أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - نادية عيلبوني - عندما يتجاوز السياسي والمفكر حقوق المجتمع المدني السيد القمني نموذجا؟















المزيد.....

عندما يتجاوز السياسي والمفكر حقوق المجتمع المدني السيد القمني نموذجا؟


نادية عيلبوني

الحوار المتمدن-العدد: 3557 - 2011 / 11 / 25 - 01:53
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


ما أدلى به المفكر سيد القمني لإحدى الفضائيات المصرية بشأن ما قامت به علياء المهدي بنشر صورها العارية على موقعها في الفيس بوك،لا يمكن ابتلاعه بسهولة ، كما لا يمكننا أخذه على عواهنه وتبنيه اعتباطا دون التوقف عند أهم ما أدلى به من تصريحات مفاجأة تستحق التحليل والنقد بدورها.
أهم ما قاله الكاتب سيد القمني لدى سؤاله بهذا الشأن: انه لا يعرف حيثيات وتفاصيل ما قمت به هذه "البنت"، والمفاجأة ليست هنا ،بل كانت في إجابته ،عندما ذكرت له المذيعة من أن علياء تتبنى آرائه وتستشهد بكتبه على موقعها، حيث قال باستنكار:" أنه ليس مسؤولا عن تصرفات قرائه" مستطردا أن لديه معجبين بكتبه من الناس المحترمين والعباقرة والأطباء إلخ.الأمر الذي يعني ضمنا أن علياء ليست من بين الناس المحترمين التي تقرأ كتبه...!! أما عن موقفه من تصرفها فذكر أن ما قامت به علياء يمس ويؤذي التيار العلماني مباشرة ويضعه في حرج أمام أرباب الفضيلة..!!! ويشكل بالنسبة لتياره كارثة"،ولم ينسى السيد القمني، أن يقارن سلوك علياء بسلوك "عياله" الخمسة الناجحين والحاصلين على مراتب علمية عالية،ليس هذا فحسب، بل أن الكاتب حاول أن يشخص حالة علياء بطريقة الأطباء النفسيين متوسطي الموهبة والمعرفة وخصوصا ان الطبيب النفسي الذي سؤال في المقابلة ذاته عن تحليله لسلوك علياء فسسر الأمر على أن تطرف علياء ، في عمقه ردا على تطرف المتزمتين الإسلاميين .!!!ولكن القمني لجأ إلى تفسير ما فعلته علياء برده إلى ظروفها النفسية،وإلى وجود خلل في الأسرة، متسائلا عن غياب الأسرة عن هذا السلوك لابنتهم...!!"مما يوحي للسامع أننا أمام طفلة قاصر تحتاج لولي أمر، أو محرم..!!! ويتساءل القمني بدهشة واستهجان: "فين دور الأم والأب"؟ ولعل المفاجأة الأكبر لا تقتصر على هذا، بل تجلت عندما ذكرت له المذيعة ان هناك من يعارضها، وهناك من يؤيدها فيما فعلته، أبدى استغرابه بالقول:: "غريبة..!!!ونحن هنا لا ندري وجه الغرابة أن ينقسم الناس بين مؤيد ومعارض في مجتمع قام بثورة من أجل الحرية..!!!مضيفا :"أن البنت يمكن تكون تعرضت لضغوط نفسية من عائلتها باعتبارها فتاة، وكرر أنه من الصعب عليه تصور أن "تعمل بنت في نفسها كده". وعندما قاطعته المذيعة بقوله أن الفتاة أعلنت أنها فعلت ما فعلته بحريتها الكاملة وبدون ضغوط ، وأن خطيبها يؤيد ما فعلته على اعتبار أن هذا حرية شخصية أجاب باستنكار شديد: "لا لا اكيد في حاجة بتجري من ورا ضهرنا بقى" وما لبث ان اعاد معزوفة التربية القاسية التي تصور ان البنت تعرضت لضغوط اسرية واجتماعية قاسية ،على حد قوله:" تلاقيها هي للي بتشتغل وبتكنس وتمسح في البيت ،والولد بيخرج يتفسح مع أبوه "!!!.وأن فعلتها تلك كانت بهدف الانتقام وعمل فضيحة وتشهير لهذا الأب الذي قسى عليها"...!!!!

ولا نريد أن نؤكد على حقيقة أن أي كلام يخرج على لسان باحث ومؤرخ ينبغي أن يتحرى الدقة والموضوعية ، وأن لا يبني على إطلاقات في الأحكام ،طبعا علياء لم تكن كما "تصور السيد القمني، فهي على الأقل ليست من بيئة متزمتة، وهذا ما ذكرته هي، وكما تقول سيرة حياتها ،كما أن ليس في حياتها ما يشير إلى تربية قاسية ، والأكيد أن أهلها ليسوا من طينة الأسر التي تجعلها تعمل وتكنس وتمسح في البيت بينما يخرج الأب مع ابنه ليتفسح... !!!!!فهي تعلمت منذ الصفوف الابتدائية الأولى في مدرسة أميريكية، وكانت تتابع دراستها الجامعية في الجامعة الأمريكية في القاهرة.وأسرتها كما هو واضح ، هي أسرة متحررة،حيث ذكرت علياء في لقائها مع السي ان ان أن أسرتها مستعدة لمساندتها والوقوف معها إذا ما ما تخلت عن صديقها كريم لأنهم يعتقدون أنه يؤثر عليها، أي أن كل القاعدة التي انطلق منها السيد القمني للحكم على ظروف علياء النفسية والاجتماعية غير موجودة على الإطلاق ، إلا في ذهنه.

ترى ماذا لو سمحنا لأنفسنا باستخدام مبضع التحليل النفسي ذاته الذي استخدمه السيد القمني في الحكم على علياء ، وقمنا بتطبيقها على دوافع كتابته لعشرات الكتب التي أثار فيها جدلا واسعا كونها انتقدت وعرت التاريخ الإسلامي ؟ فهل كانت مواقفه وتحليلاته منسجمة مع قيم وأفكار مجتمعه، أم كانت خروجا عن قيم وتفكير المجتمع الذي يعيش فيه؟وهل يمكننا أن نبسط الأمر لنحلل مواقفه وكتاباته بأنها ناتجة عن ظروف نفسية قاسية تعرض لها في حياته سواء مع عائلته أو مع محيطه الإسلامي المتزمت،وأراد الانتقام ممن آذوه والتشهير بهم وبعقائدهم؟ل هل يمكننا تعليل كل ما كتبه ،وكل محاججاته الدينية بوضعها جميعا على شماعة التشهير والانتقام لظروف نفسية وأسرية واجتماعية خاصة به؟
ثم ما الذي يمكننا فهمه في قوله:"في حاجة بتجرى من ورا ضهرنا"تلك العبارة التي استنكر فيها ما قالته علياء وخطيبها بأن ما فعلته هو حرية شخصية؟ظهر من يا سيد القمني؟فهل يعني هذا الاستنكار أنكم بتم تمتلكون إرادات الناس ، وأنه صار على الافراد الليبراليين أن يستشيروا أو يأخذوا الإذن من فريقك من العلمانيين والليبراليين؟ وبأي حق؟ فهل انتم أوصياء على الناس وعلى المجتمع حتى يتطلب أي تصرف منهم موافقتكم وتوقيعكم؟وهل على علياء وغيرها ،ضبط تصرفاتهم وفق مشيئة السياسيين أو المفكرين العلمانيين وغير العلمانيين؟ لماذا ؟ وكيف؟ وبأية سلطة وبأي حق؟وأين هذا القانون الذي يلزم الافراد باتباع إرشاداتكم السياسية؟ وهل يعني هذا القول ، أن على المجتمع أن يرقص على ايقاعات السياسي والمفكر ويلتزم بها؟وهل طلب الانضباط هذا يعني أنكم أصبحتم المرجعية لليبرالية والعلمانية في المحروسة مصر؟
المجتمع الديمقراطي والصحي يا سيدي لا يستتبع السياسيين،بل هو الذي يفرض على السياسيين أجندته ، المجتمع الديمقراطي ليس ملزما بتوقيت ساعته وفقا لبرامج المفكرين والسياسيين .والسياسي والمفكر في المجتمع الديمقراطي لا يحق لهما محاسبة المجتمع على ما يفرزه من ظواهر، من حق السياسي والمفكر أن يحلل، لا أن يمنع أو يقول كما قلت مستنكرا:" في حاجة بتجري من ورا ضهرنا"بل أن السياسي هو الذي عليه احترام إرادة الأفراد في مجتمعه مهما بدت له بعض الظواهر الفردية شاذه وغير مألوفة أو غير متوافقة مع تفكيره. لا نستطيع، يا سيدي، أن نلوي أعناق الناس كي تستجيب لرؤى المفكرين والأحزاب السياسية،لا نستطيع كديمقراطيين إنكار حق علياء أو أية علياء في التعبير عن احتجاجها، إلا إذا كنا نمتلك الحق في اتهامك بالخروج عن قيم مجتمعك الدينية من خلال ما ألفته من كتب.في المجتمع الديمقراطي الذي هو مجتمع أفراد أحرار، لا امتياز لفرد على فرد، حتى لو كان هذا الفرد عالما أو مفكرا.
سيد القمني اسمح لي ان أقول لك:
لقد سقطت في أول اختبار ديمقراطي حقيقي. وهذا ما يدعوللخيبة بقدر ما يدعو... للأسف.



#نادية_عيلبوني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- آخر الدواء، الحماية الدولية.!
- هل سوريا غير تونس ومصر؟
- الدستور المصري وصيغة الدولة المدنية
- رياح التغيير تهدد وجود السلطة الفلسطينية
- جزيرة قطر والبحث عن الدور
- ظاهرة تميم البرغوثي، إعادة إنتاج للشعر الشعبوي
- ما هي انجازات المثقف الفلسطيني؟أسئلة في صلب الثقافة الفلسطين ...
- أكثر من ثلاث سنوات على حكم حركة حماس، ما هو الحصاد؟
- إلى متى سيظل الأقباط عبيدا لسلطة الكنيسة؟
- لماذا يكرهوننا؟
- عفوديا يوسف، بضاعتنا وقد رد إلينا!!!
- ما هي الاستراتيجية الفلسطينية البديلة لرفض المفاوضات؟
- الاحتفال بفيينا بترجمة أول عمل ابداعي للأطفال بالألمانية للش ...
- آفات الثقافة الفلسطينية
- هل كان رأي أدونيس في درويش منصفا؟
- بوح إمام القاتلين -قاين- قصة قصيرة
- القدس والمقدس والغرائز الوحشية
- الأمير الأخضر ، دروس وعبر
- القذافي، بين سوء تربية الأولاد وبين إعلان الجهاد
- ما سر غزل د. أبو شمالة بفن السياسة المصرية؟


المزيد.....




- بوتين: ليس المتطرفون فقط وراء الهجمات الإرهابية في العالم بل ...
- ما هي القضايا القانونية التي يواجهها ترامب؟
- شاهد: طلاب في تورينو يطالبون بوقف التعاون بين الجامعات الإيط ...
- مصر - قطع التيار الكهربي بين تبرير الحكومة وغضب الشعب
- بينها ليوبارد وبرادلي.. معرض في موسكو لغنائم الجيش الروسي ( ...
- الجيش الإسرائيلي يقصف مواقع وقاذفات صواريخ لـ-حزب الله- في ج ...
- ضابط روسي يؤكد زيادة وتيرة استخدام أوكرانيا للذخائر الكيميائ ...
- خبير عسكري يؤكد استخدام القوات الأوكرانية طائرات ورقية في مق ...
- -إحدى مدن حضارتنا العريقة-.. تغريدة أردوغان تشعل مواقع التوا ...
- صلاح السعدني عُمدة الدراما المصرية.. وترند الجنازات


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - نادية عيلبوني - عندما يتجاوز السياسي والمفكر حقوق المجتمع المدني السيد القمني نموذجا؟