أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - سامي عبالقادر ريكاني - اين الاكراد من الربيع العربي........الجزء الثاني















المزيد.....

اين الاكراد من الربيع العربي........الجزء الثاني


سامي عبالقادر ريكاني

الحوار المتمدن-العدد: 3572 - 2011 / 12 / 10 - 01:11
المحور: القضية الكردية
    


سافرد هذا الجزء بالحديث عن سياسات تركيا لاهميتا ولدورها الكبير في المنطقة والتي استطاعت بسياساتها من خداع شعوب المنطقة وجعلتهم يستسلمون لمؤامراتها الدفينه خلف قناع الاسلام,وكذلك لدورها الكبير والمؤامراتي ضد الشعب الكوردي في جميع الدول التي يتواجدون فبه .

ان انبهار العالم العربي والاسلامي اضافة الى بعض المثقفين الاكراد الذين ينعقون بما لايسمع ولايبصر بمواقف تركيا اتجاه قضايا المنطقة والتي ينظر اليها بالمقابل بعين الريبة من قيل الكثيربين من المفكرين والسياسيين في العالمين العربي والغربي على انها عودة للسلطان العثماني مستغلا الظروف والتحولات التي تمر بها الشرق الاوسط والتغيرات التي تجتاح الدول العربية في ما يسمى بالربيع العربي ومستغلا غياب قيادة عربية تهتم بشؤونهم والملفت في هذه العودة انها دخلت من خلال النقر على احب الابواب عند العرب والمسلمين وهي فلسطين بتبنيها مواقف مدافعة عن القضية الفلسطينية كموقفه مع شيمون بيريس في دافوس واسطول الحرية والذي راح على اثره تسع اتراك قتلوا على ايدي الإسرائيليين وادة إلى القطيعة بين الدولتين وحيث كان لهذا الصدى اثره البالغ والعميق على وجدان وعواطف العرب والمسلمين فهذه الخطوة سرعت من دخولها العالم العربي بعد مقاطعة دامت أكثر من ستين سنة حاولت تركيا بنهجها الاتاتوركي من الانسلاخ من محيطها الأسيوي وبشقيه العربي والإسلامي والركض وراء الغرب حتى وعت على يد هذه الحكومة إنها دفعت الكثير للغرب ولم تربح شيئا .
ولكن من المؤسف أن تركيا عادة بعد ان افلست بمقامرتها مع الغرب الى الحاضنة الشرق الأوسطية لتأخذ كل شيء دون ان تعطي شيئا بعد ما أعطت كل شيء للغرب ولم تاخذ منها شيئا,ربما سيكون كلامي هذا ثقيلا على آذان وعواطف الكثيرين من القراء ممن يحنون الى الماضي العثماني والإمبراطورية الإسلامية بعد ان خيبت آمالهم دولهم القومية وسلبت منهم كل ما بقي لديهم من كرامة وحرية واهانة إنسانيتهم ومزقت أوطانهم وشردت أبنائهم ,واجبر شعوبهم للاستعانة بالذي حتى الأمس القريب كان يحسب مستعمرا لينقذهم هذه المرة من بطلهم(جلادهم) القومي ,ولنكون حياديين ومنصفين في تقييمنا للإستراتيجية التركية وسياساتها في المنطقة فعلينا دراستها بموضوعية من خلال المعطيات والنتائج وبصورة براغماتية عبر التسع السنوات التي حكمتها حزب العدالة والتنمية بقيادة اردوغان.
فعلى الصعيد الخارجي , استطاعت حكومة اردوغان من الإمساك بلجام فرس السياسة الخارجية التركية بعد ان أتعبته فرسان الاتاتوركية في الحكومات السابقة في السباق مع الغرب من اجل الفوز برهانات وهمية ,وأدارته نحو الشرق فاستحوذت على جميع الرهانات بدون ركض او إجهاد وحتى الرهانات الغربية جاءتها طواعية عبر سياسة الإغراء واللعب على العواطف والإيهام والإظهار بأنها هي التي تقود قافلة الشرق أوسطية المحملة بأغنى الموارد وأكثرها طلبا على الساحة الدولية,وكانت لها ما أرادة ,متبعا سياسة التوازنات في العلاقات ,إضافة إلى الفرقعات الإعلامية والرحلات المكوكية والاستعراضية إلى جميع الدول حتى التي لها معها خلافات وعداوات لإيهامهم بانها دولة السلام ,الساعية الى التصالح والتعاون والتركيز على المصالح المتبادلة التي اقنعت شعوب المنطقة بانها اوجدة من تستطيع ان تعول عليه كصديق من طرف البعض وكمنقذ بالنسبة للبعض الاخر ,ولكن اين حقيقة تركيا من هذه الاعتقادات.
