أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مؤيد عبد الستار - النسر الاحمر في سماء القطب الشمالي















المزيد.....

النسر الاحمر في سماء القطب الشمالي


مؤيد عبد الستار

الحوار المتمدن-العدد: 992 - 2004 / 10 / 20 - 09:57
المحور: الادب والفن
    


عُرفَ الشاعر كاظم السماوي من خلال شعره ونضاله منذ خمسينات القرن الماضي واقترن بعمله مديرا للاذاعة العراقية ، ورئيسا لتحرير جريدة الانسانية ابان ثورة الرابع عشر من تموز المجيدة ، و لم يكن بعيدا عن ثوار الصين، أيام كان لماوتسي تونغ دويا يسمع في أرجاء المعمورة، ولم تكن قصيدته تُـقرأ بمعزل عن الاجواء الحماسية للتياراليساري الذي قاد الشارع الاوربي والاسيوي والافريقي تحت راية الثورة التي كانت انغامها تعزف في الساحة الحمراء في موسكو ومسيراتها تجوب شوارع بكين ، وطبولها تقرع في غابات افريقيا وامريكا اللاتينية، بدءا من الكونغو، مرورا بكوبا وانتهاءا بشيلي .
يعيش الشاعر السماوي منذ بضع سنوات في العاصمة ستوكهولم ، العاصمة التي اشتهرت برعايتها للعلم والادب من خلال جائزة نوبل التي يتمناها أغلب العلماء والادباء في العالم، ويكاد يغمرك بهدوئه وحكمته وهو يقلب أوراقه في ركن قصي من العالم ، ويدهشك حين تطالع عناوين قصائده التي صاغها على مدى نصف قرن واكثر.
في ديوانه ( الاعمال الشعرية 1950- 1993) الذي صدر حديثا ، تجد فيه كل ما يكشف المشاعر المتوقدة التي جاشت في وجدان الشاعر، ولاضير من ذكر بعض عناوين القصائد التي لها دلالة هامة ، مثل : النسر الاحمر ، الرحيل الاخير ، رحيل ناظم حكمت ، المسيرة الكبرى، رياح هانوي، أغنية الى كوبا، الحرب والسلم، ديان بيان فو.... ولكَ أن تتخيل كم من الاحداث الجسام عاشها الشاعر اذا علمت أنه مازال حتى اللحظة الراهنة يصر على صياغة القصيدة الثورية التي تتغنى بامجاد البطل المناضل الذي لايعرف الحدود والقيود ، ومازال يعمل من أجل عالم عادل يتشح بوشاح الانسانية، ففي قصيدة ( قسم ) التي نظمها عام 1951 يقول:
أنا مشعل السارين في الليل الطويل ، انا الصدى
للثأر ، نقسم ان نرود له القصي الابعدا
للفجر ، للحرية الحمراء ، تعتنق الغدا
مهما دجى الخطب الملم ، وما تجهم وادلهم
فانا هنا، انا عبر هذا الليل عاصفة ودم
انا لا المشانق ، لاالسجون ، ولا القيود، ولا العدم
تلوي باصراري، ولن تزري بنقمتي النقم......
ويقول عام 1992 في احدى قصائده :
الشعر ... تعالى الشعر سنا ً أخضر
مطرا ً، لهبا ً، برقا أحمر
مجدُ الامجادِ ، شموخُ الكبر
أكبرُ ... من حكام العصر
واذا قلبت صفحات ديوان السماوي ستجد فيه القصائد التي حملت أريج الايام الجميلة ، أيام الحلم الثوري ، والحرية الحمراء ، والامل في تحرير الشعوب المستعمرة ، والمناسبات الثورية التي أصبحت اليوم في ذمة الاتحاد السوفيتي والصين الشعبية...
يقول على سبيل المثال في قصيدة الثائر والسلاح ص 266المؤرخة عام 1973:
كان للثورة نجما ، كان أصداء نشيد
كان لايغمض جفنيه وفي الارض جياع وعبيد
كان في المطبعة السرية الحمراء حرفا يحترق
كان فوق الجدر السمراء منشورا وخندق
كان ريحا، كان اعصارا ...وبيرق
.......
كان في كوبا وراء الراية الحمراء زندا ولواء
كان ظلا يتملى وجه غيفارا شموخا ومضاءا
كان في الفيتنام واللاووس في كمبوديا فجر انتصار
وهكذا يتنقل الشاعر بين البلدان التي كانت مسرحا للحرب الساخنة بين المعسكرين الكبيرين امريكا والاتحاد السوفيتي ونادرا ما يجد فسحة من السكينة والهدوء في ظلال نخل السماوة التي يعرج عليها في قصيدته الموسومة السماوة والنخيل والطفولة المؤرخة عام 1959 اي عام ثورة الرابع عشر من تموز ، فيقول :

