أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - سامي كاب - النزوع نحو الانتحار ... اسباب بيولوجية ووراثية وطبيعية















المزيد.....

النزوع نحو الانتحار ... اسباب بيولوجية ووراثية وطبيعية


سامي كاب
(Ss)


الحوار المتمدن-العدد: 3569 - 2011 / 12 / 8 - 08:38
المحور: المجتمع المدني
    


النزوع نحو الانتحار ... اسباب بيولوجية ووراثية وطبيعية

النزعة الانتحارية لدى البشر ولدى كثير من الحيوانات ومنها الجمال والحيتان والغربان وطيور اللقلق والفقمة وغيرها من الحيوانات تنتحر بدافع طبيعي وتمارس الانتحار لا اراديا حيث ان هذا الفعل يندرج في سياق نظام الانتقاء الطبيعي للافضل وما دون المواصفات الراقية تتولد به نزعة الانتحار بفعل كيماويات معينة تفرز في دماغ الانسان او الحيوان وتجبره على الانتحار وقد وجد بعد دراسة هذا الموضوع بان هناك جينات وراثية مسؤولة عن سلوك الانتحار لدى المنتحرين وان هذه الجينات تنشط بفعل افرازات كيماوية في الدماغ تتجلى بظاهرة الاكتئاب في بداية اعراضها
بمعنى آخر ان المنتحر هو متخلف عن درجة التطور الطبيعي لنوعه واللتي يجب ان تكون في الزمان والمكان والحالة طبقا للمستوى المفترض في سياق التطور الطبيعي العام للكائن الحي ضمن سلسلته النوعية
ان حالة النزوع للانتحار تمر بعدة مراحل تتمثل بتغيرات كيماوية في جسم الانسان بداية في الجهاز العصبي من الدماغ وتكون اول مرحلة هي مرحلة الاكتئاب
حالة الاكتئاب من اعراضها تقلبات في المزاج وتغيرات مزاجية ينتج عنها عوارض نفسية تتمثل بالشعور بالدونية وانعدام جدوى الحياة والميل الى انعدام الثقة بالنفس وقلة القيمة الذاتية والميل الى التراجع والانسحاب من الحياة والاحساس بالاحباط والحزن والاضطراب الذهني وعدم التركيز وقلة الاستيعاب وتشوش الفهم والتفكير وعدم الاتزان الذهني والعاطفي واضطراب الحركة والسلوك وعدم القدرة على اتخاذ القرارات الصائبة في مواجهة المواقف الحياتية المعاشة والتفاعل مع الوسط الاجتماعي والبيئي المحيط تفاعلا ايجابيا وبشكل عام يعاني المكتئب من انحطاط بقواه الجسدية والعصبية والنفسية وتتطور هذه الحالة ويزداد الانحطاط والتدهور تدريجيا على مدى اسابيع او شهور الى ان يصل المريض لقرار ذاتي بانهاء حياته في الحالة اللتي لا يقدر ان يستوعب الالم او يحتمله
ومن الالام اللتي يتعرض لها ويشعر بها المكتئب في اغلب الاحيان صداع عنيف متواصل وتشوش بالحواس الخمسة وآلام مبرحة بالعضلات والمفاصل وهبوط عام بالقوى العضلية والمفاصل وانعدام القدرة على فهم واستيعاب مجريات الحياة من حوله للقيام بابسط واجباته كتناول الطعام لانه يفقد الشهية او النوم لانه ينتابه ارق دائم او العمل لانه لا يقدر ان يقوم بالحركات الاعتيادية لضعف عضلاته وضعف دورته الدموية وجهازه التنفسي وضعف قدرته العصبية الانفعالية وانحطاط قواه النفسية
ومن دراسات حالات الاكتئاب وجد بان هذا المرض يصحبه نقص في النواقل العصبية داخل الدماغ واهمها السيروتونين وهذا الناقل يوفر حالة الاتزان العصبي والتفاعل العصبي الطبيعي لنقل اوامر الحركة الى اعضاء الجسد المختلفة بالشكل الطبيعي المطلوب كما انه مسؤول عن الحالة المزاجية للانسان اذ يوفر له حالة البهجة والسرور والرضى عن الذات والثقة بالنفس والامل بالنجاح والاقدام بالحياة والسلوك الايجابي
