أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - لينة محمد - هي وهو وآخر















المزيد.....



هي وهو وآخر


لينة محمد

الحوار المتمدن-العدد: 3560 - 2011 / 11 / 28 - 14:30
المحور: الادب والفن
    


هي: نشأت في محيط أسرة متوسطة الحال ترعرعت في أسرة تحترم الفرد ذكرا كان أو أنثى منحته الحرية في الفكر قبول كل ما يحتكم الى العقل نعمة المولى على الإنسان بالتالي حرية الأيمان أو الكفر.
هي: دائمـة التساؤل عن كل شيء وفي كل شيء منذ نعومــة أظافرها وتنعم بالإجابة ومع الأيام كثرت التساؤلات وتفرعت وبدت أعمق، تدرك إنها تعيش في مجتمع يعاني التناقضات والتمييز وتفضيل للذكر في جميع نواحي الحياة، الذكر في فعل الفواحش والموبقات دائما المبررات جاهزة وحاضرة وساحته مبرئة فهو لم يكن في يوم من الأيام في قفص الاتهام ولن يكون .
هي: لم تخضع لهذا الواقع الذي يصادر حقوق المرأة لمجرد إنها أصل الفتنة وهي من أضاءت اللون الأخضر للذكر فهو في حالة اللاوعي واللا عقل ومسلوب الإرادة وهي أصل الداء وكأنه مسير في ارتكاب المعاصي ومخير في إلقاء التهم على من دفعه لارتكاب هذه الفواحش فهو معصوم من كل شيء سوى الرذيلة تقع على المسبب لها الأنثى .
هي: مختلفة لكنها ليست مميزة عملية تسعى بجهد حثيث للتعرف على السر وراء هذه الفجوة الأخلاقية والثقافية ما بين شعوب تتطور وتتقدم بالعلم في مجالات الصناعة والاقتصاد والطب وعلوم الفضاء ولا تتبع عقيدة معينة ، وإنما عملت على أعمار الأرض وتوفير سبل مريحة لبني البشر واكتشاف علاجات لأمراض كانت مستعصية واختراع وسائل التنقل السريعة وما بين أمة تراوح مكانها منذ قرون وتحجر وتهمش وتعامل بدونية مع عقل المرأة التي تمثل برأيها كل المجتمع وليس نصفه .
وتسأل تقدم الأمم الأخرى كانت حصيلة حقوق ممنوحة بالتساوي لكل من الذكر والأنثى في جميع الميادين فالرجل والمرأة متساويان في الحقوق والواجبات وعليه تطورت تلك الأمم باعتمادها على شرائح المجتمع المختلفة ولم تكتفي باعتبار الذكر يمثل الهيمنة والقوامة والمسؤول والأنثى تابعة له تلبي رغباته وهي خلقت من أجل هذه الوظيفة فقط .
هي : ترفض كل ما يخالف عقلها من عادات وتقاليد بالية من تخاريف وروايات كانت ابعد ما تكون عن تعاليم دين نزلت على الرسول الكريم الذي بعث رحمة للعالمين .
هي : في السنة الرابعة وتنتظر فصل أخر حتى تتخرج من الجامعة شخصيتها مختلفة أهدافها في الحياة نصب عينيها، ملتزمة وجادة ، صريحة ، واضحة ، لا تهتم بالشكليات أفكارها تنطلق من وعيها الكبير حول ما يدور حولها على مستوى العالم وليس محيط الجامعة الذي يجمع طلاب من مختلف شرائح المجتمع أفكار وأراء وتوجهات مختلفة ، كانت دائما تشعر بالغربة في ظل هذا الكم الهائل من المعارف في الجامعة واهتمامات الأخريات التي تناقض اهتماماتها وحتى أفكارها ،اغلب من تتعامل معهم زملاء ذكورا وليس العكس ، هي تعتقد ان العلاقة التي تحتكم الى الاحترام علاقة تدوم وتدوم وأفضل علاقة تجمع أثنين هي علاقة الصداقة المبنية على الصدق والوضوح والصراحة .
كانت بعيدة كل البعد عن ما يسمى حكايات وأسرار الطالبات والزميلات تراقب عن بعد ترى مناظر تتألم من رؤيتها طالبات وطلاب في مواقف أبعد ما يكون عن أجواء العلم والتحصيل العلمي ولسان حالها يقول لماذا هذا التناقض المخيف في التعامل مع من يمر بنزوة ذكرا كان أو الأنثى .
والأقاويل الكثيرة التي تؤيد ان الفتاة أساس انحراف الشاب، هو دائما المغرر به أي عقل وأي منطق يقبل هذا التعاطي ما عدا العقول العربية فنحن نخترع أساليب ووسائل لتسليط الضوء على المرأة المذنبة ونترك شريك المذنبة الرجل فهو الضحية دائما .
لماذا يعتبر نفسه صاحب القوامة وعقله كامل وهو يستسلم لإغواء حواء إلا يدعوا هذا الى السخرية والتعجب في ذات الوقت !!!!
هي : محط أنظار الكثيرين الذين يخشون هذه الشخصية المنفتحة الملتزمة التي تتعامل مع الجميع باحترام مشاركة في المناسبات العديدة التي تدعوا الى التضامن مع الشعوب المقهورة وتتطلع دوما الى الصحوة العربية الغائبة في ظل ربيع خريف وربيع قادم ثورات لم تحصد ثمارها.
وهل غيرت هذه الثورات من عقلية الشعوب المسحوقة عبر قرون ؟

هو :عاش في أسرة متوسطة الحال أيضا والده موظف بسيط ووالدته تعمل بحياكة الملابس تعين والده في مصاريف المنزل الكثيرة هو أكبر إخوانه اعتمد على نفسه وتحمل المسؤولية في المرحلة الإعدادية من الدراسة ، كان في العطل الصيفية يعمل ويساعد والده كان يتمتع بذكاء وخلق كريم حياته لم تكن كما يصورها لجميع من يتعرف عليه .
