أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - آريين آمد - تاخر الفهم.... انهيار الامن















المزيد.....

تاخر الفهم.... انهيار الامن


آريين آمد

الحوار المتمدن-العدد: 3568 - 2011 / 12 / 6 - 14:01
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


منذ ان اشعل البو عزيزي النار في نفسه، وانطلق الربيع العربي، سقطت انظمة عديدة، وانظمة تسير في طريقها الى السقوط، واخرى تحمل في داخلها عوامل السقوط ولا يعرف احد، ماذا؟ متى؟ كيف؟ ولماذا؟؟؟؟؟ تلك الاسئلة التي تمثل حيثيات التفكير المنطقي ازاء اية قضية او معضلة عند البحث والاستدلال....
لان التعقيد والغموض يلف عالمنا اليوم، ولان تاخر فهم ما يجري كلف انظمة راسخة حياتها، لهذا يصبح ضرورة ان نفهم ما يجري من حولنا امرا مصيرا ليس في حياة الدول فقط بل في حياة المواطن العادي، لان انهيار الاستقرار الامني يجعل الفرد يعيش في دوامة مطلقة، ونحن في العراق لمسنا ذلك منذ سنين خلت وعرفنا قيمة وأهمية الامن والاستقرار لاننا ببساطة شديدة اكتشفنا بان الحرية لوحدها وبدون الامن تفقد بريقها، خاصة عندما يتحول الخوف والتهديد الى هاجس يومي يفسد كل ما هو جميل من حولنا ذفي دواخلنا.
ان فهما دقيقا لبيئة الامن المعقدة في القرن الحادي والعشرين يعد الخطوة الاساسية المهمة والاولى في بناء المنظومة الامنية الجديدة وبعكسه ستكون المفاجئات نصيبنا الاكبر اذا لم نقل باستحالة الاستمرار.
ربما كانت الاحداث التي وقعت في زاخو سببا مباشرا لكتابة هذا الموضوع فقد وقع الهجوم على الفنادق ومحلات بيع الخمور ومراكز المساج بدون سابق انذار، ووقعت تحديدا في وقت كانت تعمل فيه جميع اجهزة الامن في الاقليم بمنتهى الحذر واليقظة، ولكن حالة تاخر الفهم السائدة هذه الايام في الشرق الاوسط وربما في العالم باتت سمة اغلب الاحداث التي تشهدها المنطقة، والدليل بان الاجابة على الاسئلة الاساسية تبقى مبهمة؟ فهل ما جرى حصل بسبب تحريض (ملا) او شيخ جامع عصابي؟؟؟؟ ام ان الامر عبارة عن مؤامرة خارجية نفذت تحت اسم الدين؟؟؟؟ متى تم التخطيط؟ اين تم التخطيط والتهيؤو؟ هل الاحداث كانت عفوية؟؟؟ من هي الجهة المدبرة؟؟ ما هي الاهداف المتوخاة من ذلك؟؟؟ كيف ستتطور الاحداث؟؟؟ وبالامكان طرح العديد من الاسئلة بهذا الخصوص، لكن هدف هذه المقالة ليس هذا ولكن البحث في اسباب تاخر فهم الاجهزة الامنية المختصة لما يجري بالقرب منها!!!!!!!
اعتقد بان تحولا كبيرا حصل في مفهوم الدولة في القرن الحادي والعشرين حيث يتطلب فهم أمن الدولة، خطوة اضافية مهمة جدا تتمثل في فهم الدور المتغير للدولة، وبدون استيعاب ذلك يصبح من المستحيل لوكالات الاستخبارات ان تنجح في دعم الدولة. لان للدولة اليوم دورا مزدوجا فمثلما عليها توفير الأمن لمواطنيها نراها ملزمة بذات الوقت توفير الخدمات العامة بكل أشكالها، السياسية، الاجتماعية، الثقافية، الاقتصادية. فسابقا كان يتركز مفهوم الأمن على تطبيق القانون لتحقيق الأمن الداخلي وحماية الحدود لصد العدوان الخارجي المباشر، ولكن في القرن الحادي والعشرين اخذ الأمن يعني حماية طريقة حياة الناس وطريقة حكم الدولة، هذه المهمة الجديدة للدولة هي اس المشكلة، وتتطلب تغييرا في عقلية الدولة لتصبح قادرة على ادارة شؤون الناس. الاسلاميين لا يريدون بارات وخمور ومحلات المساج، الليبراليون والعلمانيون يريدون بارات وخمور ومحلات المساج، يريدون المزيد من الحريات الشخصية والحقوق الفردية، ترى اين يجب ان تقف الدولة؟؟؟؟ بجانب من؟؟؟ وكيف لها ان تنجح في حماية طريقة حياة الناس؟؟؟!!!!