وهناك ايضا ناقل مهم وهو الدوبامين ويفرز في الدماغ ويسمى هرمون الحب والسعادة وقد وجد بانه موجود بكميات اقل من الطبيعي في دماغ المكتئب وقلته تسبب الاحساس بالحزن والاحباط والانسحاب من الحياة
اضافة لهذا وجد بان هرمون الادرينالين وهو ناقل عصبي ايضا وتفرزه الغدة الكظرية ( الفوق كلوية ) يزداد افرازه وبكميات فوق الطبيعية لدى المكتئب ويقل ايضا في حالات اخرى عن الطبيعي اي ان افرازه يكون متذبذبا بشكل غير طبيعي بين الزيادة والنقصان
وهذا الهرمون يفرز في حالة الخوف والتهيؤ لمواجهة الخطر اللذي يهدد حياة الانسان اذا يرفع من ضغط الدم ويوسع من الشرايين الواصلة للعضلات ويهيء عمل الاعصاب الحركية لتعمل بحالة استنفار وطوارئ ويقلل من استخدام الدم والاكسجين والطاقة في الاحشاء الداخلية للجسد كي يوفرها للعضلات والجلد والاعضاء الخارجية في مواجهة الحالة الطارئة
ووجد ايضا في حالة الاكتئاب خلل بافراز هرمون الميلاتونين وهو ناقل عصبي تفرزه الغدة الصنوبرية في الدماغ ومسؤول بشكل مباشر عن تنظيم حالة النوم وقلته تسبب الارق والصداع
وفي معظم حالات الاكتئاب يقل افراز هذا الهرمون مما يسبب حالة القلق والارق والاحساس بالخوف الغير مبرر والارتباك الذهني والحركي والاحساس بالارهاق والتعب
هذه التغيرات الكيماوية تحصل نتيجة استعداد بيولوجي في الجسم وهذا الاستعداد او الجاهزية تكون بسبب وجود جينات موروثة مسؤولة عن توفير البيئة البيولوجية الداخلية للتغيرات الكيماوية المسببة للمرض
ولكن هذه الجينات تكون خاملة ومعطلة واذا ما تم تفعيلها وتنشيطها فانها تقوم بهذا الفعل المحفز للنشاطات الكيماوية المسببة للاكتئاب ولنطلق عليها اسم جينات الاكتئاب واللتي تعتبر ادوات اورثتها الطبيعة في جسم الكائن الحي لتنظيم عملية الانتقاء الطبيعي لتحسين النوع وتطوره نحو الافضل والبقاء على حياة النخبة وانهاء حياة الدونية اللتي لم تنسجم مع مستوى الرقي الطبيعي للنوع
اما العوامل اللتي تعمل على تنشيط وتفعيل هذه الجينات فهي عوامل بيئية ذات مؤثرات كيميائية تغير من المواصفات البيولوجية ونظام وبرنامج الحياة الداخلية لخلايا الجسد لتصبح حياة الكائن الحي وكانها غير طبيعية فتختار له الطبيعة بالتنحي من الوجود باعطاء اوامر لجينات الانتحار بتفعيل نشاطها للقيام بواجبها الموجودة من اجله وهذه الاوامر تعطى من خلال مجسات عصبية توجد في اسفل الدماغ من الخلف وظيفتها مراقبة كافة الاعمال البيولوجية داخل جسم الانسان
ومن العوامل اللتي تسبب الاكتئاب ايضا هي عوامل عصبية فكرية مثل المعتقدات والتخيلات والاوهام ومسائل الايمان والقناعات والفلسفات الحياتية والمناهج السلوكية والقيم والاعراف والعادات والمفاهيم والمواقف الحياتية المفاجئة او الطارئة او الغير اعتيادية كما في حالة الحزن الشديد او الفرح الشديد
وبالمجمل فان اي عامل مؤثر على الانسان جسديا او عصبيا او نفسيا يؤدي الى تغيير برنامج حياته البيولوجي ونمط تصرف جسده الداخلي في عمليات الايض والتواصل العصبي والتفاعل الداخلي ورد الفعل اتجاه المؤثرات الخارجية بشكل غير طبيعي يؤدي هذا العامل الى تفعيل وتنشيط جينات الاكتئاب واللتي تقود الجسم نحو حالة الانتحار واللتي كما قلنا هي حالة التنحي الطبيعي عن الحياة كون الجسم اصبح يمتلك مواصفات بيولوجية غير طبيعية وبانه فقد اهليته لان يواصل حياته ويتناسل ويتطور ضمن خطة وبرنامج الطبيعة وضمن سياق التطور البيولوجي للكائن الحي