هو : دائم الشعور بالرضي في أحلك الأوقات وأصعب الظروف ، هو ملتزم وأيمانه قوي بالله ودائما ما يردد ان الإنسان عليه السعي والرزق على الله هو إنسان يتمتع ببساطة شديدة محب للجميع ومحبوب من جيرانه وأقاربه يساعد كل من يطلب المساعدة هو طموح وطموحه بلا حدود أحلامه كبيرة نظرته ثاقبة لديه هموم عامة الشعب الغلاء الفاحش والبطالة ومع ذلك لم يكن مستسلما لواقع يهزم من هم اكثر منه رفاهية وثراء كان يحلم ان تنتصر الشعوب على الحكام الفاسدين والمفسدين على الأرض كان له نظرة في جميع الأحزاب الموجودة على الساحة فالكل يعمل ضمن دائرته الضيقة ومصلحته الحزبية فقط وعليه لم يقتنع بالانتساب لأي من الأحزاب الكثيرة من اليمين إلي اليسار والوسط المفقود وحركات ليست بإسلامية .
هو : ينتظر هذا العام التخرج فهو من الأوائل على مستوى الكلية شخصية متواضعة ومحبوب من قبل الطلاب من داخل دفعته وجميع الطلبة في نفس الكلية لم يكن ليمتنع عن مساعدة أي طالب في الدراسة أو في أبحاث الآخرين أو حتى مساعدة الطلاب المحتاجين لدفع أقساط الفصول الدراسية فكان يعمل على إيصال مشاكل الطلاب الى مجلس الطلبة الذي كان عضو فيه.
هو: شخصية قيادية منتمي لقضايا شعبه يحلم بالتغيير ويراه قريبا دائما يملك هذا التفاؤل الذي دفعه ان يكون على ما هو عليه محط أنظار واحترام كلا من الهيئة التدريسية وطلاب الجامعة كذلك شخصية تتمتع بالعطاء الدائم .
الآخر : عاش الرفاهية بالسكن والملبس والمأكل ، ينتمي لعائلة ثرية والده مستثمر عاش الحياة المريحة تمتع بحياته بجميع مراحلها كان لديه الخدم وطلباته جاهزة دون عناء يذكر ، ما عليه إلا ان يؤشر على أي شيء يريد تنهال عليه الأصناف المختلفة ، درس وتعلم في أحدث المدارس وتعلم لغات عدة ، كان من الأوائل في مدرسته كان يملك شخصية جذابة جدا كان محبوب من طالبات صفه ومن الأخريات وهو محبوب من أصدقائه الطلاب كان يتعامل مع الجميع باحترام لكنه كان مغرورا كان يعتقد انه لا ينقصه شيء فكل ما يريده يحصل عليه وبلمح البصر، يعتقد ان السعادة تعني الثراء والتمتع بملذات الحياة المختلفة فلم يكن يهتم بالواقع الذي يعيش فيه وكان بعيد كل البعد عن الشأن السياسي في بلده أو في العالم.
الآخر : يتمتع بجمال يضاهي جمال أشهر الممثلين على مستوى العالم ويتمتع بشخصية جذابة ومرحة دائم الضحك ، وهو كذلك ينتظر هذا العام حفلة التخرج التي يعد لها حفلة خاصة يدعوا لها كل أصدقائه في أفخم الفنادق في المدينة وسوف يكمل دراسته العليا في الخارج .
هي : تحلم بالتخرج لتنطلق الى الحياة العملية تشق الطريق الذي رسمته لنفسها هي تحملت المسؤولية منذ الصغر تعلمت ان تقرر وتتحمل كل النتائج المترتبة على قرارها هي تحلم بالاستقلال المادي وتعلم إن كل ما تعانيه المرأة من الظلم والقمع والتهميش أسبابه اقتصادية فلو كانت المرأة مستقلة ماليا لما ركنت وعاشت وتعايشت التبعية للرجل حتى في أحلامها .
هو: يحلم بالتخرج وعمله مضمون في الجامعة باعتباره الأول على دفعته هو يراقبها منذ السنة الثانية لم يتجرأ ان يتكلم معها أو أن يبوح بما يشعر به يعلم هي كيف تفكر يحترمها وينتظر الفرصة التي يمكن ان تجمعه بها .
الآخر: فتيات كثيرات حوله ، وهي لم يكن موجود في محيطها , يتمنى ان يحظى بنظرة أو لفتة منها
هي وهو والأخر شاء القدر ان يجمعهم المادة المقررة على جميع التخصصات في الكلية فالمادة إلزامية
وهي عندما علمت بأسم الدكتور الذي يدرس المادة شعرت باكتئاب حيث إنها تعلم عن هذا الدكتور الذي يعمل على تحويل محاضرته الى مواضيع مغايرة وسمعته على المستوى الأخلاقي ليست بجيدة ، معروف عنه بمعاكسته للفتيات ولهذه الأسباب كلها كانت تدعوا المولى ان تجتاز هذه المادة فهي لن تصمت على أي شيء يخالف ما تؤمن به .
المحاضرة الأولي هي حاضرة وهو غائب والأخر حاضر بدأت المحاضرة دخل الدكتور القاعة مسك بيده كشف الحضور وبدأ بذكر أسماء الطلاب، هي أسمها يندرج ضمن الحروف الأخيرة في الترتيب الهجائي يبدأ الدكتور بذكر أسماء الحضور وعند كل أسم يعطيه لقب لدابة ، هي صامتة تترقب ماذا سوف يطلق عند اسمها فهي كانت المرة الأولي التي تلتقي الدكتور بعكس من كان في المحاضرة فالأغلب كان قد سجل مواد أخرى مع الدكتور وكانوا يضحكون من هذه الأوصاف وهي في قمة الدهشة ، نادى و ذكر زرافة ولم ينطق أسمها صمتت ثم كرر قال أين الزرافة ؟
وهي ما زالت لا تعلم إنها المخاطبة بعد وهلة ذكر أسمها وزرافة وقفت من فورها وقالت :
ماذا تقول :
الدكتور صمت وتوقف عن الكلام .
هي : تقول إلا تعتقد أننا في حرم جامعة ولسنا في مكان أخر.
يخيم الصمت على جميع من في القاعة والأخر ينظر لها نظرات دهشة تعجب تخوف احترام.
الدكتور : يعتذر أنا أسف ويكمل إذا أردت الشكوى هنالك رئيس الجامعة .
الطلاب في القاعة يتدخلون ويتوسطون للدكتور يقولون لها لقد أعتذر اقبلي الاعتذار....
هي : الموضوع ليس موضوع شكوى يا دكتور واعتقد الأسلوب مهم في المعاملة نحن في الجامعة.
