أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عماد علي - ما المانع من خروج العراق من الوحل















المزيد.....

ما المانع من خروج العراق من الوحل


عماد علي

الحوار المتمدن-العدد: 3507 - 2011 / 10 / 5 - 09:27
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


يقول توفيق الحكيم ؛ المصلحة الشخصية هي دائما الصخرة التي تتحطم عليها اقوى المباديء، هذا ان كان هناك فقط المصلحة الشخصية هي الوحيدة التي تمنع المسيرة او اي عمل من اجل التغيير او التقدم لبلد ما، فما بالك في الحال التي نحن فيها و نحن وسط الظروف المعلومة و التي نعيش بما فيها رغما عنا، وما نلمسه اننا وسط ساحة تجتمع فيها المصالح الغفيرة المختلفة من الحزبية و العقيدية و الدينية الى المذهبية الخانقة، اضافة الى ما هو الموجود اصلا لدى اكثرية القادة و الراعين من المصالح الشخصية القحة المعيقة لتحقيق ابسط الاهداف العامة .
رغم المحاولات المتعددة هنا و هناك للخروج من عنق الزجاجة التي نحن محصورون فيها و افساح المجال امام الجميع من خلال توسيع الطريق للمشاركة في بناء ما تم هدمه رغم التدخلات المختلفة ، الا ان العملية السياسية التي اصبحت عالة على المواطن و تطلعاته، اجبرت العراق ان يغوص عمقا في الوحل و لم يُرى افقا للخروج منه لحد اليوم ، و وسط كل تلك المعرقلات العديدة التي تحتاج لمن يزيحها و لمن هو القادر على تجاوز المصالح التي تفرض نفسها عليه و يمكنه النجاح، لم نجد من يستحق ان يكون في الطليعة في ادارة و قيادة البلاد، وكل ما نلمسه الان انه تتعقد الامور جميعا يوما بعد اخر، لاسباب و عوامل عديدة رغم وجود بعض ممن يروم الى التقدم لطرق باب النجاة بعد من حاول و فشل عدة مرات و بعد فترة وجيزة من ولوجه في التوغل في عمق العملية السياسية من اطراف مختلفة . و كما يقول المثل او الحكمة الجميلة التي تنطبق على اكثرية الملمين بالوضع السياسي و من يتصدر في بسط نفوذه وهي؛ ان من يملك نصف علم اخطر من من يجهل بشكل قاطع، فان جهل الدكتاتورية المقيتة في حينه بما يدور في العالم و ما يتوجب على البلد تغييره لم يؤثر من جوانب عدة بشكل جذري على حياة المواطن بما نحسه اليوم ،فقد سيٌرت البلاد من نواحي عدة بمستوى ما كان لديها من القدرة العسكرية و العقلية الفرضية، و كان الواقع يتماشى ما اقدمت عليه مع ما يلائمه من التطلعات المتجمدة و الساقطة في اكثر الاحيان، وكان البلد منعزلا عن العالم و بعيدا عن المفاهيم الجميلة من الحرية و الديموقراطية التي كانت تتمتع بها الشعوب العديةة للبلدان المتقدمة، الا ان اليوم و ما نحن فيه نجد من بين من ارتفع شانه فجاة، وحتى بفعل الصدفة و القدر، وهو من يدعي التزامه بمتطلبات المرحلة زيفا و اتكاله على العصرنة لفظا فقط، و يدعي بانه هو من ينقذ البلد و هو البطل الاسطوري لنقل البلد الى ما وراء ستار و حواجز الخطر الملحق به من كل جانب ، و سرعان ما يُكتشف ما لم يُر منه من قبل من عدم اكتمال السمات و الصفات و المواصفات الملائمة المرادة منه لانجاح الواجب الملقاة على عاتقه والتي يتطلبها جوهر و معطيات و تداعيات و ظروف العملية المعقدة التي تفرض نفسها على القائد الحقيقي الذي يتبوء المراكز الحساسة، و سرعان ما تؤول الامور الى الفشل للنقص في المتطلبات الضرورية من البنى التحتية و الفوقية للبلد في ظل انعدام السمات الحقيقية للقائد المطلوب . و القادة المعتلين فعلى الكرسي الدوار لظرف ما لم يصلو الى دور التكامل في قراءة ما يحتاجه العراق بشكل صحيح و شفاف و حقيقي وفق ما يتميز به هذا البلد، اي لم يكتمل علمهم للوصول ما يمكنهم من ايجاد الوسائل المناسبة لانقاذ العراق ، بل على العكس يثبتوا يوما بعد اخر التزامهم بمفاهيم و عقليات و امور لا تصح و لا تفيد و لن تدعم من يريد ان يقود البلد بشكل حيادي ، و كل من تبوء لم يتمكن من ان يزيح جزءا من هموم المواطن العراقي بل ازداده حملا ثقيلا من القهر و الهموم و دفعه الى التمزيق و التفريق و جعل الثغرات اكثر اتساعا بين صفوفهم، لانه لم يمتلك العلم الكافي بل نصف علم بما يجب ان يمتلكه من الملكة الخاصة و سمات القيادة الحقيقية و التي تفرضه سمات العراق الخاصة و طبيعة مجتمعه و مكونات شعبه المختلفة .
