أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - عماد علي - بديل النظام السوري بعيدا عن المؤامرات















المزيد.....

بديل النظام السوري بعيدا عن المؤامرات


عماد علي

الحوار المتمدن-العدد: 3548 - 2011 / 11 / 16 - 17:35
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


منذ اندلاع الثورة السورية و نرى التحركات و المواقف المتعددة من قبل الجهات المختلفة، و كل حسب ما تمليه عليه مصالحه، و هذا شيء بديهي و طبيعي لو تعمقنا فيما تفرضه السياسات المتبعة في العديد من بقاع العالم و متطلباتها المتنوعة . تشتد الحالة السورية التي يمكن ان نسميها بالخاصة جدا ان لم تكن مختلفة جذريا ومن العمق عما قبلها و ربما يصح القول بانها ستكون مركز الوصل و المفارقة و نقطة التحول الرئيسية للتغيير المنشود في المنطقة شاملة باكملها، لذا نتلمس بشكل جلي ما يوضح لدينا التدخلات العلنية و التوجهات الواضحة و الصريحة من قبل القوى المختلفة ازاء ما يجري على الساحة السورية و التسابق حول ما و من يتمسك بزمام الامور ، لان التغيير هنا سيستهل ما لدى المتابعين و اصحاب الشان الخطوات التي تنطلق من خلفية السيطرة النهائية على هذه المنطقة الحساسة و التطبيق على الاخر ما تمليه على الجانب المسيطر من المنافع و المصالح الذاتية، و هذا ما ينويه المهتمون بما يجري و يبنون من المواقف من اجل استلام مفتاح الصرح الذي يبنى عند بداية شروق المرحلة الجديدة التي تفرض تداعياتها التحرك و التعامل المختلف من قبل كافة اللاعبين و حتى من هم لحد الان مشاهدين او ينتظرون ادوارهم من على مصطبة الاحتياط في الوقت المناسب .
بعد مراقبة و متابعة دقيقة و بتمعن و تمحيص شديد لكل ما يخص الحالة السورية و من كافة الجوانب، و ما يحصل فيها و حولها و المهتمين بها من اجل قراءة علمية دقيقة و متعددة الجوانب للافعال و الاراء و المواقف التي تطرح من قبل المهتمين او اطراف المعادلة الرئيسيين سواء داخل البلاد او خارجها، و متابعة المتغيرات و ما يحدث من سرعة الاحداث و المفاجئات مع التركيز على ما يهم القوى العالمية و الموالين لها و اتجاه تداول المسالة و ما يفرز منها، تاكدنا بان الطبخات متعددة المنشا و مختلفة الدوافع، عليه يجب ان ننتظر و ان سارت الامور كما هي اليوم اخلالا في ميزان القوى في اية لحظة ، و التي تستند عليه الجهات، و قراءة اطراف الحالة و ما ينتظرون او ياملون الوصول اليه يوضح خفاياها، و الهدف الرئيسي من اجل بقائهم عند ظروف و وضعية بعد التغيير ايضا، يمكنهم فرض كلمتهم على هذه المنطقة الاكثر حساسية من كافة جوانبها عن المناطق الاخرى في العالم .
ان ننفي وجود المؤامرات الخارجية المختلفة الشكل و المنبع على الثورة و النظام السوري يحتاج الى الكثير من الدلائل و ليس العكس تماما، و ليس بشرط ان تكون هناك مؤامرة بمعنى الكلمة و مضمونها الا ان محاولة الجهات المختلفة لدعم التغيير بطرق و وسائل و خطط و محاولة التمسك من قبل البعض بمنظم ميزان القوى و محاولة ميلانه بشكل واضح الى جانبه بالالية و الاساليب التي يتبعها و الطريق التي يتبناها و الهدف البعيد الذي ينشدها من اجل ضمان المصالح و سيطرة طرف معين دون اخر، و تقوية الموقف و الثقل لكتلة او ايديولوجية او عقيدة او تجمع ذات مصالح مشتركة على حساب الاخر هو بذاته يحتاج لجهد و سياسات و يدخل فيها الحيل و الخداع مما يمكن وصفها بانها غير سليمة ، اي انه يمكن ان نعتقد بانه يدخل بشكل ضمنى او غير مباشر او حتى بشكل مباشر في خانة ما نسميها المؤامرة بعينها . اي الخطط و الاستراتيجيات المتبعة في هذه الاحداث المتكررة قد تتحول الى مؤامرة كبرى نتيجة قطع الشعرة الرفيعة بينها و بين العمل الاستراتيجي السياسي عند التطبيق على الارض .