ان مرتكز الاستراتيجية السياسية لحكومة اردوغان والتي اقامة عليها سياستها الخارجية تدور في محورين المحور الأول تأجيل الخلافات والعداوات مع الخصوم والأعداء وتهدئة النقاط الساخنة لكسب الوقت حتى تهيئ نفسها لمعركة طويلة ,والعمل على مد جسور التعاون والشراكة القائمة على تبادل المصالح من اجل بناء اقتصاد قوي ايمانا منها بانه في عالم يكون الاقتصاد هو المحرك والهدف الذي تتلاشا امامه كل العقبات والاهداف وتتلاقا عندها مصالح الأصدقاء والأعداء ,لابد ان يكون على راس أولوياتها, اضافة الى اقتصادها المنهار وغياب الموارد والاعتماد على التجارة والاستثمار الاجنبي الذي يقوم عليه عصب الاقتصاد التركي,المحور الثاني العمل على استعادة دورها القيادي في الشرق الغني بالنفط ودورها كحليف للغرب ,فكان لابد لها ان تلعب على الحبلين.
فبعد ان استطاع من خداع المسلمين والعرب عبر تبني سياسة اللعب على العواطف بد فاعه عن الشعب الفلسطيني واظهارالخصومة مع إسرائيل والذي حسب احدث الاستطلاعات كانت مفبركا ومخططا مؤامراتيا عن طريق تقسيم الادوار بين الثلاثي تركيا وامريكا واسرائيل للسيطرة على مقاليد القيادة في الشرق الاوسط وحيث اثبت هذا حجم التبادل التجاري بين اسرائيل وتركيا حيث زادة صادرات تركيا لاسرائيل 25 بالمئة عما قبل الازمة وزادة صادرات اسرائيل لتركيا 60 بالمئة وفق تقرير نشرته قناة روسيا اليوم الفضائية والناطقة بالعربة اضافة الى تقرير سري اسرائيلي بان ازمة اسطول الحرية حل من قبل الطرفين واللتي كانت اصلا عبارة عن صفقة بين الدولتين استطاعت تركيا من خلالها ان تحشد عواطف المسلمين مما مهد له الطريق للتوغل اكثر في الشؤن الداخلية لدول المنطقة ومقابل ذلك منح اسرائيل منطقة استخباراتية في تركيا ضمن المنطقة الكوردية دفع كعقار للحكومة الاسرائيلية ومع بقاء اسرائيل كحليف قوي ولكن وراء الكواليس ,وبهذا الخداع استطاع ان يغزو قلوب وعواطف المسلمين, وكما اسرع بتوطيد علاقاتها مع امريكا والاتحاد الاوروبي راعيتا دولة اسرائيل, ووافقت على نصب رصد للصواريخ التابعة للناتواعلى الاراضي التركية من اجل المراقبة واعادة فتح قاعدة ارجليك للقوات الامريكية بعد انسحابها من العراق والتي تخوفت منها ايران وروسيا وبعض الحكومات والشعوب العربية.
واما اذا قورنا ماقامت به تركيا بما قامت به بعض الدول الاخرى كايران وسورية حيال القضية الفلسطينية فانها لاتساوي شيئا سواء اكان على المستوى المادي او المعنوي .فاذا كانت على مستوى الخطاب الاعلامي او المعنوي فايران بمناسبة وغير مناسبة دعت وتدعوا الى زوال إسرائيل واحراقها ولاتعترف بدولتهم ,واما على المستوى العملي فمقابل اكتفاء تركيا الترحيب بفوز حماس في الانتخابات واستقبال قادتهم فان ايران وسوريا دافعتا ودعمتا حكومة حماس بالمال والسلاح مما افشلت المؤامرة الامريكية الاسرائيلية المدعومة من الدول العربية لاسقاط تلك الحكومة بعد حصارها اعواما ,اضافة الى مااشرنا اليه بان تركيا مقابل ذلك الترحيب عززت من علاقاتها مع اعداء القضية الفلسطينية على المستوى الاستراتيجي عسكريا واقتصاديا وسياسيا.
واذا كانت قد تدخلت لمساعدة الدول الاسلامية في اسيا الوسطى ضمن تحدي النفوذ الروسي والصيني فانها وازنتها بزيادة علاقاتها الاقتصادية مع الدولتين حتى وصلت حجم التبادل الاقتصادي الى 25 مليار دولار مع الاولى واكثر من هذا مع الثانية عام 2009م.
اما بالنسبة لمواقفها من الربيع العربي وحقوق شعوب المنطقة فاتسمت بإتباع منهج معاوية للإبقاء على مصالحها حين قيل له يا معاوية أين تكمن دهائك مع الناس قال في الحبل الذي اجعله بيني وبين جميع الناس سواء أكانوا أعداء أو موالين كلما أرخوا الحبل شددته إلى أن أحس بأنهم شدوه فأرخيه فكانت هذه السياسة واضحة من خلال تذبذب مواقفها من الثورات العربية وحكوماتها وحسب ترجيح كفة المنتصر فكلما كانت الدولة مسيطرة كانت تلتزم الصمت او تدعوا الشعب للحوار مع السلطة وكلما رأت ترجيح كفت الثورة كانت تدعوا الحكومات للتنحي واحترام ارادة شعوبها كمواقفها من ثورات تونس ومصر ليبيا والبحرين ,وتذبذبت بين اللين والشدة في موقفها من حكومة سوريا وشعبها والذي يرى اكثر المحللين بان مواقف تركيا الغير عقلانية هي التي اججت الفتنة واعطت للنظام السوري التبرير الواقعي لاتهام الثورة بالخيانة وبوجود مسلحين من بينهم يعملون لاجندة خارجية, وبالمقابل خدعت الثورة السورية بمواقف وتصريحات المسؤولين في الحكومة التركية بحمايتها وانها لن تقف متفرجة على المذابح التي يرتكبها النظام السوري واظهار دعمها للشعب , مما الهب الحماس بالشباب السوري وصعدت من ثورتها السلمية لتصل الى مواجهة مسلحة راحت ضحيتها الالاف من الشباب المتحمس في معركة غير متكافئة مع الالة العسكرية التي لاترحم ولاتعرف ولاءا سوى لدكتاتورها الجبان. ودارة تركيا ظهرها لهذا الشعب وطلبت منها مرة اخرى للحوار مع السلطة.واعادة الكرة وصعدت من لهجتها مرة اخرى وهددت باجتياح سوريا بعد موافقت الاخيرة بالمبادرة العربية . فكانت هذه المواقف اكبر دليل على ان تركيا من خلال سياساتها ماكانت تبغي غير ضمان مصالحها مع الرابح ولايهمها سواء اكانت الجهة الرابحة هي الحكومات الدكتاتورية ام شعوبها.
اما موقفها من ايران فاتسمت باظهار العداوة ارضاء للعرب السنة اصحاب النفط والاعداء التقليديين لايران الشيعية ولموائمتها مع مصالح حلفائها الغربيين , والتي وازنتها مع ايران بالعقود الاقتصادية والشراكة وتبادل المصالح والدخول في اتفاقات وتحالفات عسكرية واستراتيجية ضد دول المنطقة وعلى راسها العراق والتي هي على علم تام بسيطرة النفوذ الايراني على الحكومة والبرلمان العراقي وعلى حساب العرب السنة وحقوق الشعب الكوردي ,واختراقهما المستمر للحدود العراقية وسيادتها بحجة ملاحقة المسلحين الاكراد بعد تزايد مخاوف الدولتين من التحولات التي تجتاح المنطقة العربية وتاثيرها على مستقبل الوضع السياسي للاكراد في الدولتين وخوفا من تكرار سيناريوا كوردي ودولي ترمي الى تكوين فدراليات مشابهة لفدرالية اقليم كوردستان العراق في الدولتين .فحتى امام المبادرة العربية التي وافقت عليها سوريا لحل الازمة لم تخفي تركيا امتعاضها الشديد منها لكون المبادرة حيدت تركيا من المشاركة وكانت سببا لتزايد المناوشات الكلامية السرية والمتبادلة بين الدولتين السورية والتركية عبر قنصليتي الدولتين في انقرة ودمشق والذي هدد تركيا من خلالها سوريا بالاجتياح ان صح خبر نية سورية اعطاء الكورد حقوقهم القومية ضمن هذه االمصالحة مع استحالتها والتي ارادة سوريا من خلال هذه المبادرة ضرب تركيا واثارة مخاوفها والتي تفهم سوريا جيدا بان التدخل التر كي في الشان السوري واستقبالها للمعارضة السورية وابعاد المعارضة الكوردية انما ارادة من خلالها الحصول على الضمانات منها لقطع أي طريق امام الاكراد بان يحصلوا على أي وضع سياسي تضمن حقوقهم القومية اسوة باخوتهم اليوم في اقليم كوردستان العراق لذلك ضربت حكومة سوريا من خلال المبادرة على الجرح الذي يؤلم عدوها التركي وليظهر للعالم الوجه الحقيقي لحكومة اردوغان ونواياها غير الصادقة وان تحركها ضد سوريا ليس لوقف نذيف الدم في سوريا ولا تشجيعا له للتحول نحوا الديمقراطية واعطاء حقوق شعبها واحترام ارادتها والتي كانت تتذرع تركيا بتدخلها في شؤن سوريا من اجل تحقيق هذه الشعارات, وان هذه المواقف تظهر مدى خداع تركيا لشعوب المنطقة والشعب السوري ويكشف النية الحقيقية من وراء اهتمامه بسوريا وانتفاضته وان لاهم لها سوى مصالحها من وراء احتضان المعارضة السورية والتي جاءت لضمان المصالح التركية متضمنة في عدة نقاط الزمت المعارضة بالموافقة عليها مقابل مساعدتها لها والتي جاءة ضمن هذة النقاط قطع الطريق امام وضع أي قانون يضم الحقوق الكوردية , والموافقة على قيام تركيا بالعمليات العسكرية في المناطق الكوردية في سوريا للقضاء على أي تحول سياسي للقضية الكوردية في هذه المنطقة .