#سامي_كاب (هاشتاغ)       Ss#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- متى وكيف نمارس الجنس وماهو الجنس الذي نمارسه ؟
- مواصفات العلمانية والتفكير العلماني والانسان بحقيقته الوجودي ...
- احصل على حريتك وحقق ذاتك وعش حياتك كما تريد
- من الصعب العيش بلا انسانية وبلا حقوق حياتية
- تجديد نمط الحياة من الضرورات الصحية للانسان
- نتائج مأساوية في الثورات العربية عكس الخلاص والحرية
- احب الاشياء من حولي حبا تجريديا راقيا
- فلسفة الوجود النسبي للانسان وايدولوجية حياته
- خواطر منوعة وحكم ودلائل منطقية
- الامية البسيطة والامية المقنعة في المجتمع العربي
- الجنون بالمفهوم العلمي الحديث
- حق المراة بالحياة يبدا بمنحها حريتها الكاملة
- كل انسان يستحق الحياة ومن العدل منحه اياها
- نظام العسكر هو الاقدر على حكم مصر حاليا
- مساعدة كل من لا يقدر ان يعبر عن ذاته
- فلسفة الحرية وكيفية صناعتها لتكون اداة بناء حضاري
- الفكر الارهابي وبرمجة السلوك العدواني اسباب في ظاهرة الارهاب
- تحليل منطقي لفلسفة الفكر الاسلامي
- املي ان يعيش العالم كله كاسرة واحدة
- عندما يفتقد البدر في ليلة سوداء


المزيد.....




- مغني راب إيراني يواجه حكماً بالإعدام وسط إدانات واسعة
- -حماس- تعلن تسلمها ردا رسميا إسرائيليا حول مقترحات الحركة لص ...
- تحتاج 14 عاماً لإزالتها.. الأمم المتحدة: حجم الأنقاض في غزة ...
- اليمنيون يتظاهرون في صنعاء دعماً للفلسطينيين في غزة
- عائلات الأسرى تتظاهر أمام منزل غانتس ونتنياهو متهم بعرقلة صف ...
- منظمة العفو الدولية تدعو للإفراج عن معارض مسجون في تونس بدأ ...
- ما حدود تغير موقف الدول المانحة بعد تقرير حول الأونروا ؟
- الاحتلال يشن حملة اعتقالات بالضفة ويحمي اقتحامات المستوطنين ...
- المفوض الأممي لحقوق الإنسان يعرب عن قلقه إزاء تصاعد العنف فى ...
- الأونروا: وفاة طفلين في غزة بسبب ارتفاع درجات الحرارة مع تفا ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - سامي كاب - النزوع نحو الانتحار ... اسباب بيولوجية ووراثية وطبيعية