الخلافات كثيرة و مختلفة الشكل و الاتجاه و المنبع، و القوى الاقليمية و العالمية مصرة على التغيير و التحول مهما كلف الامر، لان النقطة التي ترتكز عليها مركز الثقل والتي تعتمد على التجديد لانحدار الكفة يمكن انجازها بعملية وهي الان متمثلة بالثورة السورية، و اختلاف مواقف القوى العالمية يوضح ماهي عليه السياسات الاستراتيجية للقوى الكبرى. و هنا، اي فيما يتعلق بما يجري في سوريا تتوضح التوجهات اكثر و ليس في البلدان الاخرى التي شملها التغييرفي الوقت الذي كان مفاجئا للجميع و لم يكن بتلك الفعالية في حينه من يتحضر بما يلعبه اليوم بقوة ، و هي التوجهات التي تتحمل ما يمكن ان يحدث اليوم من الافعال و المواقف ازاء الثورة السورية بالذات .
السؤال الهام الذي يطرح نفسه و يتعلق بكافة الاطراف و ما يحملون من الفكر و العقليات سواء النظام السوري و ما هو عليه من السمات او الاطراف الفاعلة الاخرى و التي تُسمع اصواتها و هي تجهر علنا في الفضاء بما تنوي و تامل ان تُقدم عليه ، السؤال هو؛ هل يمكن انتظارظهور العقلانية في التعامل او التعقل منقبل قادة الاطراف و احلال البديل المناسب و الضروري الذي لابد منه للنظام السوري الموجودالان بعيدا عن المؤامرات الخارجية و الداخلية المفترضة و التي تحاك من قبل من لم تهمه ما يمس الشعب السوري و مصالحه، و يخرج النظام من هذا الوضع المعقد و الظلام الدامس بماء الوجه، و يخرج الشعب السوري باقل الخسائر، خصوصا التاريخ السوري يتحمل ما يمكن ان يُعتبر منه قادة اليوم من اجل مصلحة الشعب ان كانت تهمه و الشيشكلي اقرب و اوضح مثال حي و واضح للعيان، ام ان القوى الخارجية المساندة له لا تسمح باية خطوة من شانها ان لا تكون لمصلحتها قبل الشعب السوري و لم تدع المياه ان تجري كما تشتهي السفن و تضع مصالحها فوق النظام السوري و شعبه ايضا، كل ذلك على حساب دماء المواطن التي تسفك يوميا .
اذن المسؤولية التاريخية و الانسانية تقع على عاتق النظام و المعارضة المختلفة الانواع في سوريا، من اجل التنازل و التضحية في سبيل الاهداف السامية التي لا تقاس بالمصالح و السياسيات الاعتيادية المتبعة. الجدير بالذكرهنا، ان التوجهات لبعض دول المنطقة حول احداث سوريا لم تنبع من منطلق مصالح الشعب السوري و حقوقه الطبيعية و الديموقراطية و الحرية المنشودة كما تدعي هي باي شكل كان، و معلوم الاسباب لدى الجميع من المواقف التي تريد ان تضعها لصالح الشعب السوري، و انما هدفها هو انهاء الحالة الموجودة و محاولتها الحصول على النتيجة النهائية للمعادلة لصالحها و ان تقع ما تخرج منه هذه البلد و تكون لجانبها و تغيير موقعها السياسي . و هذا ما يفرض على كافة الجهات السورية من النظام الى المعارضة ان تقرا ماوراء الخطوط و الخطوات قبل الاشكال و الالوان و المظاهرو قبل المصالح الشخصية و الحزبية الضيقة .
لازالت الفرصة سانحة و متوفرة الى حد كبير امام النظام السوري بالاخص، من اجل التعامل مع التغيير اللازم بصدق و بامكانه العمل ان كانت نواياه صادقة و نابعة من ضمان تامين مستقبل الشعب السوري قبل المصالح الذاتية. لقطع دابر ما يمكن ان نسميها المؤمرات فيحتاج النظام للعقلية التقدمية الحقيقية للتعامل مع المشاكل و جوهر القضية ، و لا يمكن ايجاد الحل النهائي الا باحلال البديل المناسب لراس البلاد و نظامها. فان كانت مواقف بعض الدول العربية معلومة المصادر و الدوافع الا ان الشدة التي تتبعها تركيا و موقفها المصلحي ليس بغريب عن احد فانها توضح مدى محاولتها الاستفادة من الحالة في المنطقة منتهزة الفرصة من اجل تخطيها المشاكل المستعصية الداخلية التي تمر بها باستخدامها الطرق الخارجية البديلة، و هذا ما يدفعها الى تنفيذ خططها الاستراتيجية و نواياها و طموحها الامبراطوري التي تريد انعاش امجادها و تحقيق احلامها على حساب الشعوب الثائرة التي تعاني من استبداد و دكتاتورية انظمتهم، و يمكن قطع دابر المؤامرا الخارجية بخطوات اصلاح حقيقية و جذرية مبتدأة بتنحي رئيس البلاد و تغيير ركائز النظام بسلام و امان و احلال البديل المناسب و الملائم لمتغيرات العصر في المنطقة، و عندئذ يمكن ان تكون سوريا مثالا للنقلات و التغييرات الديموقراطية التي تحتاجها المنطقة باكملها، و حتى للدول التي تدعي انها تقف الموقف المعلوم من سوريا من اجل الديموقراطية و هي تحرم شعوبها من مزاياها . فهل يفعلها النظام السوري في اخر المطاف .



