الحزب الشّيُوعيّ الماركسيّ اللّينينيّ بالإكوادور

السموأل راجي

الحوار المتمدن-العدد: 3375 - 2011 / 5 / 24 - 20:10
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    

تأسّس الحزب الشّيُوعيّ الماركسيّ اللّينينيّ بالإكوادور (El Partido Comunista Marxista Leninista del Ecuador) في الأوّل من آب/أغسطس 1964 وإنعقد مُؤتمره التّأسيسيّ في باسكولاس من مُقاطعة غواياس (Pascuales/Guayas) بهدف القطع مع التّحريفيّة ومنح الطّبقة العاملة والشّعب الإكوادوريّ الأداة التّنظيميّة الكفاحيّة لتحقيق التحرّر الوطنيّ الحقيقيّ والإنعتاق الإجتماعيّ ومن ثمّ بناء الإشتراكيّة.

خلال النّصف الثّاني من خمسينات القرن العشرين وبداية الستّينات،خاضت مجموعة من الشّيُوعيّين بالإكوادور صِراعًا مريرًا داخل الحزب الشّيُوعيّ الرّسميّ حول قضايا خلافيّة نظريّة وسياسيّة وطروحات إقتصاديّة بهدف تكريس الخطّ الماركسيّ اللّينينيّ فعليًّا والقطع مع خزعبلات ما بعد المُؤتمر العشرين للحزب الشّيُوعيّ السذفياتيّ الي وضع حدًّا لتبنّي مفهوم الصّراع الطّبقيّ وإنحاز لسياسة التّعايش السّلميّ والتّعاونيّة مُنحرِفًا على الماركسيّة اللّينينيّة مُساهِمًا في دكِّ حصن الطّبقة العاملة الذي شيّده بشفة روسيا رفاق لينين وستالين،وكانت قيادة الحزب الرّسميّ المُوالية للخروتشوفيّة قد خاضت بدورها صِرَاعًا مُضادًّا للقوى الثّوريّة داخل الحزب وإنخرطت في مسارٍ تفريطيٍّ بلغ مداه في التّنديد بالنّضال المطلبيّ الإجتماعيّ في بداية الستّينات وإسناد السّلطة القائمة في كيتو خاصّةً أيّام غوس ماريا فيلسكو إيبرا (Jose Maria Velasco Ibarra) ولقد أفضى الصّراع في النّهاية إلى إعلان الإنشقاق وتأسيس الحزب إنضباطًا لتعاليم ماركس،إنغلس،لينين وستالين والجدير بالمُلاحظة أنّ هذه الصّراعات قد شقّت الحركة الشّيُوعيّة في كُلّ العالم ولم تكُن الإكوادور معزولة عنه فناضل شيُوعيُّوها ضدّ التّحريفيّة وإعتبروا أنّ تأسيس حزبهم كان من أجل الطّبقة العاملة ووفاءًا لها.

مُسلّحًا بالماركسيّة اللّينينيّة،قدّم الحزب مُنذ تأسيسه دليلاً على كفاحيّة مُناضليه في التوجّه لعُمّال المناجم والمصانع وفُقراء الفلاّحين وجماهير الطُلاّب وفي ظرفٍ وجيزٍ تمكّن من توسيع قواعده لتنعقد أولى مُؤتمراته الوطنيّة سنة 1970 الذي تمّ خلاله تبنّي وثيقة مركزيّة شكّلت مُنذ ذلك التّاريخ وثيقته البرنامجيّة بعنوان:"البرنامج العامّ للثّورة بالإكوادور"(Programa General de la Revolución Ecuatoriana:PGRE) وتمّت المُصادقة في ذات المُؤتمر على اللّوائح التّنظيميّة بما في ذلك القانون الأساسيّ والنّظام الدّاخليّ،ولا تزال الوثيقة قيد التّطوير في كُلّ مُؤتمر بإرتباط مع مُتغيّرات المُجتمع الإكوادوريّ والعالم.
إلى حُدُود 2003،أنجز الحزب 6 مُؤتمرات وطنيّة عاديّة ناقش خلالها خطّ الحزب وإمكانيّاتها وجماهيريّته ونقاط ضعفه والوضع السّياسيّ العام داخل البلاد وخارجها ورصد فيها ملامح الصّراع الطّبقيّ ومجالات تدخّل المُناضلين،وعقد مُؤتمرًا إستثنائيًّا سنة 1978 كانت النّقاشات حول التطوّرات داخل الحركة الشّيُوعيّة الدّوليّة مركز الإهتمام فيه،وكانت القضيّة الأساس تُراث ماو تسي تونغ ومدى ثوريّته وإلتزامه بالماركسيّة اللّينينيّة و"القفزة الكُبرى للأمام" ونتائجها الكارثيّة على المُجتمع الصّينيّ و"الثّورة الثّقافيّة" وما شابها من مُمارسات من الحرس الأحمر ممّا أدّى لإعترافه هو ذاته بفشلها ونُوقشت من جديد "نظريّة العوالم الثّلاثة" المُعادية للشّيُوعيّة وخرج المُؤتمر الإستثنائيّ بتحليلٍ مُطوّل لإسهامات ماو في الصّين وإخفاقاته وإعتبار أنّ الماركسيّة اللّينينيذة تتناقض مع طروحاته خاصّة القاضية بإمكانيّة الجماهير خلق قوانين إقتصاديّة مُباشَرةً دون تطوير القوانين الموجودة بما يخدم صالحها.

يعتبر الحزب أنّ النّضال ضدّ رأس المال والتدخّل الإمبرياليّ الهمجيّ لا يتناقض مع المهمّات الدّيمُقراطيّة للشّيُوعيّين في الإكوادور،ومسار الثّورة في البلاد يتداخل فيه النّضال الإجتماعي والإقتصاديّ والسّياسيّ والشّبابيّ والثّقافيّ كُلّ جبهة ولها خصوصيّاتها مع توحيد الهدف وخلق مناخٍ ثوريّ يسمح بالثّورة ولا يُمكن تحقيق الثّورة الإشتراكيّة في الإكوادور دون إتمام المهامّ التي لم تُنجزها الرّأسماليّة وتطوير القوانين الإقتصاديّة الموجودة لفائدة البروليتاريا والشّعب كخطوة أساسيّة في المسار الثّوريّ ولا يكون إلاّ بعد الإستيلاء على السّلطة من قِبَل عُمّال وشعب الإكوادور.
مُنذ إنطلاقتها في أكتوبر/تشرين الأوّل 1966،بلغت أعداد اللّسان المركزيّ للحزب المنشورة "En Marcha"أكثر من 1400 عدد وتُصدر القيادة مجلّة نظريّة قارّة تهتمّ بتطوير الملكات الثّوريّة والطّاقات الفكريّة للمُناضلين وتُناقش الطّروحات المُضادّة وتحمل إسم :"سبارتاكوس"(Espartaco).

ساهمت نضالات الحزب في أوساط الشّغيلة بالإكوادور وجماهير الطُّلاّب وفُقراء الفلاّحين في تعزيز رصيد الحزب البشريّ عبر إمداد لا ينقطع من خيرة الثّوريّين الذين يتبنّون الماركسيّة اللّينينيّة خلال مراحل إعدادهم ودورات تكوينهم الحزبيّة كما عزّز الحزب مُنظّماته الجماهيريّة مثل "الإتّحاد العُمّاليّ"( UCAE) و"إتّحاد المُزارعين"(UGTE) و"المُنظّمة الشّبابيّة"(JRE).
قدّم العديد من مُناضلي الحزب حياتهم فِدَاءً للقضيّة البروليتاريّة في الإكوادور والثّورة ومنهم:ميلتون رايس(Milton Reyes) سنة 1970 وهو عضو اللّجنة المركزيّة للحزب،جورجي تينوكو(Jorge Tinoco) سنة 1973 وهو المسؤول التّنظيميّ عن مُقاطعة غواياس،ميغال بوزو( Miguel Pozo) سكرتير الحزب المُكلّف بالمُقاطعات،روزيتا باريديس(Rosita Paredes) في 1973،كارلوس كاسترو،كليبر ألفارادُو(Kleber Alvarado).وفي ظلّ حُكُومة جميل ماهواد(Jamil Mahuad) الدّيمُقراطيّ-المسيحيّ والمُمتدّة بين 1998-2000،تمّ إغتيال كُلٌّ من جايمي هورتادو(Jaime Hurtado) عضو المكتب السّياسيّ للحركة الدّيمُقراطيّة الشّعبيّة التي يُساهم فيها الحزب ومعه الرّفيق بابلو تابيا(Pablo Tapia).

كمنظمة دولية تعمل من أجل تطوير الحركة الشيوعية الدولية والنّضال ضدّ التّحريفيّة ومُواجهة طًغيان رأس المال،إنخرط الحزب الشّيُوعيّ الماركسيّ اللّينينيّ بالنّدوة الأمميّة التي إنعقد مُؤتمرها التّأسيسيّ في عاصمة الإكوادور كيتو في شهر آب/أغسطس 1994 وإنتهى ب"الإعلان الشّيُوعيّ لعُمّال وشُعُوب العالم" وكانت عُضويّته في النّدوة أداةً من أدوات تطويره وتزويده بالخطّ السّليم والمُتماسك للثّورة وساهم في الكفاح ضدّ الإنتهازيّة وأفكار البورجوازيّة الصّغرى عبر الكتابة الدّوريّة في اللّسان المركزيّ للنّدوة:"وحدة وصراع" وكان آخر مُؤتمر للحزب المُنعقد في 2008 تحت إشراف اللّجنة التّنسيقيّة للنّدوة وحضر عنها ممثّل حزب العُمّال الشّيُوعيّ الفرنسيّ وممثّل الشّيليّ وحزب العُمّال الشّيُوعيّ التّونسيّ.

#السموأل_راجي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل