أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - السموأل راجي - قراءة في نتائج الإنتخابات التُّونسيّة















المزيد.....

قراءة في نتائج الإنتخابات التُّونسيّة


السموأل راجي

الحوار المتمدن-العدد: 3537 - 2011 / 11 / 5 - 16:49
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تقديم
تمّ الإعلان نِهَائِيًّا نتائج إنتِخابات المجلس الوطنِيّ التّأسيسي الذي تحصّلت فيه النّهضة على أغلبيّة مُرِيحة نِسْبِيًّا من مقاعده مرفوقة بالمُؤتمر من أجل الجمهورية والتكتّل ومُفاجأة الإنتخابات العريضة الشّعبيّة للحُريّة ولاعداالة والتنمية التي يتزعّمُها الهاشمي الحامدي صاحب قناة المُستقِلّة ومقرُّها بريطانيا،وكانت في صيغتها النِّهائِيّة كالآتي: حركة النهضة 90،حزب المؤتمر من اجل الجمهورية 30،التكتل الديمقراطي 21،قائمة العريضة الشعبية 19،الحزب الديمقراطي التقدمي 17،حزب المبادرة 5،القطب الديمقراطي الحداثي 5،حزب افاق تونس 5،حزب العمال الشيوعي التونسي 3،مستقلون/احزاب صغيرة 12،وأجمعت كُلّ الأطراف بما في ذلك النّهضة على أنّ الإنتخابات جادت بما لم يتوقّعهُ أحد،وأنّ التّجاوُزات والإخلالات ونقص التّأطير وتعامل الهيئة العُليا المُستقِلّة للإنتخابات بهواية مع الإستحقاق فاق الحُدُود.وبإعتبار أهميّة ما حصل يوم 23 أكتوبر من الشّهر المُنصرم ودقّة الرّصد،ووُقُوفًا عند أسباب فشل القوى الثّورِيّة إنتخابيًّا بما لم يعكس حجمها ولا جماهيريّتَها ،ولأنّ المهمّة الثوريّة اليوم هي التقييم على قاعدة الرّصد والنّقد والنّقد الذّاتي متى إستوجب الأمر لتفادي ما حصل أوّلاً،ولإستكمال مهامّ بناء حِزب الطّبقة العاملة في تُونِس والإنغراس والإلتحام الطّبقيّ مع الجماهير الكادِحة والتصدّي للنّضال جَنْبًا إلى جنب مع الشّعب لإستكمال مهامّ ثورة أطاحت بالدِّيكتاتور ومازال طريقُها طويل ودقيق مع وُجُود قوى مُعاداتها في كُلّ محطّاتِها الماضية والمُقبلة،أقترح على حزب العُمّال فتح نقاش واسع مع مُناضلي الحزب وأنصاره وأصدقاء البديل الثّورِيّ لتحديد المسؤُولِيّات والإلمام بِصِفَةٍ جِدِّيةٍ بالمناخ العامّ السّياسيّ والإجتماعيّ الذي تمّت فيه الإنتخابات،وأضعُ تَحْلِيلاً أوّليًّا أُخِذ فيه بعين الإعتبار النقاشات الدّائرة في الشارع السياسي وفي الأوساط الشّعبيّة على حدّ السّواء مع إعتماد أرقام وإحصَائِيّات وفّرتها هيئة الإشراف على الإنتخابات والتّنظيمات التي شاركت في محطّة 23 أكتوبر.