الدكتور لا يتكلم وإنما يراقب ويسمع كلام الطلاب الذين تدخلوا لإقناعها ان تقبل اعتذار الدكتور حتى يكمل المحاضرة ومع إصرار من كانوا في المحاضرة ان تمرر هذه الهفوة و تتجاوز عن الدكتور وتقبل اعتذاره ، قبلت وجلست وأكمل المحاضرة وأصبح الحدث يتناقل بين جميع الطلبة لدرجة اغلب من في الجامعة عرفوا بالذي حدث معها ، نالت شهرة بدون قصدا منها ووصل الخبر لهو الذي لم يكن بحاجة الى هذا الخبر حتى يبدي إعجابه بشخصيتها المميزة والمختلفة أيضا .
الأخر يعيش في حيرة ، هذا الموقف غير منه الكثير أصبح له اهتمامات مغايرة بدأ يطالع كتب تتناول مواضيع مختلفة سياسية واجتماعية ، متابع و مولعا بنشرة الأخبار بدأ ينفض عن نفسه كل ما كان يتعاطاه من معرفة الأخريات وشرب الخمر والعيش على الملذات والمغامرات الكثيرة والتفاخر بعدد من يعرفهن من فتيات الجامعة من مختلف التخصصات ويتمتع بإغراقهن واللعب بعواطفهن ولسان حاله يقول هن يردن ذلك لقد أنقلب رأسا على عقب يريد ان يلفت انتباهها هي فقط ، لم يعد يفكر إلا بشيء واحد كيف يمكن ان يجعلها تشعر بوجوده ؟
هو: حانت الفرصة بعد انتشار الخبر فذهب إليها وكان بينهما حوارا سابقا حول مساعدة الطلاب المحتاجين فيما يخص الأقساط المالية فهي تحترمه وتقدره فهو يتمتع بأخلاق رفيعة وهي تتعامل مع كل إنسان محترم.
بدأ الحوار..........
هو : قال لها لم أكن أتوقع ردت فعلك وكان يقصد ما حدث في المحاضرة التي فاتته .
هي : صدقا لماذا ؟
هو: هل تسمحين لي بالجلوس .
هي: طبعا وسأطلب لك فنجان من القهوة .
هو : شكرا جزيلا سادة لو سمحتي .
هي : حاضر مبتسمة .
هو : هل تعلمين أننا نقطن في نفس الحي ؟
هي : هل يعقل وكيف لم التقي بك من قبل ؟
هو : يصمت ينظر لها يخشى ان يبوح بشيء يندم عليه .
هي : تقول ما بك ؟
هو : لا شيء فقط يبدو إن أوقات محاضراتنا مختلفة وعليه لم نلتقي من قبل .
هي : شعرت بشيء...... لكن أكملت يبدو ذلك .
هو : أنا فخور بك جدا كنت وما زلت .
هي : الكلمات تربكها وتقول له شكرا .
هو: استأذن منك لقد حان موعد محاضرتي .
الأخر : في اليوم التالي هي تمر من أمامه يقول لها عفوا .
هي : نعم هل تريد شيء .
الآخر : مرتبكا لا اعذريني .
هي : مبتسمة عن ماذا تعتذر .
الأخر: يبتسم ممكن ابدي إعجابي بموقفك الشجاع .
هي : على ماذا والله أستغرب هذه شجاعة !!!!!!
الآخر: مصدوم من كلامها ويقول يبدو أنك لا تخشى من الرسوب .
هي : تنظر له نظرة وتقول أنا أخاف الله فقط .
الآخر : نعم نعم لكن ؟
هي : اعتذر منك يجب ان أذهب الآن .
الآخر : يندب حظه العاثر حيث انه لم يوفق في المحادثة التي استمرت لدقائق قليلة ....
الآخر: كيف لي ان اجعلها تغير فكرتها عني يقول في نفسه ماذا أفعل .
الفصل الأخير أشهر قليلة على التخرج من الجامعة لكلا من هي وهو والأخر .
هي : كلما تصادف الدكتور الذي قامت بلومه في المحاضرة الأولى ينظر لها ومن ثم ينظر باتجاه الأرض وتتعجب ولسان حالها يقول ماذا يريد مني هذا الدكتور ؟
هي : متخوفة من الدكتور ان يعمل على معاقبتها وتفشل في اجتياز هذه المادة حيث انها خريجة وعليه سوف تنتظر فصلا إضافيا للتخرج.
هي : تبوح لهو وتقول له عن تصرف الدكتور وتسأله هل تعتقد انه سوف يهمل ما حصل ؟
هو : يقول لها اطمئني بل هو يشعر بالخجل منك ومن فعله وبالتأكيد هو يحترمك ولن يقوم بأي عمل ضدك بل على العكس تماما احتمال كبير إن يساعدك لأنه يعلم انك خريجة هذا الفصل .
هي : تنظر له تقول هونت علي شكرا جزيلا لك .
هو : أتمنى ان أكون كذلك دوما بالنسبة لك.
هي: تنظر له نظرات كلها تسائل دون كلام .
هو: لم أقصد شيء ......... انا أريدك مطمئنة ولا داعي للقلق هذا هو كل شيء .
هي: صدقته ولم تبدي اهتمام حيث ما كان يشغلها الدراسة والأيام الباقية حتى تتخرج من الجامعة
هو: يتمنى انها شعرت بشيء اتجاهه فحبه لها محفورا في القلب لا يعلم به أحد ولا هي .
الآخر: يراقب من بعيد علاقة هو وهي يشعر بحب هو لهي .
الآخر: حبه الكبير لها حلمه ان يلفت انتباهها ، ولاحترامه الشديد لها قرر الابتعاد .
الآخر: هي أو الدنيا وما فيها سأختار هي
الآخر: ما الفائدة الآن سأبقي على الحلم (هي)
حفلة التخرج في الجامعة هو يراقب هي والأخر يراقبهما من بعيد ......................
هو : بعد انتهاء الحفلة يقول لها انتظري ....
هي: انا سعيدة جدا وسعادتي لا توصف وأنت بالتأكيد كذلك.
هو: طبعا سعادتي لا توصف بقربك أنت .
هي: تصمت ثم تعتذر منه تريد المغادرة .
هو: انا أريد ان أصرح لك بشيء.
هي : تنظر أليه تقول ما هو؟
هو: يحاول ان يصرح لها ويشعر بخوف شديد من ردة فعلها فهو حتى هذه اللحظة لم يعلم شعورها نحوه.
هي: لقد تأخرت أعذرني يجب ان أغادر الآن .
هو: انتظري ..
هي: لقد تأخرت فرصة أخرى ...
هو: يخاف ان تنعدم الفرصة يقول لها هل تقبلين بي زوجا لك؟
هي: منذ متى؟
هو: منذ النظرة الأولى.
