أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - قاسم محمد مجيد الساعدي - لماذا يموت أدباء ومثقفي العراق في الغربة















المزيد.....

لماذا يموت أدباء ومثقفي العراق في الغربة


قاسم محمد مجيد الساعدي
(Qassim M.mjeed Alsaady)


الحوار المتمدن-العدد: 3553 - 2011 / 11 / 21 - 19:16
المحور: الادب والفن
    



يدور سؤال في الأذهان لماذا المشهد الثقافي العراقي حمل استثنائه وغرابته ؟
و يزداد تعقيدا"كلما كانت البلاد المفتوحة جراحها على امتداد الأفق تدخل في أتون الأزمات والحروب !!
وهل مثقففوا العراق ضحايا الصراعات السياسية بكل ألوانها ؟
من المؤكد أن الخشية من الدور التنويري الذي يلعبه المثقف في حياة المجتمع له الأثر في تعرض أدباء العراق ومثقفيه إلى الاعتقال والتشرد والتصفيات الجسدية فعلى الرغم من الاختلافات السطحية في صوره من حكموا ويحكمون ألان منذ تأسيس ألدوله العراقية في أب 1921لم تتغير صورة المشهد بل صارت أكثر قتامه وسوداويه ودمويه !
بل الصحيح ايضا أن مثقففوا العراق ضحايا الصراعات السياسية بكل ألوانها ؟
فالشاعر محمد صالح بحر العلوم عانى من الاضطهاد والملاحقة بسبب مواقفه من الاحتلال البريطاني و احمد الصافي ألنجفي احد المساهمين النشطاء مع ثوار ثورة العشرين لم يسلم من المصير ذاته حتى اعتقل في لبنان
والرصافي صاحب الموهبة الفذة والشعر العامر بالمواقف الوطنية عانى شظف العيش ودفع ثمنا" غاليا لعدم سكوته على أوضاع بلده
مثلما مات الاسطوره بدر شاكر السياب غريبا بعد أن مات ألاف المرات جوعا وفقرا
لقد حاولت الأنظمة المتعاقبة على العراق عزل المثقفين عن الشعب ساعد ذلك الاتساع الكبير لأعداد الأميين وافتقار أدوات التواصل معهم و فرضت قيودا على حركتهم و حصرهم في دوائر ضيقه يتداولون إنتاجهم مع زملائهم من المثقفين بعيدين عن الجمهور الذي تريده القوى والأحزاب مغيبا
فالبيئة الحاضنة للاستبداد والطغيان السياسي هي التي دفعت أدباءنا ومثقفينا للهجرة بحثا عن مكان مؤقت ينظرون منه إلى وطنهم وكلهم حسرات مثلما وصف الشاعر عبد الوهاب ألبياتي صاحب( الأباريق ألمهشمه ) عن مكان (( من لإمكان – تحت السماء – في داخلي نفس تموت- بلا رجاء- وانأ آلاف السنين متثائب ضجر – حزين- سأكون – لاجدوى سأبقى دائما لا مكان )
وشاعر العرب الكبير محمد مهدي ألجواهري تعرض إلى الاعتقال والنفي بكل مراحل ألدوله العراقية ملكية كانت أم جمهورية حتى مات غريبا ليدفن في مقبرة الغرباء وكتب على قبره (هنا يرقد بعيدا عن دجله الخير )
وبلند الحيدري الشاعر العملاق مات في بلاد القارة الجديدة في احدي مشافي نيويورك ( اشعر أني ادفن شيئا مني – وصمتي وبلهفة – قد يسمع صوتي – قد ترجع نبرة الحزن في صوتي – من يدري ) لكن لم يعد بسمع صوته فقد دفن أشياء في صمته الموحش القاحل وحمل جثمانه ثلة في نهار مفجع
والبويهمي الجميل جان دمو والذي قال عنه الكاتب عبد القادر الجنابي ( مثلما تموت الفيلة الصغار وحيده ) مات وحيدا" والحنين إلى بواكير الطفولة يعتصره ( كم بعيده طرق الطفولة المعذبة – كم قريبه طرق الموت )
ورائده الشعر الحر نازك الملائكة (عاشقه الليل ) هذا الرمز العراقي والنخلة السامقة تدفن في قاهره المعز
ويوسف الصائغ النازل من نصب الحرية في ألليله قبل طلوع الفجر معترفا لمالك بن الريب بتفاهة مايجري في بلاد النهرين مات حالما ان يصعد مره أخرى إلى نصب الحرية فلا يرى هناك همرالمحتل الأمريكي تقف تحت النصب
والقائمة تطول فالكاتبة والرسامة التشكيلية تحرير السماوي ماتت في بلاد الضباب وبهيجة الحكيم لازالت صورها وهي تنظر بابتسامه غامضة كلها حنين إلى معرض في بلاد الشمس والضياء ودعته إلى الأبد .... مثلما كان فائق حسن تئن روحه إلى جداريته التي علاها الغبار والإهمال
وسركون بولص صاحب ألعماره الشعرية ذات الأعالي والسفوح كما يقول الكاتب عباس بيضون مات في بلاد البرد وحيدا مثله السومري الجميل كمال سبتي
وغائب طعمه فرمان كان يبحث عن نخلته بين ثلوج موسكو وعن الجيران حارب ألعزله في مدن تعتبرهم غرباء لا أحدا سمع بموته فقد كان العالم عيونا مفتوحة تشاهد ألعاب الطائرات وهي تقصف بلاده في حرب الخليج الأولى
وعبد الخالق المختار وقاسم محمد وراسم ألجميلي هل كان موتهم مصادفه في بلاد ألغربه آم أن السياسة في بلاد النهرين لعوب وماكرة وترى فيهم خطرا على وجودها
فمات كثير منهم حسرات حين كانت قسوة المنفى اشد واكبر من أن يتحملوها
أنها مأساة أبديه كتبت عليهم وميزت حياتهم ورفعتهم فوق الإحداث

قاسم محمد مجيد ألساعدي


يدور سؤال في الأذهان لماذا المشهد الثقافي العراقي حمل استثنائه وغرابته ؟
و يزداد تعقيدا"كلما كانت البلاد المفتوحة جراحها على امتداد الأفق تدخل في أتون الأزمات والحروب !!
وهل مثقففوا العراق ضحايا الصراعات السياسية بكل ألوانها ؟
من المؤكد أن الخشية من الدور التنويري الذي يلعبه المثقف في حياة المجتمع له الأثر في تعرض أدباء العراق ومثقفيه إلى الاعتقال والتشرد والتصفيات الجسدية فعلى الرغم من الاختلافات السطحية في صوره من حكموا ويحكمون ألان منذ تأسيس ألدوله العراقية في أب 1921لم تتغير صورة المشهد بل صارت أكثر قتامه وسوداويه ودمويه !
بل الصحيح ايضا أن مثقففوا العراق ضحايا الصراعات السياسية بكل ألوانها ؟
فالشاعر محمد صالح بحر العلوم عانى من الاضطهاد والملاحقة بسبب مواقفه من الاحتلال البريطاني و احمد الصافي ألنجفي احد المساهمين النشطاء مع ثوار ثورة العشرين لم يسلم من المصير ذاته حتى اعتقل في لبنان
والرصافي صاحب الموهبة الفذة والشعر العامر بالمواقف الوطنية عانى شظف العيش ودفع ثمنا" غاليا لعدم سكوته على أوضاع بلده
مثلما مات الاسطوره بدر شاكر السياب غريبا بعد أن مات ألاف المرات جوعا وفقرا
لقد حاولت الأنظمة المتعاقبة على العراق عزل المثقفين عن الشعب ساعد ذلك الاتساع الكبير لأعداد الأميين وافتقار أدوات التواصل معهم و فرضت قيودا على حركتهم و حصرهم في دوائر ضيقه يتداولون إنتاجهم مع زملائهم من المثقفين بعيدين عن الجمهور الذي تريده القوى والأحزاب مغيبا
فالبيئة الحاضنة للاستبداد والطغيان السياسي هي التي دفعت أدباءنا ومثقفينا للهجرة بحثا عن مكان مؤقت ينظرون منه إلى وطنهم وكلهم حسرات مثلما وصف الشاعر عبد الوهاب ألبياتي صاحب( الأباريق ألمهشمه ) عن مكان (( من لإمكان – تحت السماء – في داخلي نفس تموت- بلا رجاء- وانأ آلاف السنين متثائب ضجر – حزين- سأكون – لاجدوى سأبقى دائما لا مكان )
وشاعر العرب الكبير محمد مهدي ألجواهري تعرض إلى الاعتقال والنفي بكل مراحل ألدوله العراقية ملكية كانت أم جمهورية حتى مات غريبا ليدفن في مقبرة الغرباء وكتب على قبره (هنا يرقد بعيدا عن دجله الخير )
وبلند الحيدري الشاعر العملاق مات في بلاد القارة الجديدة في احدي مشافي نيويورك ( اشعر أني ادفن شيئا مني – وصمتي وبلهفة – قد يسمع صوتي – قد ترجع نبرة الحزن في صوتي – من يدري ) لكن لم يعد بسمع صوته فقد دفن أشياء في صمته الموحش القاحل وحمل جثمانه ثلة في نهار مفجع
والبويهمي الجميل جان دمو والذي قال عنه الكاتب عبد القادر الجنابي ( مثلما تموت الفيلة الصغار وحيده ) مات وحيدا" والحنين إلى بواكير الطفولة يعتصره ( كم بعيده طرق الطفولة المعذبة – كم قريبه طرق الموت )
ورائده الشعر الحر نازك الملائكة (عاشقه الليل ) هذا الرمز العراقي والنخلة السامقة تدفن في قاهره المعز
ويوسف الصائغ النازل من نصب الحرية في ألليله قبل طلوع الفجر معترفا لمالك بن الريب بتفاهة مايجري في بلاد النهرين مات حالما ان يصعد مره أخرى إلى نصب الحرية فلا يرى هناك همرالمحتل الأمريكي تقف تحت النصب
والقائمة تطول فالكاتبة والرسامة التشكيلية تحرير السماوي ماتت في بلاد الضباب وبهيجة الحكيم لازالت صورها وهي تنظر بابتسامه غامضة كلها حنين إلى معرض في بلاد الشمس والضياء ودعته إلى الأبد .... مثلما كان فائق حسن تئن روحه إلى جداريته التي علاها الغبار والإهمال
وسركون بولص صاحب ألعماره الشعرية ذات الأعالي والسفوح كما يقول الكاتب عباس بيضون مات في بلاد البرد وحيدا مثله السومري الجميل كمال سبتي
وغائب طعمه فرمان كان يبحث عن نخلته بين ثلوج موسكو وعن الجيران حارب ألعزله في مدن تعتبرهم غرباء لا أحدا سمع بموته فقد كان العالم عيونا مفتوحة تشاهد ألعاب الطائرات وهي تقصف بلاده في حرب الخليج الأولى
وعبد الخالق المختار وقاسم محمد وراسم ألجميلي هل كان موتهم مصادفه في بلاد ألغربه آم أن السياسة في بلاد النهرين لعوب وماكرة وترى فيهم خطرا على وجودها
فمات كثير منهم حسرات حين كانت قسوة المنفى اشد واكبر من أن يتحملوها
أنها مأساة أبديه كتبت عليهم وميزت حياتهم ورفعتهم فوق الإحداث



#قاسم_محمد_مجيد_الساعدي (هاشتاغ)       Qassim_M.mjeed_Alsaady#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جواد الحطاب يعزف على بيانو الألم
- إلى أين يأخذنا الطرف المنشد لكل موجة
- إلى محمد ونان ( الصبر يمنح وسامه ألينا )
- شاعر فرنسا دي موسيه ( سأنام وأخيرا سأنام )
- الشاعر هادي ياسين في حفل توقيع ديوانه ( رجل وحيد )
- عندما يسرق م/ن قصيده للشاعر شينوار ابراهيم
- رواية المساكين البداية الكبيرة لدوستويفسكي
- عشرة اسئلة صلعاء
- إلى قاسم مطرود – لا نريد لجروحنا أن تستفيق
- تحت خط الحب اعلن ندائي
- الى السيدة هناء أدور - تحت نصب الحرية غنى الصبر أغنيته الأخي ...
- الى روح الشهيد قاسم عبد الامير عجام - للربيع أب لايموت
- نهمس في اذن الزمن كفى
- سندباديون
- كان ينتظر
- سينما وكنيسة وقصائد رسول حمزاتوف
- الرسالة الاخيرة
- انه الآن منتصف الظلام
- نريد صورة لمؤخرة سارتر
- الكاتبة والصحفية منى سعيد الطاهر: أعالج الألم بالكلمات حاوره ...


المزيد.....




- السويد.. سفينة -حنظلة- ترسو في مالمو عشية الاحتجاج على مشارك ...
- تابعها من بيتك بالمجان.. موعد عرض مسلسل المؤسس عثمان الحلقة ...
- ليبيا.. إطلاق فعاليات بنغازي -عاصمة الثقافة الإسلامية- عام 2 ...
- حقق إيرادات عالية… مشاهدة فيلم السرب 2024 كامل بطولة أحمد ال ...
- بالكوفية.. مغن سويدي يتحدى قوانين أشهر مسابقة غناء
- الحكم بالسجن على المخرج الإيراني محمد رسولوف
- نقيب صحفيي مصر: حرية الصحافة هي المخرج من الأزمة التي نعيشها ...
- “مش هتقدر تغمض عينيك” .. تردد قناة روتانا سينما الجديد 1445 ...
- قناة أطفال مضمونة.. تردد قناة نيمو كيدز الجديد Nemo kids 202 ...
- تضارب الروايات حول إعادة فتح معبر كرم أبو سالم أمام دخول الش ...


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - قاسم محمد مجيد الساعدي - لماذا يموت أدباء ومثقفي العراق في الغربة