أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعاد جبر - إيران وتنظيم القاعدة وجهان لعملة واحدة















المزيد.....

إيران وتنظيم القاعدة وجهان لعملة واحدة


سعاد جبر

الحوار المتمدن-العدد: 3564 - 2011 / 12 / 2 - 20:23
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    




صدرت تصريحات إيرانية متعددة منذ انطلاقة الثورة السورية ثورة الحرية والكرامة وما زالت تتواتر في الآونة الأخيرة ، مستفزة للعالم المتحضر ؛ بإتهام الشعب السوري بالشعب الإرهابي ، والثورة السورية بأنها ثورة إرهابيين ؛ لتغطية إرهابهم الدموي الذي اصطفت فيه كافة عناصره الوحشية في مجازرها المستعرة الهستيرية في المدن السورية المنتفضة المنكوبة دولياً ؛ وهكذا هي عقدة إسقاط التهمة من الذات السادية وإلصاقها بالضحية المضطهدة .

وحتى لا ينسى المجرم ويتكتم عليه ؛ كما تم التكتم عنه في العراق؛ لمصالح أجندة دولية وتفاهمات سياسية ؛ فإن تلك العناصر التي تمارس مجازر الحرب ضد الإنسانية في سوريا هي ( العصابات الاسدية المكونة من الأمن السوري ومافيا المخدرات ويطلق عليها " الشبيحة " ؛ فيلق القدس الإيراني ؛ حزب الله اللبناني ؛ حركة أمل اللبنانية ، جيش المهدي العراقي ؛ حزب الله العراقي ؛ الجيش العراقي المجيش عقائدياً التابع للمالكي ، ميليشات أذربيجانية ، ميلشيات متنوعة من متطوعين إرهابيين في العالم اجمع تلبية لنداء خامئني ) ، وهل يمكن بعد ذلك التغافل عن تصريحات خامئني التي أرسلتها تشفيراته السياسية والعسكرية لاتباعه في العالم اجمع بأن بشار الأسد خط احمر ، وحتمية الموت لكل سوري ثائر على تلك القاعدة الخامئنية المقدسة ؛ وكذلك لكل ثائر إيراني على تلك الدولة السياسية القائمة على نظام ولاية الفقيه ، ولكل ثائر عراقي على الاحتلال الإيراني الغاشم للعراق الذي سيبرز في همجيته المطلقة بعد خروج الجيش الأمريكي من العراق تحت عناوين استغلال المنطقة الفارغة من الأمريكان باحتلال إيراني فوري سريع للعراق وتمديد توسعه الإرهابي الأفقي في غفلة العالم الدائمة عن العراق؛ وبالأخص المنظمات الحقوقية تجاه الانتهاكات الإيرانية اليومية في العراق ؛ وفي مقدمتها انتهاكات أتباعها من ميليشيات مقتضى الصدر المريعة لحقوق الإنسان في العراق ؛ وهل يسكت العالم المتحضر أمام هذه التحديات المعلنة للأعراف الدولية في حقوق الإنسان عامة ؛ وحقوق الإنسان السوري والإيراني والعراقي على وجه التحديد في ربيعهم الثوري ضد الطغيان الإيراني وقوى إرهابه الدولية التي يقودها خامئني ، في سبيل نيل حقوقهم الإنسانية ؛ ومنها حقوقهم في حرية التعبير السلمي عن مطالبهم ، وحقوقهم في بناء دولة مدنية يتم فيها تداول السلطة واحترام الإنسانية والعدالة الاجتماعية وحقوق الإنسان ويتحقق فيها القضاء النزية والمحاكمات العادلة والشفافية والمساءلة .

كل تلك الإحداث الساخنة والخطرة بمكان ، أكدت عندي أهمية دراسة الإرهاب الإيراني ؛ الذي يستند على سياسة ولاية الفقية ؛ وإرهاب تنظيم القاعدة ، الذي يعتمد على الزعامة الدينية المضللة التي تغسل أدمغة أتباعها ؛ وتفكر عنهم ؛ وتبين لي أهمية تشخيص كل منهما في سلوكياته السيكولوجية العقدية والفكرية في توجيه دفة إرهابهم الدموي في العالم اجمع ، ولأهمية ذلك من الحذر الواجب من تلك الأنماط الإرهابية التي تقوم على التخفي والمطاردة مثل تنظيم القاعدة أو تلك القائمة على دولة متكاملة وتمارس إرهابها علنا تحت مظلة السفارات الدبلوماسية في العالم اجمع ؛ وتوزع فيلق الحرس الثوري فيها كقيادات سياسية وعسكرية في الآن نفسه ؛ وتبين لي نتائج مهمة في تشابه تنظيم القاعدة الإرهابي الدولي وإرهاب ايران عبر منظومة القوى الإرهابية العالمية التي تقودها ؛ وأدرج هنا بعضاً منها ؛ وهي على النحو الآتي :

