أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - طلال الشريف - حماس على دحلة فراس














المزيد.....

حماس على دحلة فراس


طلال الشريف

الحوار المتمدن-العدد: 3560 - 2011 / 11 / 28 - 02:39
المحور: القضية الفلسطينية
    




البيع والشراء حلال، وليس عيبا بالتأكيد، التجارة حلال، والربا حرام، كانت مفاجئة بيع سوق فراس مدوية تركت لغطاً أطاح بالصفقة، لأن مالك السوق هو المجتمع الذي تصدى فأفشل البيع، وحيث لا يجوز أن تتم حماس البيع منفردة.

أما أن تهبط حماس دحلة فراس منفردة لتنتقل من هضبة غزة القديمة ذات الملك الوقفي إلى منحدر غزة الحديثة ذات المشاع الوطني، فهذا شأنها، حتى لو أن سرعة هبوطها قد قذفتها في سياسة بحر غزة للتفاوض مع تل أبيب.

حماس التحقت بالتابوهات بعد أن قاتلت قليلا، وكسبت كثيراً ، ولكن ماذا كسبت حماس؟

نعم، مرت مسيرة حماس "مِن قاتلوهم حيث ثقفتموهم"، إلى "أعدوا لهم للانتصار القادم"، وصولا إلى " مقاومة شعبية كالمبادرة الوطنية"، وقد تصل حماس لما وصلت إليه إبداعات المبادرة البرغوثية، مقاطعة العصائر والبطيخ الإسرائيلي. أليس هذا مكسباً؟ وفي رواية أخرى تهافتاً.

كنا نقول القاعدة الذهبية، أن المنتصر يفرض شروطه، فإذا بحماس تنتصر في معركة الفرقان فتفرض شروطها على نفسها وانتصارها وتلتحق بالاستسلاميين، ولكن بالحديث بطريقة فوقية ومن علِ لزوم كبر الحيل، بشعار هدنة مرة وبشعار كل طرق النضال مشرعة، و دعونا نعطي المقاومة الشعبية حظها لنجرب حماس حظها وخمسة وخميسه وعين الحسود فيها عود، وكايده العزال أنا من يومي. وإحنا بنقرر.

قرر يا سيدي، هل القصة قصة من يقرر؟ القصة أن السياسة ما فيها خجل، رغم أنها تحتاج تصفيط الكلام خوفا من الحسد أو مجبر أحاك لا بطل. والسؤال هل مازالت السياسة الانتقالية من موقف إلى موقف تحتاج الخجل، أقول لا، إذا كانت القصة فيها قناعات، أما أن تستمر حماس بالمزايدة على الآخرين، فهذا شأنها.


ما يقرأه المراقب من تغير حيثيات المواقف يستنبط أن هناك تغير ايجابي في مواقف حماس يحتاج إلى تقدير، وهو يكاد يكون التغير الجوهري الوحيد في اللوحة الفلسطينية، وسنرى لاحقاً الأخبار بدون فلوس، وهذا جيد ويخبر أن حماس بدأت تلعب سياسة، وتؤكد لأول مرة وحدة الموقف الفلسطيني منذ انطلاق حماس، ولا مذمة في ذلك فالوطنية الفلسطينية نضج تفكيرها نحو اللعبة السياسية بعد أربع عقود، أي ضعف الزمن الحمساوي للنضوج، مما يؤكد على براجماتية الإسلام السياسي في فلسطين، إذا ما أخذنا في الاعتبار هذا المد ألإخواني المغري الآني في المحيط العربي، وهذه البراجماتية حسبة هامة في مسار القضية الفلسطينية إذا حسنت النوايا، أو كما فهمناها تعبد الطريق لوحدة موقف له من الأهمية أن يتواكب معه ليس فقط مفهوم الشراكة الفصائلية، بل تغيير الفئوية والعدوانية الحمساوية سريعا تجاه الوطنيين والمواطن الفلسطيني فإن ما رسخ عميقا في ذهنية الفلسطيني هي الطبيعة القمعية لحماس وانتهازيتها في الحلب المالي للمواطن وصورة المشروع التجاري والسلطوي لها لازالت ماثلة، ما يدعو المواطن لعدم منحها صوته في الانتخابات القادمة، وفي تقديري حماس ستحتاج لدورة تشريعية كاملة تساوي مدة الانكشاف الماضية للابتعاد عن السلطة على أمل أن يقبلها الفلسطينيون من جديد.

للأسف حماس أضاعت فرصة تاريخية قد لا تعود قريبا، لنموذج التيار الوسطي المعتدل، وظهرت بصورة داكنة العنف والانتهازية أمام المواطن الفلسطيني الذي تحملها على مضض، ولن يغير هذا الموقف البراجماتي لحماس في دخول اللعبة السياسية وتبني المقاومة الشعبية شيئا على الصعيد الشعبي الانتخابي القادم، لكتها فقط حافظت على استمرارها، ولو بشكل أضعف كثيرا مما كان متاحا لها، وهذه حقيقة مرة يجب أن تتجرعها حماس دون انقلابات والتصرف بنزاهة وروح رياضية في الانتخابات القادمة، بعد أن أصبحت حماس على الأرض وليس في السماء.

هكذا السياسة يا حماس، تعطيك فرصة ذهبية واحدة إذا لم تتقن التعامل معها بحرفية، فإنها ترتد عليك سلبا، تماما كما حدث ويحدث لفتح والفصائل الأخرى تاريخياً.

فلمن يا ترى الفرصة الذهبية الواحدة الجديدة؟؟

هذا ما ستجيب عليه حتما نتائج الانتخابات القادمة بعد كل ما حدث لفتح وحماس وشعبنا لا يختلف عن شعوب الأرض، ويريد التغيير كما يراه يوميا في المحيط العربي لصعوبة الثورة على حزبين ونظامين وجيشين حزبيين، إضافة لقطع التواصل الجغرافي، ولذلك سيجد شعبنا فرصة الانتخابات ليقلد الربيع العربي ولكن بطريقة أخرى هي محاسبة الحكام في صندوق الانتخابات. وهو بالمناسبة أفضل لحماس من الانزلاق السريع على دحلة فراس والقفز في مجهول سياسة بحر غزة والتفاوض مع تل أبيب.



#طلال_الشريف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدواهي والعقابيل
- ماذا يفعل الرئيس وماذا تفعل قيادة فتح في غزة لعناصرهم؟
- كل القادة يريدون أن تخرج غزة منهم
- لا أعترف بمن انتهت شرعيتهم
- انتفضوا فلن تخسروا سوى الحكام الفاشلين
- زمن السكسك واللحمة الحمرا
- غسيل أموااااااا ت
- يا صبحة حطي بالخُرْج
- لا للفيتو ولا لعباس وحماس
- أيلول وذنبه المبلول بالدم
- لا أحد سيذهب للأمم المتحدة
- شياطان الاعتراف وجن بائعي العودة .. والعفريت ميمون
- ربيع العرب وربيع فلسطين
- استعادة غزة مقابل عدم الذهاب للأمم المتحدة
- الشهيد د. منذر باسم قريقع يبتسم لطفليه
- لولا الملامة لقلنا الكرامة تتآكل
- لماذا وماذا وهل ؟؟
- التدحرج من إيرز إلى قناة السويس
- أبشع جريمة سياسية في حق الفلسطينيين
- الإباحية الجسدية والإقتصادية


المزيد.....




- بالتعاون مع العراق.. السعودية تعلن ضبط أكثر من 25 شركة وهمية ...
- مسؤول إسرائيلي حول مقترح مصر للهدنة في غزة: نتنياهو لا يريد ...
- بلينكن: الصين هي المورد رقم واحد لقطاع الصناعات العسكرية الر ...
- ألمانيا - تعديلات مهمة في برنامج المساعدات الطلابية -بافوغ- ...
- رصد حشود الدبابات والعربات المدرعة الإسرائيلية على الحدود مع ...
- -حزب الله-: استهدفنا موقع حبوشيت الإسرائيلي ومقر ‏قيادة بثكن ...
- -لا استطيع التنفس-.. لقطات تظهر لحظة وفاة رجل من أصول إفريقي ...
- سموتريتش يهاجم نتنياهو ويصف المقترح المصري لهدنة في غزة بـ-ا ...
- طعن فتاة إسرائيلية في تل أبيب وبن غفير يتعرض لحادثة بعد زيار ...
- أطباق فلسطينية غيرتها الحرب وأمهات يبدعن في توفير الطعام


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - طلال الشريف - حماس على دحلة فراس