المصيبة في الامر، كلما انبرى احد منهم و ادعى بانه الاصلح و الاصح و لا يمكنه ان يخطيء و ان كان غارقا حتى العنق في اخطائه توضح فيما بعد مدى جهله ، و هذا ما يدع اي مراقب ان لا يتفائل بالمستقبل القريب للوصول الى المبتغاة، و ما يحتمل ان يبرز من القادة المناسبين للمرحلة الجديدة قبل الحركة المطلوبة لنجاح العملية المتعددة الاوجه.
و كما يقول البرت انيشتاين؛ اذا احس احد انه لم يخطيء ابدا، فهذا يعني انه لم يجري اي تغيير جديد في حياته . و ما اكثرمن في العراق ما يعلن بانه لم يخطيء في حياته . فقادتنا يعيشون جسما و زمنا في القرن العشرين و لم يغادروا فكرا و عقلية و التزاما بالمباديء التي فرضتها العقود الماضية و الغابرة ايضا ، لذلك لا يحتسبون ما هم عليه و ما يفعلون خطئا و مرٌ عليه الزمن، و هذا ما ينطبق عليهم ما فكر و افتى به انيشتاين بانهم متمسكون بالماضي و لم يجروا تغييرا ولو بسيطا بما يمكن ان يلائم اقوالهم و افعالهم مع ما هي عليه المرحلة الجديدة و العصر الحديث .
اما المعوقات المادية المختلفة، فحدث و لا حرج ، هذا اضافة الى الى انعدام الارادة و الثقة و فقدان الايمان بتحقيق اهداف الشعب، و يكثفون جهودهم على العمل فيما تتطلبه المصالح الخاصة ضاربين بعرض الحائط امال و امنيات الشعب . و بهذا الواقع و ما نجن فيه نجعل الوحل اوسع و الغوص اعمق و اشد .
يقول فرانك لويدراين في هذا الصدد؛ في الحياة تتحقق دائما الاشياء التي نؤمن بها من داخلنا بانها ستتحقق، فان اردنا الشيء ان يتحقق فكل ما علينا هو ان نؤمن بانه سيتحقق. و هذا غير موجود بتا لدى من يدير العراق، لا نلمس من يؤمن في داخله بان الوصول الى شاطيء الامان ممكن لاسباب و عوامل مقنعة و واقعية . و لم نجد فردا من الشعب ايضا و في هذه الاونة بالذات ان يؤمن في قرارة نفسه بان ما يريده الشعب سيتحقق ، و لا يعتقد في داخله بان ابسط الامورو المشاكل العالقة التي تخص الجميع ان تكون في طريقها الى الحل. لذا يمكن ان يكون العائق الكبير موجودا اصلا في كيان و جوهر المواطن العراقي و ما تبقى له و ما توارثه ، و عقد الامر و زاد الطين بلة بما تسير عليه العملية السياسية و تعقيداتها خلال هذه السنين المنصرمة . اضف الى ذلك ما يدفع العديدن و في مقدمتهم المتنفذين الى ارتكاب الاخطاء و عدم الاعتبار لاي قيم دون اي وازع، هو انعدام تاثيرات الضمير الحي على عمل و توجه و تفكير الجميع دون استثناء. فبقول تيودور دايزر؛ ان الضمير لا يحول ابدا دون ارتكاب الخطيئة، لكنه يمنع التمتع بها. فنجد من تعمق في الفساد و ارغم انفه فيما فرضه عليه انعدام ايمانه ولو الضيق بالمصالح العليا و زخر كل ما لديه من القدرة من اجل الفلاح في الحصول على ما يؤمٌن له الحياة و ما يكتسبه من المصالح الخاصة، و هذا ما يؤدي الى ما يفسد الحال مطلقا و يقلب الوضع العام راسا على العقب، و ان تراجع بصحوة ضمير بعد فوات الاوان ايضا، الا انه ربما لم يتمتع بما حصل عليه ربما جراء عذاب ضمير و لكنه لم يتراجع و يسير على ما ولج فيه!، و ان صح من ما ادعاه من الصحوة حتى، و لكن ما اضر بالشعب لم تصلحه الندامة بعد حين .
على الرغم من وجود الموانع و المعرقلات في طريق اخراج العراق من الدوامة التي وقع فيها الا ان هنا و هناك محاولات فردية غير مجدية ، فلن يصيبها النجاح، فالاستمرار و الدوام و التركيز مفيد ولو بشكل فردي لايجاد البديل الممكن ، و لكن الانتظار من اجل الوصول الى ما هو المنتظر قاتل و يحتاج لقوة الارادة و الصبر، و كما يقول باولو كويلو؛ ان الانتظار مؤلم و النسيان مؤلم ايضا، لكن معرفة ايهما تفعل هو اسوأ انواع المعاناة. فاننا في طريقنا الى معرفة ما تفعله بنا احدهما و لكن الامل تبقى موجودة و ربما نرى ما يمكننا من القفز من عمق الوحل و انٌا لحينه منتظرون .



#عماد_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يحق للمراة ان تقود الشعب و لا يسمح لها قيادة السيارة
- تنبهوا للشوفينية الجديدة في بغداد ايها الاحرار
- اسلامية ايران بين مرض الجوز و تسميم نهر سيروان
- ليس الا تبادل للادوار بين تركيا و اسرائيل
- فلتكن الثورة السورية مستقلة و لا ثقة باردوغان
- سحابة صيف صفراء لتغطية نشر الدرع الصاروخي
- هل تعتذر اسرائيل من الشعب الكوردي
- عقدة الحرب الباردة و تاثيراتها على متغيرات العصر
- كيف نقرا مواقف روسيا و امريكا حول ثورات العصر
- لماذا التخوف من مابعد ربيع الشرق الاوسط؟
- تبين ان من يدعم الاسد هو المالكي و ليس الطالباني
- هل يستحق الاسد كل هذا الدعم يا سيادة الرئيس العراقي ؟
- سقط الصنم الرابع و ما تبقى على الطريق
- بالامس ايران و اليوم طوران
- على الشعب و حكومة كوردستان دعم الثورة السورية
- الصحوة المتاخرة لبعض حكام العرب تجاه الثورة السورية!!!
- على كل دولة ان تهتم باولوياتها كي تستقر المنطقة
- هل يتجه العراق نحو ايجاد نظامه السياسي الملائم ؟
- هل انبثقت التعددية السياسية في العراق؟
- ضرورة الاحتجاج امام سفارات الدول ذوات المواقف المصلحية ازاء ...


المزيد.....




- رسالة طمأنة سعودية للولايات المتحدة بشأن مشروع الـ 100 مليار ...
- جهاز مبتكر يزرع تحت الجلد قد ينفي الحاجة إلى حقن الإنسولين
- الحكمة الجزائرية غادة محاط تتحدث لترندينغ عن واقعة يوسف بلاي ...
- ماذا نعرف عن -المنطقة الإنسانية الموسعة- في غزة؟
- ماذا نعرف عن -المنطقة الإنسانية الموسعة- التي خصصتها إسرائيل ...
- شاهد: ترميم مقاتلة -بوليكاربوف آي-16- السوفياتية الشهيرة لتش ...
- اتهامات -خطيرة- ضد أساطيل الصيد الصينية قبالة شرق أفريقيا
- اكتمال بناء الرصيف البحري الأمريكي لنقل المساعدات لقطاع غزة ...
- كينيدي جونيور يوجه رسالة للعسكريين الغربيين عن تصعيد خطير في ...
- ضابط أمريكي متقاعد ينصح سلطات كييف بخيار سريع لتجنب الهزيمة ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عماد علي - ما المانع من خروج العراق من الوحل