- اختراق المحظورات الدولية التي ينص عليها القانون الدولي؛ والتشدد الديني المتزمت ؛ وأخرها حادثة اعتداء أتباع خامئني على السفارة البريطانية في طهران واقتحامها ، بأوامر من خامئني وبتنسيق من مكتبه الذي يدير الخلايا الإرهابية النائمة واليقظة في العالم اجمع ، وكذلك تنظيم القاعدة الذي يهدد بخلايا النائمة واليقطة الأمن العالمي ، ولا يعترف بالقوانين الدولية ومواثيق حقوق الإنسان العالمية ؛ ويقوم بتنفيذ عملياته الإرهابية ومنظومة اختطافاته التي يبررها بتبريرات باهتة مرفوضة انسانياً ودينياً وعقلياً ؛ وكذلك إيران لا تعترف بالقوانين الدولية ، فالسفارات الإيرانية في العالم أوكار عسكرية لإدارة خلايا الإرهاب الإيرانية النائمة واليقطة ، ولا تعترف بمواثيق حقوق الإنسان وجرائمها ضد الإنسانية في العراق وسوريا وضد الأقليات الإيرانية في الاحواز وضد الكرد والبلوش والتركمان وغيرها يندى لها الجبين ، ولا تأباه بالأمن العالمي ومتطلباته ، وبالتالي فإن مشروعها النووي يهدد الأمن العالمي وخطر على الإنسانية ، لأنه لم ينشأ لأغراض سلمية ، لان إيران في ظل سياسة دولة الفقيه لا تعترف بالسلمية أصلاً ؛ بل تؤمن بالحلول الأمنية الوحشية وبالأخص ضد معارضيها في الداخل والخارج الذي يستعدون لربيعهم الإيراني القادم لبناء دولة مدنية حديثة تتبني تداول السلطة واحترام الإنسانية والعدالة الاجتماعية والقضاء النزية وترفض تقديس الأشخاص وتأجير العقول لشخصيات مقدسة تحت عناوين فتاوي إرهابية فاسدة ، وكذلك تنظيم القاعدة يقدس أتباعه الجهلة زعمائهم الإرهابيين ؛ وعقولهم مؤجرة لديهم، ويتعرضون قبل الانخراط في التنظيم لغسل دماغي من الدرجة الأولى ؛ حتى يتسنى لهم تحريكهم مثل أحجار الشطرنج تحت عناوين فتاوي إرهابية فاسدة .

- التصريحات الإعلامية التي يقدموا فيها تبريرات مستفزة ومضللة وتأباها الضمائر الإنسانية لعملياتهم الإرهابية الدولية ؛ مثل تبرير جرائمهم في سوريا بأنها ضد الشعب السوري الإرهابي ، وإرهابهم في العراق تحت عناوين المظلومية ؛ وقتل المخالف لهم في صعده في اليمن تحت عناوين الربيع العربي ؛ وانتهاك حقوق الأقليات في إيران بشكل وحشي دموي تحت عناوين السيادة ؛ وبذل الغالي والثمين لمشروعهم النووي الذي يهدد الأمن العالمي والسلم الإنساني تحت عناوين أغراض سلمية علمية تقينية بحتة ، وكذلك تنظيم القاعدة الذي يبرر القتل الدموي في مشارق الأرض ومغاربها تحت عناوين تحرير فلسطين ، واختطاف الآخرين والتشنيع في إعدامهم تحت عناوين إقامة الدولة المزعومة الإرهابية المضللة .

