أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - نادية عيلبوني - رياح التغيير تهدد وجود السلطة الفلسطينية














المزيد.....

رياح التغيير تهدد وجود السلطة الفلسطينية


نادية عيلبوني

الحوار المتمدن-العدد: 3272 - 2011 / 2 / 9 - 04:35
المحور: القضية الفلسطينية
    


ربما كان بإمكاننا أن نفهم موقف حماس مما يجري في مصر من انتفاض شعبها على الظلم والاستبداد.وبإمكاننا أيضا،أن نفهم أن تتصدى تلك الحركة للشباب الذي تظاهر في غزة لإعلان تأييده لثورة الشعب المصري. فحركة حماس تشعر بالخطر الشديد من هذا الإنتفاض . هي تشعر بالخوف ليس فقط، لأنها بنت شعبيتها على أساس من مشاركة نظام مبارك لإسرائيل في حصارها لقطاع غزة، وليس فقط، لأنها تعرّت أمام جمهورها بتخليها عن المقاومة المسلحة، بل بصورة أكثر خصوصية ،لأن الثورة المصرية ترفع شعار الحريات عاليا، وترفع شعار الدولة المدنية والديمقراطية ، الأمر الذي يعني انتقال عدواها إلى غزة ، مما يهدد بالتأكيد مستقبل الدويلة القائمة على الاستبداد الديني.
نستطيع استنادا إلى كل ما ذكرناه ، أن نفسّر موقف حركة حماس من انتفاضة الشعب المصري من أجل الحرية، ولكن كيف لنا أن نفسّر موقف السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية؟ وكيف لنا أن نفسّر ترددها ، الذي يظهر في أشكال عديدة، ليس أولها أوآخرها محاولات قمعها للمتظاهرين المتضامنين الفلسطينيين مع أخوة لهم في مصر ثاروا على الظلم والطغيان وطالبوا بالحرية من خلال مطالبتهم برحيل رئيس نظامه ؟ وإذا كانت السلطة الفلسطينية تعتقد بوقوف شعبها معها في مواجهة إسرائيل ، إذا ما الذي يدعوها إلى كل هذا الخوف من تحركات التضامن مع الشعب المصري؟

على ما يبدو أن السلطة الفلسطينية عاجزة حتى الآن عن إدراك أن أسلوبها الذي ظلت تتبعه في وضع كل بيضها في سلة المفاوضات التي جرت في ظل موازيين قوى مختلة لصالح إسرائيل ، قد أخذت بالتبدل وبشكل سريع منذ سقوط أول نظام ديكتاتوري عربي في ثورة شعبية. وهي لا تريد أن تدرك بالمقدار نفسه ما الذي يحمله المتغير المصري من آثار ستطال بالتأكيد من مكانة إسرائيل ومن دعم العالم الحر لها الأمر الذي سيضعف بالتأكيد المفاوض الإسرائيلي المتعنت إزاء حقوق الفلسطينيين.
ويمكننا القول ، أن السلطة الفلسطينية التي بنت كل استراتيجيتها و تحالفاتها بالاستناد إلى الوضع العربي القائم ، لم تدرك بعد أن عليها منذ الآن أن تغير سياستها ، وخصوصا أن مصير الدول الديكتاتورية المسماة بالمعتدلة، والتي تعتمد سلطة رام الله على دعمها ومساندتها في سياستها ، صار مصيرها على كف عفريت كما يقال، وهي بالكاد تستطيع تجنب سقوطها أياما أو أشهرا.
ولعل التغافل عن رياح التغيير القادمة ، بالنسبة للسلطة الفلسطينية ، يكون خطيرا على الوضع الفلسطيني إذا ما استمرت قيادة رام الله على السير على نفس منوال تجاهل كل تلك المتغيرات، فالحرائق التي بدأت بالاشتعال في المنطقة، لا بد وأن يمتد لهيبها إلى الوضع الفلسطيني . وهي ستطال ، شئنا أم أبينا، المناطق الفلسطينية كلها سواء، في غزة أو رام الله إذا لم يحسن الفلسطينيون تغير أدائهم السياسي لمواكبتها. إلا أن هذا لا يعني في مطلق الأحوال أننا ننادي بدفع السلطة إلى التصرف بتهور ، أو أننا ندعوها إلى إعلان الحرب على إسرائيل على طريقة الانتفاضة الثانية التي جلبت الهزيمة للفلسطينيين، بل أن الحكمة تقتضي أن تكون هناك رؤى وسياسات أخرى تتلاءم مع كل ما يستجد في المحيط العربي ، رؤى تتطلب اتخاذ عدد من الإجراءات التي يستطيع من خلالها الفلسطينيون تحسين أدائهم السياسي سواء في الداخل الفلسطيني ، أو على صعيد الصراع مع إسرائيل.
وفي اعتقادي أن الشباب الفلسطيني في كل من الضفة الغربية وغزة ، لا يقل حماسة ورغبة في التغيير عن الشباب المصري أو التونسي، ودعنا نعترف بوجود احتقان شبابي في كل من رام الله وفي غزة، هذا الاحتقان وإن اختلفت أسبابه في كل المناطق الفلسطينية ،إلا أن سماته الأبرز تتميز بشعور الشباب باستحقاقه للاعتراف به وبطاقاته وقدراته الغير محدودة على لعب الدور الأساسي الذي يستحقه في الحياة العامة وفي الحياة السياسية.
فسلطة رام الله التي لا يزال يقودها الشيوخ، لم تعط للشباب الدور الذي يستحقه على كافة الأصعدة والمستويات. فعقلية الشيوخ والعتاولة هذه، لا تزال تتحكم في السياسة وفي المجتمع،وهي تتجلى في أوضح صورها ليس فقط بالإخفاق عن تحقيق أي من الأهداف الفلسطينية في التحرر عن طريق المفاوضات، بل أيضا في استبعاد الشباب عن مراكز صنع القرار، والذي لا بد وأن يؤثر بدوره في زيادة هذا الاحتقان ليدفع به عاجلا أم آجلا إلى الانفجار في ظروف بالغة الحساسية والتعقيد.

الطريقة التقليدية التي تتعامل فيها السلطة في الضفة مع المتغيرات العربية والإقليمية، والتي تتبدى في موقفها المتحفظ من دعم مطالب الحرية للشعب المصري ، هي باعتقادي من السقطات القاتلة التي تهدد الشارع الفلسطيني بالانفجار،و ستكون السلطة واهمة بلا أدنى ريب، أنه سيكون باستطاعتها دائما، ضبط الوضع الداخلي وهي تحمل فزاعة إسرائيل. فكما سقطت كل فزاعات الأجندات الخارجية التي استخدمها النظام التونسي والتي يستخدمها النظام المصري ، فإن فزاعة إسرائيل مرشحة هي الأخرى للسقوط عندما يصمم الشباب الفلسطيني على التغيير.



#نادية_عيلبوني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جزيرة قطر والبحث عن الدور
- ظاهرة تميم البرغوثي، إعادة إنتاج للشعر الشعبوي
- ما هي انجازات المثقف الفلسطيني؟أسئلة في صلب الثقافة الفلسطين ...
- أكثر من ثلاث سنوات على حكم حركة حماس، ما هو الحصاد؟
- إلى متى سيظل الأقباط عبيدا لسلطة الكنيسة؟
- لماذا يكرهوننا؟
- عفوديا يوسف، بضاعتنا وقد رد إلينا!!!
- ما هي الاستراتيجية الفلسطينية البديلة لرفض المفاوضات؟
- الاحتفال بفيينا بترجمة أول عمل ابداعي للأطفال بالألمانية للش ...
- آفات الثقافة الفلسطينية
- هل كان رأي أدونيس في درويش منصفا؟
- بوح إمام القاتلين -قاين- قصة قصيرة
- القدس والمقدس والغرائز الوحشية
- الأمير الأخضر ، دروس وعبر
- القذافي، بين سوء تربية الأولاد وبين إعلان الجهاد
- ما سر غزل د. أبو شمالة بفن السياسة المصرية؟
- مطر قصة قصيرة
- القرضاوي ينبغي محاكمته، ردا على بدر الدين المدوخ
- الهجوم الإسرائيلي الحمساوي على حكومة سلام فياض هل هو مصادفة؟
- لا حل للأقباط إلا بالخروج من وصاية الكنيسة


المزيد.....




- جامع الشيخ زايد الكبير.. أبرز الحقائق عنه
- بعد سيطرة الجيش الإسرائيلي عليها.. خريطة توضح المنطقة الحدود ...
- مراسم تنصيب بوتين رئيسا لروسيا لولاية جديدة (مباشر)
- ما هي الأسلحة النووية التكتيكية التي تريد روسيا إجراء تدريبا ...
- مصادر مصرية تكشف لـRT حقيقة إغلاق معبر رفح بالكتل الخرسانية ...
- الصين تنجح بإطلاق صاروخ فضائي جديد صديق للبيئة
- -يديعوت أحرونوت-: مصر قد تقلص العلاقات الدبلوماسية مع إسرائي ...
- ريابكوف يفسر سبب دعوة الدول غير الصديقة لحضور مراسم تنصيب بو ...
- نجل زوجة قائد الجيش الأوكراني يقود مسيرة النصر السوفيتي في أ ...
- تحرير ما لا يقل عن 107 مهاجرين من الأسر جنوب شرقي ليبيا


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - نادية عيلبوني - رياح التغيير تهدد وجود السلطة الفلسطينية