمق الأزمة بوضوحٍ الحاجة إلى وضع وتنفيذ السّياسات الرّامية للقطع مع النّظام ، ولا بُدّ من التّركيز على إتّخاذ تدابير ملموسة إجتماعيّة وسياسيّة وفرضِها مُنذ الآن عبر النّضال وحشد أكبر عددٍ من المُتضرّرين، و لا بُدّ أن تكُون الإحتياجات أساس برامج القطع مع الرّأسمالِيّة تتبنّاهَا تحالفاتٍ للأحزاب السّياسيّة والقُوى الإجتماعيّة والمُنظّمات الجماهيريّة... وتُستخدم جميع السّاحات السّياسيّة والدّيمُقراطيّة بما في ذلك الميدان الإنتخابِيّ لإيصال الصّوت لأوسع عدد وجعلهم يتبنّون هذه المواقف .
كأحزاب ومُنظّمات الطّبقة العاملة ، يُؤكّدُ المُوقّعُون قناعتهم بأنّ المخرج الحقيقيّ والوحيد والدّائِم والفعّال لأزمة النّظام الرّأسمالي الإمبرياليّ لا يكُون إلاّ من خلال الإطاحة به وإقامة الإشتراكية ، وكُل نضالهم يتنزّلُ في هذا السِّياق.

عاش كفاح الطّبقة العاملة والشّبيبة والشُّعُوب الرّافِضة لدفع تكاليف الأزمة!
على الطُّغمة دفع ثمن أزمتها
عاش التّضامُن الأُمَمِيّ

باريس ، يونيو /حزيران2010

حزب العُمّال الشّيُوعي الدّانماركِيّ -- APK
الحزب الشّيوعي الإسبانيّ (الماركسيّ اللينينيّ) -- (PCE (ML
حزب العمّال الشّيُوعيّ الفرنسيّ -- PCOF
منظمة إعادة تأسيس الحزب الشّيوعي اليونانيّ
الأرضيّة الشّيُوعِيّة الإيطاليّة
الحزب الشيوعي الثوري في تركيا -- TDKP
أعضاء المؤتمر الدولي للماركسية اللينينية الأحزاب والتنظيمات (CIPOML)


بصفة مراقب وأحد الموقعين على النص : منظمة تأسيس حزب العمال الشيوعي في ألمانيا



#السموأل_راجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بناء الجبهة يسارِيّة قاعِدِيًّا
- عادَ المَعَاد:في ذكرى الإعلان العالميّ لحُقُوق الإنسان
- مُقدِّمات ثورات الشُّعُوب العربِيّة
- حول الإنتخابات الإسبانِيّة الأخيرة
- حول سقُوط برلسكُونِي:بيان الأرضِيّة الشّيُوعِيّة
- الوضع في أورُوربّا
- الأرضِيّة التّكتِيكِيّة للأُمَمِيّة الشُّيُوعِيّة ج.أخير
- الأرضِيّة التّكتِيكِيّة للأُمَمِيّة الشُّيُوعِيّة ج.6
- الأرضِيّة التّكتِيكِيّة للأُمَمِيّة الشُّيُوعِيّة ج.5
- الأرضِيّة التّكتِيكِيّة للأُمَمِيّة الشُّيُوعِيّة ج.4
- الأرضِيّة التّكتِيكِيّة للأُمَمِيّة الشُّيُوعِيّة ج.3
- الأرضِيّة التّكتِيكِيّة للأُمَمِيّة الشُّيُوعِيّة ج.2
- الأرضِيّة التّكتيكِيّة للأُمَمِيّة الشُّيُوعِيّة:ج.1
- مُقَرّرات الأُمَمِيّة الشُّيُوعِيّة:ندوة أكتوبر 2011
- قراءة في نتائج الإنتخابات التُّونسيّة
- خِطابُك تعيس يا بشّار!
- اللاّئكيّة
- قمّة المافيات الثّمانية ومُشتقّاتهم
- ليُحاكَم بشّار!
- الحزب الشّيُوعيّ الماركسيّ اللّينينيّ بالإكوادور


المزيد.....




- إيران:ما الذي ستغيره العقوبات الأمريكية والأوروبية الجديدة؟ ...
- الرئيس السابق للاستخبارات القومية الأمريكية يرد على الهجوم ا ...
- وزير خارجية الأردن لنظيره الإيراني: لن نسمح لإيران أو إسرائي ...
- وسائل إعلام: إسرائيل تشن غارات على جنوب سوريا تزامنا مع أنبا ...
- حرب غزة| قصف مستمر على القطاع وأنباء عن ضربة إسرائيلية على أ ...
- انفجارات بأصفهان بإيران ووسائل إعلام تتحدث عن ضربة إسرائيلية ...
- في حال نشوب حرب.. ما هي قدرات كل من إسرائيل وإيران العسكرية؟ ...
- دوي انفجارات قرب مطار أصفهان وقاعدة هشتم شكاري الجوية ومسؤول ...
- أنباء عن -هجوم إسرائيلي محدود على إيران- وسط نفي إيراني- لحظ ...
- -واينت-: صمت في إسرائيل والجيش في حالة تأهب قصوى


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - السموأل راجي - ضِدّ دفع دُيُون الطُّغمة