- التمدد افقياً من خلال نشر الخلايا الإرهابية النائمة في العالم اجمع ؛ والسقوط السريع عمودياً لحماقاتهم السياسية ؛ واعتمادهم على رموزهم السياسية المقدسة لذاتها لغاية التنظير السياسي الأحمق لهم الذي يبلغهم الهاوية وتأجيج الرأي العام ضدهم ؛ وقد تواتر السقوط السياسي لخامئني عبر رسائله المشفرة لاتباعه عالمياً ؛ التي بدأت تنال انتباه العالم المتحضر ، ورفضه لها جملة وتفصيلا ، مثل اتهامه الشعب السوري بالشعب الإرهابي ، وهل يمكن أن تخيل أن هناك شعوباً إرهابية بلغة التعميم المضللة ، وقد تواكب على نفس التصريحات هذه كوكبة من القيادات الإيرانية المتنفذة في إيران ، لتبرير إرهابهم الدموي في سوريا ؛ فبناء على فتوى خامئني واستشارات مكتبه الذي يصدر الإرهاب إلى العالم ، فإن آلية الحفاظ على حكم مجرمي الحرب الاسديون ؛ هو قتل الشعب السوري وسفك دمه ليل نهار ، من خلال تأجيج أتباعهم في العالم اجمع لهذه الملحمة الخامئنية الفاصلة ، تحت فتاوي مضلة مفادها احتمالية خروج المهدي في دمشق ، لحمل أتباع قوى الإرهاب الإيراني للقدوم إلى سوريا وتهيئة الظروف المناسبة لخروج المهدي من خلال القتل الدموي للأخر المخالف أياً كانت هويته ، لان هذه الظروف من الدموية والقتل الهمجي هي البيئة المناسبة التي يخرج بها المهدي إلى العالم ، لأنه لا يخرج في بيئات مسالمة هادئة متعايشة ، بل في بيئات سفك الدماء والقتل الوحشي الدموي الإرهابي من قبل أتباعه ؛ كما يصورها لهم مراجع قوى الإرهاب الإيراني الدموي ويغسلوا أتباعهم بتلك الأفكار المقيتة المرفوضة انسانياً والتي ترفضها جميع مواثيق حقوق الإنسان الدولية ، وكذلك تنظيم القاعدة الذي يستغل كل صغيرة وكبيرة في عقيدة الجهاد المشوهة لديه ، عبر فتاويهم الإرهابية الفاسدة ، لتأجيج أتباعه لقتل المخالف له بدموية ووحشية ، لأن تلك الظروف الدموية هي الظروف المناسبة التي ستهيأ إقامة دولتهم الدموية التي سيتمكنوا من خلالها حكم الآخرين بالحديد والنار تحت عناوين دينية مضللة .

- رفض التعايش مع الأخر ، وتمثيل دور المظلومية لتبرير محاصرة الأخر وقتله ببشاعة، مثل الشواهد التي لا تنتهي من تعذيب الشعب السوري من قبل قوى الارهاب الإيراني وعلى رأسها فيلق القدس الإيراني وحزب الله اللبناني ، وانتهاكات حقوق الإنسان من قبل جيش المهدي في العراق ، ودموية الحوثيين في صعده في اليمن والدول المجاورة ضد الأخر المخالف لهم ، وانتهاكات إيران لحقوق الأقليات بشكل دموي وبالأخص في الاحواز التي كتبت مقالة متخصصة في الحوار المتمدن بهذا الملف على وجه التحديد ؛ وتأمل معي عزيزي القارئ إلى طبيعة تلك التسميات لهذه التنظيمات الإرهابية مثل استخدام " القدس ؛ حزب الله ؛ المهدي " لجذب الآخرين إليهم تحت عناوين دينية وحماسية مضللة وكذلك تنظيم القاعدة الإرهابي ، الذي يرفض صور التعايش المسلمين مع الأطياف المتنوعة في الغرب ، فيبرر بفتاويه الإرهابية الفاسدة قتل الأخر في الغرب ، وكل مخالف له اياً كان مكانه وزمانه ؛ وادعاء المظلومية لتبرير قتلهم الدموي للأخر بعناوين دينية وحماسية مضللة يعتقدون أن الآخرين سيقتنعون بها من خلال عناوين القضية الفلسطينية وغيرها من الشعارات الحماسية المضللة التي هي شماعة لتبرير دمويتهم في أي مكان يقطنون به ، فما علاقة نصرتهم المضللة للقضية الفلسطنية بإفتعال أحداث إرهابية دموية في أمريكا وأوروبا على سبيل المثال ؛ وأوكد أن التحضر العالمي في ابتكاراته التقنية والفكرية أصبح لديه بدائل متعددة ومتنوعة لنصرة قضايا المضطهدين في الأرض طابعها العقلانية والسلمية واحترام الإنسانية واستثمار الإعلام لتأجيج الرأي العام ضد قضايا المضطهدين ؛ بعيدا عن سفك دماء الآخرين كما تتبناها إيران في ظل الدولة القائمة على سياسة ولاية الفقيه ، وتنظيم القاعدة التي يتبنى سفك الدماء للأخر اياً كان تحت ادعاءات نضرة المضطهدين المضللة .