مهما اختلفت طبيعة النظم السياسية للدول إلا أنها مرغمة لتبنى طرق جديدة لتتفاعل مع التطورات الحالية وفي جميع المستويات فقد أصبحت بيئة الأمنِ اليوم معقدة لأنها تشمل (عدة متغيرات) ومجهولة بسبب الشك لوجود متغيرات غير قابلة للمعرفة مع صعوبة القدرة على التنبؤ بدقة. حيث تظهر الإشارات وجود صعوبة أكثر للإبحار في المستقبل بسبب عدد الأشياءِ التي لم تعد تحت سيطرة الدولة، وبسبب الطبيعة القديمة للدولة نفسها. ففي السابق كانت الاستخبارات على سبيل المثال هي حساب عدد الدبابات، الطائرات، والصواريخ لدولة مجاورة. أما اليوم فالمهمة تختلف، وتتطلب ان تكون أجهزة الاستخبارات والأمنِ الرسمية مدركة لبيئة الأمنِ الجديدة التي هي متقلبة ومجهولة ومعقدة وخارج سيطرة الدولة.
في هذه البيئة المعقدة والشائكة المليئة بالشك وعدم اليقين لن يكون بإمكان الأجهزة الاستخبارية التنبوء بالمستقبل، ولكن فهما دقيقا لمتطلبات هذه البيئة يجعل الاستخبارات أكثر استعدادا للتعامل مع نتائج التهديدات الجديدة وأكثر استعداد للرد عليها. حيث أصبح من المعلوم بان الكلفة الناجمة عن فشل أجهزة الاستخبارات والأمن عالية جدا، مما يتطلب العمل في هذه البيئة الاستعداد لتقبل الحلول العملية وان كانت جزئية والاستعداد التام للتفكير بطريقة خلاقة، لكي لا نجعل الأشياء أسوأ بفعل الاستخبارات الغير فعالة.
يمكن اعتبار طريقة استجابة الدول للتعامل مع تحديات البيئة الحالية بأنها غير فعالة وتعاني من جملة معوقات تشمل:
1. قلة فهم المؤشرات والتحذيرات ذات العلاقة بتحديات الأمن الجديدة.
2. انعزال المؤسسات. ونعني بذلك عدم القابلية وعدم الاستعداد للتشارك بالمعلومات.
3. المشاكل الفكرية. وتشمل وجهات النظر الخاطئة للحقيقة، الرفض للتعامل مع التغيير، وأسباب تتعلق بمشاكل القيادة المجدبة، اضافة الى المتملقون الذين يحيطون بالزعماء والذين فَقدوا حس لمس الحقائق منذ امد بعيد.
عليه يتطلب توقع الدور المستقبلي لأجهزة الأمن والاستخبارات وضع النقاط التالية في الحسبان:
1. لا تستطيع الدولة ان تزيل التهديدات لأمنها ورفاهية مواطنيها.
2. دور الدولة في توفير مدى أوسع من المنافع الأمنية سوف يستمر في النمو ويصبح أكثر تعقيدا ً.
3. يجب على أجهزة الاستخبارات ان (تتغير، تتغير، تتغير) وتتعلم ان تصل الى ما بعد أجهزتها وتدخل الى الأجهزة الأخرى للحكومة، مثل القطاع الخاص، والمواطنين، والمجموعات غير الحكومية لكي تنجز مهمتها في دعم امن الدولة.
4. يجب ان تكون أجهزة الأمن والاستخبارات قادرة على توقع الأحداث وان يكون لها القدرة على الرد بسرعة وبشكل مناسب على أحداث وتحديات المستقبل.
في النهاية نعتقد بان المهمة الرئيسية لأجهزة الاستخبارات ستكون التحرك على ثلاث مستويات رئيسية تشمل:
1. التهديدات. ويمكن تقديرها من خلال معرفة القدرات المتاحة للخصم ومعرفة النيات.
2. نقاط الضعف. ويمكن تقديرها من خلال معرفة مدى توفر الدفاعات الفعالة لدينا ومدى القدرة على البقاء وتحمل تأثير الخسارة.
3. الخطر. ويمكن تحديده من خلال معرفة التهديد ومعرفة نقاط الضعف الحالية ليتم القرار على اختيار احد الوسائل التالية للتعامل مع الخطر ( تجنب الخطر، تخفيف الخطر، قبول الخطر، نقل الخطر).
انتهت
للاتصال بنا
[email protected]