1-سِيَاسِيًّا:مناخ سياسيّ محكُوم بالتوتّر

في ظلّ غياب إستكمال لمهامّ الثّورة وإنعدام مُحاكمات لرُمُوز الفساد والإلتفاف على الآلِيّات النِّضاليّة لقُوى الثّورة وأهمّها المجلس الوطنِيّ لحِماية الثّورة الذي همّشه الباجي قايد السِّبسي ببعث هيئة عياض بن عاشُور للتولّى هي تحديد موعدٍ لإنتخابات المجلس الوطنيّ التّأسيسيّ وتَسُنّ قانون إنتخابي وتُؤسّس هيئة تُشرف على الإقتراع وما إليه من أُمُورٍ لُوجستيكيّة بما جعل من الأطراف التي لم تلتحق بهذه الهيئة سِيَاسِيّا خارجة وحدة الصفّ الوطنِيّ والوفاق الذي طالما تغنّى به الباجي وأعضاده وعلى وجه الخُصُوص الدّيمُقراطيّ التقدُّمِيّ والتّجديد ووراءه قوى قُطب الحداثة،كما كانت حملات التّشويه السّياسي وتحميل حزب العُمّال مسؤُولِيّات حوادث الإنفلات الأمنِيّ والحرق والنّهب وفِتَن العرُوشِيّة وموجة الإعتصامات والإضرابات سَبَبًا في نحت صُورة للحزب لدى الرّأي العامّ تقترن بالفوضويّة والتطرّف والعدمِيّة وإحتراف قول:"لا" لمُجرّد خالِف تُعْرَف مع تسريبَاتٍ مُبَكِّرة لعِصابات المُخْبِرين التي أنشأتها فِرق البوليس السّياسي والأمن من خلايق وتُجّار مُخدّرات المُتَحَوِّلِين لسلفيّة وجماعات مُلتَحِية تقُوم على تكفير الحزب ورُمُوزه والهُجُوم عليه في محطّاتٍ نِضالِيّة تَبَيَّنَت خاصّة بالإرتباط مع معارك النّيابات الخُصُوصِيّة وحتى بعض الإعتصامات المطلبِيّة حيث هاجمت هذه العصابات بدُون سابق إنذار وبتحالف مع رمُوز فساد وقُوى تجمّعيّة معرُوفة مُناضِلِي الحزب وأنصاره وأحيانًا بإعتداءات جسدِيّة وما حدث في الهوّارِيّة مثال حيّ على ذلك.سِياسِيًّا أيضًا،لقد كانت الحملات المشبُوهة لجماعات الحداثيّين وأغلبيّة قوى اليمين الليبراليّ تأثِيرًا كارِثِيًّا حيث أخرجت للسّطح صراعات ونقاشات ليس لها أيّ محلّ ولا موقع لها في مسار الثّورة ولا في مهامِّها حيث طُرِحَت من زاوية ثقافُودِيّة وبهرج خالي من البُعد الطّبقي النّضاليّ ولم تُؤسِّس إلاّ لحالة من الإرتيابيّة لدى النّاخبين في عموم القوى التقدّمِيّة دُعاة الدّيمُقراطيّة الفِعليّة في عهد بن عليّ كما أخرجت في المُقابل جماعات تحلّقت حول مُرتكز الهَوِيّة العربيّة الإسلاميّة ونقلتها من موقع سُوسيولوجِيّ حضارِيّ لفضاءات السّياسِيّة بما حوّلها لورقةٍ لَعِبَتها بإقتدار حركة النّهضة التي روّجت لخطابٍ وسطِيّ وإسلام حداثِيٍّ على النّمُوذج التّركي الأردُوغانِيّ مع التغنّي بتأثيرات الغنّوشيّ على برنامج حُكّام تركيا في مواجهة الخطاب السّلفِيّ/الحرايرِيّ مع هالة جانِبِيّة ومقولات رُوِّجَت شعبِيًّا لخلق رأي عامّ إنتِخابيّ براغماتِيّ/نفعِيّ يقوم على إعتبار النّهضة هي الكُلّ وهي صاحبة نصيب الأسد وإستغلالها السّياسيّ لمعارك لم تَخُضها بصفةٍ مُباشرة للحُصُول على صكوك براءة من لوثة السّياسة التي رسخت في الأذهان المُكَرَّسَة بمنح تراخيص لأكثر من مائة حزب وعشرات الجمعيّات وفقاقيع مُنَظّماتِيّة كرّست نِهائِيًّا حالة من الإرباك والتخبّط لدى عُمُوم الشّعب وجعلت من النّاخب ناقِمًا على السّياسة والسّياسيّين قارِنًا إيّاهُم بالمصالح الفِئوِيّة الضيّقة وإحتراف الكراسِيّ والجعجعة بلا طَحِين وحدّد مع إنتِصاف الحملة الإنتخابيّة التي إنطلقت يوم 1 أكتُوبر 2011 توجّهاته نحو حزب الأغلبيّة والحزب الأكثر أهليّة للفوز والحزب الذي نآى بنفسه عن الصِّراعات الواقِعة بين 14 جانفي وما بعد 3 مارس فكان التوجّه نحو النّهضة على المُستوى السّياسيّ ومن بعدها نحو الوُعُود الشّعبويّة وحِزب الوسطيّة في موجات التطرّف السِّياسيّ البادِية وهو المُؤتمر وبقيّة الأحزاب من بعدهم.سِيَاسِيًّا أيضًا،وبنفس المقاييس كانت أفواج من النّاخبين في تعبيرة حقيقيّة مرئِيّة عن الحيرة والإرتياب يوم الإقتراع شاهدها الجميع وشهد بها المُلاحظين من مُختلف مشاربهم حيث لم تتحدّد إختِيَاراتهم إلاّ في صُفُوف الإنتخاب وأحيانًا في الخلوة،حيرة جعلت من 55 بالمائة من النّاخبين يأنفون من الإدلاء بأصواتهم بما جعل من الإستحقاق الجارِي مُتَوَسِّط الحجم لا يعكس إلآّ إرادة 3867197 من جُملة حوالي 7569824 ناخب وهُو ما يدعو لفتح نقاش جدّيّ ومسؤُول حول تعفّن المناخ السّياسيّ ومدى الإضرار بالذّهنِيّات العامّة للنّاخبين جرّاء معارك ستتحمّل الطبقة السياسيّة في تُونس تبعاتها عبر مقولات الحداثة والرجعِيّة الدينيّة وتحويل وجهة الصّراع من الخبزة والتحرّر الدّيمُقراطيّ والإنعتاق الإجتماعيّ إلى الحقّ في اللّباس العاري والبيرّة والسّياحة مع تعويم السّياسة بتراخيص إعتباطيّة في ظاهرها وهيئات إلتفافيّة بما يُحيل وُجُوبًا لمسار الثّورة في تُونِس والعود على البدء.