هي : متى
هو: منذ السنة الثانية.
هي: لا معقول يا الله وانا
هو: حاولت لكن لم أتجرأ
هي: هل انا مخيفة الى هذا الحد ؟
هو: بل أكثر
هي: لم أكن أعلم
هو: والآن لقد علمتي
هي: انا احترمك كثيرا
هو: وانا كذلك
هو: لم تردين
هي: صامتة خجلا .
هو: هل علامة السكوت ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
هي: يا الله لم أشعر حتى بهذا
هو: لأنني كنت جبان
هي : لا تنطق هذه الكلمة فانا لا يمكن ان أوافق على جبان.
هو: انا فارسك المغوار لكن بدون حصان .
هي : تبتسم سوف أحدد لك موعد مع والدي .
هو: انا أسعد إنسان في الكون .
هي :تفصح همسا وانا كذلك .
يحضر أهل هو لطلب يد هي العائلتين من نفس المستوى الاجتماعي لم تكن هي وعائلتها متطلبين بل أكتفوا بحفلة بسيطة بعد عقد القران وحفلة الزفاف بعد عام بالتمام والكمال هكذا اتفق هو وهي حيث انهما يريدان خوض الحياة العملية وتأثيث عش الزوجية دون تسرع وحتى هو يستطيع ان يدخر المال لترتيب حفل الزفاف وأمور أخرى .
ومع ان هو وهي بحكم المتزوجين الا أنها كانت حريصة جدا ان تجتمع معه في أماكن عامة وان يكون الحوار إفصاح عن كل ما يتعلق بها و به حتى يكتمل الانسجام كانت دائما ما تسأله كيف له ان يتوقع قبول طلبه والموافقة عليه ، دائما يردد على مسامعها قلب المؤمن دليله ، كان يدعوا في صلاته ان تكون هي شريكة حياته . وهي تقول الذي لفت انتباهي لك التزامك وخشيتك من المولى وتواضعك مع الجميع .
أقترب موعد الزفاف خمسة أيام فقط هو وهي منشغلين بتأثيث عش الزوجية،هي تريد إلقاء نظرة أخيرة ووضع بعض المشتريات في منزلهما هي دائما يرافقها أخيها مع هو عند الذهاب الى منزلهما تقول لهو علينا ان ننهي اليوم جميع الترتيبات يقول لها نعم علينا هذا ، يذهبون الثلاثة الى المنزل وعند الدخول يرن الهاتف المحمول الخاص بأخيها صديقه تعرض لحادث خطير وعليه ان يذهب يمكن ان يحتاج الى التبرع بالدم ويقول لها لن أتأخر عليك سأعود سريعا ،سلم على هو وأنصرف هي تقفل باب الشقة وتقول له ان شاء الله خير وتسرع باستكمال ترتيب الحاجيات التى معها ، يساعدها وبعد الساعتين من العمل المتواصل تقول الحمد لله الآن أصبح كل شيء جاهز .
ينظر لها يقول ممكن الآن نشرب فنجان من القهوة .
تنظر له تقول بالتأكيد تفضلها سادة قال نعم شكرا لك .
هي في المطبخ وهو معها قال انتظرت عمر ويصمت .
هي : خمسة أيام باقية نجتمع الى الأبد .
هو : يخرج آلة الحاسبة ويحسب أرقام تقول له ماذا تفعل !!!!
هو: انتظري .
هي: ماذا انتظر ؟
هو: 1095 ينطق الرقم تقول ماذا؟
هو: انتظرت 1095 يوما قالت أضف خمسة .
هو: لا يمكن الخمسة أيام حسابهم مختلف قالت كيف ؟
هو: انتظري.
هو: 432000 نطق الرقم قالت ما هذا؟
هو: الم أقل لك ان الحسبة مختلفة انا سوف انتظر 432000 ثانية لا بل يوم .
هي : كيف توصلت الى هذه النتيجة ؟
هو: الم اقل لك انه زمن طويل جدا الأيام الخمسة .
هو: يقترب منها نحن أمام الله متزوجين ممن تخشين قولي لي
هي: أخشاه وحده .
هو: لم يبقى إلا خمسة أيام .
هي : نعم أنتظر .
هو: لم أعد أطيق الانتظار.
هي: لا تحملني أكثر مما احتمل يقترب منها ووقع مالا يحمد عقباه .................
اليوم الخامس هو يوم زفافهما وهي حزينة ولم تستطيع ان تسعد بسبب ما حدث وكان ذلك واضحا على ملامحها حتى أقاربها ومعارفها لاحظوا ذلك ، هي تفصح انه الإرهاق والتعب من تجهيز عش الزوجية .
هي : تنتظره ....
يرن جرس الهاتف العريس تعرض لحادث مؤلم لم يصل المستشفى انتقل الى جوار ربه.
هي من وقع الصدمة يغشى عليها على الفور، الفرح ينقلب الى عزاء وحزن دفين في نفسها .
ومع مرور الشهر الأول على وفاته وهي ما زالت حزينة على حالها وما فعلت بنفسها وما زالت تدعوا المولى ان يغفر لها وكم لامت نفسها وبدت اقل وزنا ، وجسد يتنفس فقط بلا حياة تذكر في ذات اليوم شعرت بصداع وحالة من الغثيان متكررة فاقترحت والدتها عليها ان تذهب إلي الطبيب وكانت هي متخوفة من ان تكون حامل ؟
قالت لوالدتها لا عليك اعتقد إنني تعرضت لتسمم بسيط وكانت تطلب من الله ان يستر عليها وان لا يفضح أمرها فالعادات والتقاليد المتخلفة لن تكون في صفها وان كانت تعتبر بعرف القانون وامام الجميع أنها زوجته ، لكن كيف لها ان تغير نظرة المجتمع واعتبارها غير مذنبة ، وإنها لم ترتكب فاحشة ، دعت المولى ان يرحمها من عذاب الضمير من كلام الناس وتطاولهم عليها وعلى عائلتها وما سوف تتعرض له من مهانة ومن أقرب المقربين أليها كيف ستواجه أهلها وأقاربها وجيرانها لا بل المجتمع الذي يعتبرها انها استسلمت وفرطت في شرفها كيف لها ان تقنعهم ان ما حصل جمع أثنين موعد زفافهم أيام معدودة ولم يتم بقضاء الله عالم الغيب كيف لها ان تدافع عن نفسها وهو في القبر لا يعلم بحالها .
هي : في عيادة الطبيب متخوفة حد الموت .
