أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - طلال عبدالله الخوري - قرضاوي صيني كونفوشيوسي!















المزيد.....

قرضاوي صيني كونفوشيوسي!


طلال عبدالله الخوري
(Talal Al-khoury)


الحوار المتمدن-العدد: 3562 - 2011 / 11 / 30 - 08:29
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


قرضاوي صيني كونفوشيوسي!
لدي حساسية مفرطة من اي رجل دين يتحدث بالسياسة, او من اي سياسي يستشهد بآيات دينية, فهذا يعني بالنسبة لي شئ واحد: وهو ان الرجلين, السياسي والديني, كاذبان رخيصان, نقطة على السطر انتهى.

وكما يقال: لا سياسة بالدين, ولا دين بالسياسة. وأي سياسي لا يحصر خطابه بالمصطلحات التالية: العلاقات الاقتصادية المشتركة, تطوير الخدمات وسوق المنافسة الاقتصادية, وخلق استثمارات جديدة, فهذا ليس برجل سياسة وانما رجل دين دجال!

السياسي الذي يقول لنا بأن هناك امكانية لخلق عالم افضل, أوتقليل الهوة بين الغني والفقير, من دون ان يعطينا الآلية العملية لتحقيق ذلك معتمدا على علم الاقتصاد, فهذا ليس بسياسي وانما رجل دين دجال.

السياسي الذي يشتم الرأسمالية والامبريالية والصهيونية والغرب من دون ان يقدم لنا برامج اقتصادية واقعية مبنية على علم الاقتصاد, فهذا ايضا رجل دين دجال.

منذ حوالي القرن, ويحكم الصين الحزب الشيوعي الصيني, وسياسة هذا الحزب بحكم الصين هو ان اولوية الاولويات, واهم شئ بالبلاد هي رفعة ومكانة الحزب الشيوعي الحاكم وتأليهه وتصويره على انه السبب وراء حياة وتنفس الشعب الصيني وهو سبب نموه الاقتصادي , حتى ولو كان ذلك على حساب قتل الملايين من الفقراء وعلى حساب رفاهية المواطن الصيني وحريته وكرامته, فالانسان ورفاهيته غير مهمة بالنسبة للحزب, وما هو مهم هو نجاح الحزب بحكم الصين واستمراريته.

كان لابد من هذه المقدمة, لاننا في هذا المقال سنقوم بفحص بعض الافكار التي يروجها الكاتب الصيني Yan Xuetong , يان شيتونغ, في مقاله الاخير بعنوان :
(How China Can Defeat America)
" كيف يمكن للصين ان تتغلب على أميركا ", والذي نشرته جريدة النيويورك تايمز الاميركية, حيث يعتبر يان شيتونغ احد اهم الكتاب الحكوميين الصينيين الشيوعيين, وهو أيضا أستاذ العلوم السياسية وعميد معهد العلاقات الدولية الحديثة في جامعة تسينجوا الصينية, اي ان كاتب المقال هو أحد صانعي القرار وراسمي السياسات الصينية الخارجية في الوقت الحالي؟

في مقاله: كيف يمكن للصين ان تتغلب على أميركا, يصل السيد يان الى نتيجة مفادها بأن الدولة التي تتمسك بالاخلاق اكثر هي الدولة التي ستفوز بالسباق العالمي على المدى البعيد, وقد وصل الى نتيجته هذه معتمدا على افكار الفلاسفة الصينينين القدماء؟

morality can play a key role in shaping international competition between political powers — and separating the winners from the losers.

طبعا هذا ليس كلام سياسي وانما كلام رجل دين دجال, لانه لم يقل لنا ما هي المعايير العملية للاخلاق. نحن نعرف بان المعايير يتم وضعها عبر قوانين دولية شفافة عادلة للجميع ومتفق عليها بين جميع الدول! ويجب ان تحمي هذه القوانين حقوق الانسان بما فيها الحقوق الاقتصادية, على عكس السياسة الصينية التي لا تحترم حقوق الانسان؟
الفكرة الثانية التي اراد ان يروج لها السيد يان هو ان حل المشكلات الاقتصادية عن طريق المساعدات المالية هو غير مجدي في الحالات الحرجة اي انه ضد المساعدات الاقتصادية كحل للازمات المالية كما تفعل اميركا لكي تكون هي الفائزة بالسباق العالمي؟

Both governments must understand that political leadership, rather than throwing money at problems, will determine who wins the race for global supremacy.
Many people wrongly believe that China can improve its foreign relations only by significantly increasing economic aid. But it’s hard to buy affection; such “friendship” does not stand the test of difficult times.

من الواضح ان السيد يان هو معارض لمشاركة الصين ماليا بحل الازمة الاقتصادية التي تعاني منها منطقة اليورو؟؟
الفكرة الثالثة التي طرحها السيد يان هو اهمية السياسة الداخلية وهي التي ستكون المرآة للخارج لكي تستأثر بقلوب وعقول العالم؟ أي أن تحول الصين أولوياتها من التنمية الاقتصادية إلى تأسيس مجتمع متناغم خال من الهوة بين الأغنياء والفقراء، كما أنها بحاجة إلى استبدال عبادة المال بالقيم الأصيلة واستئصال الفساد السياسي من أجل العدالة الاجتماعية والإنصاف.