2-إنتِخابات مُخترقة ومُحدّدة في بعض تفصيلاتها إمبرياليًّا

حطّت الإمبرياليّة الأوروبيّة والأمريكيّة أنظارها على تُونس بصفة فَجّة أكثر من عهد المخلوع بعد ثورةٍ تفاجات بها وإرتكبت فيها أخطاء قاتلة بدعمها لإجرام بن عليّ لآخر لحظاته،ومُنذ ما بعد 14 جانفي تداعت رُؤُوس الأموال المافياويّة للسّفارات وكانت حُكُومتي الغنّوشي 1و2 بدعم وتكليف مُباشرين من الإليزيه بموافقة واشنطن وبتنسيق مع نجيب الشابّي وأحمد إبراهيم ولقاءات جانِبِيّة مع مُصطفى بن جعفر مع ضخٍّ مالِيٍّ لم ينقطع وإعترفت به وزارة الخارجيّة الأمريكيّة مُؤخّرًا حيث صرّحت بإنفاق حوالي 20 مليون دولار على الدّيمُقراطيّة في تونس توزّعت بين جمعيّات ومُنظّمات تدّعي حقوق الإنسان ورقابة الإنتخابات ورعاية المواطنة وتأسيس الحداثة وبين أحزاب اليمين اللّيبراليّ وأساسًا نجيب الشابّي ومُؤخّرًا آفاق لينظمّ لمانحيهم مافيات ساندت بن عليّ وأركان لإتّحاد الصّناعة والتّجارة بأوامر وأضواء خضراء واضحة وأحيانًا مُصرّحٌ بها من السّفارات أو عبر وُفُود إستثمارِيّة تهاطلت على تُونس بدُون إنقطاع غضّ عليها الجميع الطّرف فيما عدى بعض القوى التقدّمِيّة وعلى رأسِها حزب العُمّال ولم نسمع بموجات إستنكار إلاّ بعد لقاء حمّادي الجباليّ بنُوّاب كُونغرس أمريكيّين في الزّيارة التي أدّاها وفد النّهضة للولايات المُتّحدة في الأسبوع الأوّل من شهر ماي 2011 وشمل اللّقاء آنذاك حتّى زعيم اللُّوبي اليمينيّ المُتطرّف جُو ليبرمان ووُولفُوفيتز وجُون ماكاين رأس حربة الصّهيُونِيّة في الحزب الجمهوريّ مع رُؤُوس أموال ومُمَثِّلي شركات إحتكاريّة فحوى اللّقاء كما أعلن عنه عبد اللطيف المكّي ونور الدين البحيري وسمير ديلُو طمأنة سياسِيِّي الولايات المُتّحدة من حركة النّهضة وتحضيرهم لإمكانِيّة فوزهم في الإنتخابات وتقديم ضماناتٍ لمصالحهم وبالأساس العمل على ضرب أيّ مُحاولات لتعليق الدُّيُون وتهيئة الرّأي العامّ في تُونِس لإمكانيّة تطبيع مع الكيان الصّهيُونِيّ عبّر عنه حمّادي الجبالِيّ في وُضُوح عند قوله:"نعم،نعتقد أنّ إسرائيل دولة ديمُقراطِيّة".ولقد كانت الوفود ذهابًا وإيّابًا لعواصم أوروبا وأمريكا على قدمٍ وساق حيث سافر مصطفى بن جعفر لفرنسا وإلتقى مسؤولين حُكُوميّين وفعل بالمثل نجيب الشابّي وفيما بينهم مُنصف المرزُوقيّ وكانت التّعليمات لهم جميعًا بتقديم خطاب ليبراليّ يُنَصِّص على الوُعُود والجوانب السّياسيّة دُون التطرّق للجوانب الإجتماعيّة ولا الإقتصاديّة وتغليف مقولات الإقتصاد الحُرّ بالعدالة الإجتماعيّة بما جعل من خطاب حزب العُمّال مثلاً واضح الرّاديكاليّة وفي قطيعة تامّة مع سرب بيادق الإمبرياليّة وهو ما جعله أمام أنظار العديد من النّاخبين مُنفرِدًا وارد الإقدام على التّصويت له لكنّ الدّعاية المُضادّة كانت بالمرصاد والحملات ضدّه لم تتوقّف خاصّة مع موجات التّكفير.