الطبيب : ماذا أصابك ؟
هي : وعكة صحية وألم في أسفل البطن .
الطبيب: هل هنالك أعراض أخرى ؟
هي: نعم غثيان مستمر وعدم قابلية أو شهية للطعام.
الطبيب: هل دورتك الشهرية منتظمة؟
هي: نعم لكن هذا الشهر تأخرت عن موعدها عشرة أيام .
الطبيب : يفحص هي ويقول لها لا تقلقي لا يوجد ما يخيف.
هي: كيف لم أفهم ؟
الطبيب: يقول لها هل تعرضت لحادثة ما وانت طفلة صغيرة .
هي : تستغرب السؤال وتجيب بالنفي .
الطبيب : هنالك تمزق طفيف في غشاء البكارة ويستحسن ترميمه.
هي : لم أفهم عليك وماذا يعني الذي قلت ؟
الطبيب : الألام التي تشعرين بها سببها تقلصات المعدة وأحيانا كثيرة سببها الحالة النفسية
وسوف اكتب لك بعض المهدئات وعليك بالراحة وخلي عنك الأفكار الكئيبة.
هي : الأمر الآخر .
الطبيب : إذا رغبتي أجري لك عملية بسيطة تعمل على ترميم الغشاء ويعود كما كان سابقا .
هي: لماذا هل له أي تأثير على صحتي ؟
الطبيب : لا لكن أرى ان جميع من هم في عمرك يتقدم لها الكثير لخطبتها هل انا مخطأ.
هي : لا لكن انا ما زلت حزينة على وفاة من كان سوف يكون زوجا لي وانا سأعيش على ذكراه
الطبيب : يا بنيتي الحي أبقى من الميت وانا قلت لك نصيحة ولك حرية الاختيار .
هي : تخرج من عند الطبيب سعادتها لا توصف فهي الآن تحررت من كابوس أنها حامل قررت ان تعيش على حب هو وتحتفظ بهذا السر لها وحدها ، هي دائمة الدعاء وطلب المغفرة ، هي قررت العودة الى العمل .
هي : في العمل بعد أكثر من شهر إجازة لما مرت به من أحداث عصيبة ومؤلمة الكل في العمل يزورها في مكتبها مرحبا بها ، ويرددون على مسامعها عبارات كلها تشجيع لها ، هي سعيدة بهذا الحب من قبل الجميع تشكرهم وتستأنف عملها فهي تؤمن ان العمل عبادة وان الله تعالي يحاسب على الأعمال فكانت حريصة على إداء عملها بإخلاص وتفاني والجميع يشهد لها بذلك .
مرت شهور وشهور على عملها ونظرا لكفاءتها في العمل قرر منحها ترقية بان تستلم قسم شؤون الأفراد في الشركة كم كانت سعيدة بهذا المنصب فهي شخصية معطاءة وتحب خدمة الجميع .
الآخر : يعود من الخارج وحاصل على شهادة الماجستير في المحاسبة وبتقدير امتياز يبحث عن عمل ولا يحبذ العمل مع والده أي في أحدى شركات والده ، يريد كبداية ان يشق طريقه بنفسه دون رقابة من والده وعندما يحصل على الخبرة الجيدة سينتقل للعمل مع والده فهو يريد ان يجد نفسه بعيدا عن أي توجيه .
الآخر صديق له يخبره ان أحد الشركات عبر إعلان في الجريدة تطلب محاسب ويطلب منه ان يذهب الى المقابلة .
المقابلة:
في نفس الشركة التي تعمل بها وهي من تستقبل الطلبات والتعامل معها الأخر يدخل إلي المكتب يظل واقفا قليلا يقول في نفسه هي ، معقول هي هل يعقل هي ؟
هي : مشغولة مع احد المتقدمين للوظيفة تنتهي من استلام مستنداته المطلوبة .
الآخر : يأتي دوره يقف ينظر لها وهي تراقبه لم تذكره كالعادة .
الآخر : هل تذكرين ؟
هي : عفوا منك أستاذ ؟
الآخر : محاضرة الدكتور .
هي : تقاطعه عفوا أين عملت سابقا وما هي الشهادات الحاصل عليها وأريد الوثائق الأخرى لطفا منك .
الآخر : لماذا تتهربين ؟
هي: عفوا من ماذا أهرب انا لا أعرفك .
الآخر: نعم في الجامعة ومحاضرة الدكتور وشجاعتك بالرد عليه .
هي : تذكرت ، اعذرني تفضل بالجلوس .
الآخر: يلتقط أنفاسه ويقول الحمد لله .
هي : ما هي مشاريعك وما فعلت بعد الجامعة ؟
الآخر: نعم درست الماجستير في الخارج والآن ابحث عن عمل ؟
هي : لن أساعدك في الحصول على الوظيفة ؟ وابتسمت .
الآخر: شكرا جزيلا لك واعتقد ان الرزق على رب العباد .
هي : لقد تغيرت كثيرا .
الآخر : يسأل كيف هو ؟
هي: تدمع عيناها وتصمت وكأن السؤال أعادها الى الوراء عند سماع خبر وفاته .
الآخر: اعذريني انا لا افهم سبب دموعك انا اعتذر هل أسأت التصرف قولي لي ماذا فعلت ؟
هي : اعتذر منك خارجة من مكتبها مغادرة العمل .
الآخر يلحق بها الى ان يصل منزلها يدق الباب يفتح له والدها يعرف عن نفسه يدعوه للدخول, يشرح لوالدها سبب اللحاق بها ، يقدر والدها الموقف ويقول له اعذرها لقد توفى في حادث أليم في يوم زفافهما
الآخر : مصدوم حزين ويقول في نفسه هل يمكن ، ماذا لو ، كيف لي ، وظل هكذا الى ان سمع أذان الفجر ينتفض من السرير ويقول أن الأوان ان التزم بالصلاة وقطع عهدا على نفسه ان يواظب عليها .
هي : في المكتب يدخل الأخر عليها يلقي تحية الصباح .
هي : صباح النور.
الآخر : هل من جديد بشأن الوظيفة .
هي : المقابلات غدا في تمام الساعة التاسعة صباحا .
الآخر : هل ستكونين من ضمن أعضاء اللجنة التي ستقابل المرشحين للوظيفة ؟
هي : نعم ولن أساعدك .
الآخر : لا أريد مساعدة لكن الأنصاف فقط .
هي : القرار ليس بيدي فأنا واحدة من ضمن أربعة يمكن ان تضمن 25% من النتيجة
الآخر : هي كافية بالنسبة لي .
