أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - علي مهدي الاعرجي - رجال الدين و الحداثة















المزيد.....

رجال الدين و الحداثة


علي مهدي الاعرجي
انسان

(Ali Mahdi Alaraaji)


الحوار المتمدن-العدد: 3533 - 2011 / 11 / 1 - 08:01
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


يرى البعض من رجال الدين إن الحداثة هيه استخدام المفردات المعاصرة أو ما يسمى بمفردات الحداثوية و التخاطب بها . واهمين أنفسهم بأن الدين هو مصدر التشريع و الإلهام لكل قوانين الحياة و بهذا يكون الدين دستور فاعل لكل الأزمنة و لكل الأوقات مبتعدين عن معنى الحداثة الحقيقي .مضللين انفسهم ببعض الكلمات التي لم تقدم أو تضفي على الحياة المعاصرة من شيء .حيث تطلعات الانسان المعاصر المتجاوزة بل العابرة لجميع فضاءات الدين و السياقات القديمة المترسخة في أذهان وعقول الكثير من الناس و على وجه الخصوص المتدينين منهم حيث يوكلون كل شيء إلى قوة الغيب و المجهول وهذا بحد ذاته منافي إلى الحداثة و إلى قيم وافكار الانسان المعاصر الباحث عن الحقيقة في شتى السبل و الوسائل . حيث القيم المتغيرة و القوانين الجديدة الشاملة لكل مرافئ الحياة . نعم أنا لاختلف في وجهة النضر القائلة ان الديانات جاءت بقانون جديد وحديث في عصور نزولها وتطبيقها وكانت منصفة أنا ذاك .لكن اليوم العالم في موجة تغير حداثوية على جميع الأصعدة من الصعب جدا نص قانون أو دستور ثابت لها فهيه في حالة التجديد و التغير المستمر ومن الصعب الثبوت أو الوقوف على قانون واحد لان المستجد يمحي ما سبقه . هذا لم يقتصر على وجهة دون اخرى بل شمل جميع مرافق الحياة ومجرياتها . إذا ما عدنا في التفكير وحاولنا المقارنة في القوانين الدينية و بشكل أوضح القوانين التشريعية نرى إن الانسان المعاصر قد وضع قوانين جديدة فاقة بمضمونها ومحتواها النصوص التشريعية والنصية الثابت الغير قابلت للتغير أو الجدل كما يراه رجال الدين . القانون الوضعي الحديث مسخ أو لعلي أن أقول لغا العديد من ألقوا نين السماوية و أصبح العالم اليوم يدار بقوانين من وضع الانسان !!! ليس هذا يعود بالنقص أو الابتذال على النصوص الدينية السابقة بل إنه من منجزات العقل البشري الحديث وهذا لا يعيب الذات الإلهية في شيء فعلى سبيل المثال الانسان يملك العديد من الصفات لا يمكن للذات الإلهية ملكها مثل الزواج و الإنجاب والاكل والشرب و النوم وما شابه ذلك . وكل هذا لم يعد نقص وعيب في الذات الإلهية التي تعد مصدر التشريع والتنزيل للنصوص الدينية . بهذا يمكن القول إن القوانين الإلهية ليست بالضرورة أن تكون سارية المفعول إلى نهاية العالم .وان قلنا إن الانسان وضع بعض القوانين فهذا لا يدل على التجاوز على الله أو الذات الإلهية إنما هي وليدة الحاجة والتغير وكذلك نجد إن الله مسخ بعض القوانين و أبدلها بأخر . هذا النسخ لا يدل على النفي أو الانتقاص على ما نص عليه من قبل بل هو إشارة إلى التغير و التجديد طبقا إلى حاجة الانسان في هذ الفترة . فلو أسلمنا بائن النصوص هيه المصدر الواحد للتنصيص فما حاجة العقل البشري ؟؟؟ و كل شيء موكل إلى قانون ثابت .أصبح من الأفضل أن نسلم و نؤمن في قانون الغابة و الحيوان و نتحول إلى ألة تفعل الشيء ولا تنفعل . ما فرق الانسان هنا عن الألة إذ لم يستخدم العقل وسياق التفكير .الغريب ما في الأمر إن الله يحاسب الانسان على أفعاله العقلية المتحركة لا على أفعال الجمود . فلو أسلمنا إلى نضرة القانون الواحد السائد في كل زمان ومكان أصبحت الحياة جامده لا تملك التغير و هذا بذاته منافي إلى قوانين الحداثة والتغير بل منافي إلى قوانين السماء و التي يمكن لي أن أشبهها بقوانين حركية والله يؤمن بالتجديد و التحديث . الدليل على هذا التغير من فترت إلى اخرى يمكن لنا أن نجده في نصوص التشريع. بل وحتى التغير في الشريعة نفسها اليهودية لاتشبه بتشريعها المسيحية و ما جاء في التوراة والانجيل ليس كما جاء به القران الكريم وهذا خير دليل على إن التغير مستمر مع الزمن .بل حتى في ذات الله جل وعلى فهو يقول عن نفسه كل يوم هو في شأن وحسب رأي المفسرين إنه يغير في أحوال العباد من حال إلى حال وهذا بذاته دليل على إن الله لا يقبل للإنسان الثبات على وجه واحد بل التغير و أرى خير دليل أن التغير والتجديد يعد من الصفات الحسنة .نعم لربما يقول البعض إن الحداثة تملك أثار سلبية وهذا صحيح إذ لم تكن تملك السلبيات أصبح متعذر علينا رؤية الإيجابية . عندما اعتنق الناس في سالف العصور الديانات لم يكن من فراغ أو أهواء إنما جاءت بقوانين أحدث من ما نصت عليه في ذلك العهد وعالجت سلبيات ذلك العصر وطرحت مفاهيم جديدة يستسيغ لها المرء. فمن كان مالك لعقل نيرة تبعها ومن ضل متمسك بعرفه القديم هلك .هكذا هو الحال اليوم رجال الدين يتمسكون بعرفهم القديم و لا ينظرون إلى الواقع الجديد . لم يخفى إنهم حاولوا إدخال المفردات الحديثة على القديم لكنهم وضعوا أنفسهم في مأزق كبير مثلهم مثل الباسط كفيه إلى الماء . هم يطالبون في الدين دستور للبلاد ومن باب أخر يطالبون بانتخابات ديمقراطية و يدعون الى حقوق المواطنة حيث الجميع أمام القانون متساوين وهذا يخالف النصوص الدينية . لا يمكن مساواة المسلم بالكتابي ولا حتى الكافر . و إن تم هذا يعد خرق كبير للقانون السماوي. على سبيل المثال على الكتابي دفع الجزية للمسلم إذا كان ساكن في أرض مسلمة ودولة مسلمة و الكافر يقع عليه القصاص اي القتل و العديد من الأمثلة . لكن أمام القانون الحديث كل الناس متساوين بغض النضر عن الدين والانتماء وهذا باب من أبواب الأشكال الكبير .في أحد الأيام كنت أستمع إلى أحد المشايخ و هو يخطب خطبته العصماء مستخدم بعض المفردات مثل العولمة و ديناميكية الحياة و غيرها معرجا في القول إنه رجل دين ويستخدم النقال ويجلس على الكومبيوتر لساعات ويطلب من الناس مراسلته على البريد الإلكتروني وعندما أنهى حديثه قال يدعون أعوان الشيطان إن الدين ورجاله بعيدين عن الحداثة وكيف هذا ونحن تستخدم مفردات الإنسان المعاصر و الأجهزة الحديثة !!!!! هذه هي فكرة الحداثة لدى العديد من رجال الدين المجادلين إلى اليوم بأن شجرة الباذنجان هيه أول من أمن بنبوة محمد أم لا ؟؟!!و إن الديك رأى الملائكة والحمار رأى الشيطان !!!!!و إذا دخلت الحمام فدخل باليمين وتختم في اليمين ولا تأكل في يدك اليسرى لأن الشطان يأكل معك !!!!! حقا إنهم محدثين لا بل محدثين.



