المرأة العربية في مستقبل الربيع العربي...ضرورة ملحة لترسيخ الديمقراطية

أسماء صباح

الحوار المتمدن-العدد: 3530 - 2011 / 10 / 29 - 21:25
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    

ربيع عربي يعني انتفاضة من أجل حقوق الانسان، وحقوق الانسان تشمل في طياتها حقوق النساء والرجال والاطفال على حد سواء، وعلى أي نظام يرتفع الى السلطة في بلدان الربيع العربي ان يكون قادرا على حماية واحترام حقوق الانسان، وان لم يكن قادرا على ذلك فهذا يعني انه من المستحيل ضمان الامن للشعوب.
ان المرأة عامل لا يستهان به في هذه التغيرات التي حصلت ولذلك تم منحها جائزة نوبل، فتوكل كرمان اليمنية تمثل كل النساء العربيات اللواتي وقفن في وجه الظلم والتعنت والقهر الذكوري للانظمة، ولذلك فهي تستحق، وغيرها، التقدير والاحترام وتوسيع المجال لها لتلعب دورا اساسيا في تشكيل مستقبل البلاد.
ان النساء والرجال يعانون من نفس المشاكل في الدول العربية، فارتفاع البطالة تطال الجنسين، وكذلك انخفاض الدخل لمن يعمل منهم، الا ان المرأة تعاني اكثر من الرجل من خلال عيشها في مجتمع ابوي، والذي يلقي بظلاله على كل مناحي حياتها ويشكلها كما يشاء منذ الصغر، فتلجا الكثير من الفتيات في حال السماح لهن باكمال التعليم الى اختيار المهن المحبذة للنساء، ويتم افهام المرأة بأن هذا ما يرضي الثقافة والدين، الا ن هذه التفسيرات لن تكون كافية في المراحل والسنوات القادمة ولن تكون مقنعة فلدينا جيل من الفتيات الواعدات والمثقفات دينيا ودنيويا وهن قادرات على مجادلة هؤلاء.
ولعل المشكلة تكمن في رغبة بعض الحكومات والسياسيين في تغير وضع المرأة في بلادهم، وتحت ضغط خارجي، يصدرون بعض القوانين كما حصل في المملكة العربية السعودية، الا ان هؤلاء لن يسلموا من الانتقادات الداخلية ومن القوى المحافظة في المجتمع رجالا ونساء، فكيف يمكننا ان نتصور حصول المرأة السعودية مثلا على حق القيادة والتصويت واحتلال وظائف مهمة في الدولة دون التسبب في ردود افعال غاضبة في مجتمع اعتاد ان يخبىء المرأة وراء برقعها؟
فالأمن لا يأتي من خلال القوة العسكرية في اي مجتمع، وانما ياتي من خلال تكافؤ الفرص والشعور بالامان، فعندما يشعر الرجال والنساء بالامان الاقتصادي والتعليمي والثقافي والاجتماعي عندها ستستطيع الدول حماية نفسها ومواطنيها بفضل ما أمنته لهم، اما اذا ترك المواطن من غير امان يذكر فذلك معناه ان وضع الدولة الداخلي والخارجي سيظل غير مستقر.
ففي فلسطين مثلا، خرجت النساء الفلسطينيات في اوائل الثورات على البريطانيين وتحدين السلطات، ووقفن امام الرجل، كن مقدامات وغير خائفان بل يضعن هموم الوطن ومصلحته نصب اعينهن، واليوم يتمزقن بين الاحزاب العلمانية والاسلامية، ولم تعد اي قضية تجمع هؤلاء، ولأن الهدف الاسمى للمجتمع الفلسطيني ان يضع حدا للاحتلال الاسرائيلي فعليه ان يستعيد وحدة الصف ذكورا واناثا باتجاه واحد ولتكن بوصلتهم موجهة نحو الاحتلال وليس التشرذم والاختلاف فيمن هو على حق، فالوطن دائما على حق، ونحن ان اختلفنا فسيبقى الوطن يجمعنا ويوجهنا لذات العدو، فالرجال الفلسطينيون لا يستطيعون ان يقفوا وحدهم في مواجهة هذا العدو المتغطرس وهم بلا شك بحاجة للنساء من اجل المواجهة الاخيرة...
ومن هنا تكمن اهمية مشاركة النساء في صنع المستقبل القريب، لأننا باستثناءهن نكون قد خسرنا مواطنات سيدفعن بعجلة التقدم الى الامام بشكل ملحوظ وسريع، سيما ان النساء مخلصات ومتقنات لعملهن بالرغم من كثرة مسؤولياتهن فانهن يتميزن بالقدرة الشديدة على التركيز وان تعددت المهمات...

#أسماء_صباح (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات