أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - سامي عبالقادر ريكاني - هل حققت الديمقراطية حلم الأكراد في إقليم كوردستان؟















المزيد.....

هل حققت الديمقراطية حلم الأكراد في إقليم كوردستان؟


سامي عبالقادر ريكاني

الحوار المتمدن-العدد: 3358 - 2011 / 5 / 7 - 21:32
المحور: القضية الكردية
    


لاشك إن قوة كل شعب تكمن في قوة ارتباطهم واعتقادهم بعدالة قضيتهم ، وبمدى تمسكهم بها ، وبدرجة استعدادهم للتضحية من اجلها، وبمدى ثقتهم بقياداتهم ، ومن ثم بكيفية الحفاظ على إدامة هذه العوامل وتغذيتها من اجل بقائها حية في فكر ووجدان أفراد شعوبها ، ولكي نبني إنسانا مضحيا ونبقي على روح التضحية في وجدانه علينا أن نجعله يحس بأهميته من خلال تطبيق الديمقراطية والعدالة والمساواة أمام القانون وفي الحقوق والواجبات وإشعاره بحريته وقيمته ، والقضاء على الخلافات الداخلية ، عن طريق تفضيل المصلحة القومية على المصلحة الشخصية والحزبية الضيقة والقضاء على المحسوبية والفساد بكل أشكاله ، فالإخلال والإهمال بهذه الأمور تعتبر من اخطر الأمور على المسيرة النضالية لأي شعب يريد النهوض ومواصلة الطريق وصولا لأهدافه ،والإخلال بها يفتح ثغرات في جسم الأمة فينخر فيه حتى تقضي عليه.
فنحن الأكراد كنا ولانزال من أكثر الشعوب المضطهدة تشدقا بمصطلح الديمقراطية سواء أكان على مستوى الشعارات او على مستوى سقف المطالب الكوردية وعلى الصعيدين الدولي والمحلي وأمام الدكتاتوريات التي كانت تتحكم بمصير هذا الشعب والذي رأينا بأننا عانينا ودفعنا بتضحيات جسام أكثر من أي شعب جراء عدم تطبيق الديمقراطية في تلك الدول ,وجاءت الانتفاضة المجيدة لتختبر صدق ادعاءاتنا وبعد أن حضينا بنوع من الحرية والذي ما أن لبث حتى تحول إلى إقليم فدرالي وأصبح حلم الدولة الكوردية حقيقة واقعة بعد إزاحة دكتاتور العراق وفسح المجال أمام الأكراد لبناء قواعد الديمقراطية والشروع ببناء مؤسسات الدولة على جميع الأصعدة وسيادة دولة القانون ضمن هذا الإقليم الفدرالي من اجل الشروع في تحقيق الحلم الكوردي في الاستمتاع بحقوقه ومكتسباته على الصعيد الفردي والقومي والذي ضحى الشعب بالغالي والنفيس من اجل رؤية هذا اليوم ولكن للأسف لم يرى الأكراد هذا الحلم بسبب الاقتتال الداخلي والذي لا أريد أن أعيد ذكرياته المأساوية على مسامعنا , والذي انتهى بخروج اتفاق واشنطن وبإشراف وضخط أمريكي لحاجة الأخير للأكراد في حربه ضد النظام العراقي البائد ,وكان هذا الاتفاق على حساب الديمقراطية ومصير الشعب الكوردي والذي خرج بصيغة تقسيم الموارد والمصالح بين الحزبين الرئيسيين وضمن اتفاقية إستراتيجية ,أصبحت حجر عثرة أمام النهوض والانتقال إلى مرحلة بناء المؤسسات المستقلة وبناء دولة القانون والديمقراطية والذي امتد تأثيرها حتى بعد الانتخابات الأخيرة سنة 2009 وحتى مع وجود انتخابات شبه حرة وبناء برلمان ووجود معارضة فعالة وحقيقية في البرلمان ووجود حكومة موحدة ,ولكنها كلها فشلت بمجرد أن جاء أوان أول اختبار لهذه الديمقراطية ومؤسساتها في الواقع العملي من خلال تفعيلها بين الحكومة والمعارضة بالنهوض بدورها في تحقيق الحلم الكوردي في الحرية والعدالة والمساواة وتقرير المصير والبدء بمحاربة الفساد والعمل على تحقيق استقلالية مؤسسات الدولة في اتخاذ قراراتها بعيدا عن التدخلات الحزبية والمصالح الشخصية والمحسوبية ووضع المصلحة القومية فوق كل الاعتبارات والمصالح .
وجاء يوم 17 شباط شاهدا على ذلك ولتخيب الأمل الكوردي في الوصول إلى طموحه بالديمقراطية بسبب ما آلة إليه الأوضاع في كردستان من جراء تفعيل العمل الديمقراطي باتخاذ الشعب المظاهرات السلمية باعتبارها الآلية الثانية للضغط على الحكومة لإرغامها على الالتزام بوعودها التي قطعتها للشعب والتي على غرارها استحوذت على أكثرية أصوات الشعب وأوصلتها إلى الحكم, وبعد أن فشلت عبر المعارضة وفق عملية التصويت من تحقيق ذلك لكون المعارضة تمثل الأقلية في البرلمان أمام الكتلة التي تترأس الحكومة, والذي تحولت هذه المظاهرات إلى مظاهرة دموية وحولت إلى أزمة سياسية كادت أن تعصف بمستقبل الإقليم برمتها , وبعد أن وصل الحال بالأحزاب السياسية لللجوء إلى دول الجوار العراقي وجهات أخرى داخلية في العراق من اجل التوسط أو للاستقواء بهم على إخوتهم في الداخل الكوردستاني والتي كانت تعتبر هذه الجهات ولحد قبل أيام قليلة بأنهم أعداء القضية الكوردية ,والذي تحمل الشعب الكوردي السكوت على كل أخطاء وتجاوزات الأحزاب الكوردية التي كانت تقود العملية السياسية عبر إحدى وعشرون سنة خوفا من اتخاذ ذلك من قبل هؤلاء الأعداء من التآمر على مستقبل القضية الكوردية والتدخل في شؤونه , والذي نراه اليوم وبدون أي خجل أو اعتبار لهذا الشعب تركض هذه الأحزاب وتلجا إليهم من اجل حل الخلافات بين الأطراف الكوردستانية والذي كل طرف يريد حلا على طريقته تختلف عما يريده الطرف الآخر.
وهنا اتسائل ما هذا التناقض الذي نعيش فيه؟ بين تشدقنا بالديمقراطية قولا وابتعادنا عنها عملا, وبين عشقنا له على مستوى الأحلام والأماني وإنكارنا له على مستوى الواقع والحقيقة, وبين ربط تحقيق وإحياء آمالنا في الوحدة والحرية والعدالة والمساواة بتحقيق الديمقراطية وبين قتل هذه الآمال باسمها,وبين تقديم التضحيات من اجل إيجادها وبين تقديم التضحيات من اجل التخلص منها, وبين اتخاذنا للديمقراطية وسيلة لسد الطريق أمام التدخلات من قبل الأعداء وبين طلبنا المساعدة من الأعداء للتدخل ليحررنا من الديمقراطية,وبين اتخاذنا له طريقا يوصلنا إلى تحقيق حلم الدولة الكوردية وبين وئد هذا الحلم في مهدها عن طريق هذه الديمقراطية.
واتسائل مرة أخرى فأقول هل العيب في الديمقراطية؟ بان يكون مفعولها قد انتهى ونفذت أغراضها, ولكن مع كل هذا التوجه العالمي وهذه الثورات العربية وهذه التضحيات التي يدفعونا من اجل ترسيخ قواعدها في دولهم ومجتمعاتهم يثبت عكس ذلك , فهل العيب فينا نحن الأكراد؟.
فأقول لإخوتي نعم العيب فينا, لا تكمن مشكلتنا الكوردية في الديمقراطية ولكن مشكلتنا الكوردية تكمن في أننا قد قفزنا إلى مطلب الدولة الفدرالية المؤسساتية في ظل إقليم موحد يحظى بفدرالية نسبية من مرحلة العشيرة والقبيلة الموصوف بالعقلية والسلوك الاستبدادي البدائي دون إكمال مرحلة بناء مجتمع ونظام ومواطن ديمقراطي حقيقي يفتخر باستقلاله وحريته ووحدته ، ولذلك بقينا عشائر وقبائل وجماعات مصالح على مستوى الواقع ونعيش الوحدة الكوردية وذكرى الدولة الديمقراطية المؤسساتية على مستوى الحلم على ارض الإقليم.
ولذلك، فإنه دون اقتلاع هذه العقلية والسلوك الاستبدادي العشائري والقبلي البدائي وكل مشروعات الاستبداد سواء أكان باسم الدين أو الوطن أو القومية، فلن تكون هناك لا إقليم ديمقراطي امن يحظي أفرادها بالحرية والوحدة والعدالة والمساواة ولا مستقبل للدولة الكوردية.
لذا فحتى نرتقي إلى مصاف المجتمعات المتحضرة ببناء إقليم ديمقراطي حقيقي يخدم مصالحنا وقائم على الدعائم والمقومات الحضارية يجب أن نتسلح بالعلم ونسعى إلى الحرية و نغير من سيكولوجيتنا الرديئة الذليلة( وما يغيّر الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم) .

سامي عبدا لقادر ريكاني
ماجستير :علوم سياسية
EMIL:[email protected]



#سامي_عبالقادر_ريكاني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاستبداد,ورحلة شعوب الشرق الاوسط الى الحرية


المزيد.....




- محكمة العدل الدولية تصدر-إجراءات إضافية- ضد إسرائيل جراء الم ...
- انتقاد أممي لتقييد إسرائيل عمل الأونروا ودول تدفع مساهماتها ...
- محكمة العدل تأمر إسرائيل بإدخال المساعدات لغزة دون معوقات
- نتنياهو يتعهد بإعادة كافة الجنود الأسرى في غزة
- إجراء خطير.. الأمم المتحدة تعلق على منع إسرائيل وصول مساعدات ...
- فيديو خاص: أرقام مرعبة حول المجاعة في غزة!!
- محكمة العدل تأمر إسرائيل بفتح المعابر لدخول المساعدات إلى غز ...
- مسؤول أممي لبي بي سي: -المجاعة في غزة قد ترقى إلى جريمة حرب- ...
- الأونروا تدعو لرفع القيود عن وصول المساعدات إلى شمال غزة
- الأمم المتحدة: هناك مؤشرات وأدلة واضحة تثبت استخدام إسرائيل ...


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - سامي عبالقادر ريكاني - هل حققت الديمقراطية حلم الأكراد في إقليم كوردستان؟