أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف - حول دور القوى اليسارية والتقدمية ومكانتها في ثورات الربيع العربي وما بعدها - بمناسبة الذكرى العاشرة لتأسيس الحوار المتمدن 2011 - شامل عبد العزيز - دور اليسار في الربيع العربي بين النظرية والتطبيق















المزيد.....


دور اليسار في الربيع العربي بين النظرية والتطبيق


شامل عبد العزيز

الحوار المتمدن-العدد: 3567 - 2011 / 12 / 5 - 19:10
المحور: ملف - حول دور القوى اليسارية والتقدمية ومكانتها في ثورات الربيع العربي وما بعدها - بمناسبة الذكرى العاشرة لتأسيس الحوار المتمدن 2011
    



1ــ هل كانت مشاركة القوى اليسارية والنقابات العمالية والاتحادات الجماهيرية مؤثرة في هذهِ الثورات ؟ و إلى أي مدى ؟
ج1 – منذ قيام * محمّد بو عزيزي * بإحراق نفسه في 17 كانون الأول 2010 وأنا أتابع بشكل جيّد الاحتجاجات الجماهيرية والتي بدأت نتائجها برحيل بن علي في تونس وتنحي مبارك في مصر ومقتل ألقذّافي في ليبيا بعد معارك طاحنة بين كتائب ألقذّافي والثوار بمساعدة – حلف الناتو – من خلال هذه المقدّمة البسيطة أقول :
لقد غاب اليسار في هذه الدول بصورة واضحة ( على الرغم من أنّه يلتقي مع شعارات * الربيع العربي * الحرية - العدالة الاجتماعية – محاربة الفساد – الفقر – البطالة – الدعوة إلى دولة مدنية ديمقراطية يُشارك فيها الجميع من أجل مجتمعات أفضل ) , أكبر دليل على ذلك الغياب هو الانتخابات التونسية حيث اكتسح حزب النهضة الإسلامي الانتخابات وبفارق كبير ( ولكن هذا سببه في نفس الوقت الاستبداد والقمع لجميع القوى اليسارية بكافة مُسمياتها في الوطن العربي على عهد الدكتاتورية والحكم الشمولي وهذا يتعلق بجواب السؤال الثاني ) .
هناك مراجعة حسب تقديري في قراءة اليسار لمسيرته ,,
القراءة الأولى : بعد سقوط جدار برلين وانهيار الاتحاد السوفيتي ومنظومته الاشتراكية ..
القراءة الثانية : أحداث 11 سبتمبر ..
من البديهي أن يراجع اليسار نفسه بعد العديد من الإخفاقات وخصوصاً كونه اللاعب الرئيسي منذ رحيل الاستعمار ,,
إذا أخذنا بعين الاعتبار القراءة الأولى ثمّ الثانية فإن الوقت لا يزال مبكراً أمام اليسار لكي يعود للواجهة ويلعب الدور الحقيقي له في قيادة المجتمع ..
هناك إشكالية من وجهة نظر شخصية كانت السبب الرئيسي في تأخر لعب اليسار لدوره الحقيقي إلا وهي :
( تحويل النظرية إلى قوّة مادية وتحقيق الوحدة بين الفكرة والجماهير , إذا كانت إجراءات اليسار هي إجراءات التغيير والتحرر والحرية والبديل الاشتراكي , فما هي الآليات والإجراءات والأشكال النضالية الراهنة التي بموجبها يحول النظرية إلى قوّة مادية ) * هذا الجزء المحصور بين مزدوجين من جريدة العرب ألف ياء ..
ومن نفس المصدر :
النظرية من منظور * غرامشي * تصبح قوّة مادية ليس حينما تكون وعياً بالذات , مُطلقة الرغبة التي تدفع إلى الفعل ولكن خاصة كوسيلة تنظيم متكيفة مع الواقع موضوعياً بمعنى ممارسة عقلانية وناجعة منذ انطلاقتها ,, هذه الممارسة المُعبرة في نفس الوقت لذاتها وموضوعها والتي تصبح مادة لوعي بالذات جديد , نظري منظم لدرجة جديدة للممارسة ( انتهى ) .
ليست معرفة ما إذا كان في وسع الفكر الإنساني أن يصل إلى حقيقة موضوعية مسألة نظرية بل مسألة عملية وينبغي على الإنسان أن يثبت الحقيقة - أي واقع الفكر و قوته وقوامه - من خلال الممارسة.
إن مناقشة واقع الفكر أو لا واقعية الفكر بمعزل على الممارسة ليست سوى مناقشة مدرسوية.
ماركس "أطروحات حول فيورباخ"
نفس القول الذي ينطبق على اليسار ينطبق على النقابات العمالية والاتحادات الجماهيرية فمن المستحيل أن تلعب الدور الحقيقي لها في ظل أنظمة شمولية قمعية لا ترعى العمال وكذلك الجماهير فكما هو معلوم لقد تحولت أوطاننا إلى مزارع خاصة للحاكم وحاشيته على امتداد الوطن العربي .. ثمّ لا ننسى أنها كانت أداة بيد الحاكم أو منظومة أمنية نابعة للأجهزة الأمنية ولكن في الظل لا أكثر ولا أقل ..
إذا جاءت نتائج الربيع العربي كما هي الشعارات المرفوعة فإن دور النقابات العمالية والاتحادات الجماهيرية سوف يكون دوراً فاعلاً لا محالة ,, كل ذلك مرهون ببداية عهد جديد في المنطقة ..