According to ancient Chinese philosophers, it must start at home. Humane authority begins by creating a desirable model at home that inspires people abroad.
This means China must shift its priorities away from economic development to establishing a harmonious society free of today’s huge gaps between rich and poor. It needs to replace money worship with traditional morality and weed out political corruption in favor of social justice and fairness.

مرة ثانية هذا ليس بكلام رجل سياسة وانما رجل دين دجال فهو لم يقل لنا عن الآليات العملية لتقليص الهوة بين الغني والفقير؟

ما كنا نود ان نعرفه من السيد يان هو هل يعقد الصينيون بان العالم واميركا سيمح للصين بأن تستمر بالغش بالتجارة العالمية عن طريق ابقاء عملتها رخيصة وبذلك تكون قد قامت بعملية الدعم الحكومي للسلع, وهذا مخالف لقوانين التجارة الحرة والمنافسة الشريفة؟ وأين الاخلاق الكونفوشيوسية في هذا؟

ما كنا نود ان نعرفه من السيد يان هو هل يعتقد بان تسلط الحزب الشيوعي وتسيير البلاد بالحديد والنار, وانتهاكاته المسترة ضد الشعب الصيني وعدم احترامه لحقوقه الآدمية, فيها اي شئ من الاخلاق الكنفوشيوسية ؟؟

ما كنا نود ان نعرفه من السيد يان هو انه هل استثمارات الشركات الصينية باستخراج المواد الاولية من البلدان التي لا تحترم حقوق الانسان مثل السودان وسوريا وليبيا سابقا وبيع هذه الدول الاسلحة لقتل شعوبها, ومساندتها بمجلس الأمن عن طريق رفع الفيتو, لتأمين لهذه الدول الغطاء الشرعي الدولي للاستمار بقتل وتنكيل شعوبهم, هل هذا كله فيه اي شئ من الاخلاق الكنفوشيوسية. وهل هذا يساعد الصين على كسب قلوب الناس بالخارج والتغلب على اميركا؟

لا نريد من الصين دجالين يحاضرون علينا بالاخلاق, فلدينا بالعالم العربي من هذه النمر الآلاف المؤلفة حيث يتم تخريجهم في كل سنة من مختلف المعاهد الدينية بالعالم العربي.

طلال عبدالله الخوري



#طلال_عبدالله_الخوري (هاشتاغ)       Talal_Al-khoury#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسالة الى بشار حافظ الأسد 2
- ليسوا رجال دين وانما سياسيون رخصاء
- العلمانية, الاِلحاد والتدين, وبناء دور العبادة
- فرانك, وتعريب الأسدي, وسقوط الاشتراكية
- هل يستطيع الاسلاميون ان يغدروا بنا؟
- التسعيرة .... و يا بلاش؟
- الشباب يموتون والمجلس يخرج الريح؟
- اما الضمانات فيجب ان تكون حصريا من الكفار؟
- ثورتنا السورية وسر نجاح الليبية!
- حولتم القذافي لضحية جريمة سياسية والثوار لمجرمين؟
- الزعماء العرب يرشون الماء البارد على مؤخرات الاسلاميين وغليو ...
- خونة جامعة الدول العربية 2
- هذه هي اجوبتي
- اوراق الاسد وسوزان مبارك و ورقة التوت!
- تشكليل المجلس الوطني السوري ليست البطولة!
- هل وصلت رسالة بشار للغرب؟
- هل تظنون الأسد اجدبا يا اخوان؟
- صندوق النقد الدولي مقابل المال الوهابي!!
- توماس فريدمان مهرجا سطحيا
- فرع الاسد للاخوان المسلمين اكثر من استغل الاقليات


المزيد.....




- شاهد.. رجل يشعل النار في نفسه خارج قاعة محاكمة ترامب في نيوي ...
- العراق يُعلق على الهجوم الإسرائيلي على أصفهان في إيران: لا ي ...
- مظاهرة شبابية من أجل المناخ في روما تدعو لوقف إطلاق النار في ...
- استهداف أصفهان - ما دلالة المكان وما الرسائل الموجهة لإيران؟ ...
- سياسي فرنسي: سرقة الأصول الروسية ستكلف الاتحاد الأوروبي غالي ...
- بعد تعليقاته على الهجوم على إيران.. انتقادات واسعة لبن غفير ...
- ليبرمان: نتنياهو مهتم بدولة فلسطينية وبرنامج نووي سعودي للته ...
- لماذا تجنبت إسرائيل تبني الهجوم على مواقع عسكرية إيرانية؟
- خبير بريطاني: الجيش الروسي يقترب من تطويق لواء نخبة أوكراني ...
- لافروف: تسليح النازيين بكييف يهدد أمننا


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - طلال عبدالله الخوري - قرضاوي صيني كونفوشيوسي!