أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أشرف عبد الكريم عبد المنعم - قراءة في ديوان الشاعر السعودي محمد حبيبي ( جالساً مع وحدك)















المزيد.....

قراءة في ديوان الشاعر السعودي محمد حبيبي ( جالساً مع وحدك)


أشرف عبد الكريم عبد المنعم

الحوار المتمدن-العدد: 3554 - 2011 / 11 / 22 - 08:03
المحور: الادب والفن
    


ما تصنعه الوحدة بالشاعر

قراءة في ديوان " جالساً مع وحدك " للشاعر السعودي محمد حبيبي

يلتقي الشاعر والناقد في الرؤية المغايرة للأحداث والملاحظة المفارقة للموجودات ، فكل منهما يقدم لنا المفتاح الذي نبحث عنه طوال الوقت في قلق بينما هو في يدنا الأخرى، كما أن كليهما في حاجة لمحراب يرتب فيه أفكاره ومشاهداته ويبث تأملاته وانفعالاته ، ، ولذا نجد الجاد منهما يجلس وحده ، ولعل هذا هو ما فعله الشاعر محمد حبيبي في ديوانه " جالساً مع وحدك " الصادر أخيراً عن دار مسعى للنشر والتوزيع.
حين قرأت الديوان جعلت أضع علامات عند صفحات أجد فيها شيئاً مبهراً وعمقاً إنسانياً -ن فوجدتني حينما وصلت إلى منتصفه ( وهو الذي لم يتجاوز التسعين صفحة من القطع الصغير ) قد وضعت هذه العلامات على معظم ما قرأت ، فبدأت القراءة مرة ثانية بادئاً من العنوان وقررت أن أسجل بعض ملاحظاتي عنه.
يتناول الشاعر تفاصيل دقيقة غاية في الإنسانية تعلن عن نفسها من بداية الديوان يقول في نص (قبلة) :
نتنقل بخيال القبلة
ونقارن إسفنج شفاه عبرت
دوماً ماضين برسم خيالات القبل
تفاصيل طباعتها
لم نتوقف لو في إحدى المرات
أمام المرآة ..
أمام الشفتين العليا والسفلى
شفتانا ذاتهما منذ خلقنا
ينطبقان على بعضهما
في قبلة
ويتوالى سرد تلك الدقائق الإنسانية في ملمح مطرد باطراد النص الغنائي الفردي إلى الدرجة التي يتوقع معها المرء أن محمداً قد رتب هذه القصائد حسب قوتها ولكن متابعة القراءة تجعل بقية النصوص تقاوم هذا القول.
ولكن ذلك لا يعفي الشاعر – في رأينا – من الوقوع تحت تأثير العاطفة الصادقة )هنا يجب توضيح ما تظنه أنت في وقوعه تحت العاطفة الصادقة. هل هذا سيء أم جميل ولماذا؟) في القسم الأخير ( نجوى الملائك ) أطول الأقسام وأكثرها عدداً ، حين وجدناه يناجي أقاربه ويركز على من مات منهم ، ففي نص( مناسبة ) وهو يرثي عمه لا يكون وحيداً إذ يجلس مع أولاد عمه وأقاربه ويتساءلون في براءة ( ايش يعني ميت ؟) ، وفي نص ( عنا ) يبكي من ماتوا وهو الاستثناء في هذه المجموعة لأننا نجده قد تجنب اللواذ بالأقارب الذي عاد إليه الشاعر سريعاً في بقية النصوص التي يرثي بها أخاه الأصغر أحمد ،وتسيطر العاطفة على الشاعر ، فتشده نحو الاجتماع مع الأهل ، وتجعله يفقد إحدى أهم ميزات ديوانه حيث ينجرف في حديث رثاء تقليدي يغلب عليه التكرار كما في نص ( وضوء اليمامات ) الذي يكرر فيه اسم أحمد خمس مرات وفي نص ( ريشة) ست.
قصائد الديوان الاثنتان والثلاثون والتي وزعت على سبعة أقسام لم يحمل أي منها عنوان الديوان كتب لصاحبه فيها توفيق كبير في ضمها ، فالمجموعة الأولى التي تحمل عنوان تكوين جاءت حاملة لتكوين صورة تضم مخلوقات خمسة تفرق جمعهم ولكن الصورة تضغطه وكأنها تكون لوبي نفسي ضاغطاُ على مشاعره ويحاول قتله، وفي قبلة تكوين لصورة في المرآة لقبلة الشفتين التي تغني عن القبل المشتهاة وكأنه يقبل صمتا نجم عن جلوسه مع وحده ،وهكذا في نص قطرة ، فالملاحظة الجدرى(مقعرة قوي دي يا أشرف) بالمتابعة هنا هو ارتباط النصوص داخل كل مجموعة فيما بينها تحت عنوان دال بشكل أو بآخر و ارتباط كل واحدة منها بعنوان النص في الجلوس مع وحده ، ولذا فالعنوان يبرر تركيز الشاعر على المفردات الدقيقة و ومن هنا يتأكد لنا توفيق الشاعر في اختيار العنوان حالةً ونصوصاً. (حكم قيمة ما لوش أي داعي)
وعلى هذا فإن مفتاح الديوان في رأيي يكمن في عنوانه ، ( جالساً مع وحدك ) : اسم الفاعل من جلس وما يحمله من مكوث ومحله الإعرابي حال من مبتدأ محذوف ، مع ما لهذا الحذف من دلالات ) ، ثم الظرف ( مع ) وما يحمله من مصاحبة واتحاد ، ثم يكسر الشاعر التوقع فيجعل المصاحبة للا أحد ، فهو جالس ليس وحيداً بل مع وحده ليركز في مشاهداته يقدمها لنفسه المصاحبة ، و هو في تقديمه هذا لا يعيد صياغة العالم برؤيته بقدر ما ينبه العالم إلى الصياغات الموجودة غير المنتبه لها ، استخدم الشاعر في تقديمه هذا لغة عالية الإيحاء ، وإن كنا نأخذ عليه – أو علينا – وجود بعض الكلمات المغرقة في المحلية دون إشارة لها في الهامش ، وإن لم تقف تلك الكلمات عائقاً أمام الدلالات الكلية للنصوص الواردة فيها.
كما نأخذ عليه في جلوسه مع وحده حالة شبه الغياب الأنثوي ، فلم يستدعها إلا شذرات انظر إليه في نص كبريت على روعته يكني على عادة العرب عن أمه بالأهل حين يرسلونه لإحضار الكبريت من الجيران ،ولا يشفع الانفراد الذي فرضه على نفسه في الديوان لهذه الحالة خاصة أنه رأى الذكور من أهله ورثاهم .
وإذا كانت نهايات القصائد مصدراً للدهشة والإمتاع إلا أنها (فإنها) كذلك تقود النصوص نحو مأزق شديد الخطورة إذ تجعل منها ما يشبه القصص البوليسية التي يصعب على القارئ أن يعيد قراءتها في الحال ، أو أنه يقرؤها وهو عارف بمصدر الدهشة فيها أو يتوقعه. (حلوة دي)
يتبقى أن نقول : إن نص كبريت مثال لما أراه في النص (الديوان) فهو يحمل تلك اللحظات الإنسانية ويقدمها بكل دقائقها.يقول فيه :
الطفل
المنطلق من الباب .رصاصةْ
الناهض من عثرة رجليه!
يطالع في الكوع المخدوشةْ
يصطنع طمأنينته
بالسير لصيقك كالظلِّ..
وأنت..
يرسلك الأهل لجيران ٍ
في أقصى الشارع..
بزوايا مظلمة . وحوائط طليت أشباحاً:
لتعود بعلبة كبريت..
إنني أجد نفسي منطلقاً في قريتي الفقيرة المتكافل أهلها وقد أرسلت من قبل أمي ( التي لم يصرح الشاعر بها ، وإنما اكتفى بالإشارة إليها بكلمة الأهل كما سبق أن قلت)
ونضيف إلى هذا النص مثالا على التأكيد على يؤكد ما نذهب إليه، وهو نص ( كف )
أسفل صنبور ( مقطوع الماء ) ..
للحظات بقيت يده ساهيةً:
تتذكر كف الأعمى الممدودة بالشارعْ..
تخمش بزجاج السيارة
عنها يرتفعُ
قد يرى البعض أن سرد هذه التفاصيل لا يتفق والمجتمع السعودي المظنون فيه بالغنى الغنى والترف ولكن هذا يجعلنا نحكم على النص من خارجه ، كما أنه يغفل حقيقة واقعية تعيشها بعض المناطق في الدول الغنية خاصة في جنوبها.
محمد ابق جالساً مع وحدك وابحث في داخل تفاصيلنا ونبهنا إليها ، ولكن لا تنس وأنت جاساً هناك أننا في انتظارك.

أشرف عبد الكريم عبد المنعم



#أشرف_عبد_الكريم_عبد_المنعم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لو أنها فعلت!
- إشارة مرور .. قصة قصيرة
- أحياناً.. تفاجئنا اللآلئ
- الجزامة


المزيد.....




- النساء والفنون القتالية: تمكين للعقل والجسد
- الشاعر معز ماجد: اللغة منظومة تاريخية وجمالية تشكل نظرتنا لل ...
- مشروع CAST الكوري يأسر الشرق الأوسط وتايوان ويعرض الانجذاب ا ...
- المغرب.. مشهد من فيلم في مهرجان مراكش يثير جدلا
- مهرجان مراكش يعلن عن المتوجين بجوائز -ورشات الأطلس-
- معرض العراق للكتاب.. زوار يبحثون عن الغريب والجديد
- Strategic Culture: تجاهل العقيدة النووية الروسية المحدثة يقر ...
- اللغة الأكادية في العراق القديم تكشف ارتباط السعادة -بالكبد- ...
- مهرجان مراكش السينمائي الدولي يستضيف الممثل والمخرج شون بن ف ...
- المصور الأميركي روجر بالين: النوع البشري مُدمَّر!


المزيد.....

- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أشرف عبد الكريم عبد المنعم - قراءة في ديوان الشاعر السعودي محمد حبيبي ( جالساً مع وحدك)