- الهروب من الذات ، من خلال إسقاط إرهابهم على الأخر المخالف لهم ، من خلال جملة عقد نفسية يسقطوها على الأخر، ومضمونها أنهم الضحية والأخر هو القاتل الذي يستحق القتل لذات القتل ؛ ومنظومة فهم مشوه للحياة يتسم بالتشعبية في كل شئ جملة وتفصيلا ، ويبذلون قصارى جهدهم إيجاد مبررات دينية لأفكارهم الدموية ، لإقناع أتباعهم الجهلة المغرر بهم ، عبر تسخير الدين لفكرهم الإرهابي الذي يعتدون به ، ويغسلون أدمغة أتباعهم من خلال تقديس هذا الفكر والتصرف بمقتضي دمويته التي هي خطر على الأمن العالمي والإنسانية جمعاء ؛ إذ لديهم تصور معوج للحياة والذات الإنسانية عبر منظومة معتقداتهم المجانبة للصواب والتي تقدس سفك الدم وتسهل عليهم رؤيته على الدوام ، في فكرهم الإرهابي الذي يعتدون به ، فتنظيم القاعدة يستغل المواسم الدينية والأحداث الساخنة لتأجيج أتباعه الجهلة المغرر به ، لغاية سفك دم الأخر المخالف له ؛ عبر عقيدة الجهاد المشوهة لديه والتي هي من محض ابتكاره الإرهابي ولا تمت إلى الاسلام بصلة بطريقة تفكيرهم المعوجة المشوهة ؛ وإيران تستغل المواسم الدينية مثل عاشوراء ومظلومية الحسين عبر شعائر جلد الجسد وتعذيبه بسفك الدماء المرفوضة انسانياً، لغاية تأجيج أتباعه الجهلة المغرر بهم لسفك دم الأخر المخالف لهم حيثما كان ؛ وإرهابهم الدموي في العراق وسوريا ومؤخراً في اليمن عبر تنظيم الحوثيين خير شاهد على ذلك .

وقدمت هنا بعضاً من نتائج دراساتي العلمية هنا ؛ حرصا على نشر الوعي العربي والعالمي ، لأهمية إبرازه في هذه الأحداث الساخنة الخطيرة التي تشهدها الساحة العلمية ، لأنه أهم من التكتم عنها ونشرها في مظلات علمية لغاية الدرجات العلمية والسبق العلمي ، فإنا أرى أن واجبي هنا كناشطة سياسية وحقوقية مهمتها التوعية العربية والدولية أهم من عملي كباحثة علمية تحرص على السبق العلمي والدرجات العلمية ، ويستوجب علي التضحية العلمية لغاية توضيح الصور الحقيقية للإرهاب الدموي الإيراني المستعر في سوريا ؛ لغاية خدمة الثورة السورية الأبية في ثورة الحرية والكرامة ، ولغاية إنصاف الشعب العراقي الذي ظلم كثيرا من التكتم الإعلامي والمنظمات الحقوقية ؛ الذي تسترت على هذا الإرهاب أيما تستر ؛ وقد اكتوى الشعب العراقي الحر بناره عبر السنوات الماضية ، وهو مهيأ لمجازر إبادة بشرية كاملة مستقبلية من هذا الإرهاب الإيراني الوحشي ؛ ولغاية خدمة الأحرار الإيرانيين في ربيعهم الإيراني القادم في ثورة الحرية الإيرانية ؛ لإسقاط تلك الدولة الإرهابية القائمة على سياسة ولاية الفقيه وتقديس خامئني وغيره ؛ من متسلسلات القيادات الإيرانية الدينية المضلة ؛ وبناء دولة مدنية حرة تتخلص من تقديس الزعامات الدينية والفتاوى الإرهابية الفاسدة .

