|
صفيرمياهو لذيذ
كايد أبوالطيف
الحوار المتمدن-العدد: 3553 - 2011 / 11 / 21 - 20:57
المحور:
المجتمع المدني
هنالك حروب خفية وبما أنها خفية وسرية ويكثر أنصارها ومروجيها ومؤيديها تلاقي نجاح باهراً وزحف واسع نحو الهدف المنشود، لتبدأ بعدها الاحتفالات وشرب نخب ونشوة الانتصار بشكل علني. هذه الحرب السامة التي تم تركيبها من عقول توازن المركبات لتصنع ذلك المركب الخطير القاتل عملت فترات طويلة وبشكل سري وبالتشاور مع خبراء لتطلق ذلكم السم ليحصد الأرواح والأنفس لخلق مجتمع مشوه، انه سن اكتشف اسمه على علب المركب وطبع عليه ختم المعمل، انه سم المادية الطاغية التي أفقدتنا عقولنا وتفكيرنا السليم بعد جهد بالعمل على القضاء على المرافق الحياتية والمعيشية لنصبح لا نملك القدرة على التحرك والحراك. فروج حينها سم الماديات وزرع ذلكم السم لمروجين له في أوساط يائسة حتى يخدّر ويصبح مدمناً يركض وراء المروج، فحين أصبح الهدف مدمناً تلاعب به الرأس المدبر ليقوم المخدر بالغناء والرقص وحتى السجود لذلكم الشيطان المدبر الذي يسعى لشل فكر ذلكم المخدر وطمسه.
حرب خفية: بقلم منى الحبانين، كاتبة، وناشطة اجتماعية، ومديرة جمعية أميرة الصحراء في النقب. (المصدر: حرب خفيّة، مجلة المستقبل المبادرة الثقافية الأولى على صعيد النقب لصاحبها يوسف أبوصهيبان العدد الثالث، حزيران2007).
يفتتح تسيون (تمثيل: جوش ساغي). ديباجته المعهودة في كل ذكرى من السنة، معلنها لزوجته غيئوليت (تمثيل: ميطال يلينك). التي تقف كل لحظة تنتظر ولادة طفلها الذي سيقلب حياتهم الهادئة رأسا على عقب ليكتشفوا ان طفلهما عربي ويحتارون كثيرا في تسميته ليصلوا في النهاية لاسم مركب وهو صفيرمياهو (تمثيل: ميخال غيل). الطفل الصغير أول ما ينطقه من كلامه هو كلمة الله بالعبارة العربية، ويفرح كثيرا عندما تداعبة أمه وتريه القمر، ويجهش ويصخب كثيرا عندما يريانه الشمس! ويقول لزوجته: انها ليست مخاوف فقط خيالية والمخاوف، والآن لحظة الذاكرة، وإله إسرائيل لم يغفر ذلك.. هذا المزيج هنا بين قطع اللبن، بين المقدس والمدنس، وربما كنت أنت المرأة الوحيدة في دولة إسرائيل، والتي تسمح لنفسها في مثل هذه اللحظة الحزينة عدم الوقوف والتوحد مع كل الموتى في ذكراهم. نعم، ربما كان هناك مجرد عرض للوطنية للاستيلاء على القلب؟ ربما سيكون التالي قهقه في وسط صفارات الإنذار، لن يكون له معنى الأمل أو صنع النكات والهراء حول محرقة اليهود في المحرقة النازية لدينا. ربما هذا الطفل ليس من لي؟.
صفيرمياهو، عمل مسرحي جريء الذي يمسك شاكوشا ثقيلا ويحطم من خلاله جميع المفاهيم المتفق عليها على الصعيد المحلي والإقليمي ليضع المجتمع الإسرائيلي في الزاوية بعيدا عن كل التملقات السياسية المتعارف عليها والخالية من أي مضمون ممكن أخذه بعين الإعتبار فعلى سبيل المقابلة، إليكم النص الآتي: لرئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو إن مساهمة الطائفة البدوية بأمن إسرائيل، حيوية، مميزة وذات أهمية تاريخيّة مرموقة. قبل تأسيس الدولة، قدّم البدو العون للوسط اليهودي في أرض إسرائيل. شارك البدو في حروب إسرائيل وفي القتال المتواصل ضد الإرهاب، في العام 1957 أقيمت دورية شكيد في الجنوب، وعملت على إغلاق الحدود الجنوبيّة في أعقاب الإنسحاب من سيناء..كانت مساهمة البدو بعد حرب الأيام الستة هائلة حيث قاموا بتصفية عشرات خلايا المخربين في غور الأردن وبالعمليات ضد الكومندو المصري على قناة السويس وفي حرب الإستنزاف في أواسط السبعينيات، برز اتجاه التطوع للخدمة العسكرية الإجبارية في صفوف الشباب البدو وتعزز هذا الإتجاه في أوائل الثمانينيات.. أنشا الجنرال بار كوخبا رحمه الله دورية المشاة لإلقاء القبض على المتسللين المهربين الجنائيين والأمنيين من مصر حيث تحولت فيما بعد إلى كتيبة بمبادرة قائد المنطقة الجنوبية الجنرال متان فلنائي ، إن انجازات البدو في أجهزة الأمن غير معروفة للجمهور الإسرائيلي، حان الوقت أن يعلم ويقدّر كل إسرائيلي كم شعب إسرائيل ودولة إسرائيل مدين للطائفة البدوية . نص كهذا لا يستطيع الإقتراب من صخب الغضب الشديد لمؤلفة النص المسرحي نتالي كوهن فاكسبيرغ التي لا تكتفي بعدم الإعتراف بالصهيونية بل تحاول مع كل إنتاج جديد لها الضرب بكل ما أوتيت من قوة الركائز والدعائم الأساسية التي تؤلف هذا الفضاء السياسي الكبير الذي يددعى صهيونية سياسية. مع إخراج دقيق لكل حركة أو انطلاقة شعاع ضوء، لا يهم إن كانت ممتجة بالابيض، أو الأخضر، أو الأحمر، للمخرج الذي أول ما قام به في عالم الثقافة والمسرح والإبداع زج إسمه الأول من إسرائيل ليعريه عن كيانه وجسده مكتفيا بإيسي، إيسي ممانوف الإنسان، ليبنى واقع عائلي مبني من زوج وزوجته القادمة الجديدة من كندا المنتظرة بفارغ الصبر ولادتها إبنها، بكرها الأول، في جو مشحون وتراشق إتهامات الوطنية ومزاوداتها فيما بينهما، في إنتظار الصافرة ليقفوا متوحدين مع الموتى الذين ضحوا أرواحهم الغالية ليدفعوها رخيصة لتأسيس المذهب والفكر الصهيوني على أرض بلا شعب لشعب بلا أرض المتشبعة صهيونية حاليا، التي كانت مشبعة بدم وفحم الإستعمار البريطاني الذي سبقته عوالم متشعبة وحياة فقر بائسة ومقيتة تحت وطأة مظلة الإمبراطورية العثمانية المليئة بالثقوب. الذي سبقه العهد المملوكي، وزمن حروب الفرنجة والحملات المضادة لها زمن الملك الناصر أبو المظفر يوسف بن أيوب، صلاح الدين الأيوبي، الذي سبقه زمن العباسيين، والأمويين، وصدر الإسلام والخلفاء الراشدين، إلى الحكم البيزنطي، والحكم الروماني بفتراته الثلاث المبكرة والوسيطة والمتأخرة، مروراً بالحرب الطائفية الأهلية الفلسطينية الأولى زمن انطيوخوس الرابع، والحكم البطليمي والسلجوقي، وصولاً إلى الهيلينستية في الفترة ما بين (638-332 قبل الميلاد).
صفيرمياهو، كما هو موضّح أعلاه لم تحصل على أية جائزة أو اعتراف سياسي متملق خلال الجوائز المختلفة في مهرجان عكا الدولي للمسرح الإسرائيلي الآخر(البديل والتجريبي)، في دورته الثلاثون أكتوبر الماضي في باحات عكا القديمة مدينتنا والبحر المشرف على المعدات الثقيلة التي تعمل ليل نهار النفاثة الغازات السامة في المنطقتين الصناعيتين في عكا وحيفا رهينة الغابات وحرائقها!.
الثقافة، هي الركيزة المعمارية الأساسية لقرننا الذي يعيش حداداً منذ عقد، وسيزيد مهما استمرت سياسة التملق وعدم أخذ المسؤوليات الإنسانية محمل الجد، متكئين على ألف التعريف في الصحيح سياسيا، والصحيح لهذه الحقبة، والألف التعريفية التي أساساً لا وصال بينها وبين المتعايش الواقعي في أي شيء. التحديات الجاثمة على صدورنا لا تحصى ولا عدد لها، وصفيرمياهو كما شفيشهيد مسرح المهباش، وصدام حسين، وقطيع البلي بلي بل لمسرح الميدان المكوّن من شخصيّات عشوائية المجتمعة في زمن مظلم يهدد باختفاء الشمس، ليقوم قطيع البلي بلي بل سنويًا في أداء الصلاة ويقدّم القرابين لبقاء الشمس. كل هذه العلامات المسرحية ما هي إلا إشارة هامة في عوالم الوهن والضعف القابض على أرواحنا والذي نحاول جاهدا عدم الركون فيه إلى أي ألف أو ياي ساكنة!
#كايد_أبوالطيف (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
النقب: جمعة مباركة
-
أريد إخفاء (إن أمكن) أي نزاع!!
-
لدي حلم وسأحققه، جونيور!!
-
غزة بين قنبلتين وقبلة
-
6 أكتوبر
-
مخطط برافر: مؤسسات المجتمع المدني العربية ودورها في التصدي!
-
أكتب باللحمة
-
القهوة، خميس وهي
-
فتحة
-
رهط على صفيح ساخن!!
المزيد.....
-
إعلام عبري: اعتقال إسرائيلي في ضاحية بيروت الجنوبية دخل إلى
...
-
شهداء وعدد كبير من الاصابات بقصف صهيوني استهدف خيام النازحين
...
-
شهداء وعدد كبير من الاصابات باستهداف خيام النازحين في مخيم ج
...
-
القضاء الأوروبي يدين قبرص لإعادتها لاجئين اثنين إلى لبنان
-
حماس: مشاهد تعذيب أسرى بسجن عوفر محاولة فاشلة لمسح فشل الاحت
...
-
روسيا تدعو أمين عام الأمم المتحدة لحضور قمة -بريكس- في قازان
...
-
حماس: مشاهد تعذيب أسرى بسجن عوفر محاولة فاشلة لمسح فشل الاحت
...
-
طبيب لبناني يحول عيادته إلى مطبخ لإطعام النازحين
-
نادي الأسير الفلسطيني: سجون الاحتلال تبث فيديوهات وصورا للتّ
...
-
ارتفاع حصيلة المعتقلين من الضفة الغربية لـ11 ألفا و200 فلسطي
...
المزيد.....
-
أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال
...
/ موافق محمد
-
بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ
/ علي أسعد وطفة
-
مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية
/ علي أسعد وطفة
-
العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد
/ علي أسعد وطفة
-
الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي
...
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن
...
/ حمه الهمامي
-
تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار
/ زهير الخويلدي
-
منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس
...
/ رامي نصرالله
-
من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط
/ زهير الخويلدي
-
فراعنة فى الدنمارك
/ محيى الدين غريب
المزيد.....
|