هي: تبتسم وتقول له يبدو لن تنجح في المقابلة .
الآخر: أخر شيء أفكر فيه .
هي: ولماذا تتعب نفسك وتأتي غدا .
الأخر: يرتجف خوفا لأراك .
هي : اعتذر منك عندي عمل الآن لكن قل لي ؟
الآخر: نعم
هي : اعتقد انك من عائلة ثرية ولدى والدك شركات عدة لماذا لا تعمل مع والدك ؟
الآخر : إذا قلت لك تصدقين!!!!!!!!!!!!!!!
هي : عفوا منك ماذا تعني ؟
الآخر : لا لا شيء فقط أردت ان أخوض تجربة الحياة العملية بعيدة عن مراقبة والدي .
هي : أستعد للغد وبالتوفيق .
موعد المقابلة ...............
المرشحين عددهم ستة لوظيفة رئيس قسم المحاسبة لكل من المرشحين نصف ساعة لمقابلة أعضاء اللجنة والإجابة على أسئلتهم المختلفة ،الآخر الأخير حيث حرف أسمه الأول يأتي في نهاية ترتيب الأحرف الهجائية يدخل الى اللجنة وهي من ضمنهم هو شخصية جذابة ومرحة يجيب على جميع الأسئلة يتفاعل مع أعضاء اللجنة ، احدهم يقول أنت خريج من نفس الجامعة ونفس العام التي تخرجت منه هي يقول نعم ويصمت وهي توجه له سؤال عن هدفه من حصوله على الوظيفة إجابته مقنعة ، تجعل أعضاء اللجنة تبدي إعجابها بشخصيته المميزة .
ويأتي التصويت ويطرح أسمه بموافقة الأعضاء الثلاثة دون ان تبدي برأيها ويسأل الأعضاء عن رأيها تقول ليس له مبرر ما دام تم التصويت له من قبلكم ، احدهم عفوا منك نريد ان نسمع رأيك قالت نعم موافقة .
هي : انطلاقا من موقعها الوظيفي عليها تبليغ المرشح للوظيفة بأنه نجح في المقابلة .
الآخر: يرن جرس المحمول الخاص به تبدأ بالسلام ويرد كذلك تقول له ماذا تتوقع ؟
الآخر : لا أعلم لكن أريد أسمع رأيك أنت .
هي : لم تكن بحاجة له .
الآخر: لا يعنيني رأي اللجنة نهائيا وأريد اسمع منك أنت فقط .
هي: لن يشكل فرقا كثيرا .
الآخر: لا بل بالنسبة لي رأيك هو ما أتطلع أليه صدقا .
هي : نجحت في المقابلة وغدا عليك ان تستعد لاستلام العمل .
الآخر: لم انعم برأيك أنت ؟
هي : قلت لك نجحت ومبروك الوظيفة .
الآخر: لا أريد الوظيفة أريد رأيك أنت .
هي : أراك غدا مع السلامة.
الآخر: عذرا منك مع السلامة.
هما في العمل الآخر مكتبه يقابل مكتبها في الوقت المخصص للاستراحة يلتقي بها في الكافتيريا القريبة من مكان العمل تحتسي فنجان من القهوة يذهب إليها يسلم عليها ويستأذن منها يجلس بعيدا .
الآخر: أمنياته الماضية الحاضرة ما زالت تراوح مكانها وكأنه القدر يعيد عليه ماضيه بكل مافيه من طيش وتصرفات يخجل ان يذكرها ما بينه وبين نفسه من انحرافات وارتكاب موبقات وفواحش ولسان حاله يقول الله يغفر الذنوب وانا تبت الى الله انا تغيرت والله تغيرت .
هي : كالعادة ملتزمة ونشيطة في عملها فالعمل للعمل فقط هي دائما تتمتع بحس المسؤولية .
الآخر: يتمنى ان يجد فرصة للكلام معها حتى لو كان في العمل .
هي: جل اهتمامها العمل والعمل فقط .
الآخر: مرت سنة وانا أحاول ان أجد الفرصة أريد ان اعبر لها عن شعوري أريد ان أبوح لها بالسر الذي دفنته في قلبي سنين طويلة أريد ان تعلم انها هي فقط سبب تحولي ورجوعي وتوبتي لله عز وجل ، كيف لي ان أبوح لها بحبي واني ابتعدت عندما علمت بحب هو لها وكنت مراقبا لسعادتها هي فقط ، كيف لي ان أصرح لها بأمنية لم تتحقق وهي ان أنال منها نظرة احترام فقط تغنيني عن الدنيا وما فيها ، كيف وكيف وكيف ؟؟؟؟
هي: تشعر انها مراقبة منه لكنها لا تفهم هذا الاهتمام وتعيد الذكريات وكيف كانت أفعاله في الجامعة وكيف هو الآن يصلي وملتزم وتقول سبحان الذي يغير ولا يتغير ترى كيف تغير ما السبب؟
الآخر: في فترة الاستراحة هي كالعادة تحتسي فنجان القهوة يذهب إليها يستأذن بالجلوس تقول له تفضل هي : هل تتناول شيء .
الآخر: لا شكرا
هي : كيف ترى العمل ؟
الآخر: جيد واحيانا هنالك ضغط في العمل ولو تعملين على توفير مساعد لي أكون شاكرا لك .
هي: بالتأكيد سأعمل على هذا حيث أنني ألاحظ انك تتأخر بمغادرة مكتبك بعد الدوام الرسمي .
الآخر: هل يعقل إنني نلت هذا الشرف منك ؟
هي: ماذا لم أفهم.
الآخر: لا عليك أردت القول إنني أتأخر حتى انهي المعاملات المختلفة.
هي: كان الله في عونك عمل المحاسبة عمل مرهق يحتاج الى التدقيق باستمرار.
الآخر: شكرا لك دعائك وكان الله في عونك أيضا.
هي: حان موعد العودة .
الآخر: نعم
وسنة أخرى تمر عليهما وهما يعملان في نفس الشركة........
هي: تحدث نفسها الم يكتفي من العمل بهذه الشركة وبراتب متواضع واعتقد أنه اكتسب الخبرة الكافية حتى يعمل لدى والده حيث يملك أكثر من شركة غريب أمره فعلا.