#علي_مهدي_الاعرجي (هاشتاغ)       Ali_Mahdi_Alaraaji#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رؤية عراقية وعامة في الموت و وسائله
- افعل ما شئت وقل بسم الله
- تساؤلات هل الخريف الأمريكي امتداد الى الربيع العربي
- العراق جمهورية دستورية أم مرجعية دينيه
- بال سالجك سكرتير لجنة شبيبه الحزب الشيوعي في المجر حياته و ن ...
- بال سالجك سكرتير لجنة شبيبه الحزب الشيوعي في المجر حياته و ن ...


المزيد.....




- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن ضرب -هدف حيوي- في حيفا (في ...
- لقطات توثق لحظة اغتيال أحد قادة -الجماعة الإسلامية- في لبنان ...
- عاجل | المقاومة الإسلامية في العراق: استهدفنا بالطيران المسي ...
- إسرائيل تغتال قياديًا في الجماعة الإسلامية وحزب الله ينشر صو ...
- الجماعة الإسلامية في لبنان تزف شهيدين في البقاع
- شاهد: الأقلية المسلمة تنتقد ازدواج معايير الشرطة الأسترالية ...
- أكسيوس: واشنطن تعلق العقوبات على كتيبة -نيتسح يهودا-
- آلام المسيح: كيف حافظ أقباط مصر لقرون على عادات وطقوس أقدس أ ...
- -الجماعة الإسلامية- في لبنان تنعي قياديين في صفوفها قتلا بغا ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن اغتيال قيادي كبير في -الجماعة الإسلامي ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - علي مهدي الاعرجي - رجال الدين و الحداثة