ولا يخفى عليك عزيزي القارئ أن إرهاب تنظيم القاعدة أصبح معلوماً للقاصي والداني ، ولكن هذا الإرهاب الإيراني ؛ يحصل له من التلميع من القنوات الفضائية العربية والإخبارية الشهيرة والمغمورة بشكل هستيري ؛ وله عملاء إيرانيين في كم هائل من القنوات الفضائية العربية ووسائل الإعلام ، يلمعون صورته ويجملونه بشكل يستخف به كل مفكر عربي حر يملك فكراً رصيناً ؛ وهم للأسف قلة في عالمنا العربي ، لان السائد في الحركة الفكرية العربية هو التيارات التكلسية التي تلمع إيران تحت عناوين الممانعة والمقاومة المضللة ، لاجتذاب العقول العربية وتخديرها بتلك العناوين المضللة ، ولذلك حرصاً على الممانعة والمقاومة بعناوينها المضللة لا يتكلمون عن الإرهاب الإيراني كما يقولون" لا ينبس ببنت شفة" عن إيران وأتباعها في إرهابهم الدموي ليل نهار في سوريا وغيرها .

وهنا أؤكد ما ذكرته على صفحتي في الفسبوك بما يخص الفضائيات العربية وتلميع ايران ونصه الاتي : " أعتدنا في الغالب على الإعلام العربي عبر الفضائيات الإخبارية والحوارية فوضى الرسائل الإعلامية المقدمة للمشاهد العربي ، فالهدف في جهة والرسالة الإعلامية في جهة ، والأثر الإعلامي في اتجاه مضاد للهدف ، وليس غريباً هذا ، لأن محرك الفضائية الإخبارية برسالتها الإعلامية العامة الموجهة – السياسة الإعلامية- لا يقررها فريق قيادي متخصص ، إنما هي مثل محل سوبرماركت أو بقالة ، البائع واحد ، والبضاعة مشكلة لا يربطها رابط ؛وهكذا تلك الفضائيات يحركها عقل واحد ، يتسم بالتكلس الفكري وعدم العصرنة في التعاطي الفكري ضمن الخطوط الفكرية تجاه الأحداث السياسية ومتابعة الدراسات المستقبلية والعمل بمقتضاها ، وبحسب التحليل العلمي لتلك الفضائيات الإخبارية الكبرى ، وبالأخص بعد بروز الخطر الإيراني الكبير على المنطقة العربية ، تم رصد الرسائل الإعلامية المقدمة من هذه الفضائيات الإخبارية ، فبرز في النتائج العلمية حجم الدفاع من خلالها على المشروع الإيراني التوسعي الإرهابي في المنطقة العربية ، وانفعالات مقدمي البرامج عند توجيه أي تهم بالقتل والوحشية لإيران وأتباعها سواء من حزب الله اللبناني أوميلشيات التيار الصدري والمالكي في العراق ، بعد أحداث سوريا المريعة في حجم إرهاب إيران وأتباعها في القتل والدموية في سوريا ، وهذا ليس مستغرباً لأن عملاء إيران يديرون تلك الفضائيات العربية الإخبارية والحوارية عملياً ويتحكمون في المعلومات المنشورة بغض النظر عمن يحمل شكلياً المناصب القيادية في تلك القنوات الإخبارية والحوارية الذين لا ينتمون لهذا المشروع الإرهابي أو ينتمون ، وأسماء تلك القنوات الإخبارية والحوارية مرصودة في هذه الدراسة العلمية ، لاعتبارات أهمية هذه الدراسة التي هي من متطلبات الدراسات المستقبلية بشأن الخطر الإيراني وعملائه في الإرهاب سواء بالعمليات الوحشية المتمثلة بالقتل أوالدعم الإعلامي من خلال الفضائيات الإخبارية والحوارية ودورها المهم في تلميع الإرهاب الإيراني وعملائها في العالم اجمع ، وهذه الفضائيات ليس لها مستقبل إعلامي رغم شهرتها الكبيرة ، لأنها بهذه السياسات الإعلامية ستتورط مستقبلاً في اتهامات من نوع دعم الإرهاب الدولي ، لأن مصير إيران المستقبلي بحسب نتائج هذه الدراسات المستقبلية هو نفس مصير تنظيم القاعدة الإرهابي وملاحقة كل من يدعمه تنفيذيا في العمليات الإرهابية أو المالية والإعلامية ؛ وأرجو هنا أن تصل كلماتي من منطلق النقد البناء للفضائيات الإخبارية العربية والحوارية التي تلمع للإرهاب الإيراني في عالمنا العربي، في أن تراجع بعلمية وموضوعية وجدية تامة سياستها الإعلامية تجاه تلميع إرهاب إيران وأتباعها في العالم اجمع ؛ إن كانت تملك قرارها الإعلامي؛ وتحترم الدراسات المستقبلية ؛وليست خاضعة لأجندة مشبوهة ، تضر بالمجتمع العربي والإسلامي والدولي .

