أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نادية عيلبوني - آخر الدواء، الحماية الدولية.!














المزيد.....

آخر الدواء، الحماية الدولية.!


نادية عيلبوني

الحوار المتمدن-العدد: 3473 - 2011 / 8 / 31 - 23:40
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ربما يكون من الطوباوية الاعتقاد أن الثورة السورية ستنجح ، دون دعم دولي يرتقي إلى مستوى تأمين الحماية الدولية العاجلة للشعب السوري. المعارضة السورية ، بما فيها تنسيقيات الثورة ، تكون واهمة لو أنها تصورت ، أن شلال الدم الذي يتدفق كل يوم ، كفيل لوحده بجعل النظام السوري يتراجع عن قراره بوأد الثورة ، أو يتراجع عن مستوى هذا العنف الغير مسبوق ليقرر يائسا طي سلاحه ،وعودة جيشه المسعور إلى ثكناته مهزوما ، ليقرر النظام بعدها، الاستسلام لإرادة جموع الشعب الهادرة التي تطالبه بالرحيل. شعار شلال الدم هذا، جربه الفلسطينيون على مدى 63 عاما، ولم يحصدوا من ورائه سوى الخيبات.
لا يفل الحديد إلا الحديد
الحقائق العنيدة، والعنيدة جدا ،والغير بعيدة عن تاريخنا الحديث ، تؤكد جميعها ،وبما لا يدع مجالا للشك، أو الاجتهاد والتجريب ، أن النظام الفاشي لا يمكن أن يسقط من داخله، فنظام موسليني في إيطاليا ، ومثيله نظام هتلر في ألمانيا وكذلك اليابان ، ومثيلاته في كل من كمبوديا والعراق وليبيا، لم يسقطوا بفعل المقاومة من الداخل، بل بفعل تدخلات دولية حسمت بالقوة أمر خلاص هذه الشعوب من فاشييها.وسوريا بالتأكيد ليست استثناءً، ولا يمكنها مهما بلغت قدرات الشعب السوري على التضحية وبذل الدم ، أن تشذ عن تلك القاعدة لتشكل هذا الاستثناء.
المعارضة تتعفف حتى هذه اللحظة عن تجرع تلك الحقيقة بسبب طعمها المر . والمرارة بالنسبة إليها، لا تتعلق فقط بالحدود التي رسمتها لمسارها ، في مسالة الاعتماد على الذات،وعدم طلب عون المجتمع الدولي ،بقدر ما ينبع من الخوف على مظهرها الوطني بحسب المفهوم الذي وضعه ورسمه النظام لمعنى الوطنية، ولا شيء آخر غير مفهوم النظام الذي طالما ،اتهم صراحة، معارضيه بالتآمر وبالعمالة للخارج.وهذا برأينا هو أحد أهم الأسباب التي تجعل المعارضة في حال هي للشلل أقرب،فتلك المعارضة غير قادرة على اتخاذ ذلك القرار الوحيد الذي يكفل وقف شلال الدم المتدفق في الشوارع والحارات والأزقة في المدن والقرى السورية .لقد دخلت الثورة السورية شهرها الخامس ، دون وجود ما يؤشر على تراجع النظام، أو دون وجود أي استعداده للتنازل أمام مطالب شعبه،بل العكس هو ما يحدث عمليا، فالنظام كما يدل سلوكه اليومي ،مصمم على الاحتفاظ بالسلطة، ولو على جثة شعبه، وهو عندما يفعل ، إنما يستند إلى جملة من نقاط القوة التي يقوم باستثمارها أفضل استثمار، في مقدمتها بالطبع،الاستعانة بالخارج لمده بكل أسباب القوة من أجل الاستمرار ، فهو يعتمد على الدعم المباشر من دولة قوية ومستعدة لمده بالعون العسكري والمالي والسياسي – إيران- كما أنه أيضا مطمئن ربما وبالقدر نفسه ، للموقف الروسي والصيني اللذان يدعمان توجهه في الأمم المتحدة بوقوفهما دائما وأبدا، ضد أية اجراءت رادعة يحاول المجتمع الدولي اتخاذها في مجلس الأمن،لردع هذا النظام والتلويح له بالعصا.
وفي تقديرينا ، فإن جعل الشعب السوري ينزف بتلك الطريقة إلى ما لا نهاية، ودونما وجود أي افق يجعل الحصاد السياسي ممكنا، ستكون له نتائج كارثية على المجتمع السوري، فصور مشاهد العنف والدم ستدفع الناس ،عاجلا ام آجلا للجوء إلى العنف للدفاع عن نفسها، إذ من غير المتوقع أن يطلب من الناس أن تموت بتلك الطريقة العبثية ، أن تتحلى بالانضباط والصبر والالتزام بالطابع السلمي للثورة ،من هنا يطل علينا شبح الحرب الأهلية ليهدد المجتمع السوري كله بالعنف والتفتت وربما بأبشع مما شهدناه بالعراق.
طلب الحماية الدولية في الحالة السورية، هو مطلب وطني بامتياز، فهو بالإضافة إلى أنه يوفر حالة من الأمن التي تحفظ أرواح الناس وتصون حرماتهم المنتهكة كل يوم، فإنها ضرورية بصورة أشد ، كونها تمنع انزلاق الوطن السوري كله إلى أتون الحرب الأهلية . أما شعار " على الجنة رايحين ، شهداء بالملايين" الذي يردده المتظاهرون ، فهو على الرغم من ظاهره الذي يعكس حال التحدي الكبير والبطولة الملحمية لدى الشعب السوري، واستعداده الكبير للتضحية ، فهو في عمقه يعبر أيضا ،عن حال من اليأس ، وربما عن بدء فقدان البوصلة المؤدية إلى هدف إسقاط النظام ،وبناء سورريا حرة وديمقراطية،وتدل على عدم وجود خيارات أخرى قادرة على صون حياة الناس وكرامتها وفي الوقت نفسه الوصول بها إلى أهدافها المبتغاة، فيصير الموت والحال هذه مطلوبا بذاته ولذاته ، ولأهداف أخرى تتجاوز الأرض وما عليها لتحط في فضاءات أخرى بعيدة كل البعد عن الهدف الأساسي الذي انطلقت من أجله الثورة.
المعارضة ، كما تنسيقيات الثورة السورية مطالبة الآن ، وأكثر من أي وقت مضى ، بحزم أمرها ، والابتعاد عن التنابذ والممحاكات ،والرتاشق بالشعارات الكبيرة ،والاستعراضات الوطنية التي تذكر بوطنية مزعومة لحزب البعث ونظامه،وذلك من أجل اتخاذ القرار الصحيح الذي تحمي من خلاله شعبها ، وتحمي دماء الناس التي لا يجب أن تنزف بأي حال من الأحوال ،عبثا ودون توظيف في معركة الحرية.
المطلوب من كل هؤلاء التخلي عن تلك السلبية والقدرية في تعاملهما مع الوضع الذي يزداد حراجة وتأزما يوما بعد يوم، فحسم المعركة مع النظام لا يحتمل انتظار المعجزات الإلهية ، ولا يحتمل انتظار "الطير الأبابيل" لترمي النظام "بجحارة من سجيل"، ولا يفل الحديد إلا الحديد، والحديد الوحيد والفعال والآمن ، هو فقط ، طلب الحماية الدولية لحماية سوريا وشعبها من مصير مجهول . لقد قدم السوريون كل غال وثمين على مذبح الحرية ولا يزالون ،وجربت المعارضة مختلف الوسائل السلمية، ولم يتبقى سوى آخر فرصة للعلاج: الكي بمبضع دولي ..!



#نادية_عيلبوني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل سوريا غير تونس ومصر؟
- الدستور المصري وصيغة الدولة المدنية
- رياح التغيير تهدد وجود السلطة الفلسطينية
- جزيرة قطر والبحث عن الدور
- ظاهرة تميم البرغوثي، إعادة إنتاج للشعر الشعبوي
- ما هي انجازات المثقف الفلسطيني؟أسئلة في صلب الثقافة الفلسطين ...
- أكثر من ثلاث سنوات على حكم حركة حماس، ما هو الحصاد؟
- إلى متى سيظل الأقباط عبيدا لسلطة الكنيسة؟
- لماذا يكرهوننا؟
- عفوديا يوسف، بضاعتنا وقد رد إلينا!!!
- ما هي الاستراتيجية الفلسطينية البديلة لرفض المفاوضات؟
- الاحتفال بفيينا بترجمة أول عمل ابداعي للأطفال بالألمانية للش ...
- آفات الثقافة الفلسطينية
- هل كان رأي أدونيس في درويش منصفا؟
- بوح إمام القاتلين -قاين- قصة قصيرة
- القدس والمقدس والغرائز الوحشية
- الأمير الأخضر ، دروس وعبر
- القذافي، بين سوء تربية الأولاد وبين إعلان الجهاد
- ما سر غزل د. أبو شمالة بفن السياسة المصرية؟
- مطر قصة قصيرة


المزيد.....




- طبيب فلسطيني: وفاة -الطفلة المعجزة- بعد 4 أيام من ولادتها وأ ...
- تعرض لحادث سير.. نقل الوزير الإسرائيلي إيتمار بن غفير إلى ال ...
- رئيسي: علاقاتنا مع إفريقيا هدفها التنمية
- زيلينسكي يقيل قائد قوات الدعم الأوكرانية
- جو بايدن.. غضب في بابوا غينيا الجديدة بعد تصريحات الرئيس الأ ...
- غضب في لبنان بعد تعرض محامية للضرب والسحل أمام المحكمة الجعف ...
- طفل شبرا الخيمة.. جريمة قتل وانتزاع أحشاء طفل تهز مصر، هل كا ...
- وفد مصري في إسرائيل لمناقشة -طرح جديد- للهدنة في غزة
- هل ينجح الوفد المصري بالتوصل إلى هدنة لوقف النار في غزة؟
- في مؤشر على اجتياح رفح.. إسرائيل تحشد دباباتها ومدرعاتها على ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نادية عيلبوني - آخر الدواء، الحماية الدولية.!