3-حملة إنتخابيّة نظيفة من طرف الحزب وقذرة في عمومها

قدّم حزب العُمّال نموذجًا في حملته الإنتخابيّة التي كان شعارها:"أعطي صوتك للثّورة" مع غيابٍ كُلّيٍّ للمال السّياسيّ الذي قال عنه منسّق مرصد الرّابطة عليّ الزّدينيّ:"لم تتوفّر لنا الإمكانيّات اللاّزمة لرصد هذه الظّاهرة لكنّنا لاحظنا فرقًا كبيرًا أثناء الحملة بين أحزاب غنِيّة معروفة لدى الرّأي العامّ والأحزاب الأخرى وقد وقفنا في هذا السّياق على توخّي الطّريقة الأمنريكيّة القائمة على توزيع مظروفات ماليّة وقُمصان ومُقتطعات بنزين وأقلام وقدّاحات وإعتماد سيّارت مُستأجرة ومُكبّرات صوت"كما تحدّث كمال الجندوبيّ نفسه عن هذه الظّاهرة ليقول:"هناك أطراف وأحزاب صرفت أضعاف ما هو مسموح به في الحملة"والمال السّياسيّ في تونس ليس وليد محطّة 23 أكتوبر وإنّما يعود مباشرةً لما بعد 14 جانفي بأيّام وصرّح به في لقاءٍ صحفيٍّ الباجي قايد السّبسي الذي تحدّث عن "شرشارة متاع فلوس"دون تحديد المُستفيد،وغير خَفِيٍّ على أحد إستغلال أحزاب تمويلات من رُؤُوس أموال ساندت بن عليّ وإعترف بذلك مثلاً خميّس قسيلة عن التكتّل ليتحدّث عن شرفهم بهذا التّعاون وإعترف به نجيب الشابّي وأحمد إبراهيم وآفاق والوطنيّ الحُرّ فاقا الخيال وصرّح من بعدهم أردوغان نهفسه عن تمويلات ممنوحة للنّهضة مع قطر التي منح رئيس وزراءها حمد بن جاسم مليارات للغنّوشي أكثر من مرّة وسانده أمير أبوظبي ومشايخ النّفط في السّعُودِيّة بدعمٍ من سَفَر الحوالي رأس الإصلاح الوهابي والمُقرّب من دوائر إتّخاذ القرار بما أفسد الإنتخابات وجعل منها أُضحُوكة مع ما ترافق من تجاوز الترشّحات ل217 مقعدًا لأكثر من 10آلاف مُترشّح وإتمدت العريضة الشّعبيّة على شركات توزيع وحملات بعُقُود تجاوزت 4 ملايين دينار وُزِّعت بين المُدن الكُبرى وفي بعض القرى ذات الثّقل الإنتخابي وغياب التّنافس فيها مع توظيف لماكينة التجمّع المُنحلّ والتي صرّح أركانُها مُنذ إعتصام القُبّة أنّ تصويتهم سيكون عقابًا للشّعب وهو ما كان فعلاً بجرّهم لأفواج من النّاخبين لمُربّعات النّهضة والعريضة في حُضُورٍ لمقولات التّكفير ضدّ حزب العُمّال وتشويه لم ينقطع بمُبَرِّرٍ أو بدونه وأحيانًا في مناطق لا يوجد فيها للحزب صيت سياسيّ،من جانبٍ آخر،كانت حملتنا مُتأخّرة نِسْبِيًّا إنشغل قبلها مُناضلو الحزب وإتّحاد الشّباب إمّا في مهامّ البناء أو في مجالس ولجان حماية الثورة وفي معارك تُثار فلا ينهض لها إلاّ الحزب في الوقت الذي كانت فيه تيّرات النّهضة والعريضة وآفاق والشابّي والقطب يقومون بحملات إشهاريّة تلفزيّة وبحملات توزيع مُوسّع وبتقنيات وأساليب أمركيّة أحيانًا مع تخريط للجميع بدون تدقيق وطرق أبواب المنازل وتحالف مع قنوات تلفزيّة نالت منها الأحزاب الليبراليّة نصيبها ونالت منها النهضة نصيبها وإستغلّت العريضة قناة المُستقلّة ليحلف فيها الهاشمي الحامدي ليلاً نهارًا على المصحف على بَرِّه بوُعُوده وغاب في معضمها حزب العُمّال تجاهُلاً من هذه القنوات أحينًا كثيرة مُتعمّدٌ وعن سبق تخطيط وحتى إملاءات من حكومة الباجي ومَنْ يقف وراءها من أقطاب ومهندسي الإمبرياليّة بما جعل من مناضلي الحزب مناقشين،خُطباء،كُتّاب،أعضاء لجان حماية ثورة،مُوزّعين،وفي كلمة يتحمّل مُعظمهم عِبْءًا تعجر بعض الأحزاب عن تحمّل ما يتحمّله هيكل واحد من هياكل الحزب.
أُساهِمُ في هذا التّقييم الأوّليّ ليس بهدف التّعجيز أو تقزيم نضالات وملاحم صاغها حزب العُمّال ونحَت معالمها بمواقفه الثّابتة وببرنامجه الذي لا يُقهَر وبمُناضلين من ذهب صنعُوا المعجزات بحجم إمكانيّات ماليّة لم تتجاوز الصّفر وإنّما لتنسيب النّتائج ومُسَاهَمَةً في وضع قاطرة الحزب على مستوى البناء على السكّة الماركسيّة التي تليق بحزب العُمّال الشّيُوعِيّ التونسيّ والكفيلة بوضع خُطّة نضاليّة تجمع بين مهامٍّ ميدانيّة مُلقاةٌ على عاتقنا ومعارك تحدّدت ثَنَاياها وبين إستكمال مهامّ التّنظيم بربط وضبط أقصى ما يُمكن من جماهير ناخِبِينا التي منحتنا ثِقَتهم في جَوٍّ مشحُونٍ ودعوات تكفير وإمكانيّات معدومة وتشويه لم ينقطع عن الحزب ليوم النّاس ووُقُوفٌ عند أخطاءٍ وقعت ميدانِيًّا ونقائِص تبيّنت نتائجها ودفعٌ لكُلّ من تخاذل لتحمّل مسؤُولِيّاته وشدٌّ على أيادي رفاقٍ ضحّوْا بكُلّ ما تحمله الكلمة من معنى وأعطَوْا فِعْلِيَّا المَثَل الشّيُوعِيّ وحملوا في داخلهم القِيَم البلشفِيّة .



#السموأل_راجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خِطابُك تعيس يا بشّار!
- اللاّئكيّة
- قمّة المافيات الثّمانية ومُشتقّاتهم
- ليُحاكَم بشّار!
- الحزب الشّيُوعيّ الماركسيّ اللّينينيّ بالإكوادور
- المُنظّمة الماركسيّة اللّينينيّة:ثورة النّرويج
- حزب العُمّال الشّيُوعيّ الدّانماركيّ
- الحزب الشّيُوعيّ المكسيكيّ-الماركسيّ اللّينينيّ
- قوائم الشّهداء والمُعتقلين في سُوريا
- حزب العُمّال الشّيُوعيّ الفرنسيّ:PCOF
- الحزب الشّيُوعيّ بالشّيلي-العمل البروليتاريّ AP
- الحزب الشّيُوعيّ الثّوريّ البرازيلي
- عيدُ العُمّال:من أجل القطع مع اللّيبراليّة
- بشّار ضمانة الكيان الصّهيُونيّ
- نشيد الأمميّة عنوان تحرّكات 1 آيار
- بيان الأوّل من مايو:الأمميّة الشّيُوعيّة
- إجرام لا ينقطع من بَشّار وشبِّيحَتُه
- موقف الأمميّة الشُّيُوعيّة من التدخّل العسكريّ في ليبيا
- تقديم -وحدة وصراع-:اللّسان المركزيّ للأمميّة الشّيُوعيّة
- حول النّدوة الأمميّة للأحزاب والمُنظّمات الماركسيّة اللينيني ...


المزيد.....




- من الحرب العالمية الثانية.. العثور على بقايا 7 من المحاربين ...
- ظهور الرهينة الإسرائيلي-الأمريكي غولدبرغ بولين في فيديو جديد ...
- بايدن بوقع قانون المساعدة العسكرية لأوكرانيا وإسرائيل ويتعهد ...
- -قبل عملية رفح-.. موقع عبري يتحدث عن سماح إسرائيل لوفدين دول ...
- إسرائيل تعلن تصفية -نصف- قادة حزب الله وتشن عملية هجومية في ...
- ماذا يدخن سوناك؟.. مجلة بريطانية تهاجم رئيس الوزراء وسط فوضى ...
- وزير الخارجية الأوكراني يقارن بين إنجازات روسيا والغرب في مج ...
- الحوثيون يؤكدون فشل تحالف البحر الأحمر
- النيجر تعرب عن رغبتها في شراء أسلحة من روسيا
- كيف يؤثر فقدان الوزن على الشعر والبشرة؟


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - السموأل راجي - قراءة في نتائج الإنتخابات التُّونسيّة