وبالمناسبة فإنه ليس مقتصراً الاختراق الإيراني في تلميع صورته الإرهابية على وسائل الإعلام بكافة أشكالها المسموعة والمرئية والمكتوبة ، بل تعداها إلى سياسات منظمات دولية يجدر بها أن تحترم ذاتها وسيادتها ؛ وعلى سبيل المثال فإن منظمة التعاون الإسلامي مخترقة ايرانياً ، وعملاء ايران يحددون سياستها بما يخدم أجندة ايران ، وانقل هنا أخر تصريح إعلامي للمعارض السوري الدكتور محمود السيد الدغيم الذي أكد فيه اختراق إيران لمنظمة التعاون الإسلامية ، وانه لا ينتظر منها شئ لخدمة الشعب السوري الذي يقتل ليل نهار ، وإلى الآن مواقفها تحت الصفر في دعم الشعب السوري ، لأنها تمشي بحسب املاءات إيران ، ودعا الشرفاء في المنظمة إلى اتخاذ مواقف جريئة ضد عملاء إيران في المنظمة ، وان لا يسمحوا لهم باختطاف المنظمة لمصالح إيرانية بحتة .

وفي نهاية مطاف كلماتي فإن الكلمة للأحرار لا محالة ، في مطالبهم المدنية العادلة ؛ والطغاة إلى زوال ، اياً كانوا في سدة الحكم أو تنظيمات إرهابية ؛ لأنهم مهما قطعوا من سنابل الوادي بقتل الأحرار ، فإن الوادي سيملأ سنابل ، فمهما مارسوا الإجرام والمجازر لإجهاض ثورات الحرية والعدالة الإنسانية ، فإن الوادي سيملأ بزهور ربيع الحرية من كل حدب ، لتحقيق مبتغاها في مجتمعات يسودها المحبة والسلام ؛ والعدالة والتسامح ؛ والتعايش واحترام الإنسانية .



#سعاد_جبر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الثورة السورية بين التكتيك المتطور والحراك الحقوقي القادم
- الثورة السورية بين الإحتيال الدولي العربي وحتمية الحسم
- تململ حلب وزلزال الثورة السورية قادم
- الأقليات القومية بين حق تقرير المصير والدراسات المستقبلية
- الترسانة الحربية الأسديةالإيرانية ومجزرة الرستن
- الإرهاب الاسدي الإيراني وتعذيب النساء بالمواد الكيمائية الحا ...
- العصابات الأسدية الإيرانية بين خطف النساء والعنف الدامي ضد ط ...
- مجازر بيرق الأسد القادمة وحتمية الحماية الدولية
- ذكاء الثورة السورية وقدرتها على الحسم
- إجرام بشار الأسد ومنظومة الإغتيالات في حياة المرأة السورية
- سادية بشارالاسد وفرامات السكر
- إرهاب بشار الأسد وإستغاثات الأمهات السوريات
- سجناء الرأي في زنازين الأسد بين التعذيب الهستيري والموت الحت ...
- عصابات الأسد بين إعتقال الأطفال الرضع واغتصاب الحرائر
- سيناريوهات متوقعة لزوال بشار الاسد عن الحكم
- سيكولوجية الانفعالات في أدب الثورة السورية -دراسة نقدية في ن ...
- العنف ضد حرائر سوريا والعقلية الأمنية اللاانسانية
- ثورة الغضب الأحوازية الآم وآمال
- حلب الشهباء مؤشر الحسم في الثورة السورية الابية
- العنف ضد الطفولة في ربيع الثورات العربية


المزيد.....




- مقتل فلسطينية برصاص الجيش الإسرائيلي بعد مزاعم محاولتها طعن ...
- الدفاع المدني في غزة: العثور على أكثر من 300 جثة في مقبرة جم ...
- الأردن: إرادة ملكية بإجراء الانتخابات النيابية هذا العام
- التقرير السنوي لـ-لعفو الدولية-: نشهد شبه انهيار للقانون الد ...
- حملة -شريط جاورجيوس- تشمل 35 دولة هذا العام
- الصين ترسل دفعة من الرواد إلى محطتها المدارية
- ما الذي يفعله السفر جوا برئتيك؟
- بالفيديو .. اندلاع 4 توهجات شمسية في حدث نادر للغاية
- هيئات بحرية: حادث بحري جنوب غربي عدن
- وزارة الصحة في غزة تكشف عن حصيلة جديدة للقتلى والجرحى نتيجة ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعاد جبر - إيران وتنظيم القاعدة وجهان لعملة واحدة