الآخر: يحدث نفسه ماذا تريد مني وانا جاهز لتنفيذه دون نقاش ، كيف لي ان اعبر عن شعوري؟؟؟ الزمن يمر هذا هو العام الثاني لي في العمل معها لم أتقدم خطوة واحدة باتجاهها ماذا أفعل حتى الفت انتباهها على الأقل ، لا أعلم ، هل هي لا تدرك للآن كيف تغيرت وتبدلت ؟؟
هل ما زالت تعيش على ذكرى هو؟؟؟
هي جعلتني أعيش الحيرة، ماذا أفعل لم أعد أطيق العيش بدونها لقد حاولت وفشلت ماذا اعمل ؟؟؟
كيف لها ان تعلم انني أحببتها أكثر منه بكثير كيف لها ان تحكم على حبي بالموت ، لأن هو سبقني إليها .
الآخر: من كثر التفكير والحيرة والحزن حيث انه لم يملك الشجاعة على مصارحتها بشيء ، تعرض لوعكة صحية ألزمته الفراش بأمر الطبيب وعليه طلب الموافقة على إجازة مرضية استلمت الطلب وتأثرت عليه.
هي: تتصل به تريد الاطمئنان على صحته .
الآخر: صوته يفصح عن مرضه .
هي: معتذرة داعية له بالشفاء العاجل .
الآخر: بصوت خافت أنت شفائي .
هي: تسمع لكنها تكذب اذنيها .
الآخر: اعتذر منك على ان امدد نفسي على الفراش قليلا .
هي: تقفل الخط تتصارع بداخلها الأفكار والأحداث تعود بالذاكرة الى الوراء ، عندما اعترض طريقها يحاول ان يتكلم معها تذكر نظراته إليها، في تلك المحاضرة وتتساءل له عامين في وظيفة بسيطة وراتب بسيط ووالده يملك أكثر من شركة لما كل هذا .
هل يعقل ما سمعت هو تغير كثيرا وبدى أكثر التزاما وأدبا عما قبل لا هل يعقل صمتت.................................. ولو علم بما حدث مع هو سوف يتفهم لا اعتقد ذلك.
الآخر: مضى أسبوعين على مرضه لا بوادر تحسن ، صديقه يزوره باستمرار يحاول ان يعرف منه فهو لم يكن يستسلم للمرض من قبل ، الآخر يصرح لصاحبه سبب شقائه ومرضه ، صاحبه حزين ويخرج من عنده ليلتقي هي .
هي : نصف ساعة وينتهي الدوام فجأة يدخل صاحبه يلقي التحية عليها تستقبله وتبادر بالسؤال هل لي بمساعدتك ؟
يقول بالتأكيد انت من سوف تساعد الآخر.
هي : من ؟ قال لها الآخر وصرح لها بما سره له .
هي: هل يعقل هل هو مجنون ؟
أضاف صاحبه مجنونا بك ارحميه وتعالى معي انا اجزم انه عندما يراك سوف يتعافى على الفور.
هي قالت انت لن تفهم موقفي .. قال لها الآن لا أريد ان أفهم شيء سوى ان تأتي معي لزيارته هو بأمس الحاجة إليك وافعلي ما شئت بعد ذلك .
هي: حسنا سأذهب معك وصلا منزل صاحبه عرف عليها أنها زميلته في العمل أهل الآخر مرحبين بها تفضلي تدخل غرفة الآخر وصاحبه معها منذ ان لمحها انتفض من السرير قائلا لها .
لماذا أتعبت نفسك بالقدوم ؟
هي: اريد منك ان تستجمع قواك وتهزم المرض وتعود الى العمل هنالك الكثير من المعاملات التي تحتاج الى التدقيق وانا لست محاسبة .
الآخر: قرري وانا أنفذ ؟ وصاحبه يراقب.
هي : غدا ولن اسمح لك بالتغيب عن العمل ليوم أخر ؟
الآخر: نعم غدا ان شاء الله
هي: هذا وعد .
الآخر: نعم وعد .
اليوم التالي يحضر الآخر الى العمل الكل يقوم بالترحيب به والاطمئنان على صحته ، هو ينتظر هي ولحظات تمر كالساعات بالنسبة له .
هي تدخل المكتب حامله بيدها أزهار متنوعة وبطاقة كتب عليها تمنياتي بدوام الصحة والعافية .
الآخر:انتظر خروج الجميع استوقفها قال لها تقبلين بي زوجا لك.
هي: نحن في العمل .
الآخر: أراك في الاستراحة .
هي: لك هذا.
الآخر: لم يصدق ما سمعه ويطلب منها ان يسمع مرة أخرى خوفا من انه لم يسمع جيدا ما قالته.
هي: أراك في فترة الاستراحة .
الآخر: السعادة لا تعبر عن شعوره ولن تعبر، ينتظر موعد الاستراحة بشوق كبير.
هي: كيف لها ان تتعامل مع الآخر وهي تعلم انها سبب مرضه وتقول كيف له ان يتفهم؟
هي: انا لم أكذب قط في حياتي ولم أعمل شيء يغضب ربي كنت وما زلت اخشى الله في كل شيء.
كيف لي ان أبوح له بسري وهل سيغفر لي أو ستكون اتهاماته جاهزة كالبقية ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ولماذا يكون مختلف فهو رجل لا يعيبه شيء وان فعل كل الفواحش والموبقات ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
هل سيقبل إنني لم أعد عذراء وهل سيعمل على مسامحتي ؟
هل اجري العملية وأقوم بخداعه حتى يظفر بأنه الأول منذ الأزل الى الأزل ؟
هل اعترف له أم اخدعه وانا اخشى الله فقط ؟
كيف ابرر له موقفي وهو يعلم عني انني كنت وما زلت اكره الكذب والخداع؟
كل هذه التساؤلات راودتها قبل ان تقابله في فترة الاستراحة .
هي والآخر في فترة الاستراحة .
الآخر: انا صادق.
هي: منذ متى.
الآخر:منذ ان رأيتك للمرة الأولى تمري من إمامي ولا تعيرني أي نظرة.
هي: انا انظر الى الأمام دائما ولا أحب ان أشاهد مناظر تؤذي عيني.
الآخر: كان من زمن .
هي: وكيف تغيرت ؟
الآخر: الفضل لك .
هي: حاشا لله الفضل لله .
الآخر: نعم لكن أنت السبب.
هي: كيف؟
الأخر: تلك المحاضرة.
هي: ما زلت تذكر.
الآخر: موقفك الشجاع غيرني على النقيض .
هي:المهم الآن أنت مختلف للأفضل .
الآخر: شهادة اعتز بها .
هي: الكل يشهد لك بذلك رؤسائك بالعمل وزملائك أيضا .
الآخر: المهم انت.
هي: ما الفائدة.
الآخر: ما زلت تحبيه .
هي: نعم .
الآخر: انا احبك أكثر منه.
هي: كيف لك ان تعلم .
الآخر: لأنني انسحبت بعدما شعرت به وبك وأبقيت على حبك سرا في قلبي انا وحدي.
هي: لكنك مارست كثير من الفواحش وكنت تتنقل من زهرة الى أخرى.
كم قلب حطمت لترضي غرورك وتتفاخر بعددهن وكأنه سباق على ؟؟؟؟؟؟؟؟
هل شعرت انك أذنبت ام لسان حالك كان يبرر لك ان كل هذا برضاهن ورغبتهن وأنت الضحية الوحيدة في جرائم آنت المسؤول عنها لكن حيث انك ذكر فأنت العفو حليفك دائما ، و لن تتهم . ولما لا فأنت لن تفقد شيء وعادات وتقاليد تحميك فأنت مسلوب الإرادة لحواء غانية تلعب بعقلك وتتحكم بك فأنت المسحور وهي السحر الدائم بلا انقطاع والذي يجدد عندما تريد أنت ذلك ، هل يعقل انك مارست كل الفواحش وتريد الارتباط بإنسانة كانت وما زالت ترفض كل الموبقات ولا تؤمن ان ممارسة الرذيلة والفاحشة سببها المرأة فقط لا بل الاثنين معا ، فالخالق لم يفرق في الحساب والعقاب ما بين الذكر والأنثى إنما عادات وتقاليد متخلفة ظلمت المرأة واعتبرت وجودها فتنة على الرجال أي ظلم تعيش حواء في مجتمع ذكوري 100% لا ينظر لها كإنسانة وإنما تابعة ويحملها انحراف الرجل كيف لك ان تدعي انك تؤمن بحرية المرأة ولسان حالك يجرمها ،وأنت تريد ان ترتبط بي فأنا لست كالبقية اللاتي غررت بهن ، وتريدها بكرا أليس كذلك ؟
الآخر: لماذا كل هذا الهجوم ؟؟ ؟؟؟؟؟في فترة الجامعة كنت شابا طائشا وهن سمحن لي بذلك ألا تعلمي ان الرجل منا لا يستطيع ان يتكلم حتى بكلمة واحدة إلا بعد السماح له بذلك ؟؟ وكيف لي ان أغرر بهن وهن يتمنين ان أجالسهن وأمازحهن ، أنت ظالمة.
هي : قالت هو لم يكن كذلك هو يعلم ان الإنسان خلق بنعمة العقل الذي يميزه عن باقي الخلق. العقل الذي يحكم ويضبط سلوكه بالتالي حاجاته المختلفة فلم يكن يخضع لإغواء أي منهن.
الأخر: لماذا المقارنة تلك انا لست مثل احد انا نفسي فقط.
هي : نعم وهو كذلك.
الأخر: انا تغيرت اليس هذا كافيا بالنسبة لك .
هي: نعم هو كافي .
الأخر: هل تقبلين بي زوجا لك .
هي: كيف لي وأنت لم تعلم عني بعد .
الأخر: انا اعلم عنك كل شيء ؟
هي: لا أنت لا تعلم أهم شيء؟
الأخر: ليس ضروريا المهم لي الآن ان توافقي على طلبي .
هي: لا أستطيع فأنا لم أعتاد الكذب والخداع.
الأخر: مرتبكا لم أفهمك؟
هي: سؤال هل تغفر لي ان أفصحت؟
الأخر: أي شيء.
هي: انتظر قبل ان تصرح.
الأخر: اكرر أي شيء.
هي: لا اعتقد انك ستسامحني.
الأخر: بل لا يؤثر على قراري بشيء.
هي: ارحمني وانا اعتذر لا أستطيع الارتباط بك.
الأخر: ليس هذا ما كنت ستصرحين به .
هي: انت تستحق أفضل مني .
الأخر: لا أريد إلا أنت ثقي بي .
هي: لن تكون سعيدا لو صرحت .
الأخر: من قال لك هل تعلمي ما في قلبي.
هي: اعلم انك رجل عربي.
الأخر: ومتحرر من التبعية وكل ما يرفضه عقلي نعمة المولى علي.
هي: لم أعلم الغيب.
الأخر: ولا انا أفصحي رجاءا ...
هي: مهما كان الذي سأبوح به اعلم إنني نادمة عليه واستغفر الله ليلا نهارا .
الأخر: ما الذي فعلتيه يجعلك تندمين كل هذا الندم.
هي: لما لا تعفيني وتقبل اعتذاري ونظل أصدقاء الى الأبد .
الأخر: أريدك منك الصراحة واتركي لي ان أقرر بنفسي.
هي: هو لم ينتظر حفل الزفاف .
الأخر: يصمت طويلا ..............................
هي: تتركه في صمته وترحل بعيدا، لسان حالها يقول إنها المأساة ان يحاسبك الآخر وينسى نفسه .
وأسئلة كثيرة:
عقد القران لم يكن كافيا في ظل عادات وتقاليد مقدسة وتنافي تعاليم الدين الحنيف؟
الشهود وإشهار عقد القران لن يشفع لأنثى لم تستكمل المظاهر والشكليات الخاصة بحفلة الزفاف؟
هي مارست الفاحشة بنظر المجتمع الذي يؤمن بالشكليات والمظاهر ولم يلتفت لعقد القران المسجل لدى الجهات الرسمية؟
كيف سيتم التعامل معها لو علم الجميع بفعلتها وهل سيكتفي المجتمع بتصديقها ام سوف تسرد قصص وحكايات حولها ولن تنعم بالعيش بعدها ؟؟؟؟؟؟؟؟
الرجل العربي يقبل الخداع لأنه يخشى ان يعيش الشك .
الرجل العربي يمارس الفواحش والموبقات وعندما يقرر الزواج يجب ان تكون شريفة وعفيفة ؟؟؟
التربية ساهمت بشكل كبير في انحراف سلوك الذكر ومنحه صك الغفران وإلقاء اللوم على الأنثى.
نعم ما زلنا نعيش الفجوة؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟



#لينة_محمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- روايات بخاري وكرسي الحكم لهما فعل السحر
- غطاء الرأس عادة أم موضة
- شاليط اسم يستحق ان يذكر في تاريخ العرب بلا فخر
- توأم روحي


المزيد.....




- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الادب والفن - لينة محمد - هي وهو وآخر