#آريين_آمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حقيقة الوحي محاضرة للمفكر السيد أحمد القبانجي
- رجالات دولة. عادل عبد المهدي انموذجا
- دور المرجعية في عصر الحداثة محاضرة للمفكر السيد احمد القبانج ...
- حقوق الإنسان لدى العلمانيين والإسلاميين محاضرة للمفكر السيد ...
- انجاز ال -C.I.A- انجاز لكل الاحرار
- علم الألسنيات ودوره في إنتاج النص محاضرة للمفكر السيد أحمد ا ...
- مناهج التفسير والتفسير الوجداني محاضرة للمفكر السيد احمد الق ...
- هيرمنوطيقيا النص وجمالية المعنى محاضرة للمفكر السيد احمد الق ...
- سر الخاتمية محاضرة للمفكر السيد احمد القبانجي
- نظرية التطور في الأديان محاضرة للمفكر السيد أحمد القبانجي
- العمل السياسي بين الإسلاميين والعلمانيين محاضرة للمفكر السيد ...
- الإسلام الأصولي والإسلام الحداثي محاضرة للمفكر السيد احمد ال ...
- الإعجاز الوجداني في القرآن محاضرة للمفكر السيد أحمد القبانجي
- العصمة في النظرية وفي التطبيق محاضرة للسيد المفكر أحمد القبا ...
- الخلافة والإمامة... جذر الخلاف الشيعي السني... محاضرة المفكر ...
- الحسين ثورة الوجدان محاضرة للمفكر السيد أحمد القبانجي
- الاجتهاد في مقابل النص محاضرة المفكر الاسلامي السيد احمد الق ...
- الساسة العراقيون بين المعادلة الصفرية والتوافق
- الديمقراطية التوافقية في العراق
- العملية السياسية والسلم الاهلي في العراق


المزيد.....




- جعلها تركض داخل الطائرة.. شاهد كيف فاجأ طيار مضيفة أمام الرك ...
- احتجاجات مع بدء مدينة البندقية في فرض رسوم دخول على زوار الي ...
- هذا ما قاله أطفال غزة دعمًا لطلاب الجامعات الأمريكية المتضام ...
- الخارجية الأمريكية: تصريحات نتنياهو عن مظاهرات الجامعات ليست ...
- استخدمتها في الهجوم على إسرائيل.. إيران تعرض عددًا من صواريخ ...
- -رص- - مبادرة مجتمع يمني يقاسي لرصف طريق جبلية من ركام الحرب ...
- بلينكن: الولايات المتحدة لا تسعى إلى حرب باردة جديدة
- روسيا تطور رادارات لاكتشاف المسيرات على ارتفاعات منخفضة
- رافائيل كوريا يُدعِم نشاطَ لجنة تدقيق الدِّيون الأكوادورية
- هل يتجه العراق لانتخابات تشريعية مبكرة؟


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - آريين آمد - تاخر الفهم.... انهيار الامن