#عماد_علي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دولة كوردستان الديموقراطية - القضية و الحل -
- هل تعترف امريكا بحق تقرير المصير للشعب الكوردي
- ما المانع من خروج العراق من الوحل
- يحق للمراة ان تقود الشعب و لا يسمح لها قيادة السيارة
- تنبهوا للشوفينية الجديدة في بغداد ايها الاحرار
- اسلامية ايران بين مرض الجوز و تسميم نهر سيروان
- ليس الا تبادل للادوار بين تركيا و اسرائيل
- فلتكن الثورة السورية مستقلة و لا ثقة باردوغان
- سحابة صيف صفراء لتغطية نشر الدرع الصاروخي
- هل تعتذر اسرائيل من الشعب الكوردي
- عقدة الحرب الباردة و تاثيراتها على متغيرات العصر
- كيف نقرا مواقف روسيا و امريكا حول ثورات العصر
- لماذا التخوف من مابعد ربيع الشرق الاوسط؟
- تبين ان من يدعم الاسد هو المالكي و ليس الطالباني
- هل يستحق الاسد كل هذا الدعم يا سيادة الرئيس العراقي ؟
- سقط الصنم الرابع و ما تبقى على الطريق
- بالامس ايران و اليوم طوران
- على الشعب و حكومة كوردستان دعم الثورة السورية
- الصحوة المتاخرة لبعض حكام العرب تجاه الثورة السورية!!!
- على كل دولة ان تهتم باولوياتها كي تستقر المنطقة


المزيد.....




- -شعلته لن تنطفئ-.. مهرجان -جرش- سيقام في موعده
- الموت من أجل حفنة من -الدقيق- في قطاع غزة
- صواريخ إيرانية تصيب مستشفى في جنوب إسرائيل ونتنياهو يتوعد إي ...
- باكستان: أزمة المناخ تغلق مدارس وتهدد مستقبل التعليم في البل ...
- اتفاق الشراكة الاستراتيجية بين طهران وموسكو.. هل يلزم روسيا ...
- هذا ما قاله نتنياهو من موقع مستشفى سوروكا الذي أُصيب بضربة إ ...
- في ظل سعيها لتدمير قدرات إيران.. ماذا نعرف عن برنامج إسرائيل ...
- مصر.. الحكومة تطمئن المواطنين: لدينا مخزون كاف من السلع الأس ...
- الأردن: إصابة طفلين وأضرار مادية جديدة جراء سقوط مسيّرات
- بوتين وسوبيانتو يوقعان إعلان شراكة استراتيجية وإنشاء منصة اس ...


المزيد.....

- اليسار بين التراجع والصعود.. الأسباب والتحديات / رشيد غويلب
- قراءة ماركس لنمط الإنتاج الآسيوي وأشكال الملكية في الهند / زهير الخويلدي
- مشاركة الأحزاب الشيوعية في الحكومة: طريقة لخروج الرأسمالية م ... / دلير زنكنة
- عشتار الفصول:14000 قراءات في اللغة العربية والمسيحيون العرب ... / اسحق قومي
- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - عماد علي - بديل النظام السوري بعيدا عن المؤامرات