جميع أنفاق الحياة لا تؤدي إلا إليك

عبد الله شطاح

الحوار المتمدن-العدد: 3537 - 2011 / 11 / 5 - 22:13
المحور: الادب والفن
    

جميع أنفاق الحياة لا تؤدي إلا إليك

الفجر في هذا الشتاء لا يؤدي إلا إليك
والظهر
والمطر الهتان
والبرد المدجج بأحزان المساء
جميع أنفاق الحياة لا تؤدي إلا إليك
وكل صبح طالع من بين ضلوعي
يئن مثل المركب المشقوق
من يمينه إلى شماله
ومن شماله إلى يمينه
من سفله إلى علوه
ومن علوه لسفله
سفينة عتيقة تصفعها الرياح
والملح، والعواصف البحرية الهوجاء
يدفعها الظلام، والنجم الشمالي المرعوش
والجوع الخرافي، والعمر، وعنفوان التيه
إليك.
العمر في هذا الشتاء البحري يبحث عن مينائه
النهائي
يبحث فيك عن محيطه المفروش بالياسمين
المدلى من خصور الجواري والإماء
عن البخور
وتعويذة الميلاد:
بين يديك
تموز
نرسيس أم أزوريس
ليس يهمني المجد الغشوم
ولا خلود أرباب السماء
خطاي تقودني والشراع الممزق
ولفح أمطار المساء
أليك
يدفعني اليتم ـ وقد يهدني اليتم المبكرـ
فما أنا إلا لحم ودم
وقد تقدوني هشاشتي إلى البكاء
وقد تخونني رجولتي
وقد تخور قوتي
فيلقيني الضعف عن صهوتي
وقد أبيع أدرعي للقمار
وقد أدين بثروتي للخمار
ولكنني
زاحفا على يدين من عجين
أو على جناح الرخ المؤجر بعقيق واد الجن
أو بآخر عضو نابض في قوتي
سوف أجيء باحثا عن المدد
وعن روح جديدة
وعن جسد
وعن محيط آخر أجوبه
شرقا وشرقا
مرة ومرة
حتى يردني النوء الشمالي إلي يديك
وإلى رحيق مقلتيك
وينبت الريش الحرير
فوق جناحي
وفوق صواري سفينتي الهوجاء
ويدعوني النوء الشمالي من جديد
ويدفعني المساء والشتاء والأبد
إلى رحيق مقلتيك.

عبد الله شطاح

#عبد_الله_شطاح (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل