أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - مؤيد عبد الستار - لا دفاعا عن ايران..... ولا زغرا بالشعلان















المزيد.....

لا دفاعا عن ايران..... ولا زغرا بالشعلان


مؤيد عبد الستار

الحوار المتمدن-العدد: 1053 - 2004 / 12 / 20 - 08:41
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


منذ سقوط نظام الطاغية صدام حسين ودول الجوار تعرب عن تضامنها مع العراق والشعب العراقي ، فسارعت بعضها الى الاعتراف بالواقع الجديد رغم حذرها من التعامل مع مجلس الحكم الذي تشكل بعد سقوط الدكتاتور. ولكن مسار الامور ومشاركة أغلب القوى السياسية العراقية في مجلس الحكم ، جعل الدول المحيطة بالعراق تعيد النظر بحساباتها وتقيمُ العلاقات والصلات مع الحكومة وإنْ على استحياء وخجل .
وكانت ايران من بين الدول التي دخلت الساحة العراقية بقوة ، لاسباب عديدة ، أولها وجود جالية عراقية كبيرة منفية ومهاجرة الى ايران، لان النظام الصدامي المقيت كان يهجر العراقيين منذ تولى السلطة عام 1968 الى ايران بحجة الاصول الايرانية للكرد الفيليين، والعرب الشيعة، والمعارضين لسياسة التبعيث من سكنة المحافظات الوسطى والجنوبية، حتى بلغت حملات التهجير اوجها عام 1980 حيث القت السلطات العراقية بالاف العوائل العراقية على خطوط النار على الحدود العراقية الايرانية ابان الحرب الشهيرة بحرب الخليج الاولى التي اشعل النظام الصدامي اوارها ولم تنطفيء طوال عشر سنين راح ضحيتها مليون عراقي بين قتيل وجريح، وقد بلغت أعداد العراقيين المهجرين الى ايران نحو نصف مليون عراقي ، اقاموا هناك اكثر من عشرين عاما، ومن ثم كان عدد الاسرى الذين هربوا الى ايران او اسروا في الحرب كبيرا ايضا، زد على ذلك المواطنين من الاهوار والجنوب الذين فروا باسرهم الى ايران، ورجال الدين الشيعة الذين كانوا الهدف الدائم للتقتيل والاغتيال في المدن المقدسة كالنجف الاشرف وكربلاء وغيرها.
ومع كل هؤلاء المهجرين والاسرى والمنفيين والهاربين، تشكلت في ايران جالية عراقية كبيرة ، وجدت نفسها متآلفة مع التوجهات الدينية لجمهورية ايران الاسلامية التي تتبنى المذهب الشيعي وتعلن الدفاع عن ال بيت النبي المصطفى وعترته الكرام ، ولكن العراقيين ذاقوا مرارة التمييز في ايران فخرج الكثير منهم الى بلدان اوربا هربا ، مفضلين الاقامة بدار النصارى على الاقامة بدار المسلمين.
ورغم المشاكل التي واجهت الحكومة العراقية التي تسلمت مقاليد الحكم الا ان الحكومة الايرانية آثرت الاعتراف بها واستقبلت الوفود العراقية التي تراسها الحكيم والطالباني والجعفري والجلبي، وابدت ايران رغبتها باقامة علاقات طبيعية مع العراق ودعم مجلس الحكم والاعتراف به قبل العديد من الدول العربية ، وكانت تلك مبادرة حصيفة من قبل ايران التي تتبنى سياسة الدهاء الكسروي القديم في علاقاتها الدبلوماسية والتي تذهب الى حد مصافحة الكافر او الشيطان الاكبر، وتقبيل الشيطان الاصغر، مادامت مصالحها بحاجة اليهما كما حدث مع امريكا كارتر وروسيا غورباشوف.
ولما كانت ايران تعاني من الطوق الامريكي والتهديد بضرب مفاعلاتها النووية ، وتخشى الهجوم العسكري، خاصة وهي محاصرة من جهتي افغانستان والخليج ، لذلك تحسب الحساب العسير لأية نسمة قد تهب على حدودها الغربية من العراق الذي يعج بالقوات الامريكية والبريطانية وغيرها.
كما ان الدول المحيطة بالعراق لاتتواني عن البحث عن موطئ قدم لها في هذه الساحة ذي الرمال المتحركة ، لذلك لا نستبعد دس ايران اصابعها في الشأن العراقي سواء عن طريق حرسها الثوري وغير الثوري او عن طريق البعض من العراقيين الذين كانوا يقيمون فيها واستطاعت تجنيدهم للعمل في اجهزتها الاعلامية او الدينية او الاستخباراتية، ولانرى غرابة في اندساس بعض الايرانيين في مفاصل الحياة السياسسية العراقية من أجل استشعار الخطر الذي يتهددها ، واتقاء مالايحمد عقباه ، وهو ما ستقوم به أية دولة أخرى سواء كانت ايران او تركيا او الاردن، وبناء على ذلك ينبغي لنا أن نحاصر المخاطر التي تاتينا من دول الجوار وليس ايران فقط ،وان نتعامل معها بحصافة وحكمة ، لا بالتصريحات الرنانة والطنانة ، التي لاتجدي نفعا والتي تعقد الموقف السياسي أمام الحكومة العراقية القلقة والتي تريد من الجيران أن يحموا حدودها لانها غير قادرة على حماية الحدود من التسلل، خاصة اذا اخذنا بعين الاعتبار ان رجال الحكومة والامريكان يصرخون منذ عامين ان الزرقاوي وهو اردني ، وابن لادن وهو سعودي/ يمني ، ينظمان العمليات الارهابية في العراق، فالزرقاوي لم ياتِ من قم او من طهران ، وانما من الزرقاء في الاردن ، وابن لادن لم ياتِ من اصفهان او من عبادان وانما من السعودية ، فلماذا كل هذا الهجوم على ايران؟ كان الاولى بالسيد وزير الدفاع الشعلان أن يفتح التحقيق مع بعض دول الجوار التي سربت السيارات المفخخة الى العراق عبر حدودها، وان يبعث بالرسل والوفود الى الدول التي تبعث بالمقاتلين الى المدن العراقية، وترسل اعمام واولاد عم صدام الى الفلوجة ، وغيرها ، لا ان يخرج علينا بتهديدات يقلد فيها رامسفيلد ، لان رامسفليد يتكلم وخلف ظهره أكبر ترسانة عسكرية في العالم ، اما وزيرنا فيتكلم ولا يوجد خلف ظهره احد ، لا جيش ولا عسكر ولاترسانة ولاهم يحزنون، اللهم الا اذا كان يحسب هؤلاء المساكين من الحرس الوطني الذين قتلوا دون ان يكون معهم سلاح، جيشه الذي سيحارب به الشرق والغرب.وهو الذي صرح حال مقتلهم انهم السبب فيما حصل لهم ( فوك حكه دكه ).
لقدد أثبتت تجربة الحكم القليلة التي حكمت فيها الحكومة المؤقتة، ان أسلوب الحكم وإدارة دفة البلاد بحاجة الى أناس يتمتعون بالحكمة والحصافة، لا بسرعة التصريحات النارية ، لانهم وزراء دفاع او مدراء شرطة . إن العراق اليوم بين مفترق طرق ، ووطننا مثل الجمل الجريح ، كل يحاول أن يجره الى مقصبته ، كي يذبحه على سنة الله ورسوله ويأكله هنيئا مريئا، وهو في غنى عن طعنات أهله ، لان أية طعنة اضافية ينالها ستضعفه وتعجل بسقوطه ليصبح لقمة سائغة في فم الاعداء والاصدقاء.
إن ايران ستبقى جارة و صاحبة أطول حدود مع العراق ، ولايجدي نفعا أن نردد أقوال قادسية صدام المشؤومة ، من ان الفرس المجوس هم أعداء العرب، على العكس كانت ايران قبلة العرب قبل الاسلام ، وكان العرب يتشبهون بالفرس حتى اطلقوا على صناديدهم صفة الفارس التي تعني الفارسي، وكان المناذرة والاكاسرة ( دهن ودبس) ، وكان العباسيون العرب بعد الاسلام ، والبرامكة العجم ، أسرة واحدة .... وهلم جرا، فلا فائدة من التعكز على أحداث تاريخية بائسة لتأجيج العداء بين الشعب العراقي والشعوب المجاورة ، لأن جر البلاد الى معارك عبثية، لايجدينا نفعا، ومن الحكمة أن نفتح صفحة جديدة مع ايران وتركيا والكويت وسوريا وغيرها بدلا من الطرق بمطرقة العداء العنصرية أو الاقليمية أو القومية.
أملنا كبير بان الانتخابات القادمة ستأتي برجال سياسة حكماء الى سدة الحكم، يقودون البلاد نحو بر الامان ، لا دعاة حروب يقودون البلاد نحو الخراب والهلاك.
نريد من يسير بالعراق نحو الاعمار وحسن العلاقات مع دول الجوار، فطموحنا أن نبني عراقا حرا يرفل بالخير والرفاه والسلام.



#مؤيد_عبد_الستار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- آفاق استخدام اللغة الانجليزية في كردستان
- الانتخابات والدول المجاورة للعراق
- شهادة حب لكردستان
- السياسة بين الجد والهزل : دردشة مع القشطيني في حله وترحاله
- اقتراح بشان الانتخابات
- امرأة من ورق
- رحيل الابطال في الايام العصيبة
- عرفات رهينة سهى أم فرنسا
- رحل عرفات فمتى سيرحل شارون
- الكاميرا الخفية ....حين يتنكر الممثل بزي الشرطي
- نجاح في اوانه
- الورد.....والخبز
- النسر الاحمر في سماء القطب الشمالي
- المجد لك في الاعالي
- انهيار السلطة الثورية : ملاحظات سريعة
- جريمة الاعتداء على المسيحيين
- خطيئة مصر في رعاية المجرم صدام حسين
- نداء الى السيد وزير العدل مالك دوهان الحسن المحترم
- الشعب الكردي في كردستان تركيا يحقق أولى أمانيه المشروعة
- الديمقراطية : فاكهة الرافدين المحرمة


المزيد.....




- مشتبه به يرمي -كيسًا مريبًا- في حي بأمريكا وضابطة تنقذ ما دا ...
- تعرّف إلى فوائد زيت جوز الهند للشعر
- مطعم في لندن طهاته مربيّات وعاملات نظافة ومهاجرات.. يجذب الم ...
- مسؤول إسرائيلي: العملية العسكرية في معبر رفح لا تزال مستمرة ...
- غارات جوية إسرائيلية على رفح.. وأنباء عن سماع إطلاق نار على ...
- من السعودية والإمارات.. قصيدة محمد بن راشد في رثاء بدر بن عب ...
- شاهد.. أولى الدبابات الإسرائيلية تسيطر على الجهة الفلسطينية ...
- هل انتقلت الحرب الروسية الأوكرانية إلى السودان؟
- فيديو: ارتفاع حصيلة القتلى جرّاء الفيضانات والأمطار في كينيا ...
- فيديو: آلاف المجريين يخرجون في مظاهرة معارضة لرئيس الوزراء ف ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - مؤيد عبد الستار - لا دفاعا عن ايران..... ولا زغرا بالشعلان