#سامي_عبالقادر_ريكاني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اين الاكراد من الربيع العربي
- ازمة الديمقراطيات مع عبدة الأسلاف
- هل حققت الديمقراطية حلم الأكراد في إقليم كوردستان؟
- الاستبداد,ورحلة شعوب الشرق الاوسط الى الحرية


المزيد.....




- الحكومة اليمنية تطالب الأمم المتحدة بإعادة النظر في التعامل ...
- الأمم المتحدة تدعو إلى إجراء تحقيق دولي بشأن المقابر الجماعي ...
- مدير جمعية الإغاثة الطبية بغزة: نحاول إعادة تشغيل مستشفى الأ ...
- الأمم المتحدة: توزيع مساعدات على نحو 14 ألف نازح حديث في الي ...
- خطة ترحيل اللاجئين إلى رواندا: انتقادات حقوقية ولندن تصر
- حملة -تطهير اجتماعي-.. الشرطة الفرنسية تزيل مخيما لمهاجرين و ...
- الأمم المتحدة تطلب فتح تحقيق دولي في المقابر الجماعية في مست ...
- أرقام صادمة.. اليونيسيف تحذر من مخاطر -الأسلحة المتفجرة- على ...
- أهالي الأسرى الإسرائيليين يحتجون في تل أبيب لإطلاق أبنائهم
- بدء أعمال لجنة الميثاق العربي لحقوق الإنسان بمقر الجامعة الع ...


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - سامي عبالقادر ريكاني - اين الاكراد من الربيع العربي........الجزء الثاني