سماوتي ...سماوة النخيل والشمس
من دون أن تدرين ياحبيبتي ..أمس
زرتك قبل الفجر ياحبيبتي، كالحلم ...كالهمس
جلست تحت سقف بيتنا العتيق
مررت في الدروب والاسواق ...والزمان
يعود بي ...يعود بي ...
وعدت ذلك الصغير
تسير بي الدروب، والزمان
يعود بي ...تغسلني الشطآن ....
في قصيدة للسماوي يمجد فيها الشهيد حسن سريع ،العريف البطل الذي لم يستطع الصبر على انقلاب البعث عام 1963 طويلا، فحمل بندقيته على كتفه وقلبه على راحة يده، ووقف في وجه عصابة القتلة بكل شجاعة ، فاضحا جبن قادة البعث الذين ركعوا أمام ارادة الثوار، وكشفوا عن وجههم الحقيقي ، الا ان ثورته لم يحالفها النجاح ، لاسباب لامجال لذكرها في هذا المقال، فدفع الثوار حياتهم ثمنا في سبيل الحرية، فخلد الشعبُ أسماءهم في سجلات البطولة الخالدة. القصيدة بعنوان وهاج : النسر الاحمر ، وهي مؤرخة في عام 1989 ، يقول :
لاوقت ياحسن السريع
لاوقت ... فاحملنا اليك
في لحظة تسع الزمان
هنيهة تسع النشيد
وتغسل الاشجارَ والايام والجرح القديم
يافارس العشق الربيعي القصير ...
لقد امتزجت في ديوان السماوي قصائد التفعيلة والقصائد العمودية، ففي قصيدة رياح هانوي التي يزيد عدد ابياتها على الخمسين بيتا يقول :
هذي مواكبنا لم تألوا رابضة ً تصاول الثأر آسادا وعقبانا
ياريح هانوي هبي في مرابعنا حمراء .. تلهمنا حقدا وايمانا
وفي قصيدة عراقي يقول :
عراقي ...أيا دفقة من رخاء ويا أملا باسما يُرتجى
سلامٌ عليك ... على دجلـة اذا ما طفا موجه أو جرى
هذه نماذج قليلة من قصائده الكلاسيكية الى جانب قصائد التفعيلة الاخرى.
ولما كان الشعراء يعتنون بمطالع قصائدهم فجعلوها مرصعة ، ويحرصون على خواتمها ، حتى قالوا في ذلك ( مسك الختام ) فقد جعل السماوي مسك ختام ديوانه ، أو اعماله الشعرية ، قصيدة مهداة الى كردستان عنوانها:
كردستان ، وردة الدم ... وردة الجمر
جاء فيها:
مـُجدتِ كردسـتانُ شَـهدكِ علقـمُ للفاتحينَ، ونجمُ ليلكِ أسـحمُ
خمسون عاما والطوارقُ لم تزل في ساحها لاتستكينُ وتُضرم
في كـل عـرق نـقمـة مشـبوبـةٌ وبكل صدرٍ ثورةٌ تـتـضـرمُ
فكانما تـلك الـدماء ذبالـةٌ لاتنطفي أبـدا ولا تـتجهمُ
هي فوق هاتيكَ الروابي رايةٌ حمراء، تخفقُ في الذرى وتُهومُ
ديوان السماوي علامة مضيئة في الشعر العراقي الحديث المعبر عن آمال وروح الانسان العراقي الوثابة والمتطلعة نحو الحرية والعدالة.
.............................................................................................
من مؤلفات الشاعر كاظم السماوي:
أغاني القافلة ، 1950 بغداد
الحرب والسلم ، 1953 بيروت
رياح هانوي ، 1973 بغداد

الى اللقاء في منفى آخر ، 1980 بيروت
فصول الريح ..ورحيل الغريب ، 1993 دمشق
الاعمال الشعرية( 1950- 1993 ) بيروت



#مؤيد_عبد_الستار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المجد لك في الاعالي
- انهيار السلطة الثورية : ملاحظات سريعة
- جريمة الاعتداء على المسيحيين
- خطيئة مصر في رعاية المجرم صدام حسين
- نداء الى السيد وزير العدل مالك دوهان الحسن المحترم
- الشعب الكردي في كردستان تركيا يحقق أولى أمانيه المشروعة
- الديمقراطية : فاكهة الرافدين المحرمة
- الموقف من الجرائم والمسؤولية السياسية للقوى الوطنية العراقية
- الطريق إلى بغداد
- الخزي والعار لمن يلفق التهم : تضامنوا مع د. كاظم حبيب
- حول تفجير مقر الحزب الشيوعي : الإرهاب سيف بلا رحمة
- نداء إلى السيد آية الله السيستاني المحترم
- مجسم الأشياء الهاربة
- البحث عن رئيس مهزوم
- يوسف إدريس ، شهادة في صدام
- رئيس زائف متسربل بعار الهزيمة
- موقع متميز يستحق المساندة والتقدير
- مجلس الحكم العراقي : نحو اطار اكبر وتنظيم أشمل
- الصحاف في قفص الاتهام
- البرلمان التركي والقرار الخطأ


المزيد.....




- بدور القاسمي توقع اتفاقية لدعم المرأة في قطاع النشر وريادة ا ...
- الممثل الفرنسي دوبارديو رهن التحقيق في مقر الشرطة القضائية ب ...
- تابع مسلسل صلاح الدين الايوبي الحلقة 22 .. الحلقة الثانية وا ...
- بمشاركة 515 دار نشر.. انطلاق معرض الدوحة الدولي للكتاب في 9 ...
- دموع -بقيع مصر- ومدينة الموتى التاريخية.. ماذا بقى من قرافة ...
- اختيار اللبنانية نادين لبكي ضمن لجنة تحكيم مهرجان كان السينم ...
- -المتحدون- لزندايا يحقق 15 مليون دولار في الأيام الأولى لعرض ...
- الآن.. رفع جدول امتحانات الثانوية الأزهرية 2024 الشعبتين الأ ...
- الإعلان الثاني.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 158 على قناة الفجر ...
- التضييق على الفنانين والمثقفين الفلسطينيين.. تفاصيل زيادة قم ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مؤيد عبد الستار - النسر الاحمر في سماء القطب الشمالي