2- هل كان للاستبداد والقمع في الدول العربية الموجه بشكل خاص ضد القوى الديمقراطية واليسارية دوره السلبي المؤثر في إضعاف حركة القوى الديمقراطية واليسارية ؟
ج2 – مما لاشك فيه أن الحاكم المستبد وطغمته الفاسدة ومن اجل الاستمرار في نهب الشعوب ولضمان استمراره في البقاء كان له الدور الرئيسي في تراجع القوى العلمانية – الديمقراطية وعلى رأسها القوى اليسارية ..
لو استعرضنا جميع القوى اليسارية * بجميع مُسمياتها * فهي الوحيدة التي كانت تناضل وتقاوم من أجل التخلص من ظلم الحكام وتسعى لتحقيق العدل الاجتماعي – على رأس تلك القوى – دون أدنى شك * الأحزاب الشيوعية * ولكن كما هو معلوم فإن كثيراً من الأسباب جعل تلك الأحزاب خارج أي تأثير فعلي على الغالبية واهم سبب هو تشويه تلك الأحزاب في فترة النضال فالحزب الشيوعي حزب إلحادي – جاء من اجل تقويض الدين – هكذا بدأت مقاومة تلك الأحزاب ولا ننسى على سبيل المثال الفتوى الدينية في العراق – عشرينات القرن الماضي – والتي لا زالت عالقة في الأذهان فلا زال هناك من يردد أن الشيوعي مجرد – رجل كافر – إباحي – أكبر دليل على صحة الرأي الذي نتبناه هو فشل الحزب الشيوعي العراقي في حصوله وعلى مقعد واحد في الانتخابات الأخيرة ولا ننسى تشرذم الحزب نفسه فهناك من ينتقد الحزب الشيوعي الذي جاء على ظهر الدبابة الأمريكية ويعمل على تقويض هذه الفئة ويصفونهم بالعملاء ..
كذلك العمل على نشر : أنّ الأفكار الشيوعية هي مجرد أفكار * طوباوية * غير قابلة للتطبيق على أرض الواقع وهذا من ضمن النضال ضدّ هذه الأحزاب كما أن الغرب يصف الأحزاب الشيوعية واليسارية بالأحزاب الراديكالية ..
إنّ فشل قوى اليسار جاء لعدة أسباب ولذلك عليه مراجعة نفسه وهذا يتعلق بالسؤال الثالث .


3- هل أعطت هذه الانتفاضات والثورات دروساً جديدة وثمينة للقوى اليسارية والديمقراطية لتجديد نفسها وتعزيز نشاطها و ابتكار سبل أنجع لنضالها على مختلف الأصعدة ؟
ج 3 - أيضا الجواب على هذا السؤال نقول : دون أدنى شك ,, لقد أعطت هذه الاحتجاجات والثورات دروساً جديدة وثمينة ,, فإذا ما نظر اليسار إلى نفسه في خضم هذه الاحتجاجات والغليان والصراع على أهم منطقة في العالم سوف يكتشف بنفسه أنه بعيد عن غليان الجماهير بصورة رئيسية وأنه ليس اللاعب الأول في قيادة تلك الجماهير .. من الممكن أن نقول أن اليسار الالكتروني كما يسميه الأستاذ رزكار عقراوي قد لعب دوراً بارزاً عن طريق – وسائل التواصل الاجتماعي - ولكن غالبية هؤلاء الشباب وخصوصاً – تونس – مصر – لم يكونوا من خلفية يسارية بل كانوا من بعض التيارات الإسلامية والمستقلين الذين عانوا من التهميش وخصوصاً – ( الخريجون من الجامعات ) .. إذن لابدّ من التجديد وتعزيز أنشطتها وابتكار سبل أنجع للنضال وهذه أيضاً يتعلق بجواب السؤال الرابع ..

4ــ كيف يمكن للأحزاب اليسارية المشاركة بشكل فاعل في العملية السياسية التي تلي سقوط الأنظمة الاستبدادية ؟ وما هو شكل هذهِ المشاركة ؟
ج4 – تستطيع الأحزاب اليسارية المشاركة بشكل فاعل مع العملية السياسية عن طريق التحالف مع الأحزاب التي نالت أغلبية الأصوات فالمرحلة الحالية في الدول العربية بعد التغيير لن يكون هناك حزب أو فئة تستطيع أن تحكم بصورة مطلقة أو بمعنى أخر حزب فردي - شمولي - سلطوي بل لابدّ من تحالفات بين جميع المشاركين في الانتخابات ,, هنا على اليسار أن يقتنص الفرصة في لعبد دور حقيقي من اجل التأثير وعلى القوى اليسارية أن تسعى جاهدة من اجل إبراز صورة جديدة وعليها في نفس الوقت الحوار مع جميع الأطراف وبدون استثناء , بدون الحوار وبدون الانفتاح وسماع الأخر سوف تعود هذه القوى للمربع الأول ,,
الفشل الحقيقي والإخفاقات الأولية التي عانت منها قوى اليسار كان من أهم الأسباب هو تصلبها وتمسكها بالرأي الأوحد ,, العالم اليوم لم يعد بحاجة إلى الأوحد مهما كان ,, تغيرت المفاهيم القديمة بفضل التكنولوجيا وسرعة الإطلاع على ما يجري في هذه القرية الكونية .
في نفس الوقت تستطيع هذه القوى إن لم تكن مشاركة في الحكم بأساليب جديدة والانفتاح على الجميع أن تكون في صف المعارضة ومراقبة أداء الأحزاب الحاكمة وكما هو سائد في العالم المتقدم ,, فليس بالضرورة * إذا كانت صادقة في نواياها * أن تكون على رأس السلطة بل عليها أن تكون فاعلة سواء في الحكم أو في المعارضة ,, كل هذا مرهون بنضالها خصوصاً وأن النضال الحالي هو نضال علني متاح فيه جميع الوسائل واللوازم دون حظر أو قيد أو شرط ..

5- القوى اليسارية في معظم الدول العربية تعاني بشكل عام من التشتت. هل تعتقدون أن تشكيل جبهة يسارية ديمقراطية واسعة تضم كل القوى اليسارية والديمقراطية العلمانية ببرنامج مشترك في كل بلد عربي, مع الإبقاء على تعددية المنابر, يمكن أن يعزز من قوتها التنظيمية والسياسية وحركتها وتأثيرها الجماهيري ؟
ج5 – التشتت لم يأتي من فراغ بل من عدة عوامل وأسباب فإذا ما تجنبنا قمع الحاكم الدكتاتور وهذا سبب رئيسي فإن بعض هذه القوى وللأسف الشديد تسعى للوصول إلى السلطة والحصول على مزايا واعتقد ان همها الأكبر هو * المنفعة الشخصية * وليس متطلبات وحاجات الجماهير الأساسية والضرورية وهذا سبب قاتل للنضال ,, لذلك تشكيل جبهة يسارية ديمقراطية واسعة وكما جاء جواب السؤال الرابع السابق ,, على هذه الجبهة أن تضم جميع القوى التي تلتقي معها أهداف اليسار فليس الغاية من وجهة نظر شخصية بحتة أن يكون * الكرسي * هو الغاية مهما كانت الوسيلة بل أن تكون الغاية هي مجتمعات مدنية – ديمقراطية – علمانية – تواكب العصر وفق أهداف وبرامج وغايات نبيلة تستحق النضال من اجلها ..
اعتقد أن العالم المتحضر يعمل وفق هذه المبادئ فالمواطن والمواطنة هما الأساس فالإنسان هو الأغلى ..
تعددية المنابر بخد ذاته سوف يكون مقياس أداء الجميع وهنا وكما جاء سابقاً تستطيع قوى اليسار أن تلعب دوراً مهماً بالمشاركة مع الجميع بشرط أن تتحلى بالصبر والثبات على المبدأ ,, لا ننسى أن الزمن هو الكفيل بإثبات جدارة واستحقاق من يسعى لغايات نبيلة ..

6ــ هل تستطيع الأحزاب اليسارية قبول قيادات شابة ونسائية تقود حملاتها الانتخابية وتتصدر واجهة هذهِ الأحزاب بما يتيح تحركا أوسع بين الجماهير و أفاقا أوسع لاتخاذ المواقف المطلوبة بسرعة كافية ؟
ج6 - أوباما محسوب على الشباب – كاميرون في بريطانيا مواليد 1972 – رئيس وزراء أسبانيا من الشباب ,, فلماذا لا تكون القيادات في عالمنا من الشباب – الحرس القديم لم يعد صالحاً للمواكبة ولابدّ من ترك المكان للأجيال الشابة – تونس , بدأت الاحتجاجات بعد أن أحرق بو عزيزي نفسه وهو بعمر 26 سنة ,, الشباب والمعاناة والبطالة وعدم وجود فرص والتهميش كل ذلك دعا الشباب إلى الانتفاضة ولقد ساهمت المرأة بشكل كبير – تحديداً تونس – مصر –
لماذا لا تقود المرأة الاحتجاجات أو تتصدر واجهة هذه الأحزاب وحتى وصولاً لرئاسة الوزراء ,, التاريخ يخبرنا عن وجود نساء عظيمات حكمن فترات وعصور زاهية ,, الآن ألمانيا قاطرة الاقتصاد الأوربي تقودها امرأة ولا ننسى تاتشر وغيرهن كثيرات ..
على العكس أنا أرى أن الشباب أكثر تأثيراُ في الأوساط ولا ننسى أن أعمار – 20 – 30 – 40 سنة هم الغالبية بين السكان ..
بالرغم من تهميش دور المرأة في الدول الاستبدادية * بحجج واهية * إلاّ أن المرأة لعبت دوراً كبيراً في الانتفاضات التي تشهدها منطقتنا وكذلك وبالرغم من وجود بعض الكتابات التي تطعن بالمرأة والتي نقراها هنا وهناك إلا أن المرأة * المنقبة – المحجبة * تُقتل في شوارع اليمن من قبل القوات الموالية لرجل غير صالح ولا ننسى الناشطات في تونس – مصر – سوريا ..
المرأة نصف المجتمع كما يقولون وبدون هذا النصف سوف يكون هناك تعطيل للدور الكبير الذي لعبته وتلعبه المرأة والتي هي الأم – الزوجة – الأخت – البنت – الحبيبة – الصديقة ..
في عشرينات القرن الماضي وفي العراق تحديداً وسوف نتغاضى عن باقي الدول كان هناك حضوراً للمرأة ودوراً مميزاً ولا ننسى الشيوعيات ونضالهن في تلك الفترة ..

7- قوي اليسار معروفة بكونها مدافعة عن حقوق المرأة ومساواتها ودورها الفعال، كيف يمكن تنشيط وتعزيز ذلك داخل أحزابها وعلى صعيد المجتمع ؟
ج7 – من الأهداف الحقيقية لجميع القوى اليسارية – الديمقراطية – العلمانية أن لا يكون هناك تمييز بين المُسميات فالمرأة والرجل على قدم المساواة وفق الأفكار الهادفة والعصرية والتي تسعى لتحقيق مجتمع المساواة ,, هذه النظرة لابدّ لها من أرضية صلبة وليس رمال متحركة من اجل تنشيط وتعزيز دور المرأة في المجتمع ,, على سبيل المثال حتى التراث الديني تستطيع هذه القوى الاستفادة منه , يقال أن * البيضاء * أسم امرأة كانت هي القاضي والحاكم في زمن عمر بن الخطاب * قاضي الحسبة أو السوق * صحيح أن بعض الروايات تقول * لا يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة * إلاّ أن بعض الفقهاء رفضوا هذا الحديث * من المعتزلة * أصحاب العقل في الدين الخ .. وهناك الكثير من الأمثال التي نجدها في كتب التراث والتي تتحدث عن مشاركة المرأة في الحروب ومساعدة الرجل وليس فقط – وسيلة إشباع للرجل - كذلك علينا أن نقرأ بعيون مفتوحة وليس متعصبة لدور المرأة في التاريخ ولا ننتقي ما يؤيد أفكارنا لغايات معينة ليس محلها الآن .

8ــ هل تتمكن الأحزاب اليسارية والقوى العلمانية في المجتمعات العربية من الحدّ من تأثير الإسلام السياسي السلبي على الحرّيات العامة وحقوق الإنسان وقضايا المرأة والتحرر ؟
ج8 – تستطيع الأحزاب اليسارية والقوى العلمانية في حال انفتاحها على الجميع والتمسك بمبدأ الحوار .. الإسلام السياسي * بعد الثورات * حسب توقعاتي الشخصية سوف يكون على غرار النموذج التركي وهذا يحقق حتى مطامح الغرب وتطلعاته فتركيا حليفة للقوى الغربية وهي مجتمع إسلامي وليست حكومة إسلامية وما يؤيد هذا القول والرأي ما صرح به رئيس المجلس الوطني السوري الدكتور برهان غليون عندما قال في مقابلة مع قناة الجزيرة وتحديداً للمذيع أحمد منصور بما معناه : نعم نسعى لمجتمع إسلامي وليس حكومة إسلامية ولا اعتقد بان الدكتور غليون * إسلامي * وكلمة مجتمع إسلامي يعني أن المجتمع غالبيته من المسلمين .
في كتب التراث هناك الكثير من الأقوال التي تؤيد المساواة بين الرجل والمرأة ,, تستطيع هذه القوى أن تتعامل معها في حوارها من الأطراف الإسلامية ..
الإسلام السياسي في حالة وصوله للحكم في جميع بلاد * الربيع العربي * سوف لن يلجأ لتطبيق الشريعة بمفهومها المتعارف عليه بل بالمفهوم الذي سبق وأن ذكّرناه .. النموذج التركي ..


9- ثورات العالم أثبتت دور وأهمية تقنية المعلومات والانترنت وبشكل خاص الفيس بوك والتويتر..... الخ، ألا يتطلب ذلك نوعاً جديدا وآليات جديدة لقيادة الأحزاب اليسارية وفق التطور العملي والمعرفي الكبير ؟
ج 9 - الحياة في تطوّر مستمر وفي كل مفردة من المفردات فكل شيء قابل للتطور حتى الأديان وحتى الأفكار .. هناك تطوّر في الأكل واللبس والشرب ,, لا يوجد شيء غير خاضع للتطوّر .. ومما لا شك فيه فإن وسائل الاتصالات جعلت العالم قرية صغيرة فكل شي وفي لحظات بين أيدينا ونحن جلوس لا نبرح مقاعدنا ..
يقول أحمد الحفناوي صاحب المقولة المشهورة * لقد هرمنا من أجل هذه اللحظة التاريخية * أنه كان يلتقي مع بعض الشباب في مكان قريب من المقهى الذي يملكه وكانوا يقضون الساعات من أجل متابعة ما يحدث في العالم – كان المقهى عبارة عن خلية حزبية إذا صح التعبير ولكن بدون ماركس أو إنجلز أو جيفارا أو عبد الناصر أو أي كتاب من كتب النضال ,, بل الانترنت كان هو المحرك والمحفز لهؤلاء الشباب ومن هنا نستطيع أن نقول : أن لتقنية المعلومات الدور الكبير في انطلاق الشرارة الأولى فلقد دعا * وائل غنيم * على موقعه في الفيس بوك ( 80000 ) شاب وشابة للتجمع في ميدان التحرير ومن هذا التجمع وخلال أيام كان مبارك خارج الحكم ..
بالإضافة إلى تقنية المعلومات والانترنت هناك عوامل وأسباب أخرى * للثورات * وهنا سوف نقف مع الكاتب الأمريكي الشهير * توماس فريد مان * في مقاله * هذه هي البداية * المنشور في صحيفة نيويورك تايمز :
( إنّ المؤرخين سوف المستقبليين سيجدون صعوبة بالغة في فك لغز هذه * الثورات * التي بدأت بإحراق شاب تونسي لنفسه احتجاجاً على منعه من بيع فاكهته التي تعد مصدر رزقه الوحيد ) .
مما لا شك فيه هناك دور مهم وأهمية بالغة لتقنية المعلومات والانترنت ولكن هناك عوامل وأسباب إضافية وهنا مرّة ثانية سوف نقف مع فريد مان في مقاله :
أول هذه الأسباب أو العوامل عند فريد مان يكمن في الرئيس الأمريكي باراك أوباما الذي جاء إلى مصر عام 2009 ليلقي خطاباً يُظهر الفرق الكبير بين ديمقراطية الغرب التي تسمح لرجل أسود أسم عائلته * حسين * بقيادة أكبر قوى في العالم بينما لا يزال الشباب في الشرق منغمسين في بطالة لا تنتهي ولا يملك حق التصويت وليس له صوت في المستقبل .
جوجل إيرث هو العامل الثاني فرغم أن موقع الفيس بوك كان سبباً رئيسياً في اندلاع ثورات تونس ومصر إلاّ أن جوجل إيرث بدا يؤرق السياسة البحرينية , عام 2006 عندما كشف كيف يتم توزيع الأراضي بشكل غير عادل وكيف يقطن عشرات الآلاف من فقراء الشيعة في مناطق صغيرة ومزدحمة واستغل النشطاء البحرينيين هذا الموقع وحثوا البحرينيين على استخدام جوجل إيرث الذي كشف عن صور أكثر من 40 قصراً ملكياً .
العامل الثالث * إسرائيل * فعندما يضطر رئيس وزراء إسرائيل السابق * إيهود أولمرت * للاستقالة لاتهامه بالفساد غير المشروع وتوجه المحكمة الاتهامات لأبرز المسؤولين وأرفعهم شأناً ولا يزال يُعامل هؤلاء الفاسدون المتربحون من الشعب المصري بكل احترام وتقدير , حتماً يستشيط الشباب غضباً ( لا ننسى أن القاضي في محكمة أولمرت كان عربياً ) ؟
العامل الرابع * اولمبياد بكين * فرغم أن مصر والصين كانتا حضارتين عظيمتين خضعتا كل منهما للإمبريالية وعانتا من الظروف السيئة في خمسينات القرن الماضي غير أن الصين تمكنت من بناء ثاني اكبر اقتصاد في العالم بينما لا تزال مصر تعيش على المعونات الأجنبية ,, فماذا سوف يكون شعور الشباب العربي عموماً والمصري خصوصاً عندما شاهدوا افتتاح دورة الألعاب الأولمبية الرائعة في بكين عام 2008 ؟
العامل الأخير – الفياضية – تلك الصفة التي ارتبطت برئيس وزراء السلطة الفلسطينية – سلام فياض – الذي قدم للعالم العربي قبل أكثر من ثلاثة أعوام شكلاً جديداً من الحكومة يرتكز على ( الحكم على أدائي ) وكيف أوفر الخدمات الاجتماعية وأجمع القمامة وأوفر فرص العمل وليس على كيفية – مقاومتي – للغرب وإسرائيل , كل عربي يمكنه تبني هذا النهج فالصينيون تخلوا عن الحرية مقابل النمو الاقتصادي وحكومة محترمة بينما تخلى العرب عن الحرّية وحصلوا في المقابل على الصراع العربي – الإسرائيلي والبطالة ..


10- بمناسبة الذكرى العاشرة لتأسيس الحوار المتمدن، كيف تقيمون مكانته الإعلامية والسياسية وتوجهه اليساري المتفتح ومتعدد المنابر ؟
ج10 - أولاً : أتقدم بخالص التهاني لهيئة الحوار المتمدن وجميع القائمين عليه وكافة الكُتّاب والكاتبات والمُعلقين والمُعلقات بأحر التهاني والتبريكات بمناسبة الذكرى العاشرة لتأسيس بيتنا الثاني – الحوار المتمدن –
في حقيقة الأمر أنا لا اكتب و لا أشارك إلا في موقع الحوار ولا املك أي مساهمة في أي موقع أخر بالرغم من وصول عدة نداءات من عدة مواقع من اجل أن أقوم بالنشر لديهم ..
لا تكفي شهادتي لأنها في حكم الشرع تعتبر * شهادة مجروحة * فأنا أبن هذا الموقع والمشرع لا يوافق على شهادة الابن ..
أقول بأن الموقع مشهود له من كافة المواقع والمؤسسات المعنية بأنه الأفضل على الشبكة العنكبوتية وكان له دوراً مميزاً في نشر الوعي واهم شيء يلفت النظر في الموقع أنه متعدد المنابر فهناك كتابات – دينيّة – ليبرالية – يسارية وهناك أيضاً الكتابات الأدبية ..
من خلال علاقاتي الشخصية ومن خلال الأحاديث الخاصة في بعض المجالس التي تهتم وتتابع وتقرأ أجد حماساً منقطع النظير في متابعة موقع الحوار المتمدن ..
كما هو معلوم فأنا لا انتمي لأي حزب أو جهة أو فئة وكذلك لستُ ماركسياً ولا يسارياً فأنا مستقل وحُرّ أساهم في طرح بعض الأفكار التي أؤمن بها اليوم ومن الممكن أن يكون هناك تغيير وتبدل في بعض المواقف وهذا شيء طبيعي حسب تقديري الشخصي فلا يبقى شيء على حاله فأنا بدأت في 8 – 12 – 2008 أي ما يقارب 3 سنوات كان فيها الغث والسمين – صعوداً ونزولاً والسبب هو عدم ممارستي لمهنة الكتابة سابقاً فأنا لستُ مناضلاً أو سياسي أو حزبي أو صاحب تجربة نضالية لذلك أرجو معذرتي مسبقاً في حالة التقصير على الأجوبة مقارنة مع بعض الكوادر الحزبية والنُخب التي تمّ استضافتها سابقاً من اجل المشاركة مع القراء والقارئات ,, كما أشكر الحوار المتمدن للثقة التي منحني إياها وأتمنى أن أكون عند حسن ظن الجميع ..
/ ألقاكم على خير / .



#شامل_عبد_العزيز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشيوعيون .. والقضية الفلسطينية ؟
- الجدل العقيم حول الحجاب !!
- بدايات الإسلام بين الروايات التقليدية والمعطيات الأثرية !!
- نقد التراث إلى أين ؟
- راشد الغنوشي ,, من الحظر إلى الحُكم !!
- هل ستأكل الثورات أولادها ؟
- الربيع العربي وتطبيق الشريعة ؟
- المثليّة الجنسيّة حريّة شخصيّة ..
- الدولة الدينيّة من وجهة نظر ماركسيّة ؟
- عواقب 1917 ودوافع 1991 / ردود , شذرات / .
- هل لابدّ من ثورَةٍ على المساجدِ ؟
- مقال حول مقالات ( نقد الدين الإسلامي ) .
- عواقب ثورة 1917 ودوافع ثورة 1991 ؟
- 22 أيلول * سبتمبر * !! رحلة البحث عن وطن ؟
- ماغيدو ؟
- سؤال مكرر !! سوريا إلى أين ؟
- غوغاء , حُثالات أم ثوار ؟
- من مرجوحة عائشة إلى هودج صفية ! أسئلة إلى أهل التنوير ؟
- الشيوعيّة حتميّة تاريخيّة أم ولادة قيصرية ؟
- التنوير والثورة والربط بينهما ..


المزيد.....




- وزيرة تجارة أمريكا لـCNN: نحن -أفضل شريك- لإفريقيا عن روسيا ...
- مخاوف من قتال دموي.. الفاشر في قلب الحرب السودانية
- استئناف محاكمة ترمب وسط جدل حول الحصانة الجزائية
- عقوبات أميركية وبريطانية جديدة على إيران
- بوتين يعتزم زيارة الصين الشهر المقبل
- الحوثي يعلن مهاجمة سفينة إسرائيلية وقصف أهداف في إيلات
- ترمب يقارن الاحتجاجات المؤيدة لغزة بالجامعات بمسيرة لليمين ا ...
- -بايت دانس- تفضل إغلاق -تيك توك- في أميركا إذا فشلت الخيارات ...
- الحوثيون يهاجمون سفينة بخليج عدن وأهدافا في إيلات
- سحب القوات الأميركية من تشاد والنيجر.. خشية من تمدد روسي صين ...


المزيد.....



المزيد.....

الصفحة الرئيسية - ملف - حول دور القوى اليسارية والتقدمية ومكانتها في ثورات الربيع العربي وما بعدها - بمناسبة الذكرى العاشرة لتأسيس الحوار المتمدن 2011 - شامل عبد العزيز - دور اليسار في الربيع